هل بدأ أفول عصر "غوغل" لحساب محرّك بحث مايكروسوفت؟

"الذكاء الاصطناعي سيغيّر الطريقة التي نبحث بها، وسوف يستمرّ في القيام بذلك في المستقبل، وستساعد نسخة من برنامج روبوت المحادثة في تشغيل محرّك بحث "بينغ" من مايكروسوفت

هل بدأ أفول عصر

(Getty)

لا يزال "تشات جي بي تي" أو كما يطلق عليه "روبوت المحادثة"، مثار حديث خبراء التكنولوجيا في العالم بأسره، بعد إطلاقه في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، وهو ما قد يتحوّل إلى "ثورة في الطريقة التي نبحث فيها عن المعلومات عبر الإنترنت"، وذلك بعد أن أعلن عمالقة التكنولوجيا مثل غوغل ومايكروسوفت، بإدخال الذكاء الاصطناعي في محرّكات البحث الخاصّة بها، كما جاء في تقرير نشره موقع "بي بي سي".

وحسب التقرير، وبعد سؤال روبوت المحادثة حول الفروقات التي قد يحدثها الذكاء الاصطناعي في حياة المستخدمين، قال "تشات جي بي تي"، إنّ "الذكاء الاصطناعي سيغيّر الطريقة التي نبحث بها، وسوف يستمرّ في القيام بذلك في المستقبل، وستساعد نسخة من برنامج روبوت المحادثة في تشغيل محرّك بحث "بينغ" من مايكروسوفت".

واعترف روبوت المحادثة بأنّه يواجه تحدّيات تتعلّق بالهيمنة التي تفرضها شركة غوغل في هذا المجال… واعتمادًا على بيانات التدريب الخاصّة بي (حتّى عام 2021)، يعدّ غوغل محرّك البحث الأكثر شيوعًا".

من جهته، قال أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة أكسفورد عن روبوت المحادثة "تشات جي بي تي"، مايكل وولدريدج، إنّ" أحد أسباب انتشار هذه التقنيّة على نحو سريع، هو أنّ هذه هي المرّة الأولى التي يستطيع فيها أيّ شخص لديه متصفّح ويب، تجربة الذكاء الاصطناعي، حسب التقرير المنشور.

وأطلق مستخدمون على روبوت المحادثة اسم "قاتل غوغل"، وذلك لقدرته على تقديم إجابات شاملة، بدلًا من إظهار روابط المقالات والمواد فقط، ويعتبر كثير من خبراء التكنولوجيا، أنّ هذه التقنيّة تمثّل ثورة نوعيّة في محرّك بحث بينغ التابع لمايكروسوفت، حيث أجبر الروبوت كذلك، شركة غوغل على إطلاق "بارد"، وهو روبوت المحادثة الذي لا يزال قيد التجربة.

وحسب التقرير، فإنّ "المحادثة بين الروبوت والبشر، تعتمد على تقنيّات معالجة اللغة الطبيعيّة"، وذلك بعد أن طُلب من تشات جي بي تي أن يشرح ببساطة، ما هو روبوت المحادثة.

ويأمل خبراء في أن تتمكّن محرّكات البحث، فور دمجها مع روبوت المحادثة، من تزويد المستخدمين بنوع مختلف من النتائج.

وتقول الأستاذة المساعدة في جامعة زيورخ، بيث سينغلر "عوضا عن إعطائك قائمة بالمواقع الإلكترونيّة، سيتمّ منحك نافذة صغيرة تطلّ من خلالها على الموقع على الإنترنت، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بتلخيص مضمون المادة لك. إنّه أشبه بشخص آخر يقرأه نيابة عنك، ويخبرك بالمعلومات المفيدة جدًا".

ويضيف وولدريدج "سيكون البحث على الويب أشبه بإجراء محادثة مع إنسان واسع المعرفة، وإن كان يعطي أحيانًا بعض المعلومات المضلّلة بعض الشيء"، حسب التقرير.

جدير بالذكر، أنّ النماذج المطوّرة من حركي البحث بينغ وغول باستخدام الذكاء الاصطناعي، ليست متاحة بعد لعامة الناس.

وقال رئيس شركة مايكروسوفت، ساتيا نادل، إنّ هذه التقنيّة ستغيّر طبيعة البحث والتفاعل عبر الإنترنت مع العديد من البرامج الأخرى… وسوف تعيد هذه التقنيّة صياغة كلّ البرامج التي نعرفها إلى حدّ كبير، كما جاء في التقرير.

التعليقات