شركة تركية تطور برنامجا بتقنية الذكاء الاصطناعي يحاكي الزلازل

يتيح التطبيق خدمة التحقق من استجابة التدابير والخطط المعدة للكوارث واختبار سيناريوهات مختلفة في حالات الطوارئ، إضافة إلى توجيه فرق الإنقاذ إلى المناطق المتضررة في أقرب وقت، وتقديم الاستجابة لضحايا الزلزال بمستوى عالٍ من التنسيق، وتقليل الخسائر من خلال العمل

شركة تركية تطور برنامجا بتقنية الذكاء الاصطناعي يحاكي الزلازل

مسؤولان في شركة بيتس (الأناضول)

نجحت شركة "بيتس" (BITES) لتكنولوجيا الدفاع والفضاء التركية، في تطوير تطبيق باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لمحاكاة الزلازل وحالات الطوارئ، يمكّن المختصين من اختبار سيناريوهات الكوارث والاستعداد لها.

ووفق معلومات حصلت عليها وكالة الأناضول، طورت "بيتس" بالتعاون مع شركة "أسيلسان" التركية للصناعات الدفاعية (ASELSAN)، تطبيق محاكاة يسمح لمسؤولي المؤسسات العامة والخاصة بإعداد سيناريوهات للزلازل وحالات الطوارئ، والتدرب على الإجراءات والتدابير الاستثنائية للتعامل معها والتحقق من جاهزية خطط الطوارئ.

كما يسمح التطبيق بتمثيل واقعي للسيناريوهات المعقدة والمتعددة، من خلال إظهار تأثير الخطط المعدّة وكفاءتها في التعامل مع البنية التحتية والسكان وجميع الجهات الفاعلة الأخرى الموجودة في سيناريوهات الكوارث والطوارئ.

وبفضل البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، يمكن التحكم بسهولة في وحدات السيناريو الافتراضية من خلال أوامر التشغيل المصممة بما يتماشى مع الوحدات الحقيقية.

كما يمكن توسيع محتوى المحاكاة بسهولة ليمثل مختلف المؤسسات والقطاعات بما يتلاءم مع خصائصها واحتياجاتها.

كما يتيح التطبيق خدمة التحقق من استجابة التدابير والخطط المعدة للكوارث واختبار سيناريوهات مختلفة في حالات الطوارئ، إضافة إلى توجيه فرق الإنقاذ إلى المناطق المتضررة في أقرب وقت، وتقديم الاستجابة لضحايا الزلزال بمستوى عالٍ من التنسيق، وتقليل الخسائر من خلال العمل بسرعة وفاعلية أكبر.

20 عاما من التطوير

وقال مدير عام "بيتس" أوغور جوشقن، إن ابتكار وتطوير تطبيق محاكاة للزلازل وحالات الطوارئ كان "ثمرة 20 عاما من العمل في المجال".

وأضاف للأناضول أن الشركة تتابع عن كثب التطورات الجارية في تقنيات "الميتافيرس"، حيث سبق وابتكرت تطبيقات محاكاة لصالح الصناعات الدفاعية التركية، وفي مقدمتها تطبيقات "اللعبة الحقيقية" و"سيناريو الحرب والتخطيط".

ولفت إلى أن "الشركة اعتمدت على خبراتها المتراكمة لبناء تطبيق المحاكاة، حيث يمكن تشغيله من قبل مئات المستخدمين واختبار سيناريوهات مختلفة للزلازل والكوارث في ظروف شتى".

وأشار جوشقن إلى أن "لكل كارثة تعقيداتها وظروفها الخاصة، فيمكن للتطبيق وضع تصورات للعواقب المحتملة للكارثة وعرضها ضمن بيئة رقمية".

وذكر أن "التطبيق قادر على تحليل البيانات المتعلقة بالكارثة واستعراض نجاعة خطط الاستجابة وفاعلية التخطيط اللوجستي وطرق النقل والتعامل مع المواقف الميدانية الطارئة، إضافة إلى كيفية تنظيم فرق الدعم والمساعدة والتنبه لظروف الطقس وحجم الكوارث".

اختبارات فردية

وقال مدير عام "بيتس" إن التطبيق يتيح للجهات المستخدمة التحقق من خططها الخاصة بالكوارث، وتطوير خطط وسيناريوهات مختلفة باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وأكد أن "تطوير الاستعدادات قبل وقوع الكارثة يعد أولوية بالنسبة لعمل التطبيق الذي يتيح للمستخدمين أيضا التدرب على السيناريوهات المحتملة والتعرف على واجباتهم ومسؤولياتهم عند وقوع الكارثة".

ويتيح التطبيق أيضا "إجراء اختبارات فردية للأشخاص والتحقق من جاهزيتهم للتعامل مع الكوارث، واختبار وسائط الاتصال والتواصل، وكيفية اتخاذ القرار في المواقف المختلفة، وبناء أدوات النمذجة السلوكية بأقرب طريقة ممكنة للواقع"، وفق جوشقن.

وردا على سؤال عن مستوى جاهزية التطبيق، قال جوشقن: "نحن جاهزون لأداء الواجب. يمكننا تقديم أي سيناريو محتمل للكارثة واختبار سيناريوهات مختلفة بأفضل طريقة".

وأضاف: "لدينا البنية التحتية والخبرة والموارد البشرية لإنتاج الحلول بسرعة عندما يتم تكليفنا بأي مهمة".

زلزال إسطنبول المحتمل

بدوره، قال رئيس مجموعة تقنيات الألعاب وبرمجيات التطبيق في "بيتس" جغطاي جليك، إن الشركة تعمل حاليا على إعداد سيناريوهات مختلفة تتعلق بزلزال إسطنبول المحتمل.

وأضاف للأناضول أن "الشركة تجري اختبارات استجابة في جميع أنحاء تركيا، للتأكد من جاهزية فرق الإنقاذ والفرق الطبية لتنفيذ المهام الموكلة إليها، إضافة إلى اختبار وسائط الدعم اللوجستي وإمكانية وصول الفرق في الوقت المحدد".

وأوضح أنه "وفقا للسيناريو المعد، يجري على الخريطة لتحديد المناطق المتضررة جراء الزلزال المحتمل، ثم يتم إرسال مروحيات ومسيرات لمعاينة الآثار المحتملة للزلزال بغرض فتح الطرق والتأكد من وصول الفرق الطبية وفرق الإنقاذ إلى المنطقة بسرعة".

وأكمل جليك: "بعد ذلك يتم توجيه الوحدات المختصّة عبر الطرق السريعة وفتح الطرقات لعمليات النقل والدعم اللوجستي ونقل الناجين إلى منطقة آمنة".

وأكد أنه "يمكن تطبيق هذا السيناريو في أي مكان في تركيا أو العالم. كما يمكن تطبيق السيناريو لعدة مرات في بيئة أقرب إلى الواقع للوقوف على مواضع القصور وتطويرها".

التعليقات