أعلنت شركة نفيديا، الرائدة في مجال تصميم رقائق الذكاء الاصطناعي، عن خسائر مالية تُقدّر بـ5.5 مليار دولار، نتيجةً لقرار الحكومة الأميركية بفرض قيود جديدة على تصدير رقائقها المتقدمة من طراز H20 إلى الصين.
ويأتي هذا القرار في إطار جهود إدارة الرئيس دونالد ترمب للحد من وصول الصين إلى التقنيات المتقدمة، خاصة تلك التي قد تُستخدم في تطوير الحواسيب الفائقة.
وتُعدّ رقائق H20 من أبرز منتجات نفيديا في السوق الصينية، حيث تعتمد عليها شركات كبرى مثل تينسنت وعلي بابا وByteDance في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي منخفضة التكلفة.
ورغم أن هذه الرقائق لا تُعدّ الأسرع في تدريب النماذج، إلا أنها تُنافس بقوة في مرحلة "الاستدلال"، التي تُشكّل الجزء الأكبر من سوق رقائق الذكاء الاصطناعي حاليًا.
وقد أوضحت وزارة التجارة الأميركية أن القيود الجديدة تهدف إلى منع استخدام رقائق H20 في بناء حواسيب فائقة في الصين، نظرًا لقدرتها العالية على الاتصال بالذاكرة ومعالجات أخرى بسرعة فائقة، مما يُثير مخاوف أمنية.
وأشار متحدث باسم الوزارة إلى أن هذه الخطوة تأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس ترمب لحماية الأمن القومي والاقتصادي للولايات المتحدة.
وبموجب هذه القيود، ستحتاج الشركات الأميركية إلى الحصول على تراخيص خاصة لتصدير رقائق H20 إلى الصين، دون وضوح حول عدد التراخيص التي قد تُمنح.
وقد أثّر هذا القرار سلبًا على أسهم نفيديا، التي انخفضت بنسبة 6.3% في التداولات بعد ساعات العمل، كما تراجعت أسهم شركة AMD المنافسة بنسبة 7.1%.
وتأتي هذه التطورات في وقت تُخطط فيه نفيديا لاستثمار ما يصل إلى 500 مليار دولار في تصنيع حواسيب الذكاء الاصطناعي ورقائق بلاكويل داخل الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة، بالتعاون مع شركاء مثل TSMC.
ويُعتبر هذا الاستثمار جزءًا من استراتيجية إدارة ترمب لتعزيز التصنيع المحلي في قطاع التكنولوجيا وتقليل الاعتماد على سلاسل التوريد الأجنبية.
وتُثير هذه القيود مخاوف من تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، خاصةً مع استمرار بكين في فرض رسوم جمركية ردًّا على الواردات الأميركية.
ويُتوقع أن تؤثر هذه السياسات على شركات التكنولوجيا الأميركية التي تعتمد على السوق الصينية، مما يُضيف مزيدًا من الضغوط على العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
التعليقات