تدمير غابات الأمازون.. خطر يهدّد العالم

كان الأمازون، حتى وقت قريب، يتمص كميات كبيرة من انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي، بفضل غطائه النباتي المورق ومعجزة التمثيل الضوئي، ما أدى إلى تراجع كابوس تغير المناخ الذي قد يصبح خارجا عن السيطرة ولكن يتسارع اليوم الدمار خصوصًا منذ وصول الرئيس

تدمير غابات الأمازون.. خطر يهدّد العالم

توضيحية (pixabay)

يختلف مشهد غابات الأمازون من السماء فمن أعلى تبدو غابة الأمازون امتدادا غير متناه من اللون الأخضر الداكن تعبره أنهار زرقاء متعرّجة بينما على أرض الواقع، المشهد مختلف، فإزالة الأشجار لإفساح المجال أمام إنشاء طرق ومناجم تعدين وزرع محاصيل جعل الغابة المطيرة تبدو مليئة بندوب بنية عملاقة.

وتشير هذه الصورة إلى أن الغابة المطيرة تقترب من "نقطة التحول" التي تتحول عندها الغابة المطيرة إلى سهول فيما تموت 390 مليار شجرة بمجموعات.

وكان الأمازون، حتى وقت قريب، يتمص كميات كبيرة من انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي، بفضل غطائه النباتي المورق ومعجزة التمثيل الضوئي، ما أدى إلى تراجع كابوس تغير المناخ الذي قد يصبح خارجا عن السيطرة.

ولكن يتسارع اليوم الدمار خصوصًا منذ وصول الرئيس اليميني المتطرف والمتشكك بقضية المناخ جايير بولسونارو في كانون الثاني/يناير 2019 إلى السلطة في البرازيل التي تعتبر موطنا لـ60% من الأمازون، مع دفعه إتاحة الأراضي المحمية أمام الأعمال التجارية الزراعية والتعدين.

ويؤثر الدمار على المجموعة الغنية من الأنواع المترابطة، أكثر من ثلاثة ملايين منها، بما في ذلك حيوانات برية رمزية مثل العقاب المخادع، وهو من أضخم الطيور الجارحة وأقواها في العالم، والجاغوار المهيب.

وتسببت الغزوات العنيفة لعمال مناجم الذهب غير القانونيين في أراضي السكان الأصليين بخسائر فادحة للسكان الأصليين، وهم أفضل حراس للغابة بسبب تقاليدهم التي تقوم على الاحترام العميق للطبيعة.

وقال زعيم شعب شانيناوا في شمال غرب البرازيل، إلدو شانيناوا (42 عاما)، إن "الشمس أصبحت أكثر حرا والأنهار تجف والحيوانات تختفي. النظام كله ينهار".

ويقول العلماء إنه إذا وصلت الأمازون إلى نقطة التحول، فبدلا من المساعدة في كبح تغير المناخ ستسرّع وتيرته بشكل مفاجئ ما يؤدي إلى إعادة إطلاق عقد من انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي.

وأوضحت العالمة البرازيلية المتخصصة في كيمياء الغلاف الجوي، لوسيانا غاتي التي تذهب باتجاه التوقعات السيئة (بشأن تغير المناخ)"سنصل إلى سيناريو فيلم الرعب في وقت أقرب بكثير مما كان متوقعا". وأضافت "نحن نقتل الامازون".

وحذّرت الخبيرة البيئة، إريكا بيرينغير المتخصصة في غابة الأمازون في جامعتي أكسفورد ولانكستر من أنه "لا يمكننا العيش في عالم من دون الأمازون".

النتائج مروعة فعلا. إنها تتماشى مع المناقشات حول "نقطة التحول" (عندما تزول الغابات المطيرة وتتحول من ممتص للكربون إلى باعث له).

وجدت إحدى الدراسات أنه في جنوب شرق الأمازون في موسم الجفاف، ارتفعت درجة الحرارة بمقدار 2.5 درجة مئوية (خلال 40 عاما).

لا أعتقد أنه حتى الأكاديميين كانوا مستعدين لذلك. يسعى اتفاق باريس للمناخ إلى حصر الاحترار العالمي بـ1.5 درجة مئوية و2.5 في منطقة الأمازون هو رقم مرتفع جدا.

المعنى الضمني لكل هذا هو أنه إذا كان لديك مناخ أكثر حرا وجفافا، فإن وتيرة الحرائق ستتزايد في الغابة. وبالتالي ستدخل في حلقة مفرغة من الرعب". وفقًا لبيرينغير المتخصصة في غابة الأمازون.

وتابعت أصبح الملايين والملايين من الأشخاص لاجئي مناخ. نشهد اضطرابا لأنماط هطول الأمطار في كل أنحاء أميركا الجنوبية.

وأضافت بدون الأمطار، لا نحصل على طاقة كهرومائية، وهذا يعني انهيار الصناعة في البرازيل، وبالتالي انهيار أحد أكبر الاقتصادات في العالم، وأحد أكبر موردي المواد الغذائية في العالم.

وتبدو قصة كأنها قصة شريرة لرجال عنيفين يعتمرون قبعات سوداء يستغلون منطقة ينعدم فيها القانون ويستغلون الفساد السياسي وعدم المساواة المستشرية ليصبحوا أثرياء.

لكنها أيضا قصة البشرية جمعاء: علاقتنا بالطبيعة وشهيتنا النهمة وعدم قدرتنا على التوقف قبل فوات الأوان.

ففي النهاية، الذهب والخشب وفول الصويا ولحم البقر التي تدمر الأمازون لها علاقة بالعرض والطلب العالميين. وهذه المنتجات التي تقتل الأمازون يمكن العثور عليها في المنازل حول العالم.

التعليقات