د. مصالحة: حلول لمشاكل الطاقة والمياه من خلال الابتكار التكنولوجيّ

يُعدّ تحقيق الأمن المائي وأمن التزود بالطاقة أمرا أساسيا لتحقيق التنمية المستدامة، وتُستخدم الطاقة المتجددة لدعم هذا الترابُط، من خلال توفير الطاقة اللازمة للأنشطة المتعلقة بالمياه كعمليات التوزيع ومعالجة مياه الصرف الصحي. ويمكن أن تساهم تكنولوجيات الطاقة المتجددة أيضا في

د. مصالحة: حلول لمشاكل الطاقة والمياه من خلال الابتكار التكنولوجيّ

د. مصالحة

يُعدّ تحقيق الأمن المائي وأمن التزود بالطاقة أمرا أساسيا لتحقيق التنمية المستدامة، وتُستخدم الطاقة المتجددة لدعم هذا الترابُط، من خلال توفير الطاقة اللازمة للأنشطة المتعلقة بالمياه كعمليات التوزيع ومعالجة مياه الصرف الصحي. ويمكن أن تساهم تكنولوجيات الطاقة المتجددة أيضا في تحسين أمن المياه وتنويع مزيج الطاقة.

ويعقد معهد البحوث التطبيقية في جمعية الجليل بالتعاون مع شركة "مكوروت" وشركات ناشئة وكلية "براودة" مؤتمرًا دوليًا في مجاليّ المياه والطاقة، يوم غد وبعد غد، في المُجمّع الصناعي بمدينة الناصرة. ويهدف المؤتمر إلى عرض المعلومات والمعرفة في طليعة العلوم والتكنولوجيا والهندسة في هذين المجالين.

وفي حديث لموقع "عرب 48" مع الباحث في معهد الأبحاث التطبيقية في جمعية الجليل، والمحاضر في كلية طبريا، د. نضال مصالحة، قال إن "المياه والطاقة يرتبطان ببعضهما بشكل عضوي، فمعالجة المياه بحاجة إلى طاقة، وفي السنين الأخيرة واجهتنا مشكلة التغيير المناخي التي أدت إلى نقص في مصادر المياه العذبة، والتي تساهم بشكل مباشر في تأمين الغذاء من خلال الزراعة".

وأضاف مصالحة: "لذلك صار البحث جاريا عن مصادر جديدة للمياه العذبة الصالحة للشرب، والتقنيات التي طورها الباحثون في هذا الصدد، تتمثل في تحلية مياه البحر عن طريق استخدام أغشية تسمح بمرور المياه، وفي الوقت عينه تمنع مرور الأملاح، إلا أن هذه التقنية بحاجة إلى طاقة كبيرة لتفعيل مضخات المياه ذات الضغط العالي، لإجراء العملية سالفة الذكر".

أما بخصوص معالَجة مياه الصرف الصحيّ، وإنتاج مياه صالحة للاستهلاك البشري، قال مصالحة إنها "بحاجة إلى طاقة كبيرة لإنتاج الأكسجين اللازم لأنواع من البكتريا والكائنات الحية الدقيقة التي تعمل على تطهير المياه، وتحويل المواد العضوية إلى مواد صلبة، ثم يتم فصل المواد الصلبة لنحصل بالتالي على مياه صالحة للشرب".

وأضاف أن "هناك ارتباطا مباشرا بين الطاقة وإنتاج المياه. قبل بناء إسرائيل لمحطات تحلية مياه البحر، وتنقية مياه الصرف الصحي، كان هناك تخوّف من نقص المياه الصالحة للشرب والزراعة، وهناك بلدان كثيرة في العالم هي بعيدة عن البحر، وبالتالي لا مناص لديها من إعادة تنقية مياه الصرف وتطهيرها لتصبح صالحة للشرب".

وذكر أن "عدم وجود طاقة كافية يزيد من تكاليف تحلية المياه، وهناك تطوير مستمر لاستخدام الطاقة البديلة في تحلية المياه، لتوفير مصادر الطاقة الأخرى، وللتقليل من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن عملية حرق الوقود الاحفوري، لإنتاج الطاقة، ومن مصادر الطاقة البديلة: الشمس، وتوربينات الهواء، التي لاقت نجاحا كبيرا في تحلية مياه البحر، فالعلم يتطور والحاجة أم الاختراع، وهناك تقنيات جديدة ما زالت تدخل في هذا المجال، وهناك ابتكارات جديدة لتقليل تكاليف الطاقة المطلوبة لعمليتي تحلية مياه البحر وتنقية وتطهير مياه الصرف الصحي".

وأوضح أنه "من ناحية أخرى فإن مياه الصرف الصحي قد تحتوي على مواد ذات قيمة عالية من الممكن استخدامها في مجالات أخرى، وهناك الكثير من دول العالم تقوم باستخراج جميع هذه المواد وإعادة استخدامها، مثل مياه العكر، الناتجة عن مخلفات عصر الزيتون، ووجودها في مياه الصرف الصحي قد يعطل عمل محطات تحلية المياه، والحل الذي سنعرضه في هذا الإطار يقوم على جمع هذه المواد واستخراج المواد ذات القيمة العالية، والمواد المضادة للأكسدة، والتي تستخدم في تركيب الكثير من الأدوية، وتستخدم كمواد حافظة، وبعد استخراج هذه المواد، نقوم بمعالجة بقية المواد العضوية عن طريق كائنات حية غير هوائية تنتج غاز الميثان كطاقة بديلة، وتوفر الأكسجين لعدم حاجتها إليه، أما باقي المواد فنعود لرميها في شبكات الصرف الصحي لتعالج في محطات التحلية".

وقال مصالحة: "لقد دعينا من خلال المؤتمر عدة خبراء من العالم، من الصف الأول في موضوع تحلية المياه وتطهير مياه الصرف الصحي، لعرض آخر الأبحاث التي تقوم بها المعاهد والفرق البحثية تحت إشرافهم، وإطلاعنا على آخر الأبحاث والابتكارات في هذا المجال".

التعليقات