التغير المناخي وتأثيره على إمدادات الغذاء العالمي

لذا علينا التنويه إلى أهمية تعلق تغيرات المناخ بالغذاء وموارده في العالم، ثم اتباع سياسات تساعدنا لدرء هذه الأخطار والتقليل منها، إضافةً إلى البحث عن تطوير الخبرات والمعلومات والأبحاث في هذا الموضوع، حتى نصل

التغير المناخي وتأثيره على إمدادات الغذاء العالمي

(توضيحية - unsplash)

من المعلوم أن حدوث أي تغيرات على المناخ يؤثر بشكل أو بآخر على المسائل المتعلقة بالبيئة والصحة تباعا حتى نصل إلى الحالة الاجتماعية والصحية للأفراد، لذا فإن تلك التغيرات تصيب حتى الهواء والمياه الخاصة بالشرب ثم الغذاء وتوافره بشكل كاف ثم المأوى.

يأتي مثلا حدوث موجة من ارتفاع الحرارة لتصل إلى درجات عالية؛ بالتالي تتغير أنماط تساقط الأمطار، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى قلة إنتاج الغذاء الأساسي ولا سيما المعتمد على الزراعة، وقد تصل نسبة انخفاضه إلى 50% حسب المنظمة العالمية للصحة، وفي المناطق والبلدان الأكثر شدة من حيث الفقر سوف يزيد هذا الأمر من حدوث ارتفاع في معدلات سوء التغذية أو نقصها، وبالتالي ترتفع في الجانب الموازي نسبة الوفيات والتي تصل إلى حدود الـ3 ملايين وفاة خلال العام الواحد.

لذا من الضروري التنويه وتسليط الضوء على آثار تغير المناخ في العالم على الغذاء العالمي، وبالتالي على كافة مناحي واتجاهات الحياة للفرد وفي هذا المقال سوف نشرح ماهية هذه التغيرات وطرق تأثيرها.

كيف يؤثر تغير المناخ على الصحة والغذاء

يوم الغذاء العالمي

نبدأ أولا بالحديث حول تحديد منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة يوما خاصا سمي بيوم الغذاء العالمي الذي يتم الاحتفال به في 16 تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، وتم التأكيد على عنوان رئيسي لهذا اليوم وهو "المناخ يتغير، الغذاء والزراعة أيضا".

أما بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية فتتحدث دائما حول نظريات تغير المناخ وتأثيراته على محددات المجتمعات والبيئة وعلاقتها بالصحة، كالهواء النظيف والنقي والمياه الخاصة بالشرب، إضافة إلى تأمين غذاء ومأوى كافي وآمن لكل أفراد المجتمع.

وأضافت هذه المنظمة أيضا على أنه من المرجح بشكل كبير أن ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط وأشكال ودرجات تساقط الأمطار سوف يتسبب بانخفاض واضح في إنتاج الغذاء الأساسي وبالتالي التوجه نحو الكثير من الوفيات سواء بشكل مباشر أو على البعيد.

لذا علينا التنويه إلى أهمية تعلق تغيرات المناخ بالغذاء وموارده في العالم، ثم اتباع سياسات تساعدنا لدرء هذه الأخطار والتقليل منها، إضافةً إلى البحث عن تطوير الخبرات والمعلومات والأبحاث في هذا الموضوع، حتى نصل إلى حيّز جيد من القرارات والإجراءات تصب في الصالح العام وتفيد الفرد وغذاءه وصحته.

كما أضافت هذه المنظمة أنه وخلال 100 عام سابق، قد ارتفعت درجات الحرارة في العالم إلى ما يقارب 0,75 درجة مئوية، وعلى مدى حوالي الثلاثة عقود التي مرت تسارع معدل ارتفاع الحرارة أكثر من أي عقود سابقة.

منظمة الصحة العالمية وتغيرات المناخ والغذاء

منظمة الصحة العالمية وتغيرات المناخ والغذاء

تفيد البحوث حول تغيرات المناخ وتأثيراتها على الغذاء وجودته تبعا للمنظمة العالمية للصحة:

  • تهديد يطال نظام الأمن الغذائي.
  • تخفيض إمدادات المياه بالإضافة إلى جودتها، وتدهور طبيعة التربة في العالم.
  • تطال الأخطار أهداف المنظمة الرئيسية وكمثال عنها هدف الوصول إلى ارتفاع في نسبة إطعام أكبر عدد سكاني بحلول عام 2050 إلى حوالي الـ60%.
  • توقع الوصول في العام 2050 إلى هبوط صيد أنواع رئيسة من السمك إلى نسبة تعادل 40% ضمن المناطق ذات الطقس المداري حيث يعتمد العيش والغذاء على الثروة السمكية وقطاعها بشكل كبير.
  • توقعات أخرى حول تغير المناخ تطال منحى الوفيات حيث تم التوقع أنه خلال الفترة ما بين الأعوام 2030 و2050 سوف يصل عدد الوفيات إلى 250 ألف وفاة بسبب سوء التغذية بالدرجة الأولى وأمراض كالملاريا والإسهال إضافة للجهد الحراري.
  • تغييرات كبيرة على مستوى معدلات سقوط وهطول الأمطار، حيث أنه ستزداد التغيرات وتتسارع وتعطي تأثيرات على المياه العذبة وهذا الأمر سوف يؤدي إلى أضرار جسيمة على مستوى المياه النقية، وبالتالي ضرر صحي وزيادة مخاطر الإصابة بإسهال يسبب وفيات لدى الأطفال بعمر أقل من 5 سنوات.
  • في الحالات الصعبة والقاسية سوف تؤدي ندرة المياه إلى حدوث مجاعة إضافةً للجفاف.
  • جرى الترجيح على أنه وفي تسعينيات القرن الحالي سوف تزيد مساحات الأراضي المتأثرة بشكل سلبي من الجفاف وسيتضاعف تواتر نوبات هذا الجفاف الشديد، بالتالي سترتفع متوسطات فتراتها حوالي ستة مرات.
  • بالنسبة للفيضانات، ستزداد بشكل كبير جدا من حيث التواتر والشدة وذلك تبعا لحدوث تغيرات مناخية، الأمر الذي يرافق حدوث تلوث على مستوى إمدادات المياه النقية، وبالتالي زيادة حالات الأمراض المنقولة بالمياه.

ركائز تتعلق بالأمن الغذائي

ركائز تتعلق بالأمن الغذائي

هناك أربع ركائز رئيسة وخاصة متعلقة بأساسيات الأمن الغذائي وتتصل بشكل رئيسي بالتوافر الحيوي الخاص بالغذاء العالمي؛ وركائز الأمن الغذائي هي الآتي:

  1. التوافر.
  2. الاستخدام.
  3. الاستقرار.
  4. الوصول.

تتصل وتتأثر كل هذه الركائز بقضية واحدة وهي التغير المناخي، وذلك بناءً على ما أفاد مركز البحوث والاستشارات "تريندز" عبر ورقة بحثية خاصة رصدت من خلالها آثار وتداعيات التغيرات المناخية على الغذاء.

التوافر

حيث تتعلق هذه الركيزة بتوافر الغذاء ومداه المجدي، أي بمعنى آخر قدرة الأنظمة الزراعية الكلية على تلبية الطلبات على الغذاء.

وتتعلق أيضا بالأبعاد الفرعية المرتبطة بالزراعات المناخية من أجل زراعة وإنتاج محاصيل ومراعي وعوامل أخرى اجتماعية واقتصادية وثقافية والتي بدورها تقوم بتحديد أماكن وطرق ووسائل أداء المزارعين ومدى تعاملهم مع السوق.

الوصول

يرتبط الوصول بمعاني مدى قدرات الأفراد للوصول إلى الموارد المهمة من أجل الحصول على غذاء مناسب وصحي خاص بنظام مغذي ومفيد. فيكون العنصر الرئيسي ضمن هذه الركيزة هو قوة المستهلكين الشرائية، والأسعار العائدة للمواد الغذائية. ومع هذا ليس من الضروري أن تكون هذه الموارد بشكل نقدي.

الاستخدام

تشمل جميع الجوانب المتعلقة بسلامة الأغذية والتغذية بشكل عام، وجودتها أيضا عبر سلاسل غذائية كاملة.

الاستقرار

تعني إمكانية تعرض الأفراد للخطر وبالتالي فقدان وصولهم إلى موارد الغذاء الكافي سواء كان ذلك بشكل مؤقت أو دائم؛ وذلك بسبب وجود حالة عدم استقرار.

لذا وبعد هذا المقال أصبحنا نعلم وبشكل واضح معنى تغير المناخ، ومعنى الغذاء العالمي، وقد تعرفنا أيضا على العلاقة بينهما وتأثيراتها على جميع بلدان ومناطق العالم.

التعليقات