كيف تتعامل أدمغتنا مع التحدُّث بأكثر من لغة؟

قد يحدث الأمر في خضمّ تعلمنا للغة ثانية، وبينما يكون البالغون منغمسين في اللغة الجديدة، قد يجدون صعوبة في الوصول إلى كلمات بلغتهم الأم، وقد تظهر تأثيرات الهيمنة المعكوسة واضحة عندما يبدل ثنائيو اللغة بين اللغات في محادثة واحدة

كيف تتعامل أدمغتنا مع التحدُّث بأكثر من لغة؟

(توضيحية - Getty Images)

يمكن أن يكون للتحدث بلغة ثانية أو ثالثة العديد من المزايا، ولكن في بعض الأحيان، قد تختلط الكلمات والقواعد، بل وحتى اللهجات، مع بعضها البعض؛ ويكشف هذا عن الكثير من الأمور المدهشة حول طريقة عمل أدمغتنا.

أقفُ في طابور أمام المخبز بالقرب من بيتي في باريس، وأعتذر لصاحب المخبز المرتبك لأبعد حد. سألني عن عدد المعجنات التي أريدها، وبدون قصد تمامًا، أجبته بلغة الماندارين[1] بدلا من الفرنسية. كنت في حيرة من أمري: أنا متحدث أصليّ باللغة الإنجليزية، ولم أستخدم الماندارين استخداما مطولا منذ سنوات، ولكنها، هنا، في أكثر الأماكن باريسية على وجه الكوكب، قررت إعادة تأكيد حضورها.

(توضيحية - Getty Images)

عادة ما يوفِّق متعددو اللغات بين اللغات التي يعرفونها بسهولة، ولكن قد تقع في بعض الأحيان زلّات عرضية؛ ويكشف لنا التفسير العلمي لتلك الزلّات عن معلومات مدهشة حول كيفية عمل أدمغتنا. يُعدُّ البحث في كيفية توفيق الأشخاص متعددي اللغات بين أكثر من لغة واحدة في أذهانهم، أمرا معقّدا وأحيانا يُعدّ مفاجئا؛ إذ اتضح أنه عندما يريد شخص متعدد اللغات التحدث، يمكن أن تكون كل اللغات التي يعرفها نشطة في الوقت نفسه، حتى لو استخدم لغة واحدة فقط، وقد تتداخل هذه اللغات مع بعضها البعض، كأن تتدخل واحدة مكان الأخرى، مثلًا، في وقت غير متوقع؛ ويمكن أن يتجاوز ظهور هذا التدخل الزلّات في المفردات، وأن يصل إلى مستوى القواعد أو اللهجات.

يقول الباحث الأول في جامعة بروكسل الحُرَّة، ماتيو ديكليرك: "علمنا، من خلال البحث، أنك وحين تكون ثنائي اللغة أو متعدد اللغات، فهذا يعني تفعيل كل اللغات التي تعرفها عندما تريد أن تقول أي شيء. على سبيل المثال، لو أردت أن تفكير في كلمة (Dog) بلغتك الإنجليزية، فلن تنشط الكلمة فقط في اللغة الإنجليزية في دماغك، بل ستنشط أيضا باللغة الفرنسية (Chien) التي تعرفها أيضا".

وعلى هذا النحو، يحتاج المتحدث إلى طريقة للتحكم في اللغة، وإذا فكَّرنا في الأمر، فإن قدرة المتحدثين بلغتين أو متعددي اللغات على فصل اللغات التي تعلموها، هي قدرة رائعة. يُشرح الأمر عادة باستخدام مبدأ التثبيط، وهو مبدأ يقوم على تثبيط اللغات غير ذات الصلة. وعندما يُطلب من متطوع ثنائي اللغة تسمية لون يظهر على شاشة بإحدى اللغات ثم اللون التالي بلغته الأخرى، فمن الممكن قياس الارتفاع المفاجئ في النشاط الكهربائي في الأجزاء الدماغية المرتبطة باللغة والوعي الانتباه.

(Getty Images)

ومع ذلك، عندما يفشل نظام التحكم هذا، يمكن أن تحدث زلَّات وهفوات. ويمكن أن يؤدي، مثلا، التثبيط غير الكافي للغة ما إلى "ظهورها" وتطفّلها في وقت كان يفترض عليك أن تتحدث بلغة أخرى.

يعاني ديكليرك نفسه من التداخل بين اللغات، خصوصًا وأن ذخيرة العالِم البلجيكي أبَّا عن جد، تشمل اللغات الهولندية، والإنجليزية، والألمانية، والفرنسية. عندما كان يعمل في ألمانيا، كانت رحلة القطار المنتظمة إلى بلجيكا يمكن أن تشمل مناطق لغوية مختلفة ومتعددة، وهو ما مثّل تمرينًا مكثَّفا لمهاراته في التبديل بين اللغات. ويشرح ديكليرك، بالقول: "كان الجزء الأول من الرحلة باللغة الألمانية، حيث كنت أستقلّ قطارًا بلجيكيًّا، ويكون الجزء الثاني باللغة الفرنسية، وبعد مرورهم عن بروكسل، يتحولون إلى استخدام اللغة الهولندية، وهي لغتي الأم. خلال 3 ساعات، كان عليّ تغيير اللغة التي أتحدث بها في كل مرة تحدثت فيها مع منظم رحلات القطار، وكنت دائما أخطئ في التبديل بين اللغات، فلم يكن سهلا تتبع سرعة التبديل".

"الهيمنة المعكوسة"

غالبا ما يستخدم الباحثون سيناريوهات تبديل اللغة، وإن كان ذلك في المختبر بدلا من القطار، لمعرفة المزيد عن كيفية تحكُّم الأشخاص متعددي اللغات في لغاتهم. ويمكن أن تكون الأخطاء طريقة رائعة لاكتساب المعرفة حول كيفية استخدامنا للغات التي نعرفها والتحكّم فيها. تدرس أستاذة الطب النفسي في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، تامار جولان، ومنذ سنوات، التحكُّم في اللغة عند ثنائيي اللغة، وغالبا ما أدت أبحاثها إلى نتائج مفاجِئة، وتقول، إن "واحدة من أهم الاكتشافات الفريدة التي رأيتها عند ثنائيي اللغة عند خلطهم اللغات أحيانًا، أنهم قد يثبِّطون اللغة السائدة لديهم للدرجة التي يصير فيها حديثهم أبطأ على أرض الواقع في سياقات مُعينة".

وبعبارة أخرى، فإن اللغة السائدة للشخص متعدد اللغات، يمكن أن تتلقى في بعض الأحيان ضربة أكبر في سيناريوهات معينة. على سبيل المثال، في مهمة تسمية الألوان الموضحة سابقا، قد يستغرق الأمر وقتا أطول حتى يتذكر المشارك كلمة بلغته الأولى عند التبديل من لغته الثانية، مقارنة بالعكس.

(Getty Images)

وحللت جولان، في إحدى تجاربها، قدرات ثنائيي اللغة؛ الإسبانية والإنجليزية على التبديل اللغوي من خلال جعلهم يقرأون بصوت عال فقرات باللغة الإنجليزية فقط، والإسبانية فقط، وفقرات تخلط بشكل عشوائي بين اللغتين الإنجليزية والإسبانية. وكانت النتائج مذهلة، فعلى الرغم من أن النصوص كانت أمامهم، إلا أن المشاركين واصلوا ارتكاب "أخطاء التداخل" عند القراءة بصوت عال، إذ كانوا، على سبيل المثال، يقولون عن طريق الخطأ الكلمة الإسبانية "pero"، بدلا من الكلمة الإنجليزية "But". وحدث هذه النوع من الأخطاء بشكل حصري تقريبا، عندما كانوا يقرؤون بصوت عال، الفقرات المختلطة اللغات، مما استلزم التبديل بين اللغات.

والأكثر إثارة للدهشة هو أن نسبة كبيرة من أخطاء التداخل هذه لم تكن في كلمات قرأها المشاركون "قراءة مسحية" على الإطلاق؛ ومن خلال استخدام تقنية تتبع العين، وجدت جولان وفريقها أن هذه الأخطاء ارتُكبت حتى عندما كان المشاركون ينظرون مباشرة إلى الكلمة المستهدَفة. وعلى الرغم من أن غالبية المشاركين كانوا من المتحدثين الأصليين باللغة الإنجليزية، إلا أنهم ارتكبوا المزيد من أخطاء التداخل هذه للكلمات باللغة الإنجليزية بدلا من الإسبانية الأضعف، وهو أمر تذكر جولان أنه يشبه تقريبا عكس كون لغة ما سائدة لدى المتحدث، وتشرح ذلك بالقول: "أعتقد أن أفضل تشبيه لهذا أن تتخيل تحسُّن قدرتك في استخدام يدك اليسرى بدلًا من اليمنى، أو العكس، فجأة! أسمينا هذا الأمر ’الهيمنة المعكوسة’، وعملنا كثيرا عليها، لأننا كلما فكرنا فيها، أدركنا مدى فرادة النتائج ومدى جنونها".

قد يحدث الأمر في خضمّ تعلمنا للغة ثانية، وبينما يكون البالغون منغمسين في اللغة الجديدة، قد يجدون صعوبة في الوصول إلى كلمات بلغتهم الأم، وقد تظهر تأثيرات الهيمنة المعكوسة واضحة عندما يبدل ثنائيو اللغة بين اللغات في محادثة واحدة، كما تقول جولان، وتوضح أنه عند خلط اللغات، فإن متعددي اللغات يحاولون إقامة نوع من التوازن عبر تثبيط اللغة السائدة، وهو ما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تثبيطها تماما. وتضيف شارحةً: "يحاول ثنائيو اللغة جعل كلتا اللغتين متاحتين على قدم المساواة، من خلال تثبيط اللغة السائدة لجعل التبديل بينهما أسهل، لكنهم أحيانًا يبالغون في التثبيط، وينتهي بهم الحال للتحدث باللغة السائدة أبطأ من اللغة غير السائدة".

وكشفت تجارب جولان كذلك، هيمنة معكوسة في مجال آخر مثير للدهشة: النطق. يقرأ المشاركون أحيانا كلمة باللغة الصحيحة، ولكن بلكنة خاطئة. ومرة أخرى، حدث هذا للكلمات الإنجليزية أكثر من الكلمات الإسبانية.

(Getty Images)

وبشأن ذلك، تقول جولان: "ينتج ثنائيو اللغة أحيانًا الكلمة الصحيحة، ولكن بلهجة خاطئة، وهو فصل مثير للاهتمام يخبرك أن التحكم في اللغة يتم تطبيقه على مستويات مختلفة من المعالجة، وأن هناك فصلا بين مواصفات اللكنة، ومواصفات المعجم الشخصي الذي يستخرج المتحدث كلماته منه".

ويصل تأثير التبديل أيضًا إلى القواعد في لغتنا اليوم بطرقٍ تبعث على الدهشة، خاصةً، لو كنت منغمسًا في بيئة لغوية مُختلفة. وتقول كريستينا كاسباريان، الكاتبة والمترجمة والاستشارية التي درست اللسانيات العصبية في جامعة ماكجيل في مونتريال بكندا، إن "الدماغ مرن وقابل للتكيف. عند انغماسك في لغة ثانية، يؤثر ذلك على طريقة تعاملك مع لغتك الأم وكيفية معاجلتها".

واختبرت كاسباريان وزملاؤها، كجزء من مشروع واسع النطاق من بحث الدكتوراه الخاص بها، المواطنين الإيطاليين الذين هاجروا إلى كندا وتعلموا اللغة الإنجليزية وهم بالغون. أفاد جميعهم من خلال القصص المتناقلة أن "إيطاليتهم أخذت تصدأ"، وأنهم توقفوا عن استخدامها كثيرًا في الحياة اليومية.

وعُرض على المشاركين سلسلة من الجمل باللغة الإيطالية، وطُلب منهم تقييم مدى قبولها. في الوقت نفسه، قِيسَ نشاط الدماغ من خلال تخطيط كهربية الدماغ (EEG). كما قورنت ردودهم بإجابات مجموعة من الإيطاليين أحاديي اللغة، الذين يعيشون في إيطاليا.

وتقول كاسباريان: "وضعنا أربعة أنواع مختلفة من الجمل، وكان اثنتان منها مقبولة باللغتين الإيطالية والإنجليزية، واثنتان منها مقبولة باللغة الإيطالية فقط". ومن الأمثلة على النوع الأخير الجملة: "I ladri che arréta il poliziotto attono in macchina". (بالإنجليزية: اللصوص الذين يعتقلون الشرطي ينتظرون في السيارة).

وكما اتضح، كان المهاجرون الإيطاليون أكثر رفضا للجمل الإيطالية الصحيحة باعتبارها غير نحوية إذ لم تتطابق مع قواعد اللغة الإنجليزية الصحيحة. وكلما زادت كفاءتهم في اللغة الإنجليزية، وكلما طالت مدة إقامتهم في كندا، وكلما قل استخدامهم للغة الإيطالية، زاد احتمال اختيارهم بأن الجمل الإيطالية الصحيحة؛ غير صحيحة "نحويًّا".

(Getty Images)

كما أظهروا أنماطًا مختلفة من نشاط الدماغ مقارنة بالإيطاليين الذين يعيشون في إيطاليا. باستخدام مخطط كهربية الدماغ لتسجيل نشاط الدماغ، هدفت كاسباريان وزملاؤها إلى التقاط النشاط الكهربائي في أدمغة المشاركين مع تطور معالجة اللغة "بالميلي ثانية". ووجدوا أنه عند تقديم الجمل المقبولة نحويا فقط باللغة الإيطالية (ولكن ليس باللغة الإنجليزية)، أظهر الإيطاليون الذين يعيشون في كندا، أنماطا مختلفة من نشاط الدماغ، مقارنة بتلك الموجودة عند نظرائهم في إيطاليا. بل كان نشاط دماغهم أكثر اتساقا مع ما هو متوقع من المتحدثين باللغة الإنجليزية، كما تقول كاسباريان، مما يشير إلى أن أدمغتهم كانت تعالج الجمل بشكل مختلف عن نظرائهم أحاديي اللغة في الوطن.

تعتمد اللغة الإنجليزية على ترتيب الكلمات أكثر من الإيطالية، كما أوضحت كاسباريان، وتقول إن المهاجرين كانوا يعتمدون أكثر على إشارات قواعد اللغة الإنجليزية، على الرغم من أنهم كانوا يقرؤون باللغة الإيطالية. وتضيف: "حتى اللغة الأولى يمكن أن تتغير، حتى لو كانت لغة استخدمتها كل يوم لمعظم حياتك".

بالطبع، معظم الأشخاص متعددي اللغات قادرون تماما على الحفاظ على قواعد لغتهم الأم كما هي، لكن دراسة كاسباريان، فضلا عن دراسات أخرى أُجريت كجزء من مشروعها البحثي الأوسع، تظهِر أن لغاتنا ليست ثابتة طوال حياتنا فحسب، بل إنها تتحول، وتتنافس بنشاط وتتداخل مع بعضها البعض.

وربما يكون التوازن في مثل هذا التداخل جزءا مما يجعل من الصعب على شخص بالغ تعلم لغة جديدة، خاصة إذا كان قد نشأ أحاديَّ اللغة.

(Getty Images)

يقول أستاذ اللغويات في جامعة نورث وسترن في إيفانستون، بإلينوي، مات غولدريك: "في كل مرة تتحدث فيها باستخدام اللغة الجديدة، يكون حال اللغة الأخرى؛ ’مرحبًا، أنا هنا، استخدمني’. لذا، فإن التحدي هو أنه يجب عليك تثبيط هذه الإشارات التلقائية للغاية والسهلة جدا، لصالح الشيء الذي يصعب القيام به عند تعلمك إياه لأول مرة. يصير لزاما عليك أن تثبط أمورًا لا يتعين عليك في العادة أن تثبطها، لأنها تخرج بشكل طبيعي، أليس كذلك؟ ولا يوجد سبب لقمعها؟ أعتقد أن هذه مهارة صعبة للغاية يجب على المرء تطويرها، وهذا جزء من سبب صعوبة الأمر".

ما الذي يمكنه تسهيل الأمر علينا؟

يقول غولدريك: "أن تخلق سياقا تكبح فيه بقوة اللغة الأولى وأن تمارس قمع تلقائيتها، بحيث يعطي ذلك مجالا للغة الأخرى (الجديدة) لتصبح أقوى. وبعد ذلك، عندما تعود من تجربة الانغماس هذه، نأمل أن تصل إلى مرحلةٍ يمكنك فيها إدارة تلك المنافسة إدارة أفضل. لن تنتهي المنافسة إطلاقًا. تتحسن قدرتك على إدارتها فقط".

يميل متعددو اللغات إلى إدارة المنافسة بالتأكيد، وتتطلب الكثير من التمرين. يجادل العديد من الباحثين بأن هذا يجلب لهم مزايا معرفية معينة، على الرغم من عدم تأكيد العلم لذلك حتى الآن، بينما يقول آخرون إن أبحاثهم الخاصة، لا تظهِر أدلة موثوقة على ميزة معرفية لثنائية اللغة.

على أي حال، يمكن القول إن استخدام اللغات هو أحد أكثر الأنشطة تعقيدا التي يتعلم البشر كيفية القيام بها. وقد ارتبط الاضطرار إلى إدارة لغات متعددة بالفوائد المعرفية في العديد من الدراسات، اعتمادًا على المهمة والعمر.

(Getty Images)

أظهرت بعض الدراسات أن ثنائيي اللغة يؤدون أداء أفضل في مهام التحكم التنفيذي، على سبيل المثال في الأنشطة التي يتعين على المشاركين فيها التركيز على معلومات غير بديهية. كما تمّ ربط التحدث بلغات متعددة بتأخر ظهور أعراض الخرف. وبطبيعة الحال، فإن تعدد اللغات يجلب العديد من الفوائد الواضحة خارج الدماغ، وليس أقلها الفائدة الاجتماعية من القدرة على التحدث إلى العديد من الناس.

ولكن على الرغم من أن تعدُّد لغاتي جلب لي بعض المزايا، إلا أنه لم يسعفني لحظة إحراجي مع تحدثي بلغة الماندارين في محل فرنسيّ. من المخجل إلى حدٍّ ما، أنني لم أعد إلى هذا المخبز بالذات منذ زلّتي اللغوية العرضيّة.


[1] الماندارين الصينية: اللغات التي يتحدث بها الصينيون في المناطق الشمالية الغربية والجنوبية الغربية من جمهورية الصين الشعبية – المُترجم.

* كاتبة المقالة، هي الصحافيّة نيكول تشانغ، والتي تقيم حاليًّا في باريس.

التعليقات