علماء يقللون من إمكانية اصطدام كويكب بالأرض

في حال حصول ذلك، فإنّ الحسابات تتوقّع موعد الاصطدام المحتمل في 14 شباط/فبراير 2046، يوم عيد الحبّ. وقد احتلّ هذا النبأ صدارة عناوين بعض الصحف الّتي نصحت العشّاق بإلغاء خططهم في هذا التاريخ

علماء يقللون من إمكانية اصطدام كويكب بالأرض

(Getty)

أعلن علماء فلك خلال الأسبوعين الماضيين، رصد جرم سماويّ أطلق عليه 2023 دي دبليو، وهو بقطر 50 مترًا، والذي قد يصطدم بالأرض في عام 2046، لكنّ احتمالات التصادم، تضاءلت مؤخرًا، كما أعلن علماء. وسرعان ما صنّفت وكالتا الفضاء الأميركيّة (ناسا) والأوروبّيّة (إيسا) هذا الجرم على رأس قائمة الأجسام الّتي يحتمل أن تكون خطرة، إذ يمرّ مساره النظريّ بالقرب من الأرض على مسافة قريبة بما يكفي لتشكيل خطر.

وفي حال حصول ذلك، فإنّ الحسابات تتوقّع موعد الاصطدام المحتمل في 14 شباط/فبراير 2046، يوم عيد الحبّ. وقد احتلّ هذا النبأ صدارة عناوين بعض الصحف الّتي نصحت العشّاق بإلغاء خططهم في هذا التاريخ.

في نهاية شهر شباط/فبراير، بلغ احتمال اصطدام الكويكب بالأرض، واحدًا من 847... لكنّ الاحتمال ازداد الأحد ليصبح واحدًا من 432، وفقًا لقائمة المخاطر الّتي وضعتها وكالة الفضاء الأوروبّيّة. كذلك صبّت تقديرات ناسا في الاتّجاه نفسه.

إلّا أنّ رئيس مكتب الدفاع الكوكبيّ في وكالة الفضاء الأوروبّيّة ريتشارد مويسل قال لوكالة فرانس برس، إنّ الاحتمال انخفض بين ليلة وضحاها لتصبح نسبته واحدًا من 1584 الثلاثاء.

وأضاف أنّ الاحتمال سينخفض "مع كلّ عمليّة مراقبة، حتّى يصل إلى الصفر في غضون أيّام قليلة على أبعد تقدير".

وأيّد نظيره في وكالة ناسا ليندلي جونسون هذا الكلام، قائلًا "في هذه المرحلة، لا ينبغي لأحد أن يقلق". ووفقًا له، من الشائع أن تزداد توقّعات الاصطدام لفترة وجيزة في الأيّام الّتي تلي اكتشاف كويكب جديد، قبل أن تتدنّى في ما بعد.

وتقع الأرض في بادئ الأمر في "منطقة من عدم اليقين" بشأن مسار الكويكب، وهو ما يبرّر الزيادة المؤقّتة في المخاطر، قبل تسجيل ملاحظات جديدة تدفع إلى استبعاد وجود الأرض على هذا المسار المرتقب.

ولكن ماذا لو اصطدم بنا كويكب "دي دبليو 2023" رغم كلّ شيء؟ يشير الخبراء إلى أنّ مدى الضرر سيعتمد على تكوين هذا الجرم السماويّ.

فإذا كان كومة من الحطام، فإنّ السيناريو قد يشبه "حدث تونغوسكا" في سيبيريا عام 1908، وهو انفجار كبير يعزّى إلى سقوط كويكب، على ما أشار ديفيد فارنوكيًّا، العالم في مختبر الدفع النفّاث التابع لوكالة ناسا.

الجسم السماويّ، الشبيه بـ"دي دبليو 2023"، انفجر في الغلاف الجوّيّ فوق منطقة قليلة السكّان، ما أدّى إلى تسطيح الأشجار على مساحة تقرّب من ألفي كيلومتر مربّع.

وقد يكون الكويكب أيضًا "قطعة صلبة من الحديد"، كتلك الّتي أوجدت حفرة بارينغر الهائلة في ولاية أريزونا الأميركيّة قبل 50 ألف عام، بحسب ريتشارد مويسل.

في كلتا الحالتين، نظرًا لحجمه، فإنّ الكويكب "2023 دي دبليو" لن يتسبّب إلّا في "ضرر موضعي"، من دون تأثير كبير على بقيّة الكوكب، كما يؤكّد الخبير.

وقد مرّ الجسم الّذي يدور حول الشمس، بالقرب من الأرض في 18 شباط/فبراير، قبل أسبوع من رصده. وكان عندها على مسافة تقرّب من تسعة ملايين كيلومتر.

إذا ما اصطدم بكوكبنا في عام 2046، فستكون سرعته 15 كيلومترًا في الثانية، أو 54 ألف كيلومتر في الساعة، وفقًا للتقديرات.

سيكون هناك احتمال بنسبة 70% تقريبًا بأن يهبط في المحيط الهادئ، لكنّ منطقة الاصطدام المحتمل ستشمل أيضًا الولايات المتّحدة أو أستراليا أو جنوب شرق آسيا.

ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أنّ العالم لم يعد خائر القوى بمواجهة تهديد كهذا. ففي العام الماضي، جرى تحطيم مركبة الفضاء "دارت" التابعة للناسا، عمدًا في الكويكب ديمورفوس، على بعد حوالي 11 مليون كيلومتر من الأرض، ما أتاح تحويل مساره.

ويطمئنّ ديفيد فارنوكيًّا قائلًا "تمنحنا مهمّة دارت ضمانة على أنّ مثل هذه المهمّة ستنجح" بمواجهة الكويكب "2023 دي دبليو".

ويخلص مويسل إلى أنّ هناك "متّسعًا من الوقت"، 23 سنة بالضبط، للاستعداد لهذا الأمر.

التعليقات