كوكب المريخ كان يضم محيطا مائيا على سطحه

وكانت كمية المياه على سطحه كافية لغمره بالكامل، وتكوين بحر على كامل مساحته بعمق 137 مترا، بحسب الدراسة المنشورة يوم الخميس في مجلة ساينس الأمريكية

كوكب المريخ كان يضم محيطا مائيا على سطحه

صورة التقطتها مسبار المريخ ونشرت في 9 كانون الأول (ديسمبر) 2013 تظهر ترسبات في منطقة غلينلغ في فوهة غيل

أكدت دراسة نشرها علماء في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أن كوكب المريخ كان يضم على سطحه محيطا كبيرا يوزاي مساحة المحيط المتجمد في شمال كوكب الأرض.

وقال العلماء إن المريخ الذي يؤكدون أنه كان غنيا بالمياه، تبدد 87 % من كميات المياه التي كانت على سطحه في الفضاء.

وكانت كمية المياه على سطحه كافية لغمره بالكامل، وتكوين بحر على كامل مساحته بعمق 137 مترا، بحسب الدراسة المنشورة يوم الخميس في مجلة ساينس الأمريكية.

لكن هذه الكميات من المياه لم تكن موزعة على كامل سطحه، بل كانت تشكل محيطا يغطي نصف القسم الشمالي منه، ووصل عمقه في بعض المناطق إلى ألف و600 متر.

وكان علماء الفضاء يشتبهون منذ زمن بأن تكون هذه المنطقة الشمالية من الكوكب كانت محيطا مائيا في ما مضى، وذلك بسبب تكوينها الجيولوجي، وهي تشكل 19 % من مساحة سطح المريخ. وللمقارنة فإن مساحة المحيط الأطلسي تغطي 17 % من سطح الأرض.

وقال غيرونيمو فيلانيوفا، الباحث في مركز غودارد للرحلات الفضائية التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وأحد المشرفين على هذه الأبحاث "تقدم دراستنا تقديرا جيدا لكمية المياه التي كانت موجودة على كوكب المريخ، من خلال تحديد الكميات التي تبددت في الفضاء".

وأضاف "من خلال هذه الأعمال، يمكن التعمق في فهم تاريخ المياه على كوكب المريخ".

وتستند هذه التقديرات إلى أعمال مراقبة مفصلة للأشكال المختلفة لجزيئات المياه، ومنها جزيئات مكونة من ذرتين للهيدروجين لكل ذرة أوكسجين، وجزيئات للمياه الثقيلة المكونة من ذرة أوكسجين مع ذرة هيدوجين وذرة ديتوريوم.

وباستخدام التلسكوب الأمريكي كيك2 الذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء، والتلسكوب الكبير التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي، تمكن العلماء من تحديد الفارق بين بصمة كل من هذه الجزيئات، ومن خلال مقارنة نسبة المياه الثقيلة إلى العادية تمكن العلماء من تقدير كميات المياه التي تبددت في الفضاء.

واستغرقت هذه الأعمال ست سنوات ارضية، أي ثلاث سنوات على المريخ.

وبينت هذه الدراسة أيضا أن الكوكب كان يتمتع بفصول، وبطقس يختلف من منطقة إلى اخرى، رغم أن سطحه اليوم صحراء قاحلة.

ويركز العلماء في مراقباتهم على القطبين الشمالي والجنوبي لكوكب المريخ، إذ أنهما يحتويان اليوم على أكبر مخزون مما تبقى من مياه الكوكب، على شكل جليد.

وبحسب مايكل مكوما، أحد مُعدّي الدراسة، فإن كوكب المريخ كان "رطبا لمدة أطول مما كان يعتقد، مما يشير إلى إمكانية أن يكون صلح للحياة لمدة أطول".

وكان الرأي السائد في صفوف العلماء حتى الآن أن الحقبة الدافئة والرطبة التي عاشها المريخ انقضت قبل 3,7 مليار سنة.

ولا يستبعد العلماء أيضا أن يكون المريخ احتوى على مياه جوفية تسرب قسم منها إلى السطح.

ورأى العلماء أن خلاصاتهم حول اختلاف المناخ بين منطقة وأخرى على سطح المريخ في ماضيه السحيق، والتقلبات في نسب المياه الموجودة في غلافه الجوي يمكن أن تساعد في تحديد مواقع وجود المياه تحت سطحه.

 

 

التعليقات