مشروع لحفظ عينات ثلجية في القطب الجنوبي للأجيال المقبلة

ستنقل عينات جليدية يهددها التغير المناخي إلى القطب الجنوبي للحفاظ عليها للأجيال المقبلة، في إطار مشروع طموح لباحثين فرنسيين يأملون استخراج العينات "التراثية" الأولى سنة 2016 من جبل مون بلان.

مشروع لحفظ عينات ثلجية في القطب الجنوبي للأجيال المقبلة

ستنقل عينات جليدية يهددها التغير المناخي إلى القطب الجنوبي للحفاظ عليها للأجيال المقبلة، في إطار مشروع طموح لباحثين فرنسيين يأملون استخراج العينات "التراثية" الأولى سنة 2016 من جبل مون بلان.

وقال جيروم شابيلاز، مدير الأبحاث في مختبر علم الجليد وجيوفيزياء البيئة في غرونوبل (وسط شرق فرنسا)، إنه "المبدأ عينه المعتمد في قاعدة سبتسبرغن (القطب الشمالي) حيث تخزن حبوب من العالم أجمع للقرون المقبلة في ما كان سابقا منجم فحم".

وسيتم إرساء "سفينة نوح" الجديدة هذه في قاعدة "كونكورديا" الفرنسية الإيطالية في القطب الجنوبي حيث تتدنى الحرارة إلى 53 درجة مئوية تحت الصفر.

وأكد شابيلاز "أنها أفضل ثلاجة في العالم لحفظ العينات بأمان، حتى في أوقات النزاعات. ولا حاجة إلى الكهرباء ... وحتى لو ارتفعت الحرارة في المنطقة بمعدل 10 درجات مئوية، ما من خطر على العينات التي تبقى مودعة في مكان تتدنى فيه الحرارة إلى 43 درجة تحت الصفر".

وخطرت هذه الفكرة على ذهن العلماء عندما لاحظوا ارتفاع الحرارة في عدة صفائح جليدية.

وقال العالم "نحن الفريق الوحيد الذي يعمل على أنماط المناخ السائدة في الماضي والذي يشهد على اختفاء محفوظاته. وقد حان الوقت للتحرك على الفور طالما أن صفائح الجليد قادرة على تقديم معطيات قابلة للدراسة"، فالاحترار يهدد نوعية تركيبة جبال الجليد.

ومنذ العام 2009، يتعاون العلماء الفرنسيون مع نظرائهم في أميركا الجنوبية لإطلاق نداء دولي لم يلق الصدى المنشود بعد وقرروا تغيير وسائلهم والبحث عن جهات راعية تساعدهم في عملياتهم الأولى، بدعم من اليونسكو التي تبنت هذه المبادرة لتشجيع الاستثمار فيها.

وشرح أنيل ميشرا، المتخصص في علم المياه في اليونسكو، أن "هذه المبادرة تندرج في إطار المهام التي تتولاها" منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة والتي تطالب منذ الستينيات والسبعينيات "بجردة عالمية لجبال الجليد والصفائح الجليدية التي تعد أفضل مؤشر إلى التغير المناخي".

وأضاف "ينبغي لنا التعمق في فهم آثار الجليد والموارد المائية ... بغية مساعدة البلدان على اتخاذ القرارات الصائبة، في الهند وآسيا الوسطى وأوروبا".

ويأمل القيمون على هذا المشروع بتنفيذ رحلة أولى في العام 2016 إلى موقع يسهل الوصول إليه بالمروحية في جبل مون بلان ويمكن العمل فيه لمدة 20 يوما. ومن المقرر تنفيذ مهمة أخرى أكثر تعقيدا سنة 2017 في جبل اليماني في بوليفيا على علو 6300 متر تتطلب 50 يوم عمل.

ويقضي الهدف استخراج ثلاث عينات يراوح حجمها بين 100 و150 مترا. أما الغاية النهائية، فهي تكمن في إقامة شبكة تعاون بين الأميركيين والصينيين والإيطاليين والسويسريين والأميركيين الجنوبيين ... وجميع الجهات المعنية بهذه المشكلة.

فالجليد يقدم معلومات محلية جد مهمة. ويتعاون مختبر غرونوبل حاليا مع علماء من نيبال لإجراء حفريات في جبال هملايا النبالية بغية التعمق في فهم مصادر التلوث في المنطقة، فضلا عن ظاهرة الرياح الموسمية الهندية.

ويعد الجليد الذي يحفظ تركيبة الغلاف الجوي وأنماط المناخ أداة ضرورية لعلماء المناخ، فهو الذي سمح مثلا بإقامة العلاقة بين الحرارة والغازات المسببة لمفعول الدفيئة. ويستخدم أيضا في اختصاصات أخرى، مثل دراسة التلوث الجوي والميكروبيولوجيا. وقد يوسع استخدامه إلى مجالات أخرى في السنوات المقبلة.

التعليقات