هل ينجح التعديل الجيني بزرع أعضاء الحيوان للإنسان ؟

استعان باحثون أميركيون بأساليب حديثة للتعديل الجيني، من أجل التخلص من جينات فيروسية ضارة كانت تعرقل استخدام أعضاء الخنازير لزرعها في جسم الانسان.

هل ينجح التعديل الجيني بزرع أعضاء الحيوان للإنسان ؟

 استعان باحثون أميركيون بأساليب حديثة للتعديل الجيني، من أجل التخلص من جينات فيروسية ضارة كانت تعرقل استخدام أعضاء الخنازير لزرعها في جسم الانسان.

ونشرت دراسة نتائجها في دورية 'ساينس' باستخدام نظام تكنولوجي، معروف بإسم ' كريسبر – كاس 9'، التي تتيح للعلماء تغيير أي جينات يستهدفونها حتى تلك الموجودة في الأجنة البشرية وهو ما يمكنهم من رصد أي عيوب جينية وتعديلها او استبدالها في أي جينوم.

ولم تنجح جهود سابقة استخدمت هذه التقنية إلا في استبدال ست مواقع من 'الجينوم' دفعة واحدة. أما في الدراسة الحالية، التي أشرف عليها 'جورج تشيرش'، وهو عالم وراثة من كلية الطب بجامعة هارفارد، فقد تمكن الباحثون من أن يستبدلوا في آن واحد مواد وراثية في 62 موقعا محددا على الجينوم الاصلي.

وأوضح فريق تشيرش البحثي، أن بالإمكان تعديل جينوم الخنازير بصورة جذرية لاستئصال جينات فيروسية موجودة أصلا في خلايا الخنازير، لكنه لم يبين أن هذه الأعضاء آمنة بحيث يمكن زرعها في جسم الإنسان.

لكن تشيرش استدرك قائلا في بيان، إنه يرى أن مثل هذه التقنية ستنجح يوما ما في إمكان نقل وزرع أعضاء الخنازير كبديل لأعضاء الإنسان، وذلك لمرضى في حاجة ملحة لزرع أعضاء بعد تعذر توفيرها من متبرعين مناسبين.

اقرأ أيضًا| هل ينجح التعديل الجيني بزرع أعضاء الحيوان للإنسان ؟

كان تشيرش قد كشف عن هذه الدراسة خلال ندوة عقدت، في الخامس من الشهر الجاري، في الاكاديمية القومية للعلوم، التي تدرس المخاطر المحتملة والمخاوف الأخلاقية الخاصة بتعديل الجينوم البشري.

وبعد عدة أشهر من الضجة التي أحدثها علماء صينيون على المستوى الدولي، عندما أعلنوا في نيسانابريل الماضي، أنهم قاموا بالتعديل الجيني للأجنة البشرية، طلب علماء بريطانيون من السلطات المعنية بالرقابة على الخصوبة بالحكومة البريطانية الترخيص بإجراء مثل هذه التجارب.

وزرع أعضاء من الخنازير للإنسان ليس بالأمر الجديد، فقد جرى استخدام أنسجة من صمامات قلب الخنزير لإصلاح صمامات تالفة لدى البشر، لكن استخدام أعضاء كاملة من جسم الخنزير قريبة الشبه بمثيلاتها لدى الإنسان لم يتم قط بسبب احتمال أن تنطوي العملية على نقل فيروسات ارتجاعية كامنة لدى الخنازير لا تصيبها بأي ضرر لكنها تسبب أمراضا للبشر.

والفيروسات الإرتجاعية، هي تلك التي تحتفظ بإنزيم الناسخ العكسي، والتي تتميز بقدرتها على إعادة نقل المادة الوراثية إلى الخلية في مجال العلاج الجيني.

التعليقات