انقراض الثدييات الضخمة ترك آثارًا مدمرة على البيئة

كشفت دراسة نشرت نتائجها أمس، الإثنين، عن أن الانقراض أو التراجع الشديد في أعداد الثدييات البرية والبحرية الكبيرة الحجم، بدءا من نهاية آخر عصر جليدي وحتى يومنا هذا، حرم المنظومة البيئية من مصدر حيوي للتسميد الطبيعي للأرض

انقراض الثدييات الضخمة ترك آثارًا مدمرة على البيئة

كشفت دراسة نشرت نتائجها أمس، الإثنين، عن أن الانقراض أو التراجع الشديد في أعداد الثدييات البرية والبحرية الكبيرة الحجم، بدءا من نهاية آخر عصر جليدي وحتى يومنا هذا، حرم المنظومة البيئية من مصدر حيوي للتسميد الطبيعي للأرض، وذلك من خلال روثها وبولها وحتى جيفها المتحللة بعد نفوقها.

وقال العلماء إن هذه الثدييات الكبيرة، ومنها الحيتان وحيوان الماموث وحيوان الماستودون المنقرض وحيوان الكسلان البري ووحيد القرن وحيوان المدرع الضخم (إرماديلو)، فضلا عن الطيور البحرية والأسماك المهاجرة مثل السلمون، لعبت دورا رئيسيا في الحفاظ على خصوبة التربة على كوكب الأرض، من خلال نشر المواد المغذية عبر المحيطات ومنابع الأنهار وفي عمق التربة.

وقال كريستوفر داوتي، أستاذ البيئة بجامعة أكسفورد، "في الماضي كانت الأعداد الوفيرة من الحيوانات التي ترعى في كل مكان تنشر المواد المغذية بصورة متساوية، ما زاد من خصوبة التربة في العالم".

ووجدت الدراسة أن هذه الثدييات الضخمة، من خلال سيرها مسافات طويلة، نقلت وأعادت تدوير المواد المغذية مثل المواد الفوسفاتية والنيتروجينية إلى منظومات بيئية نائية، الأمر الذي ضاعف من خصوبتها وإنتاجيتها.

وقالت الدراسة إن هذه القدرة على نشر المواد المغذية من مصادرها ذات التركيز العالي في البر والبحر، إلى منظومات بيئية أخرى، تراجعت إلى 6 في المئة عن المستويات السابقة.

وقالت جو رومان، خبيرة الحفاظ على الكائنات الحية بجامعة فيرمونت، "كانت الأرض مرتعا للعمالقة على نحو ما قبل أن يستعمر الإنسان الكوكب".

وأضافت، إن نحو 150 نوعا من الثدييات الكبيرة انقرض منذ نحو عشرة آلاف عام، ويرجع ذلك في معظمه إلى مجموعة من عوامل الصيد وتغير المناخ.

وقال داوتي إنه من بين 48 نوعا من الثدييات الكبيرة الحجم، البرية، آكلة العشب، التي عاشت خلال العصر الجليدي؛ منها 16 نوعا من الفيلة وأقاربها، لم يتبق سوى عدد قليل من أنواع وحيد القرن وحيوان الكسلان، فيما لم يتبق شيء في الأميركتين.

اقرأ أيضًا| العوالق والهائمات البحرية قد تساعد في التنبؤ بتغير المناخ

وأشارت تقديرات الباحثين، إلى أنه قبل أن يؤدي صيد الحيتان على المستوى التجاري إلى تراجع أعدادها عالميا بنسبة وصلت إلى 90 في المئة خلال القرون الأخيرة، نقلت الحيتان والثدييات البحرية الأخرى نحو 340 ألف طن سنويا من المواد الفوسفورية من أعماق تصل إلى نحو 100 متر، حيث تتغذى، وتراجع ذلك إلى 23 في المئة عن مستواه السابق.

وقالت رومان في البحث الذي نشرت نتائجه في دورية الأكاديمية القومية للعلوم، "غالبا ما تغوص الحيتان الضخمة، مثل الحوت محدودب الظهر والحوت الأزرق وحوت العنبر، إلى أعماق المحيط للتغذية، ثم تطفو على السطح للتنفس والهضم. كما كانت هذه الكائنات تتغوط ما يطلق مواد مغذية مهمة مثل النيتروجين والفوسفور، وهي مغذيات يمكن أن تضاعف من نمو الطحالب واللافقاريات وحتى الأسماك".

 

 

 

التعليقات