20 عامًا تفصل الإنسان عن العيش بالمريخ

وبالنسبة للطعام والماء الذي يحتاجهما الإنسان على سطح المريخ، فإنه على الرغم من مظهر المريخ الخارجي الجاف، إلا أنه يحتوي على كميات كبيرة من الماء، فتربته وحدها تتكون مما نسبته 60 بالمئة من المياه، إضافة إلى وجود وجود طبقة ثلجية مباشرة تحت

20 عامًا تفصل الإنسان عن العيش بالمريخ

ينظر الكثير إلى إمكانية حياة الإنسان خارج كوكب الأرض، وتحديدا استيطان كوكب المريخ، على أنه أحد دروب الخيال الموجودة فقط في السينما والأفلام، إلا أن الأمر بدأ يتحول إلى حقيقة، حيث سيصبح العيش على سطح المريخ واقعا ملموسا خلال 20 عاما فقط.

منذ 12 عاما ذكر عالم الفضاء الأمريكي ستيفن بيترانيك خلال إحدى محاضرات تيد “TED”، أن هناك عشر طرق يمكن أن تتسبب فجأة في نهاية الحياة على سطح كوكب الأرض، واحدة من أشهر هذه الطرق هي نيزك كبير، وما أكثرها في مجموعتنا الشمسية، أيضاً استهلاك الإنسان لموارد وقدرات الأرض يعجل بنهاية العمر الافتراضي للكوكب، هذا بجانب التوقعات العديدة بالتغييرات المناخية وعوامل البيئة واختلاف الطقس على سطح الأرض.

كل هذا دفع للتفكير جديا في استيطان الإنسان للفضاء، ووقع الاختيار على كوكب المريخ الأقرب من حيث السمات ومقومات الحياة لكوكب الأرض، فأضحت فكرة الإنزال البشري على المريخ تشبه ذلك الحلم الذي تم زرعه في جيل كامل من البشر، عندما أعلنت الولايات المتحدة نيتها لأول هبوط بشري على القمر.

يحتاج الإنسان حتى يتمكن من الحياة على كوكب المريخ إلى المأكل والمشرب والمأوى والملبس، إضافة إلى الأكسجين، وهو ما يمكن توفيره عبر جهاز “موكسي Moxie”، والذي صممه العلماء بمعهد ماساشوستس للتقينة، ويستطيع الجهاز ضخ الأكسجين في الغلاف الجوي بشكل دائم، وهو الأمر الذي ستجربه “ناسا” خلال مهمتها القادمة للمريخ في العام 2020.

وبالنسبة للطعام والماء الذي يحتاجهما الإنسان على سطح المريخ، فإنه على الرغم من مظهر المريخ الخارجي الجاف، إلا أنه يحتوي على كميات كبيرة من الماء، فتربته وحدها تتكون مما نسبته 60 بالمئة من المياه، إضافة إلى وجود وجود طبقة ثلجية مباشرة تحت تربة المريخ وعدد من الأنهار الجليدية والمياه الباطنية، وكميات من الماء في الحفر الموجودة بالكوكب، ما يجعلها مناطق مناسبة للبدء في إنشاء المستعمرات للإنسان، كما أنه يمكن زراعة وحصد الطعام من خلال تقنية الزراعة المائية، لكن هذه التقنية لن تتمكن إلا من توفير 20 بالمئة من الاحتياجات في البداية، وبالتالي يجب الاعتماد على الطعام القادم من الأرض، حتى يتم تحويل الثلوج إلى مياه جارية على سطح الكوكب.

في حياتهم على كوكب المريخ يمكن أن يعتمد البشر في البداية على المنشآت المضغوطة القابلة للنفخ، كمنزل ومئوى لهم، بالإضافة إلى المركبات الأرضية التي سيصطحبها رواد الفضاء، هذه المنشآت ستكون تحت السطح حتى يمكن التغلب على الأشعة الكونية الضارة، هذا بجانب اكتشاف وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، والذي أكد أن تربة المريخ تصلح لصناعة طوب البناء، وهو ما يسهل إمكانية إنشاء مساكن مناسبة للحياة هناك.

وعلى الرغم من تمكن الإنسان بفعل التقدم التكنولوجي من التغلب على بعض الصعوبات لاستيطان المريخ، إلا أنه مازالت هناك العديد من الصعوبات والعقبات التي تعيق اكتمال الحلم البشري بإنشاء حياة على كوكب المريخ، وتأتي في مقدمتها الأموال المهولة التي سيتكلفها مشروع استيطان كوكب المريخ، وما قد يسببه من نقص الاهتمام بمشاكل الأرض، كذلك التقنية اللازمة، حيث لا يوجد صاروخ على كوكب الأرض قادر على أن يصل بالبشر إلى المريخ، فآخر صاروخ قوي تم استخدامه هو “ساتورن”، والذي استخدم في إرسال أحد معامل محطة الفضاء الدولية في السبعينيات، بعد ذلك اهتم علماء الفضاء بفكرة المكوك الفضائي بدلاً من الصواريخ بعيدة المدى.

ويقول د. صلاح عز، أستاذ هندسة الطيران والفضاء بجامعة القاهرة: العلماء يفكرون جديا في محاولة جعل المريخ أقرب إلى الأرض، سواء بإيجاد التقنية والأدوات اللازمة للسفر إليه، أو بتهيئته وجعله مناسبا للإنسان، وذلك من خلال رفع درجة حرارة المريخ الذي يتميز بمتوسط برودة يقل قليلا عن درجة التجمد، والذي يعود السبب فيه إلى قطبي المريخ، اللذين يحتويان على كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون المجمد، كذلك جعل الغلاف الجوي للمريخ أكثر سمكا، من أجل حماية الإنسان من الإشعاعات الضارة وجعل المناخ أكثر دفئاً، موضحاً أن كل ذلك يحدث بإذابة ثاني أكسيد الكربون المجمد من قطبي المريخ، وبالتالي يتحول الماء المجمد إلى ماء سائل يفيد الزرع، ومع الوقت سيتصاعد بخار الماء للغلاف الجوي للمريخ، مما يسمح بهطول الأمطار عليه، لافتا إلى أن إذابة ذلك الجليد يقون عبر إطلاق ما يشبه المرآة الضخمة التي تعكس ضوء الشمس وتركزها على قطبي المريخ، وهو ما قد يستغرق حوالي 20 سنة أو أقل.

وأضاف عز: التوسع في مجال الفضاء فتح الباب أمام تطوير فكرة استيطان المريخ والاستفادة من الفضاء الخارجي، وهو ما كان أحد أشكاله الرحلات لاكتشاف إمكانية الحياة على الكواكب الأخرى، موضحا أنه مع التقدم التكنولوجي والتقني في مجال الفضاء سيصبح الفضاء الخارجي جزءا من كوكب الأرض، يمكن للمرء الذهاب إليه والعودة كما يشاء، مشيرا إلى أن البنية التحتية لربط الفضاء بكوكب الأرض وتسهيل الانتقال إليه أصبحت قيد الإنشاء، بل اكتملت بعضها كمحطات الفضاء والموانئ الفضائية.

هذا وبلغ إجمالي المهام الدولية المرسلة إلى المريخ حوالي 44 مهمة فضائية، ثلثها فقط استطاع الوصول إلى مدار المريخ بسلام، والبقية إما ضاعت أو تحطمت.

اقرأ/ي أيضًا| ناسا: خطر ذوبان أنهار جرينلاند الجليدية فاق التوقعات

وتشير وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، إلى أنها يمكن أن تصل بالبشر إلى سطح كوكب المريخ بحلول العام 2040، وإنشاء قاعدة دائمة وذاتية المعيشة على كوكب المريخ، وهو ما يتوقع العلماء أن يكون في وقت أقل من ذلك.

التعليقات