تسبب التغير المناخي في تغير تدفق المياه الناجمة عن ذوبان الجليد، ما أدى إلى اختفاء نهر في كندا. ويطلق العلماء على هذه الظاهرة "القرصنة النهرية"، حيث يتسبب نهر بتحويل تدفق المياه من نهر آخر إليه. وهذا ما حصل قبل نحو عام لتيار يتدفق من جبل جليدي يدعى "Kaskawulsh" في كندا، بسرعة وبشكل مفاجئ مما فاجأ العلماء.
وهذه العملية التي تستغرق عادة بضعة آلاف من السنوات وربما أكثر حصلت في العام 2016 خلال أشهر معدودة. وكانت غالبية المياه الذائبة من الجبل الجليدي تتدفق بشكل عام نحو الشمال عن طريق نهري Slims و Yukon، بيد أن تقلص الجبل الجليدي تسبب بتدفق المياه باتجاه الجنوب، إلى المحيط. وأدى الربيع الحار إلى نشوء أخدود (كانيون) حول مياه أخرى إلى نهر Alsek الجنوبي الذي "يسرق التيار". وبالنتيجة فإن نهر "سليمس" يكاد يجف بشكل مطلق، وهناك عواصف غبار كثيرة. ويعتقد العلماء أن هذا التغيير سيكون ثابتا وليس مؤقتا.
وكان قد تم تشخيص مثل هذه الظاهرة في القران التاسع عشر، ونسبت في الغالب إلى تحرك الصفائح التكتونية والتآكل على مدى آلاف وملايين السنوات. ويعتبر توثيق هذه الظاهرة في كندا مثالا هو الأول الذي يرصد الظاهرة في العصر الحديث. وقد نشر د. دانيال شوغر، من جامعة واشنطن، مقالا عن الموضوع في "Journal Nature Geoscience".
واستخدم شوغر وزملاؤه تكنولوجيا متطورة، بما في ذلك طائرات شراعية، لدراسة التغيير في تيار المياه. وبحسبه فإن الظاهرة من غير المفترض أن تتكرر بشكل حاد في موقع آخر، ولكنه حذر من أنه كلما اشتد الاحتباس الحراري فسيكون هناك تغييرات في تدفق مياه النهر ووجهة التيار.
يشار إلى أن التغيير في تدفق المياه يتوقع أن يكون له أبعاد واسعة النطاق على كل المنظومة البيئية، وعلى التزود بالمياه. وبحسب شبكة "CBC" فقد تراجع مستوى المياه في بحيرة كلاون، في حين أن منتجعات استجمام كثيرة كان يتم الوصول إليها عن طريق الماء، تقع الآن على أراض جافة.
يشار أيضا إلى أن تغير المناخ وارتفاع مستوى المياه وذوبان الجبال الجليدية تقاس بشكل عام خلال عقود، وليس فقط خلال شهور مثل هذه الحالة. وبحسب العلماء فإن هذه الحادثة تذكير بأنه ليست كل التغييرات بطيئة.
التعليقات