مبادرات فلسطينية لإنتاج الكهرباء بالألواح الشمسية

بدأت منذ فترة بعض المبادرات في غزة والضفة الغربية بتركيب الألواح الشمسية لإنتاج الكهرباء، بشكل مستقل عن الاحتلال الإسرائيلي الذي اعتاد أن يمدّ القطاع ومناطق السلطة الفلسطينية بالكهرباء، قدر اعتياده قطعها عنهم.

مبادرات فلسطينية لإنتاج الكهرباء بالألواح الشمسية

عامل يركّب ألواحًا شمسية غرب في خان يونس بغزة (رويترز)

بدأت منذ فترة بعض المبادرات في غزة والضفة الغربية بتركيب الألواح الشمسية لإنتاج الكهرباء، بشكل مستقل عن الاحتلال الإسرائيلي الذي اعتاد أن يمدّ القطاع ومناطق السلطة الفلسطينية بالكهرباء، قدر اعتياده قطعها عنهم.

فلا تحصل الضفة إلا على ثلاثة أرباع احتياج سكانها للكهرباء، تستورد جلّها من شركة الكهرباء الإسرائيلية وجزءًا قليلًا من الأردن. أما في قطاع غزة فالكهرباء التي يتم توليدها ضئيلة للغاية لدرجة أن ما يتم استيراده من شركة الكهرباء الإسرائيلية ومن مصر لا يتجاوز ثلث احتياجات السكان، فيعاني الغزيون من انقطاع الكهرباء لحوالي عشرين ساعة من كل يوم.

ودفع هذا الوضع بعض الأفراد لأخذ زمام المبادرة وتركيب ألواح شمسية ومد كابلات على جانب المباني من أجل استمرار دوران المراوح أو تشغيل أجهزة التلفزيون وغيرها من الأجهزة المنزلية.

وارتفع عدد الألواح في غزة إلى 4 أضعافه خلال السنوات الأربع الأخيرة، وأصبحت تنتشر الآن فوق الأسطح وفي شرفات البيوت والمدارس والمستشفيات والمتاجر والبنوك والمساجد.

وتقول القاطنة في مخيم النصيرات، صابرين أبو شاويش، إن تركيب الألواح الشمسية على السطح المعدني في البيت المكون من طابق واحد غير حياة الأسرة، "فلم يكن لدينا كهرباء تقريبًا، أما الآن فقد أصبحت المراوح تعمل طوال اليوم".

ورغم أن أشعة الشمس مجانية فإن التكنولوجيا ليست كذلك فوسط الحصار الذي يشد الجيش الإسرائيلي وثاقه على غزة، تظل مسألة استيراد الألواح الشمسية محدودة وصعبة، بعد منع دخول كل الواردات إلى القطاع باستثناء بعض الإمدادات الإنسانية.

ويقول أصحاب الأعمال في غزة إن إسرائيل كانت تمنعهم حتى قبل ذلك من استيراد أنواع مختلفة من البطاريات بما فيها ما يستخدم في الطاقة الشمسية على أساس أن من الممكن استخدامها في أغراض عسكرية، وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز".

بالمقابل، انطلقت مبادرات من القطاع العام والخاض في مناطق الضفة الغربية، تهدف لتنويع مصادر الكهرباء من أجل الحصول عليها بكلفة أقل وزيادة مستوى الاكتفاء الذاتي.

وقالت المديرة العامة للصناعة والمصادر الطبيعية في وزارة الاقتصاد الوطني، المهندسة شفاء أبو سعادة، إنّ "الحكومة بحاجة ماسة الى مبادرات شخصية واستثمارات من القطاع الخاص للاستثمار في مجال الطاقة للاستغناء عن الاحتلال شيئًا فشيئًا".

ويعتزم صندوق الاستثمار الفلسطيني بناء ثلاث محطات لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وتركيب ألواح شمسية في 500 مدرسة. وستولد المحطات الثلاث 22 ميجاوات من الكهرباء كل يوم.

ويتطلب إنشاء مشروعات أكبر حجمًا المزيد من الأراضي، في الوقت الذي يسيطر فيه الاحتلال على مساحات كبيرة من الأراضي، عدا عن إقامة المستوطنات على الأراضي المسلوبة من الفلسطينيين.

وتبلغ احتياجات الضفة الغربية 1400 ميجاوات لكن لا يتوفر لها في الوقت الحالي سوى 1100 ميجاوات.

وقال المدير التنفيذي لشركة مصادر التابعة لصندوق الاستثمار الفلسطيني، عازم بشارة، إننا "سنكون في وضع جيد إذا استطعنا توليد نحو 5% أإو 10% من إمدادات الكهرباء المطلوبة لفلسطين، من الطاقة الشمسية".

وأضاف أن الشركة تنوي استثمار 200 مليون دولار في الطاقة المتجددة على مدار السنوات الست المقبلة، بهدف توليد 200 ميجاوات إضافية.

وفي الأسبوع الماضي استكمل الاتحاد الاوروبي إنشاء أكبر محطة شمسية في غزة إذ ستوفر 0.5 ميجاوات في اليوم لتشغيل محطة لتحلية المياه في جنوب القطاع والتي يمولها الاتحاد الأوروبي أيضًا.

 

التعليقات