إنجاز علمي حديث: شبكية عين من خلايا جذعية داخل مختبر

استطاع باحثون من جامعة "جونز هوبكينز" الأميركية من صناعة شبكية عين باستعمال خلايا جذعية داخل المختبر، وذلك بهدف دراسة الطريقة التي من خلالها تميّز العين بين الألوان المختلفة.

إنجاز علمي حديث: شبكية عين من خلايا جذعية داخل مختبر

(Pixabay)

استطاع باحثون من جامعة "جونز هوبكينز" الأميركية من صناعة شبكية عين باستعمال خلايا جذعية داخل المختبر، وذلك بهدف دراسة الطريقة التي من خلالها تميّز العين بين الألوان المختلفة.

وبحسب بحث نشرته دورية "ساينس"، فإن "الباحثين تمكنوا من تحديد نوع معين من الخلايا الجذعية التي يُمكن أن تنمو داخل أطباق مخبرية لتكوين شبكية العين التي تحتوى على المستقبلات الضوئية المخروطية الثلاثة في العين البشرية، والتي تسمح للإنسان بالتفرقة بين اللون الأزرق والأحمر والأخضر".

وعمل الباحثون على جعل الخلايا الجذعية البشرية تنمو بالطريقة نفسها التي تنمو بها الخلايا الجنينية لتكوِّن العين، ووجدوا في مختبر الباحث الرئيسي للدراسة، روبرت جونستون أن الخلايا التي تتعرف على اللون الأزرق تنمو أولًا، بعدها تنمو الخلايا التي تتعرّف على اللونين الأحمر والأخضر.

وتتشكّل شبكية العين من أنسجة رقيقة تبطن العين من الداخل، وتُعتبر وظيفتها الأساسية تحويل الأشعة الضوئية الساقطة عليها إلى إشارات يتم إرسالها إلى الدماغ لتفسير الصور المختلفة؛ وتتفاعل الشبكية مع العصب البصري وتميِّز شدة الضوء والألوان، ومن دونها لا تستطيع الكائنات الحية التفرقة بين الألوان المختلفة، ومن الممكن أن يؤدي تلفها إلى العمى.

واستعمل الباحثون تقنية "كريسبر"، التي يستخدمها العلماء بالتعديل الجيني، لخلق مستقبِل هرمون الغدة الدرقية والذي يسمى هرمون النمو، وإحدى وظائفه هي تنمية الخلايا المميزة للألوان، وبعدها قام العلماء بزراعة خلايا جذعية داخل أطباق مخبرية، ثم قاموا بمحاكاة مستويات الهرمونات التي تُساهم ببناء شبكية العين أثناء عملية تكوُّن الأجنة، ووجدوا أن الهرمون مهم في خلق الخلايا المستشعرة للألوان.

وصرّح الأستاذ المساعد بقسم علوم الأحياء في جامعة "جونز هوبكينز" والمؤلف الأول للدراسة، بوب جونستون في تصريحات لموقع"للعلم إن "التحدي كان صعبًا للغاية؛ إذ أن هرمون النمو الذي يتحكم في نمو الخلايا لا يُمكن أن يوجد داخل طبق معملي، ولا نستطيع خلق غدة درقية في الطبق، بالتالي، التحكم في مستويات الهرمون استلزم خلق مستقبِل بطريقة عقلانية محسوبة بدقة متناهية؛ لإفراز المستويات المطلوبة من الهرمون لتنمية الخلايا المستشعرة للألوان الثلاثة".

وأضاف جونستون "رغم أن شبكية العين تكتمل في الأجنة البشرية خلال 9 أشهر فحسب، إلا أننا استغرقنا عامًا كاملًا لخلق الشبكية داخل المعمل، والدراسة الجديدة ستسهم في إيجاد علاجات محتملة لاضطرابات الرؤية التي تتعلّق بالتغيرات في مستويات هرمون النمو، خصوصًا لدى الأطفال المولودين مبكرًا".

وكشفت الورقة البحثية، التي استمر العمل فيها مدة أربع سنوات كاملة، عن الآلية الكاملة لتنمية الخلايا المستقبِلة للألوان الثلاثة، وهو ما يعني أن التحكم في مستويات هرمونات الغدة الدرقية، ممكن أن يكون أحد العلاجات الممكنة لمنع المشكلات المتعلقة باضطرابات الرؤية.

ويأمل الباحثون استخدام تقنية صناعة الشبكية في أطباق مخبرية في علاج مرض التنكس البقعي، الذي يعتبر السبب الرئيسي لفقدان الرؤية عند البشر.

وأضاف جونستون أن "الدراسة أجابت عن تساؤل مهم، وهو الطريقة التي تتكاثر بها الخلايا التي ترى الألوان، إلا أنها فتحت المجال أمام أسئلة أكبر، والتي تشمل كيفية التحكم في مستويات هرمون النمو، وكيفية تصنيع الخلايا العصبية التي تربط شبكية العين بالدماغ، ونأمل أن تستمر الدراسة لكشف تلك الألغاز في المستقبل القريب".

التعليقات