دراسة: الاحتباس الحراري وتلوث الهواء في علاقة طردية

حذّرت دراسة حديثة من زيادة معدلات الجفاف القاري بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض بصورة أكبر من المحيطات، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع معدلات التلوث في العالم؛ إذ أنّ زيادة مستويات غازات الاحتباس الحراري، مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، من شأنها

دراسة: الاحتباس الحراري وتلوث الهواء في علاقة طردية

حذّرت دراسة حديثة من زيادة معدلات الجفاف القاري بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض بصورة أكبر من المحيطات، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع معدلات التلوث في العالم؛ إذ أنّ زيادة مستويات غازات الاحتباس الحراري، مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بصورة أسرع من المحيطات، وبالتالي زيادة الجفاف القاري.

وأشارت الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر كلايميت تشانج" العلمية، إلى تقرير نشرته  المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيّن أنّ انبعاثات غازات الاحتباس الحراري حققت رقمًا قياسيًّا في عام 2017؛ إذ بلغ المتوسط العالمي لتركيزات ثاني أكسيد الكربون 405.5 جزء في المليون في 2017، بزيادة عن تركيزه البالغ 403.3 جزء في المليون في 2016 و400.1 جزء في المليون في 2015. كما ارتفعت أيضًا تركيزات غاز الميثان وأكسيد النيتروز.

كما بيّنت أن ارتفاع درجة حرارة الأرض بصورة معتادة، كما هو الحال بالنسبة للسيناريو الأول، أدى إلى زيادة الجفاف القاري، وبالتالي زيادة تركيز الهباء الجوي، الذي يؤدي بدوره إلى مزيد من تلوث الهواء، أما النموذج الثاني فأدى إلى زيادة طفيفة في الجفاف القاري وتلوث الهواء بمعدلات أقل.

وتؤدّي الزيادة في الجفاف إلى انخفاض الغطاء السحابي، الذي يحمي الأرض من حرارة الشمس، وانخفاض كمية المطر، الذي يُعد الوسيلة الرئيسية لإزالة الأيروسولات من الغلاف الجوي، وهي جسيمات صلبة صغيرة أو قطرات سائلة معلقة في الغلاف الجوي، تؤثر على النظام المناخي، وعلى صحة الإنسان، كما أنها تسبب الضباب الدخاني وأنواعًا أخرى من تلوث الهواء، مما يصيب النباتات والحيوانات والبشر بالعديد من المشكلات الصحية.

واعتمد الباحثون في دراستهم على إجراء محاكاة لتغير المناخ في ضوء سيناريوهين: الأول افترض نموذجًا للاحترار المعتاد، بحيث ترتفع الحرارة بوتيرة ثابتة، في حين افترض النموذج الثاني سيناريو عدم ارتفاع درجة حرارة الأرض وفق ما هو متوقع.

وتُظهر نتائج الدراسة أنه كلما زادت سخونة الأرض، دون وجود رقابة صارمة على مصادر الهباء الجوي، أصبح من الصعب جدًّا الحفاظ على تلوث الهواء عند مستويات معينة، فإذا ما استمر الكوكب في الاحترار، فستكون هناك ضرورة للحد من تلوث الهواء الذي يستلزم خفض انبعاثات الأيروسولات بشرية المصدر لتحسين نوعية الهواء، ومن دون ذلك فإننا سنواجه عالمًا أكثر دفئًا وأكثر تلوثًا في الوقت ذاته.

يُذكر أن المحيطات تؤدي دورًا رئيسًا في ضبط المناخ على كوكب الأرض؛ إذ تخزن المحيطات الحرارة في فصل الصيف، وتطلقها في فصل الشتاء، ما يساعد على الحفاظ على ثبات درجة حرارة الأرض.

التعليقات