كوكب الأرض... "المستفيد الأول" من جائحة كورونا

هلع العالم من انتشار فيروس كورونا، حاصدا في طريقه أرواح الآلاف من البشر، مسببا أضرارا على مستويات عدة منها الركود الاقتصادي، وتوقف الحركة في الشوارع، وازدياد الملاحقة الأمنية للأفراد، ولكن من جهة أخرى يتخذ فيروس كورونا منحىً إيجابيا

كوكب الأرض...

توضيحية (pixabay)

هلع العالم من انتشار فيروس كورونا، حاصدا في طريقه أرواح الآلاف من البشر، مسببا أضرارا على مستويات عدة منها الركود الاقتصادي، وتوقف الحركة في الشوارع، وازدياد الملاحقة الأمنية للأفراد، ولكن من جهة أخرى يتخذ فيروس كورونا منحىً إيجابيا بما يتعلق في البيئة.

لا شك أن تلوث الهواء من المشكلات التي تواجه المدن الكبرى في العالم، والذي تساهم فيه أنشطة بشرية عديدة، منها النشاط الصناعي وحركة المرور الكثيفة.

وبحسب تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأميركية، فإن إغلاق المصانع وخلو الشوارع ببعض البلدان بسبب كورونا جعل من كوكب الأرض "المستفيد الأول"، مشيرةً إلى أن حالة الإغلاق العام الذي شهدته العديد من المدن والدول حول العالم إثر تفشي كورونا جعلنا نرى سماء صافية.

كذلك الصين، التي تعد بؤرة انتشار كورونا، والتي يعرف عن بعض مدنها بأنها من أكثر المدن تلوثا في العالم، أعلنت أن معدل الأيام التي كان في الهواء نظيفا زاد بنسبة 21.5% في شباط /فبراير مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

كما أظهرت صور الأقمار الصناعية التي أصدرتها "ناسا"و"وكالة الفضاء الأوروبية" انخفاضا حادا في انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين التي تطلقها السيارات ومحطات الطاقة والمنشآت الصناعية في مدن صينية كبرى بين يناير وفبراير، وذلك بعد انتشار كورونا.

وبحسب تلك الصور اختفت تقريبا السحابات المرئية من الغازات السامة التي عادة تحوم فوق المنشآت الصناعية، وأشارت شبكة "سي إن إن" أن ذلك يعود إلى توقف العديد من المصانع عن الإنتاج فضلا عن تقييد حركات النقل منعا لانتشار الفيروس.

لا بد من الإشارة أن العديد من الدول الأوروبية والعربية، فضلا عن الصين، أعلنت عن إجراءات تقيد حرية تحرك المواطنين، ومنع التجمعات وإلغاء فعاليات عديدة، ومنها من أغلقت أماكن الترفيه كمقاهي الإنترنت والحدائق العامة، وذلك للحد من انتشار الفيروس.

لهذا السبب يرى خبراء أن تلك الخطوات المتبعة للحد من كورونا هي عامل اساسي يساهم في تنظيم الهواء ميكانيكي؛ وبالتالي يمكن القول إن هناك تأثير إيجابي لكورونا.

يشار أن كورونا، ظهر للمرة الأولى في مدينة ووهان وسط الصين، 12 كانون الأول/ ديسمبر 2019.

وحتى صباح الثلاثاء، أصاب الفيروس قرابة 183 ألفا في 162 دولة وإقليما، توفي منهم أكثر من 7 آلاف، أغلبهم في الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.

وفي 11 آذار/ مارس الجاري، صنفت منظمة الصحة العالمية كورونا "جائحة"، وهو مصطلح علمي للدلالة على أنه أكثر شدة واتساعا من "الوباء العالمي"، ويرمز إلى الانتشار الدولي للفيروس، وعدم انحصاره في دولة واحدة.

التعليقات