كوستو: إنقاذ المحيطات ممكن لكنه يحتاج إرادة سياسية

أكّد عالم البيئة المتخصّص في علم المحيطات، فيليب كوستو، أنّ الأوان لم يفٌت بعد لإنقاذ المحيطات، وأنّه ما زالت هناك فرصة لإنقاذها، موضحًا أنّ السّبل ووسائل إنقاذها معروفة، ومنعها من التدهور مسألة بسيطة تتعلق بالإرادة السياسية، وفق ما نقلته وكالة أنباء

كوستو: إنقاذ المحيطات ممكن لكنه يحتاج إرادة سياسية

توضيحية (Pixabay)

أكّد عالم البيئة المتخصّص في علم المحيطات، فيليب كوستو، أنّ الأوان لم يفٌت بعد لإنقاذ المحيطات، وأنّه ما زالت هناك فرصة لإنقاذها، موضحًا أنّ السّبل ووسائل إنقاذها معروفة، ومنعها من التدهور مسألة بسيطة تتعلق بالإرادة السياسية، وفق ما نقلته وكالة أنباء "فرانس برس" عن حفيد عالم المحيطات الفرنسي الشهير جاك كوستو.

وقارن كوستو بين حالة المحيطات اليوم مقابل ما كان جدّه جاك كوستو قد وثّق بمشاهداته، قائلًا إنّه "يمكن العودة إلى لقطات من فيلم ‘سايلنت وورلد‘ الذي صوّره جدي في خمسينات القرن الماضي عندما كان يغوص قبالة سواحل جنوب فرنسا وأن يرى الشعاب المرجانية والأسماك الوفيرة".

وأسهب قائلًا: "كنت أمارس الغوص في تلك الأماكن نفسها، ورؤية التدهور الذي يعاني منه البحر الأبيض المتوسط تسمح بالقول إن غالبية هذه المنطقة ميتة اليوم. إنه أمر مروع. ما حصل بعد الحرب العالمية الثانية هو انفجار صناعي هائل ونمو سكاني حول العالم بدأ يؤثر فعلا على هذه الأنظمة البيئية".

جاك كوستو أثناء غوصه

وأضاف أنّه قد "تدهور حال منطقة البحر الكاريبي إلى حد ما، وتحولت فلوريدا كيز إلى منطقة ميتة والحاجز المرجاني العظيم في أستراليا... كنت هناك قبل عامين وما رأيته أبكاني. يمكن تلخيص هذا التدهور بأفضل طريقة من خلال هذا الإحصاء: خلال حياتي (40 عاما) انخفض التنوع الحيويّ على هذا الكوكب بنسبة 50 في المئة".

واستعرض كوستا الأسباب في الاهتمام بحماية المحيطات، مبيّنًا أنّه قد لا يهتم بعض الأشخاص ببعض الحيوانات أو الأسماك لكن أعتقد أن ما لا يدركه الناس هو أننا نعيش في نظام مترابط، إذ أنّ المحيطات لا تحظى بمقدار كبير من الأهمية لأنها أقل وضوحا من الأمور الموجودة على اليابسة. وكما يقول المثل القديم: بعيدا عن الأنظار بعيدا عن العقل.

وأوضح الباحث في علم المحيطات أنّه "يتحدث الناس عن الغابات المطيرة في الأمازون. وهي رائعة ويجب حمايتها بكل قدراتنا. لكن معظم الأكسجين على الأرض لا يأتي من الغابات المطيرة. إنه يأتي من المحيط، من العوالق الموجودة فيه؛ نحن نفكر في الغابات المطيرة، وهي أنظمة بيئية متنوعة جدا، لكن الأكثر تنوعا من الغابات المطيرة هي الشعاب المرجانية. وقد اختفى أكثر من 50 في المئة من الشعاب المرجانية في العالم".

وحذّر من أنّنا "قد نفقد كل الشعاب المرجانية تقريبا بحلول نهاية القرن، وتلك الشعاب المرجانية التي تشكل واحد بالمئة فقط من سطح المحيط تدعم معظم أنواع المأكولات البحرية التي لا تغذي أكثر من مليار شخص فحسب بل توظف أيضا عشرات إن لم يكن مئات الملايين من الأشخاص".

فيليب كوستو (أ ب)

وأكّد كوستا أنّ لدى العلم أدوات يمكننا استخدامها ونعلم أنها مفيدة. ومن المبادرات المتنامية التي تنال إجماعا حول العالم، أهمية إنشاء مناطق محمية على الكوكب؛ فحوالي 5 في المئة فقط من المحيطات محمية حتى الآن وهناك مبادرات تهدف إلى حماية 30 في المئة من المحيطات بحلول العام 2030. نحن نعلم أن الأمر سيكلف حوالى 225 مليار دولار لحماية 30 في المئة من المحيط... يقول بعض الأشخاص ‘لا يمكننا تحمل كلفة هذا الهراء‘ لكن الأمر حقيقي.

وأوضح أنّ "225 مليار دولار هو جزء بسيط مما استثمره الاقتصاد العالمي لمكافحة فيروس كورونا المستجد. هذا يعني أن الأموال موجودة... الآن نحن نحتاج فقط إلى الإرادة السياسية لتحقيق ذلك"؛ فيما "تقدر فائدة هذا الاستثمار بما بين 500 مليار و900 مليار دولار... حماية 30 في المئة من المحيطات ستؤدي إلى زيادة بنسبة 600 في المئة في الكتلة الحيوية من المأكولات البحرية، وهذا يعني المزيد من الوظائف والمزيد من الفرص للناس لإطعام عائلاتهم والمزيد من الدخل الاقتصادي. لذلك، حماية المحيطات أمر يعود بالنفع على الجميع".

التعليقات