أَليسْ في فلسطين | معرض

من معرض «أليس في فلسطين»

 

أطلقت الفنّانة الفلسطينيّة ميساء يوسف مشروعًا فنّيًّا بعنوان « أَلِيس في فلسطين»، وهي فكرة مستوحاة من قصّة «أليس في بلاد العجائب» الشهيرة. يحكي المشروع عبر لوحاته الفنّيّة قصّة طفلة اسمها «أليس»، تعيش حالة خوف، وقلق، وانتظار لغد أفضل، ومن خلال رمزيّة الطفلة في اللوحة، تحاول يوسف نقل حالة الحلم الشبيهة بالخيال الّتي تعيشها غزّة المحاصرة كصندوق صغير؛ في الصندوق يزداد أعداد السكّان، وتزداد الأزمات، ولا يبقى ثمّة مساحة ممكنة عدا التخيّل والحلم.

عن هذا المشروع تقول يوسف:" في بلدي فلسطين العديد من القضايا الّتي تدفع إلى التفكير في إيجاد حلول بديلة، وفي الوقت نفسه، إيجاد الحلول الصعبة جدًّا الّتي تبدأ بالتشابه مع الأحلام.

كنّا نستمتع بمشاهدة قصّة «أليس في بلاد العجائب» حتّى بدأت تراودني فكرة؛ ماذا لو كانت أليس فعلًا في فلسطين؟ إنّها شخصيّة فضوليّة حاولت تغيير واقعها الّذي تعيشه، لكنّ ما يثير إعجابي هو بحثها عن عالم خاصّ بها، وكيف تنظر إلى الأشياء بشكل مختلف، وتفكّر خارج الصندوق دائمًا. في اعتقادي لو كانت هنا فستحاول تغيير الواقع، أن يكون المنطقيّ غير منطقيّ، وغير المنطقيّ منطقيّ، إذن فنحن نعيش واقعًا لا منطقيّ فعلًا. يدور في مخيّلتي رفض الفلسطينيّين لواقعهم متمثّلًا في شخصيّة أليس، وبلاد العجائب هي بلادي فلسطين. نحن نشبه أليس، صغيرو الحجم في عالم الخيال، فنبدو للعالم عديمي الوجود وحجمنا صغير فلا تكاد تُلاحَظُ معاناتنا وألمنا الّذي نعيشه هنا. قد تستطيع أليس مساعدتنا في إيجاد الطريق، فقد ضللنا الطريق وأصبحنا بلا هدف واضح. نحن نعاني تشتّتَ أفكارنا، فلم يعد ممكنًا للعقل استيعاب كلّ ما يحدث هنا. أزمات متفاقمة، حرّيّات مسلوبة، وبحر مغلق؛ هنا غزّة، هنا حياة بلا حياة، ألم بلا أمل، أطفال بلا طفولة، بيوت يسكن أهلها تحت ركامها، مستقبل شاحب ضبابيّ لشباب على حافّة اليأس، ودافع للمقاومة والتمرّد ومحاولة إيجاد طريق بديل للحياة حتّى لو كان من نسج الخيال. ماذا لو كانت أليس هنا؟

إلى أين سيدفعها فضولها؟ هل ستبقى داخل هذا المربّع الصغير؟ أم ستهرب وتركض وراء الأرنب الّذي سيَهْدِيها إلى طريق العودة إلى البيت؟ حتّى لو صنعتْ المعجزات، هل ستكون سعيدة بمجرّد خلق عالم افتراضيّ من هواجس وأحلام؟

كذلك نحن نحلم مثلك يا أليس عندما تباغتنا أصوات الصواريخ، نبدأ بالقلق وبتخيّل ما سيحدث ونبني في مخيّلتنا مشاهد لا منطقيّة، ونبدأ في الخوض في عالم بعيد عن الواقع. تُلازمنا أصوات الزنّانات فتزيد من قلقنا وتشبّثنا بالأمل. أجل، إنّنا نعيش في عالم العجائب، في عالم الأمنيات، أجل، نحن في اللاوعي معظم أوقاتنا".

تنشر فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة معرضًا رقميًّا لمشروع «أَلِيسْ في فلسطين».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

ميساء يوسف

 

 

 

 وُلِدَتْ عام 1984،  التحقت بـ «جامعة الأقصى» لدراسة «الفنون الجميلة» في تخصّص «التصوير».  شاركت في العديد من المعارض العربيّة والغربيّة. أقامت معرضها الفنّيّ الأوّل «أليس في فلسطين» عام 2021.