مسرحيّة "الهوتة": هزائم في حروب لا يختارها البطل

عامر حليحل في «الهوتة»

 

ذهبت لمشاهدة مسرحيّة «الهوتة» في مسرح «خشبة» في حيفا، دون أن أقرأ عن المسرحيّة أو عن معنى الهوتة؛ غايةَ أن تكون تجربة المشاهَدة مفاجِئة إلى أكبر حدّ، وهذا بالفعل ما حدث. حتّى أنّني بعد انتهاء المسرحيّة، حين وقف الجمهور للتصفيق للمؤلّف والممثّل عامر حليحل، شعرت بشيء يشدّني إلى أعلى للوقوف، وشيء آخر يصعّب عليّ ذلك، كان صراعًا بين الذهول والحزن ربّما. وعندما خرجت من المسرح كنت في حاجة شديدة إلى الجلوس بهدوء وحدي. أوّل ما أتذكّره الآن أنّني ضحكت كثيرًا في بداية المسرحيّة، ثمّ بغفلة منّي اختفى ذاك الضحك، واحتلّت مكانه رغبة متكرّرة في البكاء.

يقدّم لنا المسرح تجربة حيّة تجعلنا جزءًا مباشرًا منها. وفي المونودراما، يتمكّن الممثّل الواحد بشكل عجيب من دفع خيالنا إلى تصوّر غير الموجود. فوق المسرح، وقف أمامنا حليحل بشخصيّة باسل، البطل الصغير المنتصر الّذي ينقلب إلى بطل بالغ مهزوم؛ بسبب صراعات القوى المتتالية الّتي تشبّ في بلده. ومع أنّ المسرح خالٍ، إلّا من ستارة طويلة بلون بنّيّ مُصْفَرّ تنسدل من أعلى سقف المسرح وتنحني لتغطّي أرضه، إلّا أنّ خيالنا يرى كلّ ما يصفه حليحل بكلامه ولغة جسده. كيف هذا؟ كيف لي أن أنسى أنّ الممثّل ليس نفسه باسل، وأن أرى أناسًا بملامح واضحة، وبيوتًا وأزقّة، ومخلوقًا ذا رأسين وجناحين عملاقين وحمامًا كثيرًا، وأسلحة، وأشخاصًا تُقْتَل وجثثًا مكوّمة، وأعود إلى البيت محمّلة بهذه الصور في ذاكرتي، وهي أصلًا لم تكن موجودة على المسرح؟

 

عميل الغولة

باسل، هو الولد الّذي لا يجد طريقة أخرى ليثبت مكانته في الصفّ، ويثير إعجاب بنات صفّه، سوى أن يأخذ بنصيحة صديقه زكي فنتش، فيتمسّك بقدرته على حفظ الأشعار وإلقائها. لاحقًا، في محاولة ليثبت رجولته وبتشجيع من زكي فنتش أيضًا، ينزل باسل الهوتة الّتي يؤمن الناس بأنّ ثمّة غولة بجناحين عملاقين تسكنها، ويخرج باسل منها سالمًا، بخلاف ما توقّعه الجميع.

في العديد من الذكريات الّتي يرويها، وحتّى في أكثرها قسوة، يفاجئنا باسل بغناء أغانٍ كلاسيكيّة لا تتلاءم والظرف، فنفهم أنّ الناس كانوا يحاولون أن يسلّوا أنفسهم عن الواقع، أن يختبئوا وراء الأغاني بإيجابيّة زائفة.

في مجتمع يغلّف نفسه بالأغاني الرومانسيّة القديمة، وتقوده المسلّمات، ويرعبه مجرّد احتمال مصداقيّة الأساطير، يصبح باسل مصدر خوف وقلق للناس؛ لأنّهم يعتقدون أنّ الغولة قد جعلته عميلًا لها. يستمرّ خوفهم إلى أن يعلّق أحدهم قائلًا إنّه وفقًا لما جاء في ‘الكتب‘ فإنّ باسل بطل، استطاع أن يُخْضِعَ الغولة له برجولته، الّتي تتلخّص هنا خاصّةً في عضوه الذكريّ. ذاك الرأي الّذي يستند إلى كتب لا يعرف أحد عنها أيّ شيء، كان كفيلًا بإقناع أهل البلد بأنّ باسلًا بطل بالفعل.

نضحك كثيرًا على باسل الولد وعلى شقاوته، وعلى معتقدات أهل بلده. أضحكتني تلك البراءة المائلة إلى السذاجة، ومغامرات الحبّ والمراهقة جذبت انتباهي برفق، حتّى أنّني شككت للحظات في أنّ المسرحيّة كوميديّة ناقدة، وشعور التوتّر الّذي سيطر عليّ في طريقي إلى المسرح لم يكن إنذارًا صحيحًا بل مبالغًا فيه. مع تقدّم مَشاهد المسرحيّة، سُلِبَتْ منّي تلك الضحكات، فنسيت أنّها كانت موجودة. بِتّ أشعر بأنّني أنا باسل، الّذي تهدّد الحرب الأهليّة حياته، وتمتصّ منه كلّ شيء: سعادته، أمله، أحلامه، عائلته، إنسانيّته، هويّته.

في العديد من الذكريات الّتي يرويها، وحتّى في أكثرها قسوة، يفاجئنا باسل بغناء أغانٍ كلاسيكيّة لا تتلاءم والظرف، فنفهم أنّ الناس كانوا يحاولون أن يسلّوا أنفسهم عن الواقع، أن يختبئوا وراء الأغاني بإيجابيّة زائفة. هذا الهروب الممزوج بالخوف يشلّ حركة معظم الناس، فكما أنّهم تفادوا النزول إلى الهوتة خوفًا من الغولة الّتي لم يتحقّقوا من صحّة وجودها، اختاروا أن يتفادوا انقلاب الشعب ضدّ الحكومة حتّى دون التحقّق من سبب ذاك الانقلاب خوفًا من العواقب. وهذا يذكّرني بالمثل العربيّ القائل: "امشي الحيط الحيط وقول يا ربّ الستر".

 

الدمى المتحرّكة

تصف المسرحيّة كيف أنّ الحرب، بما فيها من صراع قوًى وأفكار وفصائل وكتائب ومجموعات، تجعل من الإنسان غرضًا رخيصًا مسيّرًا، كالدمى. الحرب لا يمكن إلّا أن تكون وحشيّة دامية، في جميع الأمكنة والأزمنة. هي تشتّت قصصنا عنّا، تنزع أنفسنا منّا، تجنّد الخوف الهستيريّ ضدّنا، تفتّت أرواحنا قبل أجسادنا، وتسحق هويّتنا الإنسانيّة الجماعيّة والفرديّة، وتتركنا إمّا أمواتًا وإمّا أحياء أمواتًا، دون خيار ثالث للعودة إلى الحياة كما كانت من قبلها. إضافة إلى ذلك، تُظْهِر مشاهد المسرحيّة مدى مساهمة تجاربنا الحياتيّة في تشكيل محفّزاتنا، وردود فعلنا، ومخاوفنا، ووجهات نظرنا.

ما الّذي كان يحرّك باسلًا؟ باسل الصغير كان يحرّكه كلام زكي فنتش ورغبته في إثبات رجولته ومكانته في الصفّ، أمّا باسل الشابّ فيحرّكه خوفه المُكْتَسَب تجاه الحكومة والتيّارات المعارضة المتبدّلة. جميع الجهات المسيطرة تستخدم الترهيب لمنع المواطنين من الانقلاب، ولدفعهم إلى الانضمام إليهم. يروي باسل من ذكريات طفولته، أنّ أباه كان مع المعارضة فاعتقلته الحكومة حيًّا، وأعادته أمامه جثّة. لا بدّ من أنّ هذه الذكرى قد ولّدت في باسل خوفًا من معارضة الحكومة، ممّا منعه لاحقًا من الانضمام إلى المظاهرات، ودفعه إلى تأييد الحكومة رغمًا عنه.

كلّ ما يحدث لباسل انجراف قسريّ يُثْقِل علينا نحن المشاهدين، ويجعلنا نتساءل: هل نحن دمًى متحرّكة مثله، ننضمّ إلى جماعات معيّنة دون أن ننتمي إليها بالفعل؟

نرى باسل البالغ يعيش حالة ازدواجيّة على مدى المسرحيّة، فهو يشاهد المظاهرات ويمتنع عن الاشتراك فيها، رغم إيمانه بأنّ الشعب على حقّ، يردّد كلامًا لا يفهمه لصالح الحكومة، ينضمّ إلى تيارات معارِضة مختلفة، ويتصرّف بما يملونه عليه رغمًا عنه.

كلّ ما يحدث لباسل انجراف قسريّ يُثْقِل علينا نحن المشاهدين، ويجعلنا نتساءل: هل نحن دمًى متحرّكة مثله، ننضمّ إلى جماعات معيّنة دون أن ننتمي إليها بالفعل؟ هل بَرْمَجَنا أصحاب النفوذ والمجتمع فصرنا ما نحن عليه اليوم، وصارت اختياراتنا هي نفسها اختياراتهم؟ وذاك المجتمع الّذي يعلّم أبناءه الترديد دون فهم، وتفادي المواجهة، ويورثهم خوفًا متناقَلًا بقصص وكتب لم يتحقّق من صحّتها أحد، ما دوره في حياتنا؟

 

وطن بلا حرّيّة

في المسرحيّة، نرافق باسلًا في جميع التغيّرات الّتي يمرّ فيها، وتحوّله من بطل إلى بطل مهزوم. نراه يتفوّق على معلّم اللغة العربيّة، ينجح في شدّ انتباه بنات صفّه بحفظ القصائد وترديدها، يكتسب شعبيّة بين أبناء بلده، يتعاون مع أخيه لاستغلال شعبيّته لكسب المال، يتزوّج حبّه الأوّل، ينضمّ إلى والد زوجته للعمل، يضطرب لمشاهدة المظاهرات العنيفة والمشاحنات بين الشعب والشرطة، يحاول التدخّل ويُمْنَع فيمتنع، يتصرّف بما يمليه والد زوجته عليه، يحفظ ويردّد رغمًا عنه أنّه مع الحكومة، وفي داخله صوت آخر يصرخ لنصرة الشعب، ينضمّ أخوه إلى المعارضة، تفرض عليه الحكومة أن يبحث عن أخيه ليسلّمه، يذهب للبحث عن أخيه، ولا يعود.

يصبح باسل ضائعًا في بلده الّتي انقلبت جميع زواياها إلى ساحة حرب، فيتعلّم أن يخاف ويبكي ويرتجف، وأن يبقى حيًّا رغم التعذيب، وأن يتحمّل الرحيل القسريّ والعودة بالخفاء إلى بيته ليجده مهجورًا، وأن يفقد السيطرة تمامًا على مجريات حياته، ويستمرّ رغمًا عنه في الحفظ والترديد كما كان يفعل منذ طفولته، فينصاع للأوامر الّتي تُصْدِرُها الجماعات المتبدّلة دون مساءلة، كما يتعلّم التماهي مع كلٍّ منها في سبيل البقاء حيًّا. كيف تقاوم الضحيّة جناةً يؤمنون بالتصفية البشريّة؟ ينادون بالحرّيّة والديمقراطيّة والوطن، بينما يقتلون في سبيل ذات المفاهيم الّتي أعادوا تشكيلها حسبما يرونه مناسبًا.

تتردّد كلمتا ’الحرّيّة‘ و’الوطن‘ كثيرًا في المسرحيّة، يتذكّرها باسل عن ألسنة الجماعات الساعية إلى السيطرة. والمثير للسخرية حدّ الحزن، أنّ هذه الجماعات تسلب من الأفراد حقّهم في حرّيّة اختيار مسارهم ومصيرهم، فهم يختطفون الناس كما فعلوا بباسل، يرهبونهم كي يجعلوا منهم أتباعًا لهم، ويقتلون مَنْ يعارضهم.

 

البقاء

في مشهد من أكثر المشاهد صعوبة في المسرحيّة، يصادف باسل زكي فنتش، ويضطرّ إلى قتله بمسدّسه بأمر من قائد الفصيلة المسيطرة الّتي "تصفّي كلاب الحكومة". عاجزًا ومرتعدًا، يطلق باسل ثلاث رصاصات في رأس صديقه؛ كي ينقذ نفسه من رصاصة تهدّد رأسَه هو.

في مشهد من أكثر المشاهد صعوبة في المسرحيّة، يصادف باسل زكي فنتش، ويضطرّ إلى قتله بمسدّسه بأمر من قائد الفصيلة المسيطرة الّتي "تصفّي كلاب الحكومة".

ما الّذي أخافَ باسل حينذاك فدفعه إلى القتل بتلك الوحشيّة؟ هل أن يخسر اثنان - هو وصديقه - الحياة بدلًا من واحد؟ أم هل أراد الدفاع عن وجوده بأيّ ثمن؟ هل هو أمله في انتهاء الحرب ومعاودة الاجتماع بعائلته؟ أهي ليلى أم أمّه أم أخوه طلال؟ أكان ذاك الخوف هو نفسه الّذي تنبثق منه الشجاعة أم أنّه خوف آخر؟ ما الّذي يحرّكنا في الحرب، ويجعلنا نصرّ على الحياة بكلّ أشكالها؟ أهو الخوف أم الأمل؟ في حدث ساخر، بعد أن يقتل باسل زكي فنتش، يأتي رجال الحكومة، فيفرّ قائد الفصيلة مسرعًا بسيّارته، ويترك باسلًا وحيدًا. وهذا ليس بمفاجئ؛ فالقائد يصارع من أجل السيادة، ويهرب من أجل البقاء، حتّى لو كلّفه ذلك أن يموت أحد - أو كلّ - رجاله.

 

ديستوبيا

حبكة المسرحيّة التراجيديّة تبقى تصاعديّة حتّى تنتهي إلى مشهد أخير مؤلم؛ فبعدما طال بحثه عن أفراد عائلته، لا يجدهم باسل أحياء، بل جثثًا ملقاة في الهوتة، المكان الّذي أوصل المقاتلين إليه بنفسه ليستخدموه قبرًا جماعيًّا. في هذا المشهد، يعلّق باسل نفسه بحبل كما كان يفعل وهو صغير لينزل الهوتة، لكن هذه المرّة لم يكن يبحث فيها عن الغولة، أو يصطاد الحمام، أو يرغب في إثبات رجولته، بل كان يبحث عن أخيه طلال الّذي أُلْقِيَ في الهوتة أمامه. هذه المرّة، يجد باسل جميع أفراد عائلته جثثًا هامدة، كما يجد الغولة منكمشة ترتجف خوفًا من البشر، تلك الّتي كان يخافها جميع الناس رغم أنّهم لم يروها ولم تؤذهم. وفي صرخته الأخيرة، يتحسّر باسل على كلّ ما سلبت منه الحرب، وأثمنها قصصه الّتي اعتقد أنّ أحدًا لن يتمكّن من الوصول إليها داخل ذاكرته.

المسرحيّة ديستوبيّة تتداخل فيها القضايا السياسيّة والاجتماعيّة؛ فهي تتناول التأثيرات التراجيديّة الّتي تفرضها السياسة على المجتمع، ويفرضها المجتمع نفسه على أفراده. ووسط كلّ الأحداث، تبقى الهوتة تجويفًا في الأرض كما هي، ملأها الناس أوّلًا بأساطيرهم وخوفهم من المجهول ثمّ بضحاياهم. يُفْقِدُنا باسل الأمل تمامًا من سرد حدث إيجابيّ يشغلنا قليلًا عن الصور القاسية الّتي يصفها. تتتابع الصور فتُفيض فينا حزنًا وتساؤلات لا تنتهي رغم انتهاء المسرحيّة.

ذكريات باسل، بكلّ تأزّمها المتصاعد، تنصبّ في أذهاننا فتصبح جزءًا من ذكرياتنا. تنعكس تلك الحركة التصاعديّة للذكريات وتأثيراتها على عناصر المسرح، وذلك من خلال خيوط الدم الأسود الّتي تبدأ بالسيل من أعلى الستارة حين يبدأ باسل بالسرد عن الحرب، حتّى تشكّل في النهاية بركة دم. يتّجه باسل نحو الدم ويدوس فيه من حين إلى آخر، وربّما في هذا إشارة إلى تورّطه الجبريّ في الحرب، فالدم يستمرّ بالسيل خارجًا عن سيطرته كجميع الأحداث الّتي تُفْرَض عليه. أمّا لون الدم الأسود فلعلّه دلالة على الظلمة واليأس والشؤم، الّتي تخيّم على الناس في فترة الحرب.

 

طالت اللائحة

حال باسل كحال جميع الشعوب الّتي تنهكها الحروب باسم الوطن والحرّيّة والدين، ولا يمكن صمودها أن يعني بالضرورة انتصارها. بين مشهد وآخر، عدّد حليحل حروبًا أهليّة وسنوات حدوثها، في المنطقة العربيّة والعالَم، وقد طالت اللائحة حتّى شعرت بها تلتفّ حول عنقي وتكاد تخنقني.

باسل الّذي يخوض حروبًا متتالية، ولا يخرج من أيٍّ منها منتصرًا بل منتكسًا، يمثّل لنا حالة واحدة من كوكب أرضيّ كامل، ملأته وما زالت تملؤه نزاعات تنتهك جميع مبادئ الإنسانيّة في مناطقه المختلفة.

باسل الّذي يخوض حروبًا متتالية، ولا يخرج من أيٍّ منها منتصرًا بل منتكسًا، يمثّل لنا حالة واحدة من كوكب أرضيّ كامل، ملأته وما زالت تملؤه نزاعات تنتهك جميع مبادئ الإنسانيّة في مناطقه المختلفة. تفرض الحرب على الإنسان صراعات نفسيّة وجسديّة تعيد تشكيله أو تفتيته من الأعماق. مع ذلك، يصبح مَنْ ينجو من الحرب بطلًا، لكنّه بطل مهزوم، نجا بجسده من الموت، وفقد كلّ شيء آخر يشعره بلذّة العيش.

الآن، وقد انتهت المسرحيّة واستمرّ أثرها الفكريّ والنفسيّ، بتّ أكثر تأكّدًا من فاعليّة استخدام الفنّ والكلمة لمواجهة الظلم والمطالبة بالحقّ؛ فالتجربة المكثّفة، الّتي يقدّمها عامر حليحل وطاقم عمله في المسرحيّة، تترك في المشاهد أثرًا قويًّا، يتحوّل إلى محفّز إيجابيّ للمساهمة في تحسين العالم. وهذا يثبت أنّ للفنّ دورًا لا غنى عنه في التنوير ورفع الوعي تجاه القضايا الإنسانيّة.

 


 

يارا أبو داهود

 

 

 

معلّمة للّغة الإنجليزيّة وطالبة ماجستير في اللغة العربيّة.