"لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة"

في نادي "حيفا الغدّ"

تحت عنوان 'لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة'، احتفل ناشطون فلسطينيّون، يوم الجمعة الماضي، بالذكرى التاسعة والعشرين لانطلاقة انتفاضة الشعب الفلسطينيّ الأولى. وقد تبادل المحتفلون، عبر مقاطع الفيديو المسجّلة، التحيّات بين المواقع، إذ جرت الاحتفالات، بالتزامن، في كلّ من قطاع غزّة، ومخيّم البدّاوي شمال لبنان، وعمّان، ورام الله، وحيفا.

عدد خاصّ من 'اتّجاه'

وقد وُزِّعَت في إطار الأنشطة نشرة خاصّة من مجلّة 'اتجاه'، تحت عنوان 'اتّجاه انتفاضيّ'، في كلّ من 'النادي الثقافيّ الفلسطينيّ' في مخيم البدّاوي، و'مركز نبض الشبابيّ' في رام الله، و'نادي حيفا الغدّ' في حيفا؛ وهي نشرة اشترك أكثر من موقع من المواقع المشاركة في صياغتها، وتتمحور مادّتها حول الانتفاضة.

مظاهر الفعل الانتفاضيّ

في حيّ وادي النسناس في حيفا، اجتمع المحتفلون في نادي 'حيفا الغدّ' احتفاء بناشطي الانتفاضة الآتين من مدينة القدس، والذين شاركوا في الندوة التي عقدها الحراك، وقد شاركت السيّدة باسمة عابدين، الناشطة في اتّحاد لجان المرأة، أحد أبرز الأطر الشعبيّة التي عملت على تنظيم الانتفاضة في مدينة القدس، بمحاضرة حول تاريخ وطرائق عمل الاتّحاد، ومظاهر الفعل الانتفاضيّ في اللجان الشعبيّة والأحياء، وفي التضامن بين القرى والمواقع المحاصرة في فترات حظر التجول، والدور الفعّال الذي مارسته المرأة الفلسطينيّة في فعاليّات الانتفاضة. وألقى السيد يعقوب عودة، وهو أسير محرّر،  وأحد شخصيّات القدس الوطنيّة، محاضرة حول ظروف نضوج الانتفاضة في فلسطين المحتلّة. وأشار عودة، بصفته ناشطًا حقوقيًّا في مجال حقوق الأرض والمسكن في القدس، إلى معطيات حول ممارسات الاحتلال القمعيّة قبل الانتفاضة وأثناءها، وطرائق التصدّي الشعبيّ لها في المدينة.

قدّم الفنّانون علاء عزّام، وحنان واكيم، وسامر عساقلة فقرات فنّيّة ملتزمة، تخلّلت فعاليّات النشاط، كما بُثَّ مقطع فيديو يضمّ أغنية مسجّلة أدّاها شبّان ناشطون من مخيّم البدّاوي، سُجّلت خصّيصًا للفعالية.

 

كسر العزلة

يأتي هذا النشاط في صلب رؤيا يتمسّك بها حراك حيفا وشركاؤه في 'ملتقى نبض الشبابي'، و'النادي الثقافيّ الفلسطينيّ العربيّ' في مخيم البدّاوي، إلى جانب الناشطين الطلّابيّين الشباب في المواقع المختلفة، حول ضرورة كسر حالة العزل المفروضة على التجمّعات الفلسطينيّة في أماكنها المختلفة، وضرورة ممارسة شكل وحدويّ من العمل الكفاحيّ والتثقيفيّ، يضع نصب عينيه مسألة تفكيك حالة التقطيع وتهشيم الهويّة الوطنيّة.

وقد حيّا حراك حيفا، المبادر إلى النشاط في المدينة، الحضور، وأكّد على ضرورة تصعيد العمل الجماهيريّ والشعبيّ لصيانة الهويّة الجمعيّة الوطنيّة، ومقاومة الأسرلة، وتكاتف الجهود بين ناشطي الشعب الفلسطينيّ في أماكن وجوده كافّة.

قسمٌ ثانٍ... 'المطلوبون الـ 18'

يذكر أنّ الحراك قد دعا الحضور والمحتفلين إلى القسم الثاني من نشاط إحياء ذكرى الانتفاضة، والذي يشمل عرض فيلم 'المطلوبون الـ 18' للمخرج الفلسطينيّ عامر شوملي، حيث سيُعرض الفيلم في نادي "حيفا الغدّ"، يوم الجمعة القادم، 16 كانون الأوّل (ديسمبر)، الساعة الثامنة.

يروي الفيلم، في دمج فنّيّ بين التوثيق وفنّ تحريك المعجون/ البلاستيلينا، واحدة من قصص النضال الشعبيّ في بلدة بيت ساحور الفلسطينيّة، وهي البلدة التي  أعلنت العصيان المدنيّ وأحرق سكّانها الهويّات الصادرة عن الإدارة المدنيّة، ورفضوا دفع الضرائب للحكم العسكريّ. وقد سعت اللجان الشعبيّة فيها إلى الاستغناء عن منتجات شركات الألبان الإسرائيليّة، عبر تأسيس حظيرة أبقار على أطراف البلدة، لإمداد العائلات المحاصرة بالحليب، وقصّة مطاردة الحاكم العسكريّ الإسرائيلي للبقرات الثمانية عشر، اللاتي كنّ في صلب مشروع العصيان المدنيّ.

ويحكي الفيلم، الذي رُشّح هذا العام لنيل جائزة الأوسكار، قصّة الانتفاضة ومآلاتها بعد توقيع اتّفاقية أوسلو، واستشهاد القائد الميدانيّ للانتفاضة في بيت ساحور، الشهيد المطارد أنطون الشوملي، يوم توقيع اتّفاقيّة أوسلو.