ديانا تجمعنا: إحياء مكتبة ديانا تماري صبّاغ بـ "الهاشتاغ"

من حدث "ديانا تجمعنا" في غزّة

انطلاقًا من الإيمان بأنّ التكنولوجيا إحدى أدوات التأثير الإيجابيّ في المجتمع، وفي وجه من يقول إنّ الشباب الفلسطينيّ لا يملكون تجربة ناضجة وعميقة، فهم فئة رؤياها حول المستقبل تائهة وسط الأزمات السياسيّة والاقتصاديّة التي يعيشها الشعب الفلسطينيّ والمنطقة العربية، بالإضافة إلى التأكيد على أنّ الشباب يملكون أدواتهم في التغيير والتأثير، جاء حدث: ديانا تجمعنا، يوم 09 شباط (فبراير) 2017، في غزّة.

مجهولة

أكثر من أربعمائة زائر، غالبيّتهم من الشباب، حضروا إلى 'مكتبة ديانا تماري صبّاغ'، تفاعلًا مع وسم (هشاتاغ): #ديانا_تجمعنا. وقد كان من المبهج أن ترى أشخاصًا بهذا الكمّ، يتجوّلون بين مُطالع للعناوين وآخر يجتمع مع صحبه حول كتاب، يناقشون فكرة فيه.

ما تفاجأنا به، أنّ غالبيّة الزائرين لم يعرفوا عن وجود مكتبة عامّة بهذا الجمال والمساحات الكبيرة في الطابق الثاني من 'مركز رشاد الشوا'. تقول إحدى الزائرات، ندى الأعرج، في حديث إلى فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة، إنّها لم تكن تعرف عن وجود المكتبة، على الرغم من حضورها ومتابعتها المستمرة للفعاليّات التي تُنظّم في المركز. كما تقول الصحافيّة إسلام الخالدي: 'أوّل مرّة أسمع بهذه المكتبة. على الرغم من معرفتنا بأغلب الأماكن والمؤسّسات الفاعلة في قطاع غزّة'. وتضيف أنّ هذه الفعاليّة تنفي عنّا، نحن الشباب، تهمة عدم اهتمامنا بالثقافة والقراءة، وتُثبت أنّنا متعطّشون كثيرًا لها.

وسائل التواصل الاجتماعيّ

تحدّثنا أيضًا إلى بكر الضابوس، أحد الأفراد المنظّمين لهذا الحدث، الذي قال إنّ هدفه التعريف بهذه المكتبة من أجل تنشيط وتفعيل دورها في المجتمع، لا سيّما أنّها تضمّ نحو 20000 كتاب، تنتمي إلى مجالات علميّة وثقافيّة مختلفة، كما تقع في مكان مميّز قريب من المؤسّسات الرسميّة والجامعات. وحول الإقبال والمشاركة الواسعة في الحدث، قال الضابوس: 'يُحسب لنا، نحن الشباب، توظيفنا لوسائل التواصل الاجتماعيّ وصناعة مشهد  لم تشهده المكتبة منذ تأسيسها عام 1988'.

أمّا الكاتب محمود جودة، فيقول: 'أعرف المكان منذ سنوات، وكنت أزوره. كنت أشعر، دائمًا، بالحزن، لأنّ جزءًا يسيرًا من الناس يعرفه، على الرغم من وجوده وسط مدينة غزّة، وأنا سعيد جدًّا بهذا الحراك اليوم'. ويرى جودة أنّ عزوف الناس عن المكان سببه الساعات القليلة المتاحة أمام الجمهور، من الساعة الثامنة صباحًا حتّى الثانية عشر ظهرًا، الأمر الذي لطالما أعاق محاولات تنشيط حركة القراءة وإنعاش المكتبات العامّة.

اشتراك مجّانيّ للزائرين

وفي حديثنا إلى المهندس عماد صيام، المدير العامّ للمراكز الثقافيّة، حول هذا الحدث، قال: 'يقع علينا بعض اللوم في مسألة عدم معرفة غالبيّة الزوّار عن وجود المكتبة، وذلك لعدم اهتمامنا في السنوات السابقة بها وبتفعيل دورها في المجتمع، واعتمادنا على الخدمات التي تقدّمها المكتبة العامّة في شارع الوحدة والمراكز الثقافيّة الأخرى. أمّا اليوم، مع هذا الحضور، نرى أنّنا نجحنا في تفعيلها من جديد من خلال الشباب وأدواتهم، وتشجيعًا لهذه الخطوة، قدّمنا ستّة أشهر اشتراك مجانيّ للزائرين المسجّلين كافّة'.

ووجّه صيام نداءه للمؤسّسات والجهات الحكوميّة والأشخاص، بضرورة تحديث الكتب لاستمرار هذا التفاعل، 'إذ نشعر بالخطر على المكتبة إن استمرّ عدم تحديث كتبها، لا سيّما أنّها لم تُحدث منذ تأسيسها'، كما قال. ويضيف أنّ العديد من الفعاليّات والبرامج الثقافيّة ستُنظّم خلال الفترة القادمة داخل المكتبة، في محاولة تفاعل مع المجتمع، من أجل النهوض بالثقافة الوطنيّة.

 

محمود الشاعر

 

من مواليد مدينة رفح جنوب فلسطين عام 1990. كاتب، عضو اتّحاد الكتّاب الفلسطينيّين، والمدير التنفيذيّ لمجلّة 28، والمنسّق العامّ لدار خطى للنشر والتوزيع. درس دبلوم المحاسبة في الكلّيّة الجامعيّة للعلوم التطبيقيّة والمهنيّة. صدرت له مجموعة شعريّة مشتركة بعنوان 'مساحة بيضاء'، وله نصوص منشورة في عدد من المنابر الفلسطينيّة والعربيّة.