عادلة العايدي: في تبعثر التاريخ الفلسطينيّ حماية له

عادلة العايدي

 

سيتبادر إلى أذهان شعب، تشتّتت ذاكرته في أدراج الخزائن والألبومات العائليّة، في بيوت نُهِبَت، وفي الصدور، وكتب المؤرّخين الفرديّة، حين يعرف بإقامة متحف فلسطينيّ، بأنّ هذا سيلملم شتاته. يتخيّل المرء مكانًا واحدًا، يسرد له روايةً واحدة، يريد لها أن تنتصر على الرواية الّتي تُحْفَر في الجانب الآخر بالمال والقوّة والحرب والغطرسة. استغرق الأمر بعضًا من الوقت حتّى اتّضحت لنا رؤية المتحف الفلسطينيّ وأهدافه، وقد تتلخّص هذه الرؤية في صورة تشبه واقعنا المتنوّع نحن الفلسطينيّين، وواقعنا المعاصر بشرًا؛ صورة متعدّدة الأصوات والطبقات والسرديّات. تقدّم الروايات، الشخصيّة والجمعيّة، في قوالب تبحث عن أسئلة ومناظير جديدة.

أجرينا في فُسْحَة - ثقافيّة فلسطينيّة هذه المقابلة مع مديرة المتحف د. عادلة العايدي- هنيّة، لنتحدّث عن نشأة المتحف ورؤيته وبرامجه، ونسأل عن احتياجاتنا أفرادًا وشعبًا لتضخيم هذه الأدراج في فضاء فيزيائيّ، ولأرشفة ذكرياتنا، الشاهد الوحيد على تاريخنا.

 

فُسْحَة: ثمّة ما هو فضفاض في تعريفكم للمتحف الفلسطينيّ: "يساهم في إنتاج روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها، ويوفّر بيئة حاضنة للمشاريع الإبداعيّة والبرامج التعليميّة والأبحاث"، بينما تذهب الأذهان إلى متاحف تاريخيّة أو فنّيّة في الحديث عن طبيعة المتاحف بعامّة، هل لك أن تحدّدي هذا التعريف؟

عادلة: أعمل في المتحف منذ سنتين فقط. رؤية المتحف الأساسيّة كانت موجودة قبل إنشائه، لكن ما فعلته هو تطوير إستراتيجيّة العمل، وتغيير في رسالة المتحف الّتي تقول الآن بإنتاج تجارب معرفيّة تحرّريّة. متاحف كثيرة في العالم تعمل بنفس النهج، أذكر منها «المتحف الأفريقيّ الأميركيّ» في واشنطن. حين افْتُتِحَ اتُّهِمَ بأنّه لا يملك مجموعة مقتنيات، فدأب على تطوير الروايات الأفريقيّة الأميركيّة وقصص النجاح فيها. أحبّ أن أذكر هذا المتحف مثالًا؛ حتّى أشرح لمَنْ يحتاج إلى شرح حول المتحف. كانت فكرة الراحل إبراهيم أبو لغد عام 1998 إقامة متحف يرتكز أساسًا حول النكبة. بدأ العمل على الفكرة، لكن توفّي أبو لغد، وطلبت إدارة «مؤسّسة التعاون» من المؤرخ بشارة دوماني أن يطوّر فكرة جديدة للمتحف، فأجمع الجميع على أن يقدّم المتحف الروايات الفلسطينيّة، وليس رواية واحدة. وهي رؤية مفتوحة على التعدّديّة، وتطرح الأسئلة لا الإجابات، ويُعْمَل فيها على تقديم هذه الروايات من خلال برامج المتحف. نحن لسنا متحفًا تقليديًّا يملك مجموعة مقتنيات، فأنت تعلمين أنّ معظم الآثار الفلسطينيّة، الرومانيّة الإسلاميّة والبيزنطيّة، موجود في متحف «الروكفيلير» في القدس، بعد أن استُولي عليها عام 1967، أو في متاحف إسرائيل. المقتنيات في متاحف فلسطين قليلة جدًّا، تقتصر على ما أُخِذَ من بقايا الحفريّات الّتي تُجْريها إسرائيل. من جانب آخر، ثمّة متاحف التراث الموجودة بكثرة. أجرى المتحف بإدارة مديره السابق، الفنّان جاك بيرسكيان، مسحًا للمتاحف الفلسطينيّة، ليتبيّن أنّ معظمها متاحف تراث. بالتالي، فإنّ دورنا يقوم على سدّ الثغرات لكن برؤية شاملة. الجميع يسأل عن النكبة وعن معارض خاصّة بالنكبة والأدوات التراثيّة الفلسطينيّة. أنا أقول دائمًا إنّ النكبة والتراث جزء من كلّ مشروع نقوم به. معرض القدس ومعرض الأثواب والمعارض القادمة تتحدّث عن هذا. نحن متحف سيستمرّ لفترة طويلة؛ وعليه فنحن لسنا على عجلة في سرد جميع الروايات الفلسطينيّة مرّة واحدة. الشعوب المضطهدة تريد سرد روايتها في كتاب واحد أو فيلم واحد، وأنا أدعو إلى التأنّي والبحث والعمل بعمق.

 

فُسْحَة: ولِمَ ارتأيتم الاستعاضة عن سرد التاريخ في فضاء المتحف بأرشيف وسرد رقميّين؟ ألم يكن الفضاء الفيزيائيّ إمكانيّة أيضًا؟

عادلة: قبل أن يُنْشَأ المتحف في مكان فيزيائيّ، تقرّر إنشاء الأرشيف الرقميّ، أُنْجِزَ مشروع ألبوم العائلة وأُدْرِجَ داخل الأرشيف. أمّا مشروع الرحلات فقد كان القرار بإقامته بشكل رقميّ. لدينا مخزن وغرفة مقتنيات لكنّها مساحات صغيرة. طبعًا ثمّة جانب سلبيّ في عدم وجود أرشيف مادّيّ وفيزيائيّ. لكن نحن لسنا سلطة ذات قدرة على استجلاب الأرشيفات. نحن على علم بالتاريخ، وبالطريقة الّتي دُمِّرَ أو نُهِبَ فيها أيّ مكان يحوي وثائق تاريخيّة فلسطينيّة. أعتقد أنّ هناك أمانًا ما في هذا التبعثر والتشتّت، وفي وجود فضاء رقميّ. نحن في وضع عامّ سيّئ، ولسنا راضين تمامًا عن إنجازنا الرقميّ، لكن لدينا خطط من أجل إضافة محتوًى جديد.

 

فُسْحَة: ولماذا هو سيّئ؟

عادلة: المقصد أنّنا نحاول أن نقدّم مقتنيات مادّيّة شرط ألّا تكون ثمينة؛ فالوضع السياسيّ والاقتصاديّ آخذ بالتردّي، وربّما تكون السنة الماضية من أسوأ السنوات الّتي مرّت على القضيّة الفلسطينيّة. أعتقد أنّ مَنْ كان فاقدًا للأمل، سواء من الفلسطينيّين أم من خارج فلسطين، فإنّه سوف يجد ما يفقد بسببه الأمل تمامًا. شخصيًّا، لديّ عزيمة وشعور مضاعف بالوطنيّة، لكنّ الحالة الاقتصاديّة وشُحّ الموارد والمزاج العامّ الّذي نعيشه، جعل القويّ يسود وجعل الضعيف يظلّ ضعيفًا. شعوب هُضِمَتْ تاريخيًّا حقوقها أكثر، وانتظرت المجتمع الدوليّ كي يستردّها، نُسِيَتْ تمامًا هذا العامّ، العالم يتفرّج. ذلك يؤثّر في تمويل العمل المدنيّ، ويؤثّر في الوضع النفسيّ العامّ. لكن في الوقت الّذي لم تعُد فيه القضيّة الفلسطينيّة في سلّم الأولويّات، نحن نقول ثمّة متحف، وثمّة مجتمع يزوره باحثًا عن شيء ما.

 

فُسْحَة: وكيف يمكن المجتمع أن يكون جزءًا من صناعة السرديّات؟ هل تصلون إلى فلسطينيّين في الداخل والشتات؟

عادلة: في المنحة الحاليّة، نحن محصورون في دولتين في الشتات وفي الداخل الفلسطينيّ. من أجل ضمّ الشتات بشكل شامل، علينا الحصول على منحة مختلفة. صمّمنا هذا المشروع بحيث يشمل الضفّة وغزّة وأراضي 48 ولبنان والأردنّ. مرّت ثلاث سنوات على المشروع، أخطأنا وتعلّمنا. الآن لدينا إدارة جديدة ممتازة ومهمّة للمشروع. وعندما نعمل على تجديده، سننطلق بقوّة ونحقّق إنجازات مهمّة.

 

فُسْحَة: كيف يمكن الأرشيف أن يكون حيويًّا، وألّا ينحسر عند الأغراض البحثيّة؛ فيكون أقرب إلى تلقّي الناس؟

عادلة: نحن نعمل الآن على إعادة تدوير الموادّ الأرشيفيّة في منصّات التواصل الاجتماعيّ، ونخطّط لتقديم منح صغيرة لأشخاص يريدون استخدام الأرشيف في مشاريع تربويّة وفنّيّة العام القادم. أودّ أن أشير إلى أنّ الأرشيف لا يطمح أن يكون الأرشيف الفلسطينيّ الوحيد، نحن أطلقنا على ما تشكّله مجموعاته تسمية «التاريخ من الأسفل»، فهو يوثّق اليوميّ والإنسانيّ لدى الشعب الفلسطينيّ. ثانيًا، هو مصدر مفتوح ومتاح. ثمّة أرشيفات مغلقة هي تجميع لأرشيفات النخب السياسيّة الفلسطينيّة في القرن العشرين، لكن نحن لا نبحث عن النخب وعن أعلام الشعب الفلسطينيّ تحديدًا، نبحث عن أرشيفات لجمعيّات وتعاونيّات زراعيّة وخيريّة، وغيرها. نصادف أشخاصًا قليلين يتحفّظون من نشر موادّهم الخاصّة على الشبكة، لكن معظم الموادّ متاح فيها.

 

فُسْحَة: لاحظتُ أنّ في سوادها الأعظم، تسلّط مشاريعكم الضوء على الفنون البصريّة، أو العمل مع الموادّ البصريّة.

عادلة: حين افتُتِحَ المتحف، أقيم المعرض الأوّل الّذي عرض فنونًا تشكيليّة وموادّ أنثروبولوجيّة ومعلومات جرافيكيّة. أمّا الثاني فعرض أثوابًا فلسطينيّة، والثالث كان ربّما أكبر معرض للفنّ التشكيليّ الفلسطينيّ المعاصر، من حيث الوسائط وتنوّع الفنّانين. المعرض الحاليّ يلقي الضوء على الحداثة من خلال المطبوعات في مدينة القدس، ونعمل الآن على معرض عن تاريخ الساحل، على أن تكون المعارض القادمة تاريخيّة كذلك. الفنون البصريّة أداة تعمل على تقريب المعروض من الناس، لكنّا لسنا صالة عرض فنّيّة. المعرض الّذي نخطّط لإقامته بعد معرض تاريخ الساحل، سيشكّل تحدّيًا كبيرًا لإخراجه إلى الوجود؛ لأنّه ينشغل في ثيمة غير ملموسة وغير بصريّة.

 

فُسْحَة: ربّما اعتبر كثيرون عند بداية تأسيس المتحف أنّ المشروع مشروع وطنيّ، كيف نظرت «السلطة» إليه؟ وهل تلقّيتم دعمًا ما منها؟

عادلة: «مؤسّسة التعاون» هي المؤسّسة الأمّ. نحن كأيّ مؤسّسة تعمل في القطاع الثقافيّ غير الحكوميّ، نلتزم بسياسات الثوابت الوطنيّة، بما فيها رفض التمويل المشروط والتطبيع. حتّى الآن لم نُسَجَّل مؤسّسة مستقلّة، لكنّا نسعى إلى الحصول على الترخيص من الجهات المهنيّة في «السلطة». تربطنا علاقة جيّدة بالوزارات، وعلاقة إستراتيجيّة بـ «وزارة التربية والتعليم» الّتي ننظّم من خلالها زيارات مدرسيّة إلى المتحف، نقدّم فيها موارد تعليميّة، وننتج منشورًا للمعلّمين والمعلّمات؛ بغية إرشاد الطلّاب وإقامة الأنشطة معهم عند زيارة معارضنا، حيث يُصَمَّم وفقًا للمنهج وثيمة المعرض. توقّفنا هذا العام عن هذا المشروع بسبب جائحة «كورونا». لكنّا عملنا على تصميم محتوى فيديو للمدارس الخاصّة ووزارة التربية. طلبت الوزارة منّا أن نكون جزءًا من مجموعات العمل، إلى جانب المانحين وجمعيّات أخرى، سعيًا إلى إغناء العمليّة التربويّة.

 

فُسْحَة: كيف بالإمكان استقطاب كفاءات شبابيّة إلى المتحف؟ نحن نعاني في مؤسّساتنا الّتي تعمل في حقول جديدة من شحّ الخبرات في هذه الحقول.

عادلة: قبل أن يُفْتَتَح المتحف، مرّ بتجربة توظيف أشخاص ذوي خبرة من الشتات، لكن المشكلة كانت في مسألة تجديد إقاماتهم، فأخذ قرار بتوظيف أشخاص يملكون إقامة. ثمّ قبل التأسيس سافر عدد من الزملاء لبرامج تدريبيّة في متاحف في بريطانيا وألمانيا. حين تولّيت منصبي، ظننت أنّ ثمّة سياسات معيّنة ليست معروفة في فلسطين، لكنّها كانت قائمة فعلًا. الكفاءات الإداريّة والماليّة لدينا عالية؛ لأنّنا مشروع تابع لـ «مؤسّسة التعاون» الّتي تولي اهتمامًا للمهنيّة في هذا الجانب، لكن تظلّ مسألة توظيف مَنْ هم خارج تخصّصي الإدارة وتجنيد الأموال صعبة. أعتقد أنّنا محظوظون بأشخاص نادرين في تخصّصهم المتحفيّ، لكن ثمّة مَنْ يكتسب الخبرة بالتعلّم والتراكم. من الأمور الّتي أردت أن نحقّقها تأسيس دائرة متخصّصة في البحث والمعرفة وأخرى في إنشاء المعارض التاريخيّة، ونجحنا في تحقيقها. جلبنا باحثين، وتدرّبوا على توظيف قدرتهم البحثيّة في إنشاء برنامج عامّ. نحن نعيش عصرًا نيوليبراليًّا، ومن الصعب أن نجد شابًّا أو صبيّة يؤمنان بعمل المؤسّسات ومشاريعها.

 

فُسْحَة: ما أهدافكم للسنوات القادمة؟ لا أتحدّث عن مشاريع عينيّة، بل عن أهداف ترتبط بطموح في التغيير.

عادلة: لا أرى أنّ أهدافنا بعيدة المنال، لكنّي أريد أن نعمل بخطوات ثابتة وصغيرة. العام الماضي طوّرنا إستراتيجيّة لخمس سنوات. حدّثناها على أن تغطّي سبعة مجالات واضحة، تتضمّن العمل على المعارض الداخليّة والخارجيّة، والعمل التربويّ، وأن يستقطب المتحف البحث والنشاطات الفكريّة. حين أنظر إلى الساحة الأكاديميّة والبحثيّة، أرى أنّنا قطعنا شوطًا ممتازًا، وعملنا على مذكّرات تفاهم. قدّمنا أيضًا أكبر عدد من المنح البحثيّة. إضافة إلى العمل في موضوع مجموعة المقتنيات، سنعمل على تطوير التشبيك مع المتاحف، ونقدّم مجموعتنا غير المادّيّة. وسنعمل أيضًا على تطوير أنفسنا في مجال النشر الورقيّ والرقميّ. أودّ أن يكون طيف العمل هذا مشكّلًا لمكان جذب لكلّ ما يرتبط بالقضيّة الفلسطينيّة.

أذكر أنّي حين بدأت العمل في القطاع الثقافيّ عام 1996 في «مركز خليل السكاكيني»، كنّا نعمل على تقديم الأمور الأساسيّة. أمّا الآن فأعود إلى العمل الثقافيّ، وأرى أنّ الكثير من الأمور الّتي كنّا نحلم فيها قد تحقّق. أعتقد أنّ دورنا الأساسيّ الاستدامة وتطوير ما نقوم به. قد نستطيع قطع مسافة أطول دون السقف الّذي نعتقد أنّ قضيّتنا تستحقّه، لكنّا ماضون.

ثمّة طاقة إيجابيّة متمثّلة في «المتحف الفلسطينيّ»، تهدف برامجها منذ تأسيسها إلى أن تكون تحفيزيّة وتبعث الأمل. قد نتعامل مع أكثر جوانب حياتنا إحباطًا كالنكبة، والأسرى، والمطابع القديمة الّتي أُغْلِقَت في القدس وغيرها، لكنّا نضع الأشياء في قالب إيجابيّ. فإن نحن في الداخل فقدنا الأمل في قضيّتنا، فإنّه يستحيل أن يتمسّك به الآخرون أو الفلسطينيّون في الشتات. على الرغم من هذه الطاقة الإيجابيّة، نحن نعلم أنّ قضيّتنا تمرّ بوضع متردّ. ربّما يتوقّع الناس أنّ وظيفة المتحف أن يعمل على معالجة النكبات وتعديلها، لكنّي أرى أنّ طريقنا طويلة، أؤمن بالتراكميّة، وتحقيق الأحلام خطوة خطوة، بتأنٍّ ومهنيّة ومنهجيّة. من الطبيعيّ أيضًا أن تكون أفكار لا يمكننا تحقيقها بسهولة؛ لأسباب جغرافيّة أو اقتصاديّة، لكنّا نسعى ما استطعنا إلى تحقيق طموح الجمهور الّذي يبنيها من خلال المتحف الفلسطينيّ، وإن لم نستطع تحقيقها وحدنا، فالشراكات والتعاون أبواب نطرقها أيضًا.

 

 

أسماء عزايزة

 

شاعرة وصحافيّة. حاصلة على البكالوريوس في الصحافة والأدب الإنجليزيّ من جامعة حيفا. لها ثلاث مجموعات شعريّة؛ "ليوا" (2010)، و"كما ولدتني اللدّيّة" (2015)، و"لا تصدّقوني إن حدّثتكم عن الحرب" (2019). تشارك في أنطولوجيّات ومهرجانات شعريّة في العالم. تُرجمت قصائدها إلى لغات عدّة. عملت لسنوات في الصحافة المكتوبة وفي التلفزة. تدير حاليًّا "فناء الشعر"، وهي مبادرة مستقلّة أسّستها عام 2017. تكتب في عدد من المنابر العربيّة.