النكبة: طفولة مبتورة، سكوت قهريّ، إفصاح مستمرّ (1/5)

لاجئون فلسطينيّون خلال النكبة عام 1948

 

ذروة النكبة

يعيش الفلسطينيّون النكبة بوصفها بنية مستمرّة لا حدثًا واحدًا، تمامًا كما في التنظير لها من الميدان. يعيشونها كلّ يوم وكلّ لحظة، في كلّ أماكن وجودهم وفي كلّ مناحي حياتهم: في الديموغرافيا (تركيبة السكّان)، والتاريخ، والجغرافيا، والأرض، والمسكن، والاقتصاد، والأدب، واللغة، وبقيّة مركّبات الثقافة ومناحي الحياة. في الوقت الحاضر، هم يتبادلون الصور والمستندات والأحاديث والتجارب، ويوثّقون لها ما استطاعوا نظرًا إلى توفّر آليّات التوثيق، ومنها الهاتف الذكيّ المزوّد بآلة تصوير، وتطبيق تسجيل فيديو، وتطبيق تسجيل صوتيّ، وهو يتوفّر بين أيدي الغالبيّة العظمى من الناس. هذا النوع من التوثيق المواكب يأتي ليس فقط بفضل التقنيّات المتاحة، بل بفضل الأهمّ أيضًا وهو الوعي بأهمّيّة التوثيق[1] [2]. يبادر إلى التوثيق الجيل الثاني والثالث للنكبة، وكذلك الرابع الفتيّ من خلال مقابلات يجرونها في إطار تعليميّ أكاديميّ أو تربويّ لامنهجيّ، أو يجريها غيرهم مع ذويهم ممّن عاصروا النكبة.

قلّما عبّر مَنْ عاصرن وعاصروا النكبة عام 1948، وبقوا في أرضهم الواقعة ضمن «الخطّ الأخضر» (أراضي 48)،  عمّا خَبِروه وما مرّوا به. هؤلاء هم الباقون في أرضهم، السابقون لإقامة إسرائيل، ولذا فهم «أصلانيّون» أو «أقلّيّة وطن» وفق تعريفات وثائق الأمم المتّحدة، وعلى اعتبار النكبة بنية مستمرّة، فسأطلق على لحظة 48 تسمية «ذروة النكبة».

 

السكوت القهريّ

بالنسبة إلى هؤلاء الباقين، شكّلت ذروة النكبة وتبعاتها التجربةَ الجمعيّة والجماعيّة والفرديّة المسكوت عنها، ولعقود طويلة، سكوت سأسمّيه السكوت القهريّ. أطبقَ السكوت القهريّ في سياق النكبة حتّى في إطار الدوائر «الآمنة» أحيانًا، وعلى رأسها الدائرة العائليّة. جاء السكوت القهريّ بفعل هول الصدمة (التراوما) والذعر والشعور بالهزيمة والخجل، والانشغال بترميم الحياة المادّيّة (الفيزيقيّة)، وبالتدبّر مع التحوّل المباغت والواقع غير المعهود والدولة الغريبة الّتي بسطت سيطرتها عليهم وعلى شؤون وتفاصيل حياتهم إلى حدّ بعيد. أطلقت الأدبيّات على هذا الجزء من الفلسطينيّين تسمية «الصامدين»، ووصفت بقاءهم في أرضهم تحت النظام الاستعماريّ الاستيطانيّ بالصمود، وهو أحد تعامُلَين نقيضَين لشعبهم وأمّتهم معهم، في حين على النقيض الثاني اعتُبروا «خائنين» بسبب بقائهم ومواطنتهم الّتي فُرِضَت عليهم، في ما تحوّل إلى دولة إسرائيل.

منذ تسعينات القرن العشرين، وباطّراد خلال الثلاثة العقود الأخيرة، ازداد الوعي بأهمّيّة تدوين الرواية الفلسطينيّة والتاريخ الاجتماعيّ، واكتسبت المصادر الشفويّة والأرشيفات الشخصيّة والعائليّة شرعيّة...

منذ تسعينات القرن العشرين، وباطّراد خلال الثلاثة العقود الأخيرة، ازداد الوعي بأهمّيّة تدوين الرواية الفلسطينيّة والتاريخ الاجتماعيّ، واكتسبت المصادر الشفويّة والأرشيفات الشخصيّة والعائليّة شرعيّة بوصفها مصادر لجمع بيانات من نوع الموادّ الأوّليّة. تمرّ الموادّ الأوّليّة بالتدوين بحدّ ذاتها رقميًّا أو تقليديًّا، ويُؤَسَّس عليها لإجراء دراسات وأبحاث معتمدة.

لا متّسع هنا للخوض المسهب في العوامل والظروف الّتي أمكنت هذا التطوّر، لكنّنا نذكر في عجالة التغيّرات العالميّة، وعلى رأسها الدخول في طور متسارع من العولمة، بكلّ أبعادها السياسيّة والاقتصاديّة والتكنولوجيّة والثقافيّة، والاهتمام بالمحلّيّ في مقابل العالميّ، وتطوّر براديم النظريّة النقديّة؛ والتغيّرات الإقليميّة على شكل مفاوضات، و«اتّفاقيّة أوسلو»، والثورات العربيّة في العقد الماضي، وكذلك التغيّرات القطريّة السياسيّة والديموغرافيّة الّتي مرّ بها المجتمع الإسرائيليّ، والتغيّرات الفلسطينيّة القطريّة، حيث تنامت إدراكات الهويّة الفلسطينيّة بموازاة ازدهار المجتمع المدنيّ، وتشكّل أحزاب عربيّة وطنيّة، وبرز وقَوِيَ خطاب الأصلانيّة أكاديميًّا وجماهيريًّا، ولا سيّما بعد تشرين الأوّل (أكتوبر) 2000. رفقةً بذلك ظهر «المؤرّخون الجدد» الإسرائيليّون، ونشأ جيل باحثات وباحثين فلسطينيّين في العلوم الاجتماعيّة والتاريخ والحقوق، وتطوّر براديم الاستعمار الاستيطانيّ لمقاربة تجربة الفلسطينيّين عامّة، وفي إسرائيل خاصّة. وبالتالي فُتِحَ ملفّ النكبة؛ وضمنه أُتيح الخوض في معاملها من التجارب الجماعيّة والتجارب الفرديّة.

في قسم تالٍ من مقالتي سأتناول إحدى هذه التجارب الفرديّة ضمن سياقاتها البلديّة (مشتقّة من البلد/ ة) والمناطقيّة والجمعيّة، معتمدة على تجربة النكبة واللجوء كما خبِرها والدي وأسرته.

 

جيل النكبة

تُطلق تسمية «جيل النكبة» على الفلسطينيّات والفلسطينيّين، الّذين عاصروا النكبة وقت وقوعها عام 1948. بعض الأدبيّات تستخدم أيضًا توصيف «الناجين». البالغون منهم وقت وقوع النكبة كانوا في جيل الثامنة عشرة فما فوق. وباعتبار معدّل سنوات الحياة في مجتمعهم فإنّهم قد تُوفّوا، كما في سنّة الحياة، والمعمّرون النادرون منهم أصيبت ذاكرتهم بالنسيان، كما في سنّة الحياة، ثمّ إنّ أصغر البالغين والبالغات منهم آنذاك هم اليوم (أيّار، 2021) في أوائل التسعينات. من هنا فإنّ «الاستفاقة» من أجل جمع التاريخ الشفويّ للنكبة، وتدوين أجزاء مهمّة من الرواية الفلسطينيّة منذ بداياتها، حدّدت مواليد 1936 كفئة عمريّة مثاليّة يمكن الرجوع إليها لجمع شهاداتهم. أدركت النكبة أبناء هذه الفئة العمريّة وبناتها في العام الثاني عشر من أعمارهم، جيل (بمعنى العمر) واعٍ بما يكفي ليدرك بعامّة، وليدرك ويحفظ أمرًا بهذا الحجم والقوّة والخطورة خاصّة. اليوم، أيّار 2021، هؤلاء بلغوا منتصف الثمانينات من أعمارهم.

إنّ «الاستفاقة» من أجل جمع التاريخ الشفويّ للنكبة، وتدوين أجزاء مهمّة من الرواية الفلسطينيّة منذ بداياتها، حدّدت مواليد 1936 كفئة عمريّة مثاليّة يمكن الرجوع إليها لجمع شهاداتهم...

عند الاستفاقة على ضرورة جمع التاريخ، وعند المبادرات الفرديّة والمؤسّساتيّة الأولى المعنيّة به شكّل هؤلاء الجيلَ الأكبر، المحتمل اعتماده مصدرًا للتاريخ الشفويّ وجمع المعلومات والبيانات ذات الصلة. والحقيقة أنّهم شكّلوا في العقدين الأخيرين مرجعًا إنسانيًّا أساسًا للبحث، بعد التغيّرات وإدراك أهمّيّة التدوين والتوثيق كما أسلفت، وجرت العودة إليهم تباعًا وهم في الستّينات والسبعينات، واليوم هم في الثمانينات من أعمارهم؛ إذ حلّت النكبة وهم في سنّ واعية بما يكفي لتُحْفَر الأحداث والمناظر والألوان والروائح والمشاعر في ذاكرتهم الفرديّة والجماعيّة.

ينتمي أبي إلى هذه الفئة المحدّدة من جيل النكبة؛ إنّها الفئة العشريّة الأخيرة الّتي عاصرت ووعت ذروة النكبة، على اعتبار العشريّة الأصغر منها ممّن عاصروا النكبة كانوا في السنوات الأولى من طفولتهم، ويصعب أو حتّى لا يمكن التعويل على ما عرفوه عنها.

 

الطفولة المبتورة

كان والدي في العام الثاني عشر من عمره عندما حلّت النكبة. إذا ما أسقطنا تعريفات الطفولة الراهنة على تلك المرحلة التاريخيّة، فهذه السنة تقع في الطفولة المتأخّرة من عمره وأعمار جيله، وقد يُعْتَبَرون بحسب معايير تلك الحقبة التاريخيّة شبابًا، وبعضهم كان سيلحق بالرجال بضع سنوات بعد ذلك. وفي رأينا وتبعًا لعناصر أخرى شكّلت حيواتهم وحدّدت مسؤوليّاتهم، فهم راوَحوا ما بين الطفولة المتأخّرة والشباب المبكّر.

صقلت النكبة المباغتة حياة أجيال كاملة من الفلسطينيّين وما زالت، لكنّها صقلت تجربة جيل النكبة بشكل مغاير. وإذا ما انطلقنا من تعريفات الطفولة وتحديدات سنواتها وكنهها، فيقينًا أنّ النكبة بترت طفولة جيل النكبة، وسارعت في نضجهم، ومرّرتهم بتجربة غير مسبوقة في محيطهم.

وإذا ما انطلقنا من تعريفات الطفولة وتحديدات سنواتها وكنهها، فيقينًا أنّ النكبة بترت طفولة جيل النكبة، وسارعت في نضجهم، ومرّرتهم بتجربة غير مسبوقة في محيطهم.

على الرغم من اعتيادنا، أنا وأخواتي وإخوتي، على أحاديث يوميّة مع أبي في طفولتنا وصبانا وشبابنا، ثمّ في لقاءاتنا الوتيرة بعد أن بنينا أُسَرَنا، لم تكن الطفولة المبتورة ولا النكبة إجمالًا موضوع حديث معه. هذا مع أنّنا اعتدنا على سماع أقوال تؤرّخ لأحداث وحيثيّات عائليّة، وأخرى جماعيّة على مستوى القرية بواسطة تعبيرات معيّنة تُحيل لسنة النكبة: «سنة ما طلعنا من البلد»، «سنة ما هَجُّوا الناس من البلد»، «سنة الهجيج»، أو لمّا تلاها: «لمّا رجعنا عالبلد»، «سنة ما رجعنا عالبلد»، «سنتين بعد ما رجعنا عالبلد»، وغيرها من التعابير الّتي تجعل من التهجير واللجوء، ثمّ العودة نقاط تأريخ مفصليّة، وعلامات فارقة في تاريخ كفر قرع وأهلها.

 

كفر قرع – «البلد»

تقع كفر قرع في منطقة الروحاء (الرُّوحَة بالمحكيّة) من الجهة الغربيّة الشماليّة لوادي عارة، فيما يسمّى المثلّث الشماليّ، وهي تنتمي إلى لواء حيفا، وتبعد عن الناصرة غربًا نحو 27 كم، وعن حيفا جنوبًا نحو 70 كم. كانت كفر قرع (1700 نسمة) ثاني أكبر قرى منطقة الروحاء بعد قرية صبّارين (2000 نسمة)، الّتي تبعد عنها نحو 7 كم، وهي واحدة من بضع قرى الروحاء الّتي نجت من النكبة، في حين هُجِّرَت بالكامل بقيّة قرى الروحاء ودُمِّرَت. والملاحظ أنّ أهلها والمنطقة لا يستخدمون مفردة قرية في أحاديثهم الدارجة، بل مفردة «البلد»، هكذا بأل التعريف، أو باتّصالها بـ «نا»؛ ضمير الجماعة المتّصل الدالّ على الملكيّة «بلدنا» في كلتا الحالتين: حالة المتكلّم(ة) المفرد(ة)، وحالة المتكلّمين(ات) الجمع. وفي هذا، في رأينا، دلالات جمّة قد يكون حولها وعي كلّيّ أو جزئيّ.

الدلالة الأبرز هي الميل المتشكّل إلى العيش في تجمّعات سكنيّة لمجموعات قُرْبى؛ نتيجة لعوامل تاريخيّة وراهنة ولتفاعلات بنيويّة وثقافيّة، في المجتمعات العربيّة الريفيّة، وفي فلسطين تحديدًا. الدلالة الثانية هي الانتماء الجماعيّ إلى البلدة، وفيه يستبطن الانتماء الفرديّ. من المنظور الوطنيّ الحداثيّ تدرج الانتماءات المحلّيّة في تدريج منخفض، مقارنةً بالانتماءات الشاملة القوميّة والوطنيّة. لكنّ ثمّة تبسيط في هذه الأحكام، خاصّة أنّه في حالة فلسطين قد استُعيض بالجزء عن الكلّ؛ فبات البلد العينيّ تمثيلًا للوطن الشامل وكناية عنه، والّذي يعبّر عنه بمفردة البلد أيضًا. الدلالة الثالثة تتّصل بتصنيف البلدات العربيّة بين قرية ومدينة وما بينهما. في رأينا أنّ استخدام مفردة «البلد» لا يعير هذه التصنيفات اهتمامًا. من جهة أولى، فهذه تصنيفات ثنائيّة قطبيّة، لا تصمد على أرض الواقع، وبخاصّة في ظروف سيرورات سوسيو - اجتماعيّة طويلة وغائيّة، من ترييف المدينة وتفريغ القرية من خصائصها الجماليّة الكلاسيكيّة في فلسطين 48، وكثافة التواصل بينهما، ومن جهة ثانية، فالعيش في البلد يستمرّ في كلّ حالاتها وأطوارها وما يستدعيه من تأقلم؛ إذ تبقى «البلد» للأغلبيّة الكبرى الإحداثيّة الثابتة مادّيًّا (فيزيقيًّا) وجغرافيًّا، وإلى حدٍّ بعيد اجتماعيًّا، وتحديدًا في ظلّ التغيّرات المباغتة الحثيثة العميقة.

وَدّ أبي أن يوفّر علينا وجعًا لا نملك سبيلًا لمداواته، بأكثر فاعليّة ممّا كنّا وما زلنا عليه، ونحن اللواتي والّذين ورثنا الانتصار للحقّ...

في صبانا، عندما سألنا عن النكبة باستخدام مفردة النكبة، اقتصر تعبير والدي عن مرارة التجربة على تعابير وجه آسية في كلّ مرّة ذَكَرْناها وذَكَرْنا العام 48، أسًى لم يقف عند آثارها فيه وفي عائلته، بل تجاوزها إلى حال فلسطين والعرب وما آلوا إليه.

يندرج هذا الصمت ضمن السكوت القهريّ، الّذي لازم الفلسطينيّين الباقين في إسرائيل عقودًا طويلة، والّذي شخّصَته الكتابات والأبحاث. فضلًا على الأسباب العامّة آنفة الذكر، الّتي تنسحب على غالبيّة مَنْ عاصروا النكبة وخبروا الحكم العسكريّ، فإنّه بِحِسّ وحكمة فطريّين، وَدّ أبي أن يوفّر علينا وجعًا لا نملك سبيلًا لمداواته، بأكثر فاعليّة ممّا كنّا وما زلنا عليه، ونحن اللواتي والّذين ورثنا الانتصار للحقّ. وأظنّه اختصر إشغالنا بـ «الأمور الكبيرة» في جيل مبكّر. هذا فضلًا على أنّه - وبسبب ظروف عائليّة - انهمك بحياة جادّة، ومسؤوليّات جمّة، منذ نعومة إظفره. ولولا إلحاحنا عليه في العقدين الأخيرين لَما حظينا بسماع روايته عن عام النكبة، والعام الّذي سبقه، والعام الّذي تلاه، وعن فترة الحكم العسكريّ كما خَبِرَها. ولعلّي حرصت على أن أنتج له الفرص في غير مرّة ومناسبة؛ لمشاركتنا في هذه المرحلة من العمر. ولأنّه يعرف أنّ المقابلات (المعمّقة) هي إحدى طرق البحث لديّ، ولشغفي بتجربته وتسجيلي لأحاديثنا المختلفة، وفي أمور مختلفة، في السنوات الأخيرة، فقد ظنّ أنّني سأكتب في الموضوع. وفي العقد الأخير وجدت نفسي أستأذنه في كتابة نصّ في هذا المضمار، وما كنت لأنشر المقال بين أيدينا، الّذي يتركّز في تجربة اللجوء والعودة، لولا استجابة مضمرة عبّر عنها بنصف ابتسامة جادّة، في الربيع الجاري!

يتبع...

.....

إحالات:

[1] أستثني هنا التوثيق الشخصيّ الاستهلاكيّ الشعبيّ، وأعتبره ظاهرة مرافقة للرأسماليّة المتأخّرة والنيوليبراليّة، ومصادرة الخصوصيّة الشخصيّة طواعية، بزعم التحكّم بالتكنولوجيا وباللحظة.

[2] يظهر الوعي بالتوثيق وعمليّة التوثيق في خضمّ الهبّة الراهنة في وجه نظام الاستعمار الاستيطانيّ، وما يرافقها من تنكيل بالفلسطينيّين المواطنين، ومن استباحة ممتلكاتهم الشخصيّة والجماعيّة، وظواهر مرافقة أخرى، وتخريبها.

 

 

تغريد يحيى - يونس

 

 

أكاديميّة وأستاذة جامعيّة فلسطينيّة. حازت على الدكتوراه مع مرتبة الشرف من جامعة تل أبيب، واستكملت دراستها لما بعد الدكتوراه في جامعة SOAS - لندن. اهتماماتها الأكاديميّة الرئيسيّة علم اجتماع الغربة، والإثنيّة والعلاقات الإثنيّة، والنظريّات النسويّة، والسياسة والجندر، ومناهج البحث النوعيّ، واللغة والهويّة.