الرجعيّة عربيًّا: نشوء المفهوم ومعياريّته

من اليمين: توما، العيسى، القلقيلي، موسى، الكرمي

 

عملت حركات التحرّر العربيّة في النصف الثاني من القرن العشرين، الشيوعيّة والاشتراكيّة واليساريّة منها على حدّ الخصوص، على تأطير مفهوم الرجعيّة من أجل وصف خصومها السياسيّين ضمن الإطار العربيّ؛ لذا أصبح مفهوم الرجعيّة ملازمًا لعملاء الإمبرياليّة في المنطقة، أو أنظمة تابعة لدول إمبرياليّة ومراكز رأسماليّة في غرب أوروبّا أو الولايات المتّحدة. وقد تحوّل هذا التلازم إلى دوجما فكريّة وسياسيّة عند أحزاب وحركات تحرّر وطنيّ؛ بالتالي، من المجدي تفقّد المفهوم وفحصه منذ بداية القرن العشرين، وفهم جذوره عربيًّا واستخداماته؛ حيث لم يكن مفهومًا يُقْصَد به تحديدًا التبعيّة للإمبرياليّة.

من المجدي تفقّد المفهوم وفحصه منذ بداية القرن العشرين، وفهم جذوره عربيًّا واستخداماته؛ حيث لم يكن مفهومًا يُقْصَد به تحديدًا التبعيّة للإمبرياليّة.

خلال تفقّدي للمفهوم واستخداماته، فكريًّا وسياسيًّا، سأسلّط الضوء على ثلاثة استخدامات في الصحف العربيّة في ثلاثينات القرن الماضي؛ الاستخدام الأوّل في مقالة تتعلّق بالاتّهامات الموجّهة ضدّ الكاتب والمفكّر الليبراليّ سلامة موسى، مستخدمًا تعبير  «أوكار الرجعيّة في مصر». المقالة الثانية أقرب إلى تقرير صحافيّ، تنقد الحكم على الكاتب عبّاس محمود العقّاد بالسجن، وتصف ذلك بأنّه «ظاهرة رجعيّة». الثالثة تتحدّث عن «الحركة الرجعيّة في تركيا». كما سأتتبّع استخدام «الرجعيّة العربيّة» عند «الحزب الشيوعيّ» و«عصبة التحرّر الوطنيّ» في فلسطين، في أربعينات القرن الماضي.

لعلّ مناقشة هذه الاستخدامات ستعطينا فكرة حول نشأة مفهوم «الرجعيّة»، لنتمكّن بعد ذلك من مناقشة المفهوم وتبعاته وتحوّلاته.

 

أكثر من «رجعيّة»

نشرت صحيفة «النفير» الّتي صدرت من حيفا، مقالًا بعنوان «سلامة موسى وأوكار الرجعيّة»؛ أهمّ ما يجب الانتباه إليه في هذا النصّ، علاقة المصطلح بالتحوّلات الفكريّة والاجتماعيّة، دون علاقة عينيًّا بالمستويات السياسيّة للسيطرة البريطانيّة والاستعماريّة عمومًا. يتبيّن أنّ رئيس التحرير وكاتب المقالة عبد الغني الكرمي، الّذي درس في الاتّحاد السوفييتي، يلاحظ نزاعًا على المستوى الفكريّ إزاء كتابات سلامة موسى، بالتالي يودّ تقديم النزاع للقارئ الفلسطينيّ، ويتخلّل ذلك توضيحًا لكتابات سلامة موسى وردوده، وأيضًا ردود الكتّاب المقابلين له في سوريا ومصر. المادّة الّتي كانت محلّ نزاع هي "نظريّة سلامة موسى الاجتماعيّة، تتلخّص بما يلي: يرى أنّ مصر أقرب إلى الغرب منها إلى الشرق، وهو يدعو إلى الأخذ بنواصي الحضارة الأوروبّيّة الصناعيّة، والاهتمام بالفلّاحين المصريّين، وجعل مصر للمصريّين، وقصر جميع مجهودات أبنائها على مصالحها وحدها باعتبارها قُطْرًا أوروبّيًّا"، بالإضافة إلى دعوته إلى المساواة بين حقوق المرأة والرجل، وغير ذلك من الكتابات.

هذه المادّة الّتي قدّمها موسى حفّزت العديد من الكتّاب بنقده، وقد وصف كتاباته الأمير شكيب أرسلان على أنّها «إباحيّة»؛ وهو ما أثار حفيظة موسى لكتابة مقال بعنوان «أوكار الرجعيّة في مصر»؛ إذ يحدّد أنّ أقطاب الرجعيّة في مصر هم مصطفى صادق الرافعي ومحمّد رشيد رضا ومحبّ الدين الخطيب. وما يهمّنا في ذلك هو استخدام مفهوم الرجعيّة في سياق اجتماعيّ فكريّ، ونزاع بين المرجعيّات سواء الدينيّة أو الليبراليّة (أمّا الاشتراكيّة آنذاك فلم تكن تمتلك قواعد ثقافيّة وسياسيّة)، بالتالي كان وسم الرجعيّة مرتبطًا بالإطار الثقافيّ والاجتماعيّ، ولمّا يكن بعد متشكّلًا في المستوى السياسيّ، لكن أيضًا حينما تشكّل في المستوى السياسيّ عند اليسار العربيّ وخاصّة الفلسطينيّ، لن يكون منفصلًا عن جذوره الليبراليّة، على الأقلّ في بنيته، وإن حمل مضامين أخرى، وتكثّف في الخطاب والفكر السياسيّ[1].

يرسم القلقيلي علاقة بين الاستعمار والرجعيّة (...) وهنا تعبّر الرجعيّة عن قيود سياسيّة وأيضًا فكريّة، دون ذكر الجوانب الاجتماعيّة كالعلاقات الجندريّة في المجتمعات العربيّة أو الطبقات.

بالمقابل، في نصّ منشور بعنوان «الحُكْم على العقّاد - إحدى ظواهر الرجعيّة» عبر صحيفة «الصراط»، الّتي صدرت في يافا، يقرأ رئيس التحرير عبد الله القلقيلي، الّذي درس في «الأزهر»، مصطلح الرجعيّة من زاوية ارتباطه بالمملكة المصريّة، سياسةً وفكرًا، لافتًا إلى أنّه: "لم يكد المستعمِرون يرون حركة التنبّه في الشرق تأخذ في الازدياد لتحطيم قيود الرجعيّة الّتي ترسف بها الشعوب الشرقيّة، حتّى استطار صوابهم، وأخذوا يحسبون لها ألف حساب؛ لاعتقادهم أنّ الشعوب المستعبدة إذا يقظت لا تمكّنهم من استعمارها وحلب أضراعها؛ فطاردوا كلّ دعوة إلى التجدّد، وأوقعوا الأذى بدعاتها حتّى تظلّ البلاد خاملة عاملة، ولعلّ الحُكْم على الأستاذ عبّاس محمود العقّاد بالسجن تسعة أشهر؛ انتقامًا منه للرجعيّة الّتي أراد المستعمِرون أن يُفْهِموا القضاء المصريّ أنّها الذات الملكيّة، وأنّ العيب في هذه الرجعيّة هو العيب في جلالة الملك"[2].

أوّلًا، يرسم القلقيلي علاقة بين الاستعمار والرجعيّة (ووفقًا لما ذكرناه، درس في «الأزهر»، وينابيع الكاتب الفكريّة هي إسلاميّة)، وهنا تعبّر الرجعيّة عن قيود سياسيّة وأيضًا فكريّة، دون ذكر الجوانب الاجتماعيّة كالعلاقات الجندريّة في المجتمعات العربيّة أو الطبقات. وثانيًا، يرسم فاصلًا بين الملك والرجعيّة، موضحًا أنّ الرجعيّة ليست مرتبطة بجهة سياسيّة، إنّما ترتبط بطريقة ونمط من العلاقات السياسيّة والفكريّة على الأقلّ، الّتي كان يحاربها الكاتب والمفكّر العقّاد، وعلى إثرها دخل السجن.

يصف القلقيلي أنّ الرجعيّة في ممارستها إخضاع لمصر وطموحها في الاستقلال والحرّيّة، وهذا هو موضوع كتابات العقّاد. في قراءته يبيّن أنّ الرجعيّة استبداد واستعمار، على عكس مفاهيم الديمقراطيّة والتجديد الّتي دعا إليها العقّاد، وهذا المضمون والتعريف الّذي رسمه القلقيلي لمفهوم الرجعيّة، يشير إلى جذور تداول الرجعيّة في المستوى السياسيّ، الّتي تدلّ على موقف من الاستعمار، وأضف إلى ذلك أنّ مفهوم الرجعيّة يحمل بالنسبة إليه تعبيرات زمنيّة إزاء أفكار أو ممارسات عتيقة، لا تصلح لإمكانيّة تقدّم المجتمع، وهي أداة بيد الاستعمار لتثبيت هيمنته[3].

أمّا في المقالة الثالثة، الّتي تُعْنى بـ «الحركة الرجعيّة في تركيا» المنشورة في صحيفة «فلسطين» الصادرة في يافا، فتعتبر «ثورة الدراويش» كما سُمِّيَتْ في الصحيفة، وأيضًا وفقًا للبيان الرسميّ لجمهوريّة تركيا، تعتبرها «حركة رجعيّة» بسبب علاقتها بشيوخ وتقاليد وطرق دينيّة. ويُقْصَد بمفهوم الرجعيّة في هذا السياق تحديدًا، ممارستها وخطابها ضدّ الجمهوريّة التركيّة، وتعبيراتها العلمانيّة والليبراليّة؛ أي أنّ استخدام الرجعيّة في هذا السياق عند الكاتب، ورئيس تحرير الصحيفة عيسى داود العيسى، الّذي درس في «الجامعة الأميركيّة» في بيروت، تعكس ثنائيّات «الرجعيّة – الدين» من جهة، و«التقدّم – العلمانيّة» من جهة أخرى[4].

 

العالم محوران: رجعيّ وتقدّميّ

إلى الآن، نرى أنّ مفهوم الرجعيّة، يحتوي على ثلاثة معانٍ منعزلة، كما نرى في ثلاث مقالات مختلفة، أمّا في سياق اليسار والشيوعيّين في فلسطين قبل النكبة، فسنرى بدايات التمازج بينها جميعًا، وتحوّلها إلى مفهوم شامل وموقف سياسيّ؛ لتمييز العدوّ المحتمل من الصديق المحتمل. وعلى هذا الأساس النظريّ؛ سنرى استخدامات المفهوم مع بداية المرحلة الثانية من الثورة الفلسطينيّة، الّتي انطلقت عمليًّا ونظريًّا، في ستّينات القرن الماضي.

نرى أنّ مفهوم الرجعيّة، يحتوي على ثلاثة معانٍ منعزلة، كما نرى في ثلاث مقالات مختلفة، أمّا في سياق اليسار والشيوعيّين في فلسطين قبل النكبة، فسنرى بدايات التمازج بينها جميعًا، وتحوّلها إلى مفهوم شامل وموقف سياسيّ...

صحيفة «الاتّحاد»، الموصوفة بأنّها "لسان حال العمّال العرب في فلسطين"، الّتي نشرتها وحرّرتها «عصبة التحرّر الوطني»، نجد فيها إميل توما على وجه الخصوص، يحمّل مفهوم «الرجعيّة» بُعْدًا عالميًّا في القراءة والتحليل، وأقصد بذلك التشديد على هذا البُعْد في قراءة الأحداث السياسيّة والديناميكيّات العالميّة بين المحاور المتصارعة؛ بالتالي لم يَعُدْ استخدامه مقتصرًا على مثقّف ليبراليّ أو إسلاميّ إزاء موقف أو حدث، وأشير هنا فقط إلى بنية المفهوم وما يحمله من مستويات للتحليل، علمًا أنّ المصطلح كما جاء سابقًا، من المحتمل أن نوظّفه في أبعاد عالميّة، إلّا أنّنا نشير فقط إلى الاستخدام آنذاك، دون علاقة باحتمالات المفهوم المجرّدة. إذن، طرأ تحوّل في استخدام المفهوم، يشدّد على البعد العالميّ له، معتبرًا أنّ العالم ينقسم إلى محورين: رجعيّ وآخر تقدّميّ[5].

أمّا عن مضمون الاستخدام، فنلاحظ التمازج بين معانٍ عدّة، كما رأينا في الصحف الّتي نُشِرَت في الثلاثينات من القرن الماضي؛ حيث الرجعيّة يرادفها قيميًّا التمسّك بالعصبيّات، سواء القوميّة الفاشيّة أو الدينيّة أو القبليّة أو الطائفيّة. بالتالي تطرّقت «الاتّحاد» إلى الرجعيّة في مناهج التعليم قليلًا، ثمّ عرّجت في العدد ذاته حول الرجعيّة الّتي عمّت أوروبّا، في سياق التعصّب القوميّ، ولا سيّما مع ما أحدثته الحركة النازيّة في الوعي الأوروبّيّ، وفقًا للصحيفة[6]. وأيضًا تُعَرِّف الصحيفة الرجعيّة في سياق الحديث عن مصر آنذاك، من خلال نقيضها؛ أي التحرّر من الاستعمار، يتخلّل ما ذكرناه في معناها القيميّ، والقصد أنّ التقدّميّة لا تعني فقط تحريرًا من الاستعمار والاستقلال والحرّيّة، بل تعني أيضًا قيمًا ومعايير غير رجعيّة، وهنا نرى مزجًا بين ما أشار إليه الكرمي والقلقيلي في عقد الثلاثينات خاصّة[7].

استخدمت صحيفة «الاتّحاد» عام 1947 مفهوم الرجعيّة، في مقالة بعنوان «إلى أين تقود الرجعيّة العربيّة شعوبها في هذا المعترك العالميّ الصخب؟»، ببُعْد عالميّ وبُعْد قيميّ وبُعْد سياسيّ، حيث إنّها أوضحت أنّ ممارسات الرجعيّة العربيّة شبيهة أو متوائمة مع الرجعيّات العالميّة، سواء في المراكز الأوروبّيّة أو الأطراف، من جهة دعمها وتثبيتها للقيم غير الديمقراطيّة والليبراليّة والعلمانيّة، بشكل متعلّق بقضيّة التحرّر من الاستعمار، مشيرةً إلى أنّه: "وخلاصة القول، فإنّ الرجعيّة العربيّة، شأن كلّ رجعيّة في العالم أجمع اليوم، تنظّم صفوفها وقواها، وتحاول حشد شعوبها إلى جانب الاستعمار العالميّ، تأهّبًا لمعركة يحضّر لها الاستعمار ضدّ موجة الديمقراطيّة والحرّيّة الصاعدة في العالم. وأساليب الرجعيّة العربيّة في ذلك كثيرة، منها ما عُرِفَ عنها من وقت طويل، وهو تحويل نقمة الجماهير العربيّة عن المستعمِر، مستغلّها والواقف أمام تقدّم بلادها وازدهارها، تحويل هذه النقمة للجماهير العربيّة عن المستعمِر نفسه إلى مسارب الصراع العنصريّ والصراع الطائفيّ وصراع الأقلّيّات، كما هو بارز في العراق ولبنان وفلسطين"[8].

 

دوجما يساريّة

أجد أنّ مع التطوّر الحاصل على المصطلح، وصياغته مفهومًا مع دلالات عديدة مع بداية القرن العشرين، والأهمّ نشوء قِيَمِيَّة المفهوم ومعياريّته، وخاصّة في بُعْد عالميّ؛ سنجد هذا الارتباط في الاستخدامات المتعدّدة، وتداخله مع الوقائع والحكم المعياريّ المتعلّق في «الخيانة و/ أو التعاون مع الاستعمار»، بالتالي، تغييبه للنقاش والتفكير السياسيّ إزاء العلاقة بالأنظمة العربيّة المتعدّدة، كما تطوّرت تاريخيًّا في مصر وسوريا ولبنان والأردنّ والعراق ودول المغرب والخليج.

التحوّلات الّتي طرأت على المفهوم في النصف الثاني من القرن العشرين، جعلت من المفهوم دوجما يساريّة، تعبّر عن كسل فكريّ وسياسيّ، في سياق انحدار اليسار العامّ.

ما أوردته نبذة حول تعدّديّة دلالات المفهوم، مع بداية القرن العشرين، في ضوء تصاعد الحركة الأدبيّة والصحافيّة والفكريّة العربيّة؛ إذ إنّ المفهوم لمّا يكن بعد معياريًّا وأداة تصنيفيّة واضحة المعالم سياسيًّا. ومهمّ أن أذكر أنّ التحوّلات الّتي طرأت على المفهوم في النصف الثاني من القرن العشرين، جعلت من المفهوم دوجما يساريّة، تعبّر عن كسل فكريّ وسياسيّ، في سياق انحدار اليسار العامّ.

استعادة مفهوم الرجعيّة من البنية الّتي نشأ فيها، ضرورة لنقاشه، وإعادة تعدّديّة المفهوم ودلالاته وسعته، لتطوير نقد متين للواقع والمجتمع والفاعلين السياسيّين المختلفين.

 


إحالات

[1] عبد الغني، الكرمي. سلامة موسى وأوكار الرجعيّة في مصر. النفير- جريدة أسبوعيّة سياسيّة جامعة مصورة. حيفا، 30 آذار/ مارس 1930

[2] عبد الله، القلقيلي. الحكم على العقّاد - إحدى ظواهر الرجعيّة. الصراط المستقيم - جريدة سياسيّة أدبيّة إخباريّة. يافا، 6 كانون الثاني/ يناير 1931.

[3] المصدر نفسه.

[4] عيسى داود، العيسى. الحركة الرجعيّة في تركيا. فلسطين - جريدة يوميّة سياسيّة إخباريّة أدبيّة. يافا، 1 كانون الثاني/ يناير 1931.

[5] إميل، توما. الاتّحاد - جريدة أسبوعيّة، لسان حال العمّال العرب في فلسطين. 1 تمّوز/ يوليو 1945، العدد 8 [إميل توما المحرّر المسؤول].

[6] المصدر نفسه.

[7] إميل، توما. الاتّحاد - جريدة أسبوعيّة، لسان حال العمّال العرب في فلسطين. 20 كانون الثاني/ يناير 1946، العدد 36 [إميل توما المحرّر المسؤول].

[8] إميل، توما. الاتّحاد - جريدة أسبوعيّة، لسان حال العمّال العرب في فلسطين. 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947، العدد 29، السنة الرابعة [إميل توما المحرّر المسؤول].

 


محمّد قعدان

 

 

 

خرّيج جامعة تل أبيب ضمن برنامج متعدّد التخصّصات؛ سوسيولوجيا، أنثروبولوجيا، تاريخ الشرق الأوسط، دراسات بيئيّة. يكتب المقالة الفكريّة والسياسيّة في عدد من المنابر العربيّة.