الخنازير البرّيّة: آفة زراعيّة أم ممارسة استيطانيّة؟

. Iconic photo: Canva

 

عام 2005، في بلدة سبسطية شماليّ نابلس، فَزِعَتْ عائلة المواطن الفلسطينيّ جواد غزال بحادثة مقتل والده المسنّ الّذي كان يبلغ حينذاك 84 عامًا، حيث كان جواد ووالده يقطفان ثمار الزيتون حينما هاجمهما خنزير برّيّ أدّى إلى وفاة والده بعد دقائق من وصوله المستشفى، وأصيب جواد بجروح بالغة.

اعتاد المواطن أبو يوسف، 58 عامًا من قرية دير إستيا، على زراعة أرضه بالخضراوات، وهي تبلغ نحو 50 - 60 دونمًا داخل حدود محميّة وادي قانا الطبيعيّة[1]. يقع الوادي بين سفحَي جبلين بين محافظتَي سلفيت وقلقيلية في الضفّة الغربيّة[2]، وهو أحد تفرّعات نهر العوجا، وثمّة في قسمه المركزيّ الواقع في  «منطقة ج» ينابيع وجداول عدّة تتفرّع منه، ويمتلك أراضيه فلّاحون فلسطينيّون غالبيّتهم من قرية دير إستيا المجاورة[3]. إلّا أنّه لم يَعُدْ يفعل ذلك بسبب انتشار الخنازير البرّيّة في المحميّة الّتي تدمّر وتأكل وتهاجم المزروعات والإنسان.

لم تكن الخنازير البرّيّة تشكّل مشكلة في فلسطين في الماضي؛ إذ يذكر مصطفى مراد الدبّاغ في كتابه «المملكتان النباتيّة والحيوانيّة في بلادنا فلسطين»، أنّ الخنازير البرّيّة كانت موجودة في جبل الطور قرب الناصرة، وهي موجودة في الغور والحولة وفي وادي العربة، وبلغ عددها عام 1943 نحو 12,145، كما دجّن الفلسطينيّون الخنزير في العصر الوسيط[4].

يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على الأسباب الّتي أدّت إلى انتشار ظاهرة الخنازير البرّيّة بأعداد كبيرة في السنوات الماضية، وأثر ذلك في الفلسطينيّين، وتوضيح العلاقة بين ممارسات الاستعمار الإسرائيليّ وهذا الانتشار.

 

الخزير البرّيّ، أين ينتشر؟

تبدو الخنازير البرّيّة، واسمها العلميّ Sus Scrofa، كأنّها مصمّمة من أجل المعارك؛ إذ يتكوّن جسمها من عضلات وفرو رقيق غير مكتمل، ولديها عرف شعر كثيف على رقبتها وظهرها، يتصلّب ويرتعد عند الغضب. وعند الشعور بالتهديد تستخدم الخنازير أنيابها البارزة لتقطيع جسد فريستها وتمزيقه، وتتميّز بقدرتها على التكاثر في فترة قصيرة؛ إذ يمكن أن تلد أنثى الخنزير عشرة خنازير في المرّة الواحدة[5]. يصف الكاتب كليم تيسديل Clem Tisdell الخنازير بنّها تتميّز بسرعة استعمارها للبيئات الّتي تنتقل إليها، وقد نجح الخنزير البرّيّ في استعمار قارّات وجزر جديدة نُقِلَ إليها في القرون الأخيرة نسبيًّا، وتُعَدّ أستراليا واحدة من الجزر/ القارّات الّتي استعمرتها الخنازير البرّيّة في أقلّ من 200 عام[6].

يتفشّى الاستيطان في محافظة سلفيت؛ فتُحاط بأكثر من 15 مستوطنة إسرائيليّة ترمي مخلّفاتها من القمامة والمياه العادمة على أراضي المنطقة، ما يجعلها عامل جذب للخنازير البرّيّة...

تنتشر الخنازير البرّيّة في المناطق المليئة بالأشجار المثمرة والغابات والمناطق الزراعيّة الخصبة[7]، وهي المناطق الّتي تتركّز في القسم الشماليّ من الضفّة الغربيّة، وتضمّ شمال جنين، وغرب طولكرم وقلقيلية، ويكثر انتشارها في محافظة سلفيت، كون تربة هذه المحافظة وسطًا خصبًا وملائمًا لزراعة مختلف المحاصيل[8].

يتفشّى الاستيطان في محافظة سلفيت؛ فتُحاط بأكثر من 15 مستوطنة إسرائيليّة ترمي مخلّفاتها من القمامة والمياه العادمة في أراضي المنطقة، ما يجعلها عامل جذب للخنازير البرّيّة[9]؛ حيث تتغذّى الخنازير البرّيّة على الحيوانات النافقة والقمامة المتعفّنة، وحتّى فضلات الإنسان[10]. إضافة إلى المكبّات العشوائيّة في سلفيت الّتي تُعَدّ واحدة من أهمّ المشاكل البيئيّة في المحافظة؛ حيث تتوزّع هذه المكبّات على امتداد أراضي المحافظة، وتُرْمى النفايات الصلبة المنزليّة فيها؛ فينتج عن ذلك الروائح الكريهة، وتكاثر الحشرات والذباب، وتنامي أعداد الخنازير البرّيّة والكلاب الضالّة.

 

أسباب الانتشار

ازدادت أعداد الخنازير البرّيّة في فلسطين خلال العقود الأخيرة بسبب مجموعة من العوامل، منها انخفاض أعداد سكّان المناطق الريفيّة، حيث يؤدّي تنقّل سكّان المناطق الريفيّة إلى المدن الكبرى، إلى خلق مناطق شاسعة ذات كثافة سكّانيّة منخفضة، وهذا أدّى إلى إهمال الأراضي الزراعيّة وجعلها موئلًا للحيوانات البرّيّة كالخنازير[11]. ولعلّ السبب الرئيسيّ يكمن في الممارسات الإسرائيليّة الاستعماريّة على الأراضي الفلسطينيّة؛ فبالرغم من عدم وجود دليل قاطع يجزم بأنّ إسرائيل تطلق الخنازير البرّيّة بشكل متعمّد في الأراضي الزراعيّة، يتّهم بعض المزارعين الفلسطينيّين المستوطنين بإطلاق الخنازير البرّيّة عمدًا في أراضيهم، وهناك مزاعم أخرى بأنّ الجيش الإسرائيليّ يطلق هذه الخنازير البرّيّة في القرى الفلسطينيّة لتدمير المحاصيل، الّتي تُعَدّ المصدر الرئيسيّ للدخل والمعيشة للعديد من المجتمعات الصغيرة[12].

يذكر المواطن محمّد حسن من قرية سلفيت أنّه رأى شخصيًّا المستعمرين الإسرائيليّين يفرغون خنازير برّيّة في منطقة العشارة، الّتي تقع بين مدينة سلفيت وقرية إسكاكا. وفي قرية عابود روى بعض الّذين قابلتهم أنّهم شاهدوا شاحنات لمستوطنين وهي تُفْرِغ حمولتها من الخنازير البرّيّة في جبال القرية. بالإضافة إلى ذلك، فمن المعروف أنّ «سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيليّة» تجمع الخنازير البرّيّة من داخل الخطّ الأخضر، وتطلقها بها في جبال الضفّة الغربيّة، حيث يمكنهم التجوّل بحرّيّة بعيدًا عن التجمّعات السكّانيّة الإسرائيليّة؛ فالمستعمرات الإسرائيليّة محميّة من أيّ تسلّل من قِبَل الخنازير، لأنّها محاطة بالجدران والأسلاك الشائكة والأسوار[13].

أثّرت الممارسات الإسرائيليّة، المتمثّلة في بناء جدار الفصل العنصريّ والمستوطنات الإسرائيليّة والطرق الالتفافيّة، في التنوّع الحيويّ في مختلف أنحاء الضفّة الغربيّة؛ حيث منع الجدار العديد من الحيوانات من الهجرة الموسميّة، أو الوصول إلى الموارد المائيّة والطعام، وعُزِلَ العديد منها، مثل الخنازير البرّيّة، وأصبح جزء منها أمام الجدار والجزء الآخر خلفه[14]. كما أدّى بناء المستوطنات الإسرائيليّة إلى تجريف مئات آلاف الدونمات من الأراضي المزروعة والخصبة ونهبها، ودمّرت العديد من الموائل الطبيعيّة لهذه الحيوانات[15]. كما حصرت الطرق الالتفافيّة رمي مخلّفات المستعمرات الإسرائيليّة ومجاريها في المناطق الطبيعيّة الفلسطينيّة، ما أدّى إلى زيادة أعداد الخنازير البرّيّة في المنطقة، حيث إنّها تفضّل العيش حيث النفايات والمجاري، ونتيجة لذلك حُبِسَتْ الخنازير في مناطق معيّنة، وزادت أعدادها في الطبيعة بسبب الممارسات الاستيطانيّة الإسرائيليّة[16].

 

تهديد

باتت الخنازير تحدّيًا كبيرًا يواجه الفلسطينيّين، وخاصّة المزارعين؛ إذ يُعْتبر وجود الخنازير البرّيّة مشكلة كبيرة لمَنْ يزورون المحميّات الطبيعيّة، أو يمتلكون أراضي فيها، أو يسكنون بالقرب منها، حيث زادت أعداد الخنازير في المحميّات الطبيعيّة، لأنّه بحسب قانون «سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيليّة»، لا يجوز لأيّ شخص أن يؤذي أيّ حيوان أو نبات أو جماد في منطقة المحميّة الطبيعيّة[17]. كما يتجنّب العديد من الفلسطينيّين زيارة المحميّات الطبيعيّة بسبب الخوف من الخنازير البرّيّة الّتي تهدّد حياتهم. وبالنسبة إلى العديد من الأشخاص الّذين قابلتهم، أثّر الخنزير البرّيّ في علاقتهم بأرضهم. يذكر أبو وضّاح، 69 عامًا من قرية دير إستيا في محافظة سلفيت[18]، الّذي يمتلك أراضي زراعيّة في محميّة وادي قانا، أنّ أعداد الخنازير لم تكد تذكر قبل إعلان المنطقة محميّة طبيعيّة، لكن بعد إعلانها منطقة محميّة؛ أي بعد عام 1983، زاد انتشارها بشكل كبير، حتّى بالقرب من المناطق السكنيّة أيضًا.

أثّرت الممارسات الإسرائيليّة، المتمثّلة في جدار الفصل العنصريّ والمستوطنات والطرق الالتفافيّة، في التنوّع الحيويّ في مختلف أنحاء الضفّة الغربيّة؛ حيث منع الجدار العديد من الحيوانات من الهجرة الموسميّة، أو الوصول إلى الموارد المائيّة والطعام...

يذكر كفاح زيدان، 29 عامًا[19]، وهو راعي أغنام في وادي قانا، أنّ الخنازير البرّيّة تدمّر أيضًا الحفر الّتي يصنعها المزارعون لسقي الأشجار والمزروعات، أمّا الغزلان فإنّها تأكل أشجار الزيتون والمحاصيل الزراعيّة الأخرى، ويحفر الخنزير باستخدام أنفه تحت الأشجار، من أجل اصطياد الديدان الّتي تُعْتَبَر طعامًا مفضّلًا له، ويتغذّى على الدرنات وجذور الأشجار والنباتات؛ ما يؤدّي إلى إتلافها[20]. يضيف كفاح: "كان أصحاب هذه الأراضي الزراعيّة يفلحونها ويزرعونها بالقمح والشعير والبقوليّات والخضراوات المختلفة، لكن، وبسبب انتشار الخنازير الّتي تسبّب ضررًا وإتلافًا كبيرين للمزروعات، أصبحت زراعة هذه المحاصيل مخسرًا وعبئًا على المزارع الفلسطينيّ، وبالتالي يتجنّب المزارع فلاحة أرضه".

إلى جانب الضرر الّذي تُحدثه الخنازير البرّيّة للمحاصيل الزراعيّة، فإنّها أيضًا تتسبّب في خسارة الأرواح البشريّة ومهاجمة الفلسطينيّين. يذكر ضياء القاضي[21] أحد سكّان قرية دير إستيا، أنّ أنثى خنزير برّيّة هاجمت عمّته البالغة من العمر 50 عامًا، وألحقت بها أضرارًا بالغة، إذ عضّتها في قدمها حيث أمضت أكثر من أسبوع في المستشفى.

يضيف عماد الأطرش، مدير «جمعيّة الحياة البرّيّة» في بيت لحم، أنّ أنثى الخنزير البرّيّ في الفترة الّتي تنجب فيها صغارها، تكون أكثر شراسة لخوفها عليهم، وتكون مختبئة في داخل الأشجار، وتظنّ أنّ مَنْ تشاهده يريد أخذ صغارها منها، وبالتالي تهاجمه.

يذكر إبراهيم سائد[22] من قرية عابود، حادثة أخرى هاجم فيها الخنزير البرّيّ أحد الشبّان وتسبّب في إصابات بالغة في وجهه. أمّا في بلدة كفل حارس في سلفيت، يشير رئيس مجلسها عصام أبو يعقوب إلى أنّ أحد المواطنين أُصيب قبل سنوات عدّة من قِبَل خنزير هاجمه وانتزع جزءًا من لحم فخذه، "الآن، تجد الخنازير في داخل القرية بعد منتصف الليل تأتي إلى حاويات القمامة، وتُعْتَبَر الخنازير حيوانات مؤذية، وحين تكون على الشوارع الرئيسيّة فإنّها قد تتسبّب في حوادث سير مميتة".

لا يشكّل الخنزير البرّيّ ضررًا على الإنسان فحسب، بل يشمل أيضًا الحيوانات. يروي كفاح كيف يُفْزِع صوت الخنزير العالي أغنامه ويخيفها، ويهاجمها في بعض الأحيان، وكيف أدّى انتشارها إلى تراجع وجود حيوانات أخرى، كالغزلان والثعالب.

يعتبر دعاة الحفاظ على البيئة أيضًا أنّ الخنازير تشكّل تهديدًا للحياة البرّيّة الأخرى في عدد من المواقف؛ إذ يشكّل توسّع وجود الخنازير البرّيّة خارج حدود بيئتهم المعتادة خطرًا على حياة البرّيّة الأخرى، وتتسبّب في انتشار الأمراض والطفيليّات المعدية للماشية والإنسان[23]. في تصريح لوزارة الصحّة الفلسطينيّة، جاء فيه أنّ خمسة فلسطينيّين توفّوا بمرض إنفلونزا الخنازير منذ بداية موسم الإنفلونزا 2019-2020.

 

تحت ذريعة حماية الطبيعة

لا يستطيع المزارع الفلسطينيّ عمل الكثير لمكافحة انتشار الخنازير البرّيّة، وإنّما يحاول استغلال الوسائل المتاحة أمامه، مثل استخدام الأسيجة ونصب الأفخاخ الكبيرة في الأماكن الّتي ترتادها الخنازير، واستخدام السموم كالمبيد الحشريّ، الّذي يتبع مجموعة الكراباميت؛ للقضاء على الحيوانات الضارّة.

يعاني المزارعون الّذين يملكون أراضي زراعيّة داخل المحميّات الطبيعيّة، من قوانين «سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيليّة» الّتي تحول بينهم وبين حماية أنفسهم ومزروعاتهم من اعتداءات الخنازير البرّيّة؛ إذ لا يُسْمَح بوضع سياج أو أسوار حول محاصيلهم الزراعيّة وأشجارهم، ذلك لأنّ أيّ عمليّة بناء أو إضافة في المحميّة ممنوعة بحجّة الحفاظ على المشهد الطبيعيّ للموقع من أيّ تغيير[24]. وإن تمكّن المزارع من وضع الحواجز يمكن للخنزير أن يدمّره أو يقفز من فوقه، وذلك لعدم قدرة المزارع على تحمّل التكاليف الماليّة لإيجاد طرق فعّالة ومضمونة أكثر. كما تمنع أيضًا سلطات الاستعمار الإسرائيليّ استخدام الأسلحة الناريّة أو إدخال السموم لقتل الخنازير البرّيّة وصيدها. حتّى لو وجد الفلسطينيّون مثل هذه السموم واستخدموها، فإنّهم سيجدون أنفسهم عرضة للاعتقال بسبب "إلحاق الضرر بالحيوانات البرّيّة والمحميّة"[25].  

 

تفسير لظاهرة انتشار الخنازير البرّيّة

على عكس الخوف والكره المرتبطين بالخنازير البرّيّة، اعتقد بعض الّذين قابلتهم أنّه من الطبيعيّ أن تكون الخنازير البرّيّة بالقرب من الأماكن السكنيّة، بسبب افتقارها إلى الطعام والمساحة نتيجة لزيادة أعداد الناس في المنطقة، إلى جانب الممارسات الإسرائيليّة الّتي تصادر مساحات شاسعة من الأراضي من أجل الاستيطان وشقّ الطرق الّتي تدمّر الموائل الطبيعيّة لهذه الحيوانات.

يعتبر دعاة الحفاظ على البيئة أيضًا أنّ الخنازير تشكّل تهديدًا للحياة البرّيّة الأخرى في عدد من المواقف؛ إذ يشكّل توسّع وجود الخنازير البرّيّة خارج حدود بيئتهم المعتادة خطرًا على حياة البرّيّة الأخرى...

تشير الباحثة البريطانيّة كلير بالمر Clare Palmer إلى ما يحدث للعلاقات بين الإنسان والحيوان، عندما تُضَمّ المنطقة الّتي تُعْتَبَر برّيّة نسبيًّا بهدف التنمية والتحضّر. أوّلًا، قد يتسبّب الإنسان في قتل الحيوان بشكل متعمّد، وذلك لإبعاد الضرر الّذي قد يسبّبه هذا الكائن له، أو بسبب حوادث غير متعمّدة. ثانيًا، قد تُنْقَل الحيوانات الأصليّة إلى خارج المنطقة الّتي سيجري التطوير والبناء فيها، أو تُحْصَر في مناطق محميّة كالحدائق والمحميّات الطبيعيّة. ثالثًا، قد تُسْتَبْعَد الحيوانات من موطنها الأصليّ نتيجة للحواجز المادّيّة الّتي صنعها البشر. رابعًا، قد يجري تدمير موائلها أو عزلها أو تجزئتها؛ إذ إنّ تدمير الموائل هو أكبر سبب لتناقص أعداد الحيوانات في المناطق الحضريّة[26].

استغلّ الاستعمار الإسرائيليّ هذه الممارسات من أجل تشويه علاقة الفلسطينيّ بأرضه وما عليها من حيوانات برّيّة، وتفكيك تلك العلاقة، ويفاقم معاناة الفلسطينيّين في ظلّ انتشار الخنازير البرّيّة؛ إذ يمنعهم من استخدام وسائل وطرق مختلفة لحماية أنفسهم، وتقليل ضرر اعتداءات الخنازير البرّيّة؛ إذ يعتبر الاستعمار الإسرائيليّ صيد الخنزير وقتله أمرًا غير قانونيّ، مشيرًا إلى تهديد التنوّع البيولوجيّ، واحتمال تعرّض الحيوانات الأخرى في المنطقة للأذى.

هكذا، أصبح الإنسان الفلسطينيّ يشعر أنّ هذه الحيوانات على أنّها جزء لا يتجزّأ من المنظومة الاستعماريّة، وسلاح إسرائيليّ موجّه ضدّ الفلسطينيّين لدفعهم إلى ترك الأرض في سبيل التوسّع الاستيطانيّ.

 


إحالات

[1] أُجْرِيَتْ المقابلة في محميّة وادي قانا الواقعة بين محافظتَي سلفيت وقلقيلية.

[2] وادي قانا: في: ويكيبيديا

[3] "وادي قانا: من وادٍ زراعيّ فلسطينيّ إلى متنزّه سياحيّ للمستوطنات"، بتسيلم، 23 نيسان (أبريل) 2015، https://www.btselem.org/arabic/settlements/wadi_qana.

[4] مصطفى مراد الدبّاغ، المملكتان النباتيّة والحيوانيّة في بلادنا فلسطين (بيروت: دار الطليعة للطباعة، 1988)، ص 183-184.

[5] Radhika Govindrajan, Animal Intimacies (Chicago: The University of Chicago Press, 2018), 129.

[6] Clem Tisdell, Wild pigs: environmental pest or economic resource (Australia: Pergamon Press, 2013), 1.

[7] مجموعة باحثين، "تأثير الخنازير البرّيّة في المحاصيل الزراعيّة وطرق مكافحتها في محافظة سلفيت في فلسطين"، المجلّة السوريّة للبحوث الزراعيّة 3، العدد 1 (2016): ص 30.

[8] مصطفى مراد الدبّاغ، بلادنا فلسطين في الديار النابلسيّة (الرياض: دار الهدى، 2003)، ص 505-510.

[9] “Israeli settlers release wild pigs on Palestinian farmland in Salfit,” IMEMC News, May 4, 2010.

[10] Simon Worrall, “Why We Love—And Loathe—The Humble Pig,” National Geographic, May 24, 2015, https://www.nationalgeographic.com/adventure/article/150524-pig-hog-pork-animals-farming-animal-cruelty-ngbooktalk.

[11] Alejandro Martínez-Abraín et al., “Ecological consequences of human depopulation of rural areas on wildlife: A unifying perspective,” Biological Conservation, 252 (2020): 1-9.

[12] Imadeddin Al-Baba, “The impact of Wild boar (Sus scrofa) on different agricultural crops in the northern governorates of Palestine,” International Journal of Fauna and Biological Studies 3, no. 6 (2016): 25-26.

[13] "As Swine Flu Fear Spreads, Israeli Colonists Let Loose More Pigs into Palestinian Lands,” Pocia, June 3, 2009, http://poica.org/2009/06/as-swine-flu-fear-spreads-israeli-colonists-let-loose-more-pigs-into-palestinian-lands/.

[14] Tanya Abdalla, and Khaled Swaileh, “Effects of the Israeli Segregation Wall on biodiversity and environmental sustainable development in the West Bank, Palestine,” 554.

[15] جورج كرزم، "المحميّات الطبيعيّة في الضفّة الغربيّة أداة احتلاليّة لنهب الأراضي الفلسطينيّة واقتلاع أصحابها منها"، مجلّة آفاق البيئة والتنمية، العدد 61 (2014).

[16] أُجْرِيَتْ المقابلة عبر تطبيق زووم.

[17] لائحة المحميّات الطبيعيّة (اللوائح والسلوك)، 1979- بالعبريّة، https://static.parks.org.il/wp-content/uploads/2018/06/5d1083eb3833d.pdf

[18] أُجْرِيَتْ المقابلة في قرية دير إستيا.

[19] أُجْرِيَتْ المقابلة في محميّة وادي قانا الواقعة بين محافظتَي سلفيت وقلقيلية.

[20] Clem Tisdell, Wild pigs: environmental pest or economic resource (Australia: Pergamon Press, 2013), 29-30.

[21] أُجْرِيَتْ المقابلة في قرية دير إستيا.

[22] أُجْرِيَتْ المقابلة في قرية عابود.

[23] Clem Tisdell, Wild pigs: environmental pest or economic resource, 308.

[24] “Change in National Parks Law to Harm Natural and Heritage Sites, Play into Hands of Silwan Settlers, and Perpetuate Harm to Palestinians,” Emek Shaveh, June 27, 2018. https://emekshaveh.org/en/change_national_park_law/.

[25] "As Swine Flu Fear Spreads, Israeli Colonists Let Loose More Pigs into Palestinian Lands,” Pocia, June 3, 2009, http://poica.org/2009/06/as-swine-flu-fear-spreads-israeli-colonists-let-loose-more-pigs-into-palestinian-lands/

[26] Clare Palmer, “Colonization, urbanization, and animals,” Philosophy & Geography 6, no.1 (2000): 48.

 


 

روان سمامرة

 

 

 

 باحثة فلسطينيّة مهتمّة بالقضايا البيئيّة.