من الكلاسيكيّ إلى القاعديّ... عن الكتابة التاريخيّة والأرشفة الرقميّة

صورة تعبيريّة.

 

في الوقت الّذي عمدت فيه القوى الاستعماريّة المختلفة إلى الهيمنة على أرشيفات البلدان المستعمَرة، ونهبها بهدف استبعاد ذاكرة الشعوب الأصلانيّة من الكتابة التاريخيّة، اختبرت الرواية المهيمنة وتجسيداتها الماثلة في مساعي المحو الممنهج لهويّة الشعوب المستعمَرة، وترسيخ السيطرة الاستعماريّة، نماذج مختلفة من ديناميّات التحوّل المعرفيّ وأنماطها النقديّة والتحرّريّة - ولم يعُد ممكنًا الحديث عن التاريخ دون معالجة ما وراء كتاباته من ميتافيزيقيا الغيريّة والآخريّة المتخيّلة.

كما بات ينظر إلى الوثائق التاريخيّة والأرشيفيّة باعتبارها الشاهد الحيّ الّذي يساعد في الفهم والمساءلة لكتابة التاريخ وحيثيّاته. وعلى غرار العديد من الأرشيفات الوطنيّة المستلبة؛ فقد تعرّض الأرشيف الفلسطينيّ إلى الكثير من الضياع والسرقة، ونهب الكثير من محتويات المكتبات الشخصيّة والوثائق الخاصّة، وإيداع بعضها في «المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة» - على يد العصابات الصهيونيّة، الفعل الّذي جاء في إطار استبعاد الذاكرة الأصلانيّة، ومحو تفاصيلها من سياق الكتابة التاريخيّة، وتكريس تجلّيات الوجود والسيطرة الاستعماريّة.

 

من تاريخ أوروبّا إلى تاريخ مُسْتَعْمَريها

ممّا لا شكّ فيه أنّ وجود الإنسان ارتبط، منذ الأزل، بولعه بمعرفة ما حصل في الماضي والتساؤل بشأنه. يجسّد التأريخ عمليّة صعبة ومعقّدة ترنو إلى كتابة تاريخ مركبات الأحداث وتفصيل مكوّناتها، وقد اعتبر ابن خلدون[1] أنّ دراسة التاريخ تشكّل ضرورة لمعرفة أحوال الأمم وتطوّرها، بفعل العوامل السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، مؤسّسًا بذلك لفلسفة تاريخيّة تعالج صيرورات التطوّر البشريّ، وتحلّل القواعد الناظمة لسلوك الكلّيّات الإنسانيّة. وقد أعاد الكثير من المؤرّخين وفلاسفة التاريخ التفكير في مفهومه، إثر التحوّلات الاقتصاديّة الاجتماعيّة والفكريّة الّتي شهدتها أوروبّا بحلول القرن التاسع عشر، وهو ما ساهم في ظهور تفاسير جديدة للتاريخ، وتوسّع مفهومه ليصبح أكثر كلّيّة وشموليّة، وظهرت مدارس واتّجاهات تاريخيّة متعدّدة، كان أبرزها ذلك الاتّجاه المتعلّق بنظرة هيجل إلى التاريخ، باعتباره مسرحًا للجدليّة أو الديالكتيك، وقد جسّدت مركزيّة أوروبّا وهيمنتها على مسرح التاريخ العالميّ، وقوله بوجود ارتباط كبير بين الجغرافيا والتاريخ، وبين طبيعة المكان وسلوك السكّان وثقافتهم[2].

تمخّض عن هيمنة المركزيّة الغربيّة المتجذّرة (...) دعوات إلى تفكيك الطابع الاستعماريّ ونزعه عن المعرفة، والكشف عن الأيديولوجيّات الاصطفائيّة للمركزيّة الأوروبّيّة...

لكنّ التوجّه السابق قد تعرّض لنوع من النقد المركزيّ، في فترة السبعينات، واختبر إثارة العديد من التساؤلات المتمحورة حول الحداثة، وما نتج عنها من نزعات تحصر فكرة تكوّن الحداثة داخل الحدود الجغرافيّة البسيطة لأوروبّا أو الغرب عمومًا، وتروّج فكرة مفادها أنّ على الأمم المتحضّرة أن تأخذ على عاتقها إعادة استعمار ’الآخر‘، الّذي تعطّلت لديه أساسيّات الحياة المتحضّرة. وهو ما دفع إلى محاولة تتبُّع الشرط الكولونياليّ المُغفَل في سرديّة تكوُّن الحداثة، والنظر إليها باعتبارها صيرورة تاريخيّة تكوّنت في خضمّ العلاقة الكولونياليّة التفاعليّة بين ’الغرب‘ و’اللاغرب‘، وليس باعتبارها مسألة غربيّة بحتة. وقد تزامن ذلك مع انبثاق النقاشات المختلفة المرتبطة بدراسات التابع، الّتي ساهمت في تطوير الحقل الدراسيّ المعروف بالنظريّة «ما بعد الكولونياليّة»، الّذي انتقد الرؤى التاريخيّة المرتكزة إلى المركزيّة الغربيّة، ودفع نحو ظهور تفاسير جديدة للتاريخ، وتوسَّع مفهومه ليصبح أكثر كلّيّة وشموليّة، وليتيح المجال أمام استرداد الحقائق والوقائع، بمعزل عن مساعي تكريس الهيمنة الاجتماعيّة والمعرفيّة.

وقد تمخّض عن هيمنة المركزيّة الغربيّة المتجذّرة في السياق التاريخيّ المصاحب لنشوء المعرفة، ضمن إطار المنظومة الاستعماريّة، الكثير من الجدل والنقاش الأكاديميّ. وذلك من خلال دعوات إلى تفكيك الطابع الاستعماريّ ونزعه عن المعرفة، والكشف عن الأيديولوجيّات الاصطفائيّة للمركزيّة الأوروبّيّة، وفضح مقدار التعارض بين الدعوات الحضاريّة للخطاب الأوروبّيّ وبطانته الاستعماريّة. إضافة إلى فحص الظواهر الثقافيّة والعرقيّة الّتي مارسها الخطاب الفوقيّ والسلطويّ والنخبويّ ضدّ آخريه، والدفاع عن الهويّة القوميّة، والعمل على إعادة كتابة تاريخ المهمَّشين، ومناقشة ثنائيّة الشرق والغرب، وردّ الاعتبار للرؤى الأصليّة، والمناداة بالتعدّديّة الثقافيّة، بعيدًا عن هيمنة الثقافة الواحدة، وإيجاد ثقافات أصلانيّة متداخلة ومتلاقحة. ذلك أنّ الاستعمار قد تدخّل بشكل أو بآخر في تشكيل الهويّة الثقافيّة للبلدان المستعمَرة، وتكريس البنى المعرفيّة الّتي تُعيد تعريف تاريخ الآخر وهويّته بعيون وتصوّرات غربيّة.

 

إعادة تفكيك الاستعمار

عند الحديث عن فكّ الارتباط المعرفيّ، ونزع الطابع الاستعماريّ عن المعرفة، فلا بدّ من الوقوف عند فكر مرحلة ما بعد الحداثة. حيث أخذت الكتابة التاريخيّة أبعادًا تفكيكيّة، وأثارت تساؤلات عديدة حول منظومة العلاقات التاريخيّة، وإمكانيّة دراسة مجموع المظاهر والممارسات الّتي كان يغفلها التاريخ الكلاسيكيّ، الّذي يركّز على شخصيّات وأحداث مفصليّة، في حين يُقصي تجارب المهمَّشين والناس ’العاديّين‘ من السرديّة التاريخيّة. وقد تبلورت في دول الجنوب العالميّ توجّهات ودعوات عديدة، تبني على الإرهاصات الفكريّة لمدرسة التابع، ودراسات ’ما بعد الاستعمار‘، الّتي هدفت إلى تمحيص وتحليل وتفكيك للخطابات والبنى المعرفيّة المركزيّة، والسرديّات التاريخيّة الكبرى[3]

ويبدو أنّ المرتكزات المعرفيّة لهذه الدعوات، الّتي تنظر إلى الخطاب الكولونياليّ باعتباره ضربًا من ضروب التوتّر والتجاذب بين الرؤية الاستعماريّة الحداثيّة والشموليّة، من جهة، وبين الضغط المقابل الّذي يمارسه التاريخ الأصلانيّ الّذي لمّا يُكْتَب بعد من جهة ثانية، قد تعرّضت لنقد لاذع، واتُّهِمت بأنّها تقدّم نموذجًا لحداثة شرقيّة ’ما بعد استعماريّة‘، وأنّها قد أتت ردّ فعل على الخروج من الحالة الاستعماريّة، تمامًا مثل مرحلة ما بعد الحداثة الّتي جاءت ردّ فعل على الحداثة نفسها.

اشتبك خالد فهمي مع العديد من المدارس النظريّة والاتّجاهات الفكريّة(...) في مراجعته غير التقليديّة لتاريخ مصر (...) ليقدّم صورة مبدئيّة لمكوّنات التاريخ الاجتماعيّ المصريّ، وتحوّلاته في النصف الأوّل من القرن التاسع عشر...

ورغم عدم الاتّفاق مع وجود ’الما بعد‘ لازمة ثابتة في وصف دراسات ’ما بعد الاستعمار‘، إلّا أنّني لا أتّفق أيضًا مع الحكم النقديّ المطلق الّذي تعرّضت له، ذلك أنّ بعض روّاد هذا الحقل ومفكّريه قد أجادوا نقد الرؤى النخبويّة، ودفعوا باتّجاه تفكيك الأيديولوجيا الاصطفائيّة للخطاب الاستعماريّ الفوقيّ، ونسف أسسها الميتافيزيقيّة، وبحث الآثار الّتي تركتها على مجتمعات ’ما بعد الاستعمار‘؛ الأمر الّذي يتيح المجال ليس فقط للتفكيك، بل لإعادة بناء المعرفة والرواية، ويفتح الباب أمام استرداد الحقائق، وإنتاج تاريخ استيعاديّ وممثّل لكلّ مكوّنات السرديّة، بحيث تشكّل الكتابة التاريخيّة مسرحًا لأحداث التاريخ الكلّيّ لمجمل التواريخ الجزئيّة، دون تلويثها أو وسمها بالتخلّف.

 

التاريخ من الأسفل 

في هذا الإطار، فقد اشتبك خالد فهمي[4] مع العديد من المدارس النظريّة والاتّجاهات الفكريّة، على غرار المدرسة التاريخيّة الكلاسيكيّة، وحقل دراسات ما بعد الاستعمار، في مراجعته غير التقليديّة لتاريخ مصر الماثل في الأرشيفات والوثائق؛ ليقدّم صورة مبدئيّة لمكوّنات التاريخ الاجتماعيّ المصريّ، وتحوّلاته في النصف الأوّل من القرن التاسع عشر. ورغم أنّ التاريخ الاجتماعيّ - الّذي غالبًا ما يُشَار إليه بعبارات من قبيل ’التاريخ القاعديّ‘ أو ’التاريخ من الأسفل‘ - يشكّل مجالًا للدراسة التاريخيّة الّتي تعالج تطوّر البنى الاجتماعيّة وتشكُّلها، ويناقش تركّز الدراسات التاريخيّة في سياقات هيمنة نخبويّة وسلطويّة، إلّا أنّه مرادف أيضًا للفلسفة التاريخيّة الّتي تهدف إلى التعبير عن صوت المهمَّشين والناس العاديّين، والّتي انبثق منها تيّار ينظر إلى التاريخ بوصفه مجموعة تواريخ جزئيّة متقاطعة ومتواشجة، ويدعو إلى التركيز على سياقات أصغر للتأريخ ضمن البنى الاجتماعيّة والجغرافيّة.

وممّا لا شكّ فيه، أنّ المسائل المتعلّقة بدراسة الأرشيف وإدارة مصادره وثيقة الصلة بالكتابة التاريخيّة. فالأخيرة تكاد تكون مستحيلة في ظلّ غياب الأرشيف الّذي يعطي الرواية أبعادًا أصلانيّة وإقليميّة وعالميّة متعدّدة ومتنوّعة، في حين أنّها ستكون في حال غيابه أو انعدامه مجزوءة ومبتورة. ولمّا كانت الوثائق الأرشيفيّة هي الآثار والشواهد الّتي تساهم في صياغة وجه التاريخ وتشكيله. فقد برزت الأرشفة الإلكترونيّة باعتبارها استجابة طبيعيّة للتطوّر التكنولوجيّ، والثورة الرقميّة الّتي لامست جوانب مختلفة من العلوم الطبيعيّة والاجتماعيّة. وظهر الحفظ الإلكترونيّ واحدًا من إستراتيجيّات الحفظ الطويل الأمد، الّتي تحول دون ضياع وثائق الأرشيفات الورقيّة التقليديّة وتلفها، وتتيح للباحثين دراستها، واستنطاق مضمونها، والتحقّق من صدقيّة محتواها، ومساءلة دور هذه العناصر في حفظ التاريخ الإنسانيّ وتوثيقه، وتشريح المجال المعرفيّ الّذي اسمه ’التاريخ‘ وتسطيحه.

 

رقمنة الأرشيف الفلسطينيّ

في ضوء شحّ المصادر الأرشيفيّة الفلسطينيّة، وتشرذمها، وتعذّر استخدامها بشكل فاعل في عمليّة المقاومة الثقافيّة والسياسيّة، فقد نشطت مبادرات مختلفة للبحث عن هذا الأرشيف ولملمة شتاته واستنطاقه. في محاولة لحماية الذاكرة الجمعيّة، وإنقاذ ما تبقّى منها، بالإضافة إلى حفظ التاريخ الأصلانيّ، وإعادة قراءة فصوله وتدوين روايته الموازية، واسترداد عناصر مشهديّته. ورغم وجود العديد من الجهود والمبادرات الفرديّة والمؤسّسيّة الّتي تأخذ هذه المسألة على عاتقها، مثل «مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة»، و«جامعة بير زيت»، و«المتحف الفلسطينيّ»، و«خزائن»، إلّا أنّ الأرشيف ما زال يعاني غياب الأطر التشريعيّة الناظمة والضابطة للعمل الأرشيفيّ. يشكّل مشروع أرشيف «المتحف الفلسطينيّ الرقميّ» - الأوّل من حيث نوعه وحجمه - منصّة أرشيف رقميّ مفتوح، ويتيح تكريس حضور العمل الأرشيفيّ فعلًا مجتمعيًّا وممارسة مستدامة تساهم في كتابة برهان الوجود الأصلانيّ، وفي إنتاج رواية تاريخيّة تحرّريّة موازية، لا تنكر تجارب فئات محدّدة، ولا تقصي الذات الفلسطينيّة من السياق التاريخيّ، بل تولي عناية لما جرى تعميته من حقائق تاريخيّة، ولمجمل شهادات الناس الغائبة من السرد التقليديّ والاستعماريّ، والسلطويّ، والنخبويّ وأصواتهم[5].

يشكّل مشروع أرشيف «المتحف الفلسطينيّ الرقميّ» نوعًا من السعي لرصد العلاقة القائمة بين مختلف أنواع السلطة والثقافة، ويتيح جمع الأرشيفات ورقمنتها...

وكامتداد للتوجّهات الداعمة لإنتاج روايات حول فلسطين وثقافتها ومجتمعها، من خلال منظور التاريخ الاجتماعيّ القاعديّ، يشكّل مشروع أرشيف «المتحف الفلسطينيّ الرقميّ» نوعًا من السعي لرصد العلاقة القائمة بين مختلف أنواع السلطة والثقافة، ويتيح جمع الأرشيفات ورقمنتها، واستحضار، واستعادة وسبر أغوار التاريخ المهمّش لصيرورة علاقات المجتمع الفلسطينيّ، منذ مطلع القرن التاسع عشر حتّى يومنا الحاضر. كذلك يتوسّع المشروع ليوثّق ما شهدته فلسطين من أحداث، وانقطاعات تاريخيّة، ونقاط مفصليّة مهمّة، مثل أحداث نكبة 1948 ونكسة 1967، والانتفاضات المختلفة، وما رافق ذلك من تحوّلات اجتماعيّة - اقتصاديّة، أو انعطافات في الموقف النضاليّ والحراك السياسيّ والبحث الأكاديميّ.

يبدو أنّ الأرشفة الإلكترونيّة - بما توفّره من إمكانيّة الوصول إلى الوثائق المؤرشفة - تلقي بمسؤوليّة استرداد الحقائق التاريخيّة، وتمثيل المستضعفين والمغيّبين خارج نطاق سلطة الهيمنة الاجتماعيّة، والإنتاج المعرفيّ النخبويّ، على عاتق الباحث التاريخيّ. كما تتيح للأفراد وللمجموعات المشاركة في إنتاج التاريخ، وشرح هويّتهم، وسرد تاريخهم المغيّب والمنسيّ، وتفتح المجال أمام الدراسة التاريخيّة الّتي ترفض جلد الذات، وتُعْنَى بمعالجة تطوّر البنى الاجتماعيّة وتشكّلها، في مجتمع ما، بعيدًا عن المقاربة الكلاسيكيّة الّتي تقصي تجارب الناس ’العاديّين‘. كذلك تجعل من الممكن إعادة قراءة علاقات القوّة والسيطرة، ومنظومة القيم والتصوّرات، وشبكات العلاقات الاجتماعيّة، والتفاعل بين فئات المجتمع المختلفة.

 


إحالات

[1] عبد الرحمن بن محمّد ابن خلدون. مقدّمة ابن خلدون. (القاهرة: دار نهضة مصر، 2014).

[2] Hegel, Georg W. F. General Introduction to the Philosophy of History. Translated by John Sibree. (Ontario: Batoche Books, 2001).

[3] Bhabha, H. (1984). Of mimicry and man: The ambivalence of colonial discourse. Discipleship, 28, 125-133. Spivak, G. (1999). A critique of postcolonial reason: Toward a history of the vanishing present, (Cambridge: Harvard University Press, 1999). Said, Edward. Orientalism, (New York: Vintage Books, 1979).

[4] فهمي، خالد. كلّ رجال الباشا. ترجمة شريف يونس. (القاهرة: دار الشروق، الطبعة الأولى، 2001).

[5] لمزيد من المعلومات حول رؤية المشروع وفلسفته، يمكن مراجعة موقع الأرشيف الرقميّ www.palarchive.org

 


 

سليم أبو ظاهر

 

 

 

كاتب فلسطينيّ، حاصل على الدكتوراه في «العلوم الاجتماعيّة» من «جامعة بير زيت»، ويهتمّ بدراسات السكّان الأصلانيّين والتاريخ الاجتماعيّ الاقتصاديّ الحديث، والتفاعلات اليوميّة الزمانيّة المكانيّة.