زمن الحرب... تهافت هامش المدنيّة الإسرائيليّة

دمار في مخيّم جباليا من أثر القصف الإسرائيليّ، 11/10/2023 | محمود همص (Getty).

 

يمثّل فلسطينيّو أراضي 48 حالة هجينة أو ذات اضطراب؛ فهم من الجهة الأولى عرب فلسطينيّون باللغة والثقافة والهويّة وموقع الضحيّة التاريخيّ من الصراع، ومن الجهة الأخرى هم جزء من الحياة المدنيّة والبيروقراطيّة الإسرائيليّة كونهم مجنّسين إسرائيليًّا ويتمتّعون بمكانة المواطنين قانونيًّا. هم خليطو اللغة، عربيّة وعبريّة، وكذلك، وإلى حدّ ما، خليطو التأثّر الثقافيّ، فلسطينيّ وإسرائيليّ.

خلال الأسابيع الأخيرة، منذ العمليّة الغزّيّة في 7 تشرين الأوّل (أكتوبر)، تحت مسمّى «طوفان الأقصى»، الّتي استهدفت المنطقة المعروفة إسرائيليًّا بـ «غلاف غزّة»، وما تلاها من حرب إسرائيليّة على القطاع تحت مسمّى «سيوف حديديّة»، ظهرت تصدّعات وشروخ في جوانب من شبكة العلاقات والمعاملات الّتي تجمع عربًا بيهود في المساحة المدنيّة والمهنيّة الإسرائيليّة. صُفِّرت معادلة الثقة بين الجماعتين، كما يحصل مع كلّ هبّة أو معركة أو حرب؛ فقد قُمِع الفلسطينيّون في أبسط حقوقهم؛ مثل التعبير عن حالة حداد من أجل الضحايا المدنيّين من أبناء شعبهم في قطاع غزّة.

في هذه الآونة، يعود وضع العلاقات بين فلسطينيّي أراضي 48، حيث الإصرار على أنّهم أقلّيّة ضمن جغرافيا غالبيّتها من الفلسطينيّين والعرب، وبين إسرائيل، مجتمعًا ودولة، إلى حالة تشبه ما كان عليه الأمر خلال الحكم العسكريّ (1948-1968)، مع فارق أنّ هذا الجزء من الشعب الفلسطينيّ أصبح ذا نفوذ وتأثير كبيرين في محورين: الأوّل هو المحور الإسرائيليّ المدنيّ نفسه، وهذا يتجلّى بدوره في قطاعات مختلفة، خاصّة في الجهاز الطبّيّ، وفي التعليم العالي، والأعمال الخدماتيّة. المحور الثاني هو محور الالتحام بالجماعات الفلسطينيّة بشكل غير مسبوق؛ بفضل شبكات التواصل الاجتماعيّ والعالم الافتراضيّ بالأساس؛ فلم يَعُدْ ثمّة مكان لنبرة الفوقيّة والاستهتار الكولونياليّ اللّذين كانا يمارسهما الإسرائيليّ في الماضي؛ فاليوم يملك الفلسطينيّ من الأدوات التحليليّة والرمزيّة ما هو قادر على تشخيص حالة الإسرائيليّ، وتبويبها وتفصيلها بدقّة، وليس العكس.

 

تهافت المدنيّة

في ظلّ الحرب الحاليّة، وجزءًا من حالة فقدان السيطرة الإسرائيليّ على النفس، تبنّى الكثير من الإسرائيليّين الوكالة للدفاع عن الدولة وأجهزتها بشكل شخصيّ. كان الاستدعاء والاستجابة لما لا يقلّ عن 300 ألف جنديّ احتياط في الجيش الإسرائيليّ، هذا غير النظاميّين، لكن في المقابل توجد نسبة لا يُسْتهان بها ليس لها دور في الجهاز الأمنيّ. ضمن هذه الشريحة، برزت مجدّدًا ظاهرة ملاحقة الزملاء العرب الفلسطينيّين في أماكن العمل وفي الأطر المشتركة، والوشاية بهم إلى منظومات يمينيّة متطرّفة ’تحاسبهم‘؛ عن طريق التشهير والتهديد بكلّ أنواع العنف؛ من الفصل من العمل والحرمان من لقمة العيش، إلى التهديد المباشر بالقتل. ما يزيد الطين بلّة، أنّه إذا حاول الفلسطينيّ أن يتقدّم بالشكاوى للشرطة الإسرائيليّة، فإنّ الشرطة قد تعتقله هو بدلًا من حمايته، وهذا ما حدث مثلًا للفنّانة الفلسطينيّة دلال أبو آمنة، وهي الحالة الأشهر.

بعد انتهاء الحرب، قد يكون كلّ هذه الملاحقات والانتهاكات القانونيّة الفاضحة مصدرًا للملاحقة القانونيّة المضادّة، في حين شُكِّل جسم تمثيليّ موحَّد لمئات الحالات الّتي اعْتُدي بها على هؤلاء الأفراد.

في ظلّ الأحداث الأخيرة، وجزءًا من مشاهد فقدان السيطرة الإسرائيليّ، تبنّى الكثير من الأفراد المدنيّين اليهود الإسرائيليّين الوكالة للدفاع عن دولتهم وعن كيانهم بشكل شخصيّ...

قد نعتقد بعد هذا كلّه أنّ الجماهير الفلسطينيّة في أراضي 48 ستكون صامتة، لكن على العكس تمامًا، فقد أدّى هذا القمع إلى مضاعفة المشاعر والحوارات الداخليّة، وتحويل طاقاتها إلى أماكن بديلة ومبدعة؛ مثلًا، يطغى السواد الكثير من صور البروفايل الشخصيّة لفلسطينيّي أراضي 48 منذ مجزرة «المستشفى المعمدانيّ» المروّعة. ثمّ هناك حالات اطّلعت عليها لأشخاص كثيرين، شرعوا في حملات ’تنظيف‘ لدوائر معارفهم وأصدقائهم الافتراضيّين؛ عن طريق انتهاج عمليّات الحظر لكلّ المشبوهين بالتحريض والوشاية الافترائيّة، أو بمحاولات القمع وكمّ الأفواه، الّتي تلاها تصرّف بحذر شديد ورقابة ذاتيّة بأثر من الهلع على شبكات التواصل هذه.

إلى جانب كلّ هذا، وإلى جانب الامتناع عن الحديث عمّا يجري بين العرب واليهود في المساحات المدنيّة والمهنيّة عمومًا، كان ثمّة مكالمات ونقاشات عن الأحداث. يمكن تقسيم هذه الحوارات إلى ثلاثة أنواع: الأوّل هو الحوار الهرميّ الّذي هدفه التوبيخ أو التعنيف للزميل العربيّ الفلسطينيّ؛ ضمن حملات الملاحقة والعنصريّة. الثاني هو الحوار السطحيّ الّذي يردّد العناوين في الإعلام الإسرائيليّ المجنّد تمامًا لصالح أجهزة الدولة وحربها، والثالث الأكثر ندرة هو الحوار الحقيقيّ الّذي يريد فهم الطرف الآخر للعمق.

عمومًا، من أجل حدوث الحوار من النوع الثالث؛ يجب أن يتحقّق عدد من الشروط المسبقة، أهمّها هو الموقف الحرّ للجهة العربيّة الفلسطينيّة، في ظلّ تهديدها بفقدان ’امتيازاتها‘، إن كانت موجودة حقًّا، أو حقوقها الأساسيّة، حتّى سحب مواطنتها إذا ما عبّرت عن رأيها بصراحة مثلما يعبّر اليهود عن آرائهم المعارضة لسياسات دولتهم. بهذا؛ فإنّ غالبيّة الموظّفين العرب الفلسطينيّين في الشركات أو المؤسّسات الإسرائيليّة، أو العمّال، أو الطلّاب، هم فاقدون لهذه الحرّيّة في الرأي؛ لأنّهم ضمن بنية هرميّة العلاقة، يخضعون فيها لسلطة الشارع الإسرائيليّ المتطرّف.

 

ثيمات العقيدة الإسرائيليّة

في سياق ضرورة فتح نقاشات وحوارات حقيقيّة عديدة؛ يمكن رصد عدد من الثيمات الّتي تحكم العقيدة الإسرائيليّة المعاصرة، بما يتعلّق بصورة الفلسطينيّ لدى أصحابها.

 

أ. سلطة الحياة والموت

أولى هذه الثيمات فكرة القوّة العسكريّة الإسرائيليّة المتفوّقة، الّتي تنتج مقولات تدعو إلى معاقبة الفلسطينيّين أو إلى محو غزّة مثلًا. تؤدّي هذه الفكرة إلى خطاب فوقيّ يفترض أنّ كلّ وجود فلسطينيّ في فلسطين التاريخيّة هو مجرّد هبة تقدّمها إسرائيل لهم، بما يتطابق مع فكرة ’سلطة الحياة والموت‘ (Necropolitics) الّتي طرحها الفيلسوف أشيل مبيمبي، القائل: "التعبير المطلَق للسيادة يكمن، بشكل كبير، في القدرة والقوّة على تحديد مَنْ يمكنه العيش ومَنْ يجب أن يموت. القتل أو السماح بالحياة يشكّلان حدود السيادة وسماتها الرئيسيّة. أن تكون سيّدًا يعني ممارسة السيطرة على الموتيّة وتحديد الحياة نشرًا ومظهرًا للقوّة". مصادرة وكالة سياسات الموت والسماح بالحياة؛ عن طريق إعادة توزيعها، قد تكون  المحرّك الأكبر لتبديد العقليّة الكولونياليّة في هذه الحالة.

 

ب. التفكير الصفريّ

ثيمة ثانية ظهرت في النقاشات هي ثيمة تبرير القتل والإبادة والتهجير من قِبَل الإسرائيليّين؛ عن طريق افتراض الخطر الوجوديّ في عبارات مثل "هم يريدون إبادتنا"، "إمّا نحن وإمّا هم"، وهي ما تعبّر عمّا يُسَمّى بـ ’التفكير الصفريّ‘ (Zero-sum thinking). يقول هذا النمط من التفكير إنّ أيّ مسعًى وأيّ تحرّك حقيقيّ نحو تحقيق العدل للشعب الفلسطينيّ، هو بالضرورة خطوة لإبادة الشعب اليهوديّ أو الجماعة الإسرائيليّة أو إلغائهم، ينبغي أن يكون التعامل معه من منظور نفسيّ اجتماعيّ وتاريخيّ.

 

ث. المنظور الاستشراقيّ

ثيمة ثالثة في عقيدة الشارع الإسرائيليّ هي المنظور الاستشراقيّ والكولونياليّ الكلاسيكيّ. بشكل مفاجئ ومثير للشفقة، ما زال الإسرائيليّون يفترضون، حتّى يومنا هذا، أنّ العرب والمسلمين هم ذوو ثقافة دنيا. لا تزال تحكم عقلهم تلك الصور النمطيّة الاستشراقيّة من الأفلام الهوليوديّة الأمريكيّة وأشباهها، الّتي يقتل فيها البطل عددًا كبيرًا من الإرهابيّين المسلمين والعرب، الّذين يتمثّلون بالقبح والجبن والعطب الأخلاقيّ والتخلّف التكنولوجيّ. ما زال الكثيرون يؤمنون بهذه الصورة؛ ممّا ينمّ عن جهل كبير في فهم السياق، والبيئة الّتي يعيشون فيها منذ ولادتهم. يفترضون أنّ عمّان وبيروت ودمشق والقاهرة هي مدن مغبَّرة تعجّ بالأسواق الشعبيّة الفوضويّة، ناسها يلبسون مثل أسامة بن لادن وجماعاته، إلى درجة تصوّرهم يركبون الجِمال ويعيشون في الخيم في الصحراء.

’التفكير الصفريّ‘ يقول (...) إنّ أيّ مسعًى وأيّ تحرّك حقيقيّ نحو تحقيق العدل للشعب الفلسطينيّ، هو بالضرورة خطوة لإبادة الشعب اليهوديّ أو الجماعة الإسرائيليّة أو إلغائهم...

 

ما هو لافت في هذا الباب خطاب الإسرائيليّة الّتي أخلت سبيلها «حماس»، السيّدة المدعوّة يوخباد ليفشيتس، الّتي حين وصفت ظروف أسرها شدّدت بشكل غير متوقّع على اهتمام آسريها بظروف نظافة الأسْر، وقد وصفتها بكلماتها "اهتمّوا بكلّ تفاصيل النظافة والنظافة الشخصيّة"، وكأنّها تريد كسر فكرة نمطيّة عن الفلسطينيّين قادمة من محلّ ما.

ممّا ينبثق عن هذه العقيدة الاستشراقيّة تبجيل كلّ ما هو غربيّ، وازدراء كلّ ما هو شرقيّ، وافتراض أنّ إسرائيل هي البقعة المستنيرة في الشرق الأوسط، وهي شمس التقدّم والحداثة. فكرةٌ كان تدعيمها بالمقولة الإسرائيليّة الشهيرة ’الفيلّا في الأدغال‘ (וילה בג'ונגל)؛ أي أنّ كلّ ما يحيط بها غابات وأدغال ومستنقعات، وفق التصوّر الصهيونيّ لفلسطين ما قبل النكبة. لهذه العقليّة الاستعماريّة تداعيات كثيرة في تصميم الخطاب، مثلًا: تسبّب في نسب الإسرائيليّ لكلّ نجاح فرديّ أو جماعيّ فلسطينيّ لدولة إسرائيل، وهو ما يغذّي الخطاب القائل بأنّ على ’عرب إسرائيل‘ أن يشكروا إسرائيل صبحة وعشيًّا؛ لقبولها احتضانهم وتربيتهم ليصبحوا متحضّرين بعد حياة الأدغال والصحراء. مثال آخر للتداعيات الخطيرة لهذا الخطاب هو عمليّات النزع والتجريد للإنسانيّة (Dehumanization)، الّتي قد تتجلّى في التفوّهات الخطيرة للقيادات الإسرائيليّة الواصفة الفلسطينيّين بالحيوانات، أو مثل مقولة رئيسة الوزراء الإسرائيليّة السابقة جولدا مئير (1898 1978) الإسرائيليّة الشعبيّة: "سيأتي السلام عندما يحبّ العرب أبناءهم أكثر ممّا يكرهوننا".

 

المختزن والممكن

في هذه الأيّام، يقوم العالم الغربيّ ذاته، الّذي لطالما بجّله الإسرائيليّون، بمظاهرات ضخمة ضدّ العدوان الوحشيّ على غزّة، ومن أجل إيجاد حلّ عادل للشعب الفلسطينيّ. هذه المظاهرات لا تظهرها الصحافة الإسرائيليّة، ويمكن افتراض أنّ غالبيّة الشعب الإسرائيليّ لا يعلم بوجودها أصلًا. هذا التضليل الممنهَج، والإنكار العميق الأشبه بالإصابة بالعمى والصمم، أدّى إلى وجود الشارع الإسرائيليّ بحالة تيه وضياع، تحكمه النزعات العاطفيّة والانتقاميّة والغرائز، بلا أيّ رؤية إستراتيجيّة طويلة الأمد. ربّما يستطيع هذا الشارع تعدّي مرحلة الإنكار والسخط للوصول إلى مرحلة الحزن والكرب، ثمّ إلى محاسبة الذات وإعادة ترتيب الأوراق من جديد، لكن لن يكون هذا بدون خلق قيادة دبلوماسيّة تمثيليّة فلسطينيّة جديرة وقادرة.

من المهمّ الأخذ بالاعتبار التاريخ القريب لليهود في العالم، وعدم إلغاء شرعيّة هذه المخاوف. إنّ المحطّات المهمّة في التاريخ اليهوديّ، الّتي صمّمت خطاب الضحيّة الأبديّة الّتي لا يمكن نقدها، مطلقة الشرعيّة، أبرزها «المحرقة النازيّة» خلال الحرب العالميّة الثانية، وكذلك الشعور بالتهديد الوجوديّ خلال حرب 1973، الّتي تُسْتَحْضَر في سياق الحرب الحاليّة على نحو كثيف في الخطاب الإسرائيليّ، بالإضافة إلى «انتفاضة القدس والأقصى» [المعروفة بالانتفاضة الثانية]، الّتي شملت بناء الجدار الأبرتهايديّ ونسف قنوات التواصل والمفاوضات مع الجهات الفلسطينيّة التمثيليّة.

لا تزال تحكم عقلهم تلك الصور النمطيّة الاستشراقيّة من الأفلام الهوليوديّة الأمريكيّة، الّتي يقتل فيها البطل عددًا كبيرًا من الإرهابيّين المسلمين والعرب، الّذين يتمثّلون بالقبح والجبن...

 

لقد استدعت أحداث 7 تشرين الأوّل (أكتوبر) 2023 في الخطاب الإسرائيليّ العامّ، ما هو مختزن لدى الإسرائيليّين من محطّات كتلك، ووفق وجهة النظر الإسرائيليّة الّتي لا تحاول البحث في أسباب تولّد العنف المستمرّ، لأنّها لا تريد الاعتراف بوجود استعمار واحتلال. في ضوء استدعاء المختزن الإسرائيليّ من مراحل تاريخيّة سابقة، ذهب كثيرون منهم إلى تسمية أحداث يوم 7 تشرين الأوّل (أكتوبر) بـ "السبت الأسود"، وأيضًا مقارنته مع المحرقة النازيّة، حتّى أنّه ثارت ضجّة داخليّة في بعض المساحات حول هذه المقارنة كونها ’تحقّر‘ من المحرقة، كما اعتبر البعض تلك الأحداث ونتائجها أسوأ من هزيمة 1973.

في التعامل مع هذا النمط الفكريّ ما هو صعب ومركّب؛ فمن جهة أولى، ومن أجل بناء أيّ نوع من التواصل، ومحاولة بناء ثقة ما مفترضة؛ لتحقيق هدنة أو سلام عادل في المستقبل؛ يجب تبديد هذه الفكرة، أو على الأقلّ إضعافها، ومن أجل تحقيق هذا المنال يجب طرح كلّ الخطابات المُظهرة لحسن نوايا الفلسطينيّين. لكن من جهة أخرى، كيف للضحيّة التاريخيّة الواضحة، وهي الجهة الفلسطينيّة، الواقعة بين الاستعمار والإذلال وبين القصف والموت والتجويع والتهجير، أن تبني خطابات هدفها إظهار حسن النوايا؟ ربّما تكون هذه المهمّة منوطة بفلسطينيّي 48، والديمقراطيّين اليهود الرافضين للصهيونيّة والعقليّة العنصريّة اللاحقة بها والناتج الاستعماريّ عنها.

 


 

جاد قعدان

 

 

باحث ومدرّب وناشط. متخصّص في علوم الدماغ (بيولوجيا وعلم نفس)، وعلم النفس الإدراكيّ اللسانيّ. يدرس حاليًّا ضمن برنامج الدكتوراه في الدراسات الإدراكيّة اللسانيّة، في «جامعة تل أبيب». معلّم بسيخومتري منذ 2007، ومدرّب للدبكة التراثيّة الفلسطينيّة.