إسرائيل - أسوأ سيناريو: الإبادة في أدب التاريخ البديل

من تظاهرة ضدّ الحرب الإسرائيليّة على قطاع غزّة، برشلونة | مارسك أسينسيو

 

ثمّة إرهاصات عدّة في هذه المرحلة من الحرب على قطاع غزّة، عن تخيّل صيرورة التاريخ من دون «طوفان الأقصى». لا يندرج هذا السؤال في النقاشات والسجالات بين الداعم والمتخاذل فحسب، بل هو سؤال المسؤوليّة التاريخيّة الّذي نطرحه على ذواتنا، ما التاريخ دون الطوفان؟

الفكرة الأساسيّة لدى الثقافة السياسيّة الفلسطينيّة، وهي فكرة لا يمكن لمَنْ لم يعش السياق معاديًا أو متضامنًا أن يفهمها، أنّ الطوفان يُعَدّ النتيجة المنطقيّة الأكثر تناسبًا مع هذا التاريخ اللعين.

جان بودريار ربّما يكون الغربيّ الوحيد ذو فلسفة تستوعب هذه المعادلة (توجد محاولات لخطفه والاستحواذ عليه، إلى جانب فرانز فانون هذه الأيّام)، فلو كان على قيد الحياة لربّما قال إنّ الطوفان يمثّل اختراقًا في الزمان والمكان، يصبح رمزًا لكلّ ما لم يحدث؛ لكلّ قرية وبلدة ومدينة لم تتحرّر، ولكلّ لاجئ لم يَعُدْ، ولكلّ حصار واستعمار لمّا ينتهِ. ليس هناك تقليد عربيّ لجنس أدب التاريخ البديل، ولكن ثمّة جملة كنفانيّة في التاريخ البديل تعادل الكثير ممّا يُكْتَي ويُقال: "الوطن، يا صفيّة، هو ألّا يحدث ذلك كلّه".

 

مركزيّة-أوروبّيّة تجزع من ذاتها

التاريخ البديل جنس أدبيّ يستوجب من الكاتب تخيّل نقطة مفصليّة في الماضي، ينطلق منها ما يستحقّ الاستشراف والتأمّل من تاريخ وحاضر ومستقبل، غير ذلك الّذي نعرفه. بدأ التاريخ البديل في القرن التاسع عشر في أدب الهاربين من الهزيمة إلى الخيال القائم على تخمين عناصر الانتصار الغائبة، وتخمين العالم الّذي سيلد بعد الانتصار، مثل رواية «نابليون يغزو العالم» (1836) للكاتب الفرنسيّ لوي جفري، الّتي تخيّل فيها فرنسا مغايرة تنتصر على الروس في عام 1812، وتنطلق بعد ذلك لغزو العالم، وفرنسته، وكثلكته، وبناء إمبراطوريّة يوتوبيّة توحّد العالم تحت حكم نابليون.

قبل الحرب العالميّة الثانية، وفي أثنائها، وُظِّف التاريخ البديل صنفًا من أصناف الدعاية السياسيّة، الّتي تحذّر من صعود النازيّين وفوزهم بعد الحرب. رواية «ليلة الصليب المعقوف» للكاتبة كاثرين بورديكن المنشورة في عام 1937 (هي رواية مستقبليّة، لكن لها من خصائص التاريخ البديل)، تنبّأت باندلاع الحرب العالميّة الثانية، والإبادة النازيّة لليهود، واستشرفت القرون اللاحقة على انتصار النازيّين، بتخيّلها لمجتمع دستوبيّ يعود بنفسه إلى ما هو أسوأ من عصور الظلام. أمّا في عام 1941، فنشر الكاتب البريطانيّ هنري مورتون قصّة قصيرة، تتخيّل احتلال ألمانيا لبريطانيا، وتسخيرها لمواردها وقواها العاملة؛ من أجل استكمال الحرب على الولايات المتّحدة.

قبل الحرب العالميّة الثانية، وفي أثنائها، وُظِّف التاريخ البديل صنفًا من أصناف الدعاية السياسيّة، الّتي تحذّر من صعود النازيّين وفوزهم بعد الحرب...

أمّا بعد الحرب العالميّة الثانية فقد تطوّر التاريخ البديل؛ كي يصبح أدب المنتصرين الخائفين على زوال انتصاراتهم وآثارها الكاملة. هنا، أدّت الإبادة الجماعيّة والموت الواسع الانتشار دورًا في جعل انتصار الحلفاء مرًّا كالعلقم؛ ممّا أدّى إلى محاولات لاستكشاف تواريخ بديلة أكثر شؤمًا.

رواية «الرجل في القلعة العالية» للكاتب الأمريكيّ فيليب ديك، المنشورة في عام 1962، تعرض انتصار المحور في الحرب، وحكمهم للعالم، وتقسيمهم الولايات المتّحدة بين احتلال ألمانيّ على ساحلها الشرقيّ، واحتلال يابانيّ على ساحلها الغربيّ. وأمّا رواية «أرض الآباء» أو «الوطن» الّتي نشرها الصحافيّ البريطانيّ روبرت هاريس في عام 1992، فهي تعرض انتصارًا واقعيًّا محدودًا للألمان داخل حدود القارّة الأوروبّيّة؛ ممّا يؤدّي إلى حرب باردة مع الولايات المتّحدة الّتي تبنّت في ذلك التاريخ البديل سياسة انعزاليّة، ورفضت أن تصبح طرفًا في الحرب العالميّة الثانية.

 

ما بين تفاقم الإبادة وتفاديها

الحرب العالميّة الثانية أجبرت كتّاب التاريخ البديل على استشراف شكل الإبادة الجماعيّة النازيّة لليهود ومآلاتها - وما يتعلّق بها من إبادات، مثلما حدث مع الغجر والسلاف - في حال تحقّق سيناريو خسارة الحلفاء في الحرب. فإذا كانت هذه الكوارث كلّها حدثت مع خسارة الألمان، فماذا كان سيحدث لو فازوا؟

معظم الكتّاب حاولوا إيصال الإبادة إلى نتيجتها القصوى، مثل الكاتب الصهيونيّ ياكوب وينشال الداعم سياسيًّا لزئيف جابوتنكسي، الّذي كتب في عام 1946 قصّة قصيرة بعنوان «اليهوديّ الأخير»، تخيّل فيها إعدام النازيّين لآخر يهوديّ على وجه الأرض. أمّا فيليب ديك، في روايته «الرجل في القلعة العالية»، فهو يتخيّل النازيّين ينتهون من مساعيهم الإباديّة في أوروبّا، قبل أن يتوجّهوا إلى أفريقيا لإبادة الملايين من سكّانها، باستخدام الأسلحة البيولوجيّة والكيميائيّة.

أمّا روبرت هاريس في روايته «أرض الآباء»، فهو يعطي تخيّلًا واقعيًّا للدولة النازيّة، الّتي تحاول بعد فوزها في الحرب العالميّة، في حقبة الستّينات من القرن العشرين، أن تمحي آثار جرائمها الإباديّة بشكل كامل؛ عن طريق بناء سرديّة أنّ اليهود هاجروا إلى سيبيريا، واختفوا هناك؛ تحضيرًا لتطبيع علاقاتها وتحسينها مع الأمريكيّين، واتّباع سياسة الباب المفتوح معهم. أمّا رواية «خطّة مدغشقر»، المنشورة في عام 2015، للكاتب جاي سيفيل، وذلك ضمن سلسلة كتب «الرايخ الأفريقيّ»، فهي تتحدّث عن نفي يهود أوروبّا إلى مدغشقر، وهو مقترح تاريخيّ حقيقيّ بديلًا لإبادتهم. وأمّا الكاتب مايكل تشابون فهو يذهب في رواية «نقابة الشرطة اليديشيّة»، المنشورة في عام 2007، إلى تخيّل وقائع تاريخيّة مغايرة تمامًا، ترتكز على تجنّب إبادة اليهود جزئيًّا، بقبول الولايات المتّحدة لجزء كبير من لاجئي يهود أوروبّا، وإعادة توطينهم في مقاطعة سيتكا في ولاية ألاسكا، بناء على تقارير حكوميّة حقيقيّة في عام 1940، لم تُنَفَّذ.

 

فلسطين في التاريخ البديل الغربيّ

وبما أنّ أدب التاريخ البديل يكرّس أدب المنتصرين بعد الحرب العالميّة الثانية، الخائفين على انتصاراتهم، فقد ملك انحيازًا خاصًّا تجاه الحركة الصهيونيّة، الّتي انتصر لها النظام الدوليّ الحديث في تطهيرها العرقيّ للسكّان الفلسطينيّين في عام 1948. هذا الانحياز أدّى إلى مقاربات استشراقيّة تجعل الحرّيّة الفلسطينيّة مستحيلة في كلّ السيناريوهات.

رواية «نقابة الشرطة اليديشيّة» تتخيّل هزيمة الجماعات المسلّحة الصهيونيّة في حرب 1948 بعد ثلاثة أشهر من اندلاعها، والنتيجة بالطبع دستوبيّة ومظلمة؛ إذ يصف الكاتب مايكل تشابون القدس بأنّها: "مدينة الدم والشعارات المدهونة على الجدران، والرؤوس المقطوعة فوق أكشاك الهواتف".

أمّا رواية الدعاية السياسيّة «ماذا لو خسرت إسرائيل الحرب؟»، الّتي نشرها بعد سنتين من النكسة روبرت ليتل، وريتشارد تشيزنوف، وإدوارد كلاين، فهي تتخيّل تحرير العرب لفلسطين كاحتلال، حيث يتقاسم المصريّون والأردنيّون والسوريّون فلسطين، ويمنعون حقّ العودة الفلسطينيّة، هذه هي درجة الصفاقة في الدعاية السياسيّة، ويُنشئون شرطة سرّيّة مستشاروها نازيّون ألمان لاضطهاد مَنْ تبقّى من اليهود بعد سقوط دولتهم. الكتاب قائم على نصيحة من جولدا مائير للصحافيّين من كتّاب الرواية على تخيّل فوز العرب كارثة، بالمقارنة بالاحتلال الإسرائيليّ الحديث العهد للضفّة الغربيّة وقطاع غزّة.

بما أنّ أدب التاريخ البديل يكرّس أدب المنتصرين بعد الحرب العالميّة الثانية، الخائفين على انتصاراتهم، فقد ملك انحيازًا خاصًّا تجاه الحركة الصهيونيّة، الّتي انتصر لها النظام الدوليّ الحديث...

الاستثناء الوحيد على هذا الانحياز المتطرّف للحركة الصهيونيّة يمثّله الكاتب الأمريكيّ هاري تورتالدوف، المتخصّص بكثافة في نوع التاريخ البديل في أغلب رواياته، والحائز على درجة الدكتوراة في التاريخ البيزنطيّ. يتخيّل تورتالدوف سيناريوهات عدّة لفلسطين. في مجموعته الروائيّة «فوز الجنوب»، يتخيّل تورتالدوف خسارة الإنجليز في الحرب العالميّة الأولى؛ لأنّ حليفها الولايات المتّحدة لم تتحوّل إلى قوّة عظمى نتيجة لفوز الكونفدراليّين في الحرب الأهليّة قبل عقود. في ذاك السياق، يرسم تورتالدوف فلسطين مقاطعةً عثمانيّة هادئة لم يحدث فيها شيء مثير للاهتمام. وفي مجموعته الروائيّة «حركة المرور عبر الزمن»، يتخيّل تورتالدوف اقتصاد تلك المقاطعة الهادئة، القائم على تصدير الفاكهة العالية الجودة. أمّا في قصّته القصيرة «العام القادم في القدس»، وهي أقرب إلى رواية مستقبليّة، فهو يتخيّل فلسطين العربيّة بعد تحريرها في حرب مستمرّة ضدّ «منظّمة الأرغون الثانية» الإرهابيّة، وهو بذلك يبدي موقفًا ليس تقدّميًّا بل وسطيًّا، شبيه بموقف إيهود باراك بأنّه لو كان فلسطينيًّا لكان في حرب مسلّحة ضدّ إسرائيل.

 

هزيمة عربيّة في كلّ السيناريوهات

ليس ثمّة أدب تاريخ بديل واسع في الحالة العربيّة بشكل عامّ، أمّا على نحو الخصوص فتوجد أزمة في تخيّل مجتمع عربيّ دون هزيمته في النكبة والنكسة. وقد ساهم في تفاقم مثل هذه الأزمة صعود ما يُسَمّى ’الصحوة الإسلاميّة‘ في الثمانينات والتسعينات، وأفول الانتفاضات العربيّة بعد عام 2011، وصعود تنظيم «الدولة الإسلاميّة- داعش» في العراق والشام، الّذي أدّى إلى ردّة فعل ثقافويّة استشراقيّة من قِبَل النخب العربيّة. هذا كلّه أدّى إلى الجزع من حرّيّة فلسطين بدلًا من التوق إلى هذه الحرّيّة؛ ممّا أدّى إلى تلطيخ التاريخ البديل، والاستشراف والتنبّؤ التاريخيّ، بلطخة أوروبّيّة مركزيّة.

في تقرير أعدّته منصّة «رصيف 22» بعنوان «لنتخيّل فلسطين كيف ستكون لو لم تكن محتلّة»، طلبت فيه المجلّة من عدد من النخبة الأكاديميّة والخبراء الفلسطينيّين تخيّل السيناريوهات المغايرة، أجاب أستاذ علم الاجتماع زهير صبّاغ: "لكانت دولة عربيّة مثلها مثل الدول العربيّة المحيطة بها: مجتمع متديّن ومحافظ، وفيه أقلّيّة يساريّة وتقدّميّة، والباقون يحملون فكرًا رأسماليًّا يمينيًّا، وسيكون مجتمعها عنيفًا ينظر إلى المرأة بدونيّة".

أمّا يوسف البشير في كتاب التاريخ البديل الساخر «حين حدث ما لم يحدث»، المنشور في عام 2019، فهو يتخيّل في إحدى لوحات الكتاب فوز العرب في حرب 1967، انتصارًا غير مهمّ، لن يؤدّي إلى أيّ تغيير في مسار التراجع العربيّ المثقل بأسباب ذاتيّة محلّيّة. هذا بالمقارنة بواقع الإفراط والمغالاة بجلد الذات الحضاريّ والوجوديّ، من قِبَل مثقّف النكسة العربيّ.

مَنْ لا يستطيع أن يتخيّل ماضيًا مغايرًا فلن يستطيع أن يتخيّل مستقبلًا مغايرًا، وأيّ إمكانيّات تحرّريّة متعلّقة في هذا المستقبل...

الإشكاليّة هنا في هذا الفكر العدميّ، تكمن في أنّ مَنْ لا يستطيع أن يتخيّل ماضيًا مغايرًا فلن يستطيع أن يتخيّل مستقبلًا مغايرًا، وأيّ إمكانيّات تحرّريّة متعلّقة في هذا المستقبل. هنا، علينا العودة إلى مخيّلة الدكتور أسعد أبو خليل ومقالاته في الاستشراف والتنبّؤ الّتي جعلتني مهتمًّا بالسياسة مرّة أخرى.

يعود أبو خليل إلى حقبة الثمانينات مرحلةً مفصليّة، ناشرًا في عام 2016 مقالًا بعنوان «لماذا لم يُشَكَّل جيش شيوعيّ عربيّ وأمميّ لمقاتلة المجاهدين الأفغان؟»، يتخيّل فيه تطوّعًا عربيًّا يساريًّا وأمميًّا؛ لإنقاذ ما تبقّى من اليسار العربيّ، على غرار قصص التطوّع الأمميّة ضدّ الفاشيّة في الحرب الأهليّة الإسبانيّة. أمّا في عام 2014، فقد نشر أبو خليل مقالًا آخر بعنوان «ماذا لو لم ينسحب ياسر عرفات من بيروت عام 1982؟»، تخيّل فيه استمراريّة الثورة الفلسطينيّة-اللبنانيّة، خاصّة بعد ما أنتجته في مجالات الثقافة والفكر والاقتصاد والتنظيم الثوريّ، وتخيّل أيضًا فيه تجنّبًا للمجازر ضدّ «منظّمة التحرير الفلسطينيّة» في تونس، والاغتيالات الّتي وقعت ضدّ قادتها مثل أبي جهاد بعد الانسحاب.

 

الدستوبيا الّتي نعيشها

وبعودتنا إلى الحاضر؛ حاضر الحرب والإبادة والمقاومة، نجد أنّ استمراريّة المسألة الفلسطينيّة قد عبرت التاريخ بأعجوبة، رغم طريقه الوعرة المميتة، ونجد أنّ الصهيونيّة وما يتعلّق بها من سياسات، ونموذج الإثنيّة-القوميّة والطائفيّة، هي أسوأ سيناريو حلّ على المنطقة.

يقول الماركسيّ الأمريكيّ كريس كاترون: "الماركسيّون القدماء، مثل كاوتسكي المعادي للصهيونيّة بامتياز، ولينين وتروتسكي ولوكسمبورغ، المعادين الشديدين للصهيونيّة قبل الحرب العالميّة الأولى، لقد فكّر هؤلاء: أيّ عالم نعيشه سيحصل فيه اليهود على دولة في فلسطين؟ أيّ شكل من الدستوبيا الكابوسيّة قد يحصل من أجل تحقيق ذلك؟ هكذا كان موقفهم.

نحن نعيش في هذه الدستوبيا! هذه هي النقطة الأساسيّة، ما نعيشه دستوبيا منذ مئة عام من وجهة نظر ماركسيّة. هذه الدستوبيا قائمة على هزيمة اليسار العالميّ بعد الحربين العالميّتين وانهيار الاتّحاد السوفييتيّ، وتحوّل نموذج الدولة الشديدة العسكرة الإثنيّة-القوميّة العنصريّة والطائفيّة، إلى وريثة للإمبرياليّات الغربيّة البائدة، وحليفة لتلك المستمرّة، وإلى قاعدة في العلاقات الاجتماعيّة تقوم على قتل أيّ احتمالات تحرّريّة.

سأنهي المقال بمثال عن حبكة السيناريو الصهيونيّ في جميع حالاته وتموضعاته. «منظّمة شتيرن» أو «الليحي» الصهيونيّة المتطرّفة في فلسطين الانتدابيّة، كانت على توافق مع موسوليني وهتلر أثناء الحرب العالميّة الثانية، وأرادت فوزهما. المفارقة الساخرة هنا: هل ثمّة فرق بين هؤلاء وبين أصدقاء بريطانيا وفرنسا وأمريكا، الّذين يبيدون قطاع غزّة الآن؟

 


 

فخري الصرداوي

 

 

كاتب وقاصّ من رام الله. يعمل في مجال القانون الدوليّ والعلوم السياسيّة، حاصل على الماجستير في العمل الدوليّ الإنسانيّ من «جامعة ديوستو» في إقليم الباسك. يهتمّ بالكتابة الساخرة من المجتمع التقليديّ، ومن ثقافة الصوابيّة السياسيّة على حدّ سواء.