الاقتصاد السياسيّ للطائرات الورقيّة وأجسادنا الممتدّة

مناضلان غزّيّان يطلقان طائرة ورقيّة مشتعلة باتّجاه إسرائيل | خليل حمرة، أ ب

خاصّ فُسْحَة - ثقافيّة فلسطينيّة

لعلّ أوّل ما نفعله حينما يقع بصرنا على طائرة ورقيّة ترفرف عاليًا في السماء، هو تتبُّع الخيط المتوهّم إلى نقطة انطلاقها المتخيّلة. وقد يتحوّل الأمر إلى تحدٍّ مُغرٍ أكثر إذا كانت تلك السماء - والطائرة معها - تعلو فوق مدينة ما، ليس فقط لصعوبة الأمر في تلك الحالة، إنّما لأنّ نسيج المدينة نسيج قمعيّ في أساسه لكلّ الأجساد، بُني على أساس التحكّم في الجسد وتوجيهه وتصنيفه، والبحث عن جسد داخل بنية الهيمنة تلك، والعثور عليه انتصار لأجسادنا قبل أن يكون لذلك الجسد المجهول، في مواجهة البنْيتَين الأفقيّة والرأسيّة لجسد المدينة وفضائها، حتّى لو وصلنا إلى ذلك الجسد بتلمُّس البصر المتوهّم، وهو ما تعيه أجسادنا قبل عقولنا.

إذن، هو حنين الجسد إلى الجسد، وأُلفته به.

فنحن نبحث - بعيننا، وعجزها ووهمها - عن الجسد الّذي امتدّ منه خيط الطائرة إلى أعالي السماء، بما هو تواطؤ بين جسدين؛ أحدهما ممتدّ رأسيًّا في مواجهة المكان/ المدينة نحو السماء، والآخر  - نحن وعيننا الرائية بالوهم - أفقيّ فيها. تواطؤ يخلخل نسيج الهيمنة في المدينة، وارتكانها إلى سطوتها على أجسادها، ويفرض دلالة ما مغايرة للاتّجاهات والعلاقات بين الجسديّة في المدينة - وتلك تحميها قواعد التصرّف في الفضاء العامّ - والبنى القانونيّة والعرفيّة والاجتماعيّة؛ لتضمن شكلًا ما من الاغتراب بين الأجساد المدينيّة ومحمولاتها (ريتشارد سينيت).

بحثُنا، إذن، عن مبتدأ الخيط هو بحثُنا عن امتدادات الجسدين، أو نهاياتهما: جسد طائر وجسدنا. هي تخوم الجسدين/ الأفقيّين معًا، الحادثين ضمن جسد المكان/ المدينة

ولنتأمّل الحالة قليلًا، يقول الكِنْدِيّ: "المكان نهايات الجسد، ويقال هو التقاء أفقيّ المحيط والمحاط به". بحثُنا، إذن، عن مبتدأ الخيط هو بحثُنا عن امتدادات الجسدين، أو نهاياتهما: جسد طائر وجسدنا. هي تخوم الجسدين/ الأفقيّين معًا، الحادثين ضمن جسد المكان/ المدينة؛ فنحن بمجرّد تخميننا لموقع الجسد الممتدّ، نبدأ في قياس المسافة المفترضة بيننا وبينه، والأهمّ تخيّل الطريق إليه؛ أي ترسيم مسار مدينيّ لا يمرّ بما تفرضه علينا المدن من مسارات.

 

ماذا بعد امتدادات الجسدين؟  

بالجسدين تبدأ الجماعيّة، لكن يظلّ الجسدان بحاجة إلى معنى ما يجمعهما، حتّى لو كان ذلك تماهيًا مع هويّة المدينة نفسها؛ لتصبح الطائرة الورقيّة ها هنا، أداة ترسيم لحدود الجماعة المتخيّلة (مثنّى)، بما لا يتوقّف فقط عند حدود أجساد أفرادها، بل يضع ترسيمًا لجماعيّة تلك الأجساد وقدرتنا على بدء علاقة تأويليّة لمسافاتنا وانتماءاتنا في مقابلها، وكذلك مساراتنا ومضامينها السياسيّة في المدينة.

فمثلًا، تكثر ظاهرة الطائرات الورقيّة في الأماكن "الأقلّ" حظًّا من المدن؛ فعمّان شقّها الشرقيّ هو الأكثر ممارسة لتلك الهواية، ولو قارنّا المساحة المعطاة للجسد في شقَّي المدينة المتقابلَين، حيث الشرقيّة أضيق وأكثف، في مقابل الغربيّة؛ لتمكّنّا من فهم علاقة المساحة الأفقيّة بالدافعيّة للتحرّر والامتداد رأسيًّا، والأمر ذاته في عدد لا بأس به من المدن، مثل نيودلهي ونيومكسيكو وريو دي جانيرو، وغيرها.

بجانب هذه العلاقة الأفقيّة - الأرضيّة، فإنّ تتبّع التاريخانيّة والاجتماعيّة لفعل الطيران في المتخيّل والتاريخ الإنسانيّ، يكشف لنا صراعًا (ما) أزليًّا يدور بين الأرض والسماء، أو بين سرديّة أرضيّة وأخرى سماويّة، مثّل الأفق/ السماء شكل التداخل بينها، ومساحته التبادليّة/ التداوليّة/ التفاوضيّة، بما يستلزمه ذلك من أشكال للمواجهة والمقاومة والخضوع، تنطلق كلّها من الجسد؛ لتستهدف الجسد، جسد سماويّ يواجه جسدًا أرضيًّا آخر مقابله، أو جسد متجاوز يواجه آخر. ولعلّ طرفَي الحوار بين السماء والأرض حاضران في تمثّلات الطيران وخفّته؛ أوّلهما "الطير الأبابيل" - وتناصّاتها المتعدّدة -  الّتي قال عنها رئيف خوري: "نظر مؤرّخ عصريّ في شأن الطيور الّتي قذفت الأحباش بالحصى من مناقيرها وأرجلها، فقال: يا للإنسان! لقد كان منذ القدم يحلم بالطائرات والقنابل والغارات الجوّيّة!".

والطير الأبابيل لا تأتي تمثّلًا للسلطة السماويّة، دون بقيّة جوقتها من الملائكة الّتي تترصّدنا، ونظرائها من أقمار صناعيّة إلى آلهة شرقيّة وغربيّة صعدت السماء لتراقبنا، وغيرها. كلّها في السماء، حتّى أنّ مساحة "ما بعد" السماء نجد صعوبة ما في تخيّلها

والطير الأبابيل لا تأتي تمثّلًا للسلطة السماويّة، دون بقيّة جوقتها من الملائكة الّتي تترصّدنا، ونظرائها من أقمار صناعيّة إلى آلهة شرقيّة وغربيّة صعدت السماء لتراقبنا، وغيرها. كلّها في السماء، حتّى أنّ مساحة "ما بعد" السماء نجد صعوبة ما في تخيّلها؛ لِما تكثّفت به السماء من معانٍ. وتلك صورة متواترة في المتخيّل الجمعيّ الإنسانيّ، وليست حكرًا على دين أو ثقافةٍ ما بعينها؛ فالسلطة الّتي تهيمن على مكان ما، اجتماعيّ ورمزيّ ومادّيّ، عليها أن تحتلّ سماءه، وتكثّفها بالمعاني، وأن تمنع امتدادات أجساد مَنْ يقع تحت سلطتها. كذا حدث مع إيكاروس وديدالوس وتان ورانغو وغيرهم من الآلهة وأنصاف الآلهة، والملوك الّذين بدأ بهم تاريخ الطيران والطيران الورقيّ، وصراع كلّ تلك السلطات معًا.

وأمّا الطرف الثاني في مقابل تلك السلطة السماويّة، فهو النموذج الساعي إلى تفكيك تلك الهيمنة، سواء هيمنة آلهة أو هيمنة منظومة سلطويّة، ساعيًا إلى امتداد جسديّ مقاوم في مواجهة سماويّة السلطة. ولعلّ أبرز تلك النماذج المعاصرة، الّتي تكسر هيمنة الحداثة وآلتها ودولتها، في نموذجها الإسرائيليّ، الدولاتيّ والعسكريّ، هي الطائرات الورقيّة الغزّيّة، الّتي أضرمت النيران في مزارع المستوطنات المحيطة بغزّة، وعَدّتها إسرائيل بشكلٍ رسميّ "سلاحًا عسكريًّا، لا قِبَل للطائرات الحربيّة على مواجهته"، في ما لا يزال عرب إيفانكا يتّهمون المقاومة الفلسطينيّة بالعبثيّة!

وهذا النموذج - بجسده الممتدّ - خلافًا لسابقه، لا يُبقي المواجهة مع السلطة/ المعنى محصورة في السماء، إنّما يجعل الأرض انعكاسًا لتلك المواجهة وامتدادًا لها؛ فمَنْ يصدّق أنّ غزّة محاصرة منذ سنين، من خلال منظومة حداثيّة (دول محاصرة، قانون دوليّ، دولة احتلال، بنية اقتصاديّة، وغيرها).

 

هل الطائرات الورقيّة خرق لسياسات الحَجْر وحظر التجوال في زمن كورونا؟

مع تطبيق سياسة حظر التجوال على عدد من المدن؛ بغية مواجهة جائحة كورونا (Covid-19) الّتي فرضت علينا سياسة جسديّة ومكانيّة لا يمكن التهاون معها، وقلّلت المساحات الجسديّة وتعالقاتها، وتأويلات الحركة والوجود الجسديّ، ظهرت إلى سماء مدننا العربيّة الطائرات الورقيّة بشكل أكثف، محمّلًا بدلالات سياسات مكانيّة/ مدينيّة تستهدف سياسات حصار الوباء (والوباء في اقتصاده السياسيّ هو أيضًا يستهدف الجسد الفرديّ والجمعيّ المدينيّ/ المكانيّ)، أدّت إلى إغلاق أحياء ومناطق بعينها؛ وهو ما يدفعنا إلى تأمّل الطائرات الورقيّة باعتبارها تعبيرًا سياسيًّا ومكانيًّا ومدينيًّا جسديًّا، ولعلّ نظرة إلى مقاربات المفكّر الفرنسيّ هنري ليفيفر عن "الحقّ في المدينة"، بما أنّه إعادة تفكير راديكاليّة في الهدف من "الانتماء" إلى مجتمع سياسيّ وتعريفه، قد يضيء لنا بعضًا من الطريق.

مع تطبيق سياسة حظر التجوال على عدد من المدن؛ بغية مواجهة جائحة كورونا (Covid-19) الّتي فرضت علينا سياسة جسديّة ومكانيّة لا يمكن التهاون معها، وقلّلت المساحات الجسديّة وتعالقاتها، وتأويلات الحركة والوجود الجسديّ، ظهرت إلى سماء مدننا العربيّة الطائرات الورقيّة، بشكل أكثف...

لا يوظّف ليفيفر المصطلحات الوضعيّة القانونيّة الرسميّة لـ "المواطنة"، لتعريف فكرة الانتماء إلى المجتمع الإنسانيّ سياسيًّا، باعتبارها المعنى الأسمى لـ "المواطنة"، بل هو يرسّخ "الحقّ في المدينة" في تعريف معياريّ يستند إلى مفهوم "الإقامة" (Inhabitance)، وذلك ضمن حقّين أساسيَّين:

1. الحقّ في التخصيص بالحيّز المدينيّ؛ بمعنى الحقّ في الاستخدام: هو حقّ "المقيمين" في "الاستخدام الكامل والتامّ" للحيّز المدينيّ في حياتهم اليوميّة، على المستويين المادّيّ والرمزيّ. إنّه الحقّ في العيش واللهو والعمل في حيّز مدينيّ في مدينة معيّنة، وتمثيل هذا الحيّز وشغله لكلّ بني البشر، الّذين ينتمون إلى الزخم الحضاريّ الإنسانيّ، الّذي أنتج عقليًّا وأداتيًّا ذلك النسيج الحداثيّ المدينيّ، ضمن هويّة المتخيّل اليوميّ والسرديّ لهم.

2. الحقّ في المشاركة والمسؤوليّة: هو حقّ "المقيمين" في "الحيّز/ المكان" في أداء دور مركزيّ في سيرورات صنع القرار، المنوطة بإنتاج الحيّز المدينيّ على جميع المستويات، بدءًا من السياسات الفرديّة للذات في تلك الأمكنة، وصولًا إلى تشكيلاته السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة.

إنّ تلك الحقوق وإن كانت تسبح في فضاء من المتغيّرات، إلّا أنّ تفكيكها يساعد على فهم مفهوم "المواطنة" وتشكيله بصفته "حقًّا في المدينة"، وتحوّلاته وصولًا إلى تداعياته الهويّاتيّة والجمعيّة والمناطقيّة، وصولًا إلى الخدميّة. من تلك العناصر الّتي تُسهم في ترسيم مفهوم الدولة، من خلال مكانيّة الجسد ومساحيّته فيها.

 

إعادة قياس/ تعريف المواطنة وتوجيهها

تكون إعادة قياس/ تعريف المواطنة وتوجيهها من خلال خلق معايير قياسيّة قيميّة، تستقي وجودها من مفهوم "القيمة الأخلاقيّة للإنسان والمجتمع"، بشكله الأكثر أفقيّة وتقاطعًا مع الذات الإنسانيّة، في مواجهة ظرف اضطراريّ يهدّد الجسد، وليس من خلال "الإجراء" القانونيّ الّذي يعرّف "المواطنة" من خلال الحقّ والواجب فقط، وتجعل المواطن أهمّ قيمة لدى الدولة من الإنسان.

إنّ الترسيم الجسديّ والمكانيّ والمدينيّ الّذي تطرحه الطائرات الورقيّة في زمن الكورونا ... يطرح علينا سؤالًا مهمًّا عن مدى فعاليّة الدولة، كإجابة عن أسئلة الانتماء والهويّة والجماعة والمجتمع والصحّة والمرض

يخلق هذا القياس والتعريف والتوجيه شكلًا آخر من أشكال العلاقة بالدولة/ بالمؤسّسة، فمثلًا اليابان تمنح حقّ الانتخاب للموجودين على أراضيها، حتّى لو لم يكونوا يابانيّين. وتؤدّي تلك السياسة إلى توالد هويّات وولادات المجتمعات التعدّديّة السياسيّة والثقافيّة، مكانيًّا، دون أن تُشيطن في مقابل "آخر" ما، يمتحن حدّ الذات وجسدها ومكانها باستمرار. ولا تعود هنا الطبقة الاقتصاديّة أو الانتماء السياسيّ أو المناطقيّ أو غيره، هي التفسيرات الأحاديّة للانتماء – الهويّاتي - إلى مجتمع وجماعة ما، أحدهما أو كليهما، أو حتّى مكان ما.

مواجهة جائحة كورونا في عالمنا العربيّ، وفي مدننا تحديدًا، شهدت الكثير من سياسات ترسيم القوى والصراعات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة والهويّاتيّة؛ فبينما طالبت بعض الأصوات العنصريّة بإلقاء الآخر "المصاب" في الصحراء، اختزلت أصوات أخرى المواجهة المدينيّة إلى المواجهة الاقتصاديّة معيارًا وحيدًا للهويّة في مواجهة المرض. آخرون طرحوا بدائل اقتصاديّة ترنو إلى حلّ الأزمة على حساب الأغنياء ورؤوس الأموال، ولجأ البعض - كما في القاهرة - إلى مواجهة الشرطة وفتح محالّهم بمساعدة البلطجيّة؛ كي لا يموتوا من الجوع هروبًا من الكورونا (منطقة الموسكي الشعبيّة التجاريّة في القاهرة). كلّ تلك المواجهات وغيرها، هي مواجهات جسديّة مكانيّة، ضمن مقولة الدولة الحديثة ومؤسّسة الطبّ (الدول تواجه الوباء بأجساد مواطنيها/ أفرادها والمؤسّسة الطبّيّة، لا بالجيوش وقوى الأمن).

إنّ الترسيم الجسديّ والمكانيّ والمدينيّ الّذي تطرحه الطائرات الورقيّة في زمن الكورونا، كما في عمّان (مخيّم جبل النصر بعد إغلاقه)، والمنصورة ودمياط في مصر، ونابلس في فلسطين المحتلّة، ونيودلهي وغوراكبور في الهند، وغيرها كثير، يطرح علينا سؤالًا مهمًّا عن مدى فعاليّة الدولة، كإجابة عن أسئلة الانتماء والهويّة والجماعة والمجتمع والصحّة والمرض، وأنّ الدولة لم تَعُد شكلًا إجرائيًّا من أشكال تنظيم العلاقة وتقنينها، ضمن ثنائيّة حقوق وواجبات في إقليم مكانيّ محدّد؛ لأنّ الجائحة الحاليّة فكّكت كلّ هذا وأكثر. ويظلّ السؤال قائمًا حتّى في حالات الدول الّتي تحقّق نجاحًا في مواجهة الجائحة؛ فالمسألة ليست مسألة مرض وشفاء وعدد المصابين وعدد الضحايا، إنّما سؤال ماذا تعني لنا الدولة وهي تقع على مسامات أجسادنا، ويهدّدها كائن لا هيئة ولا تعريف له. هل سيظلّ مفهوم دولة المؤسّسات والإقليم والعنف المستحوذ والشرعيّة قائمًا؟

لا تدّعي هذه المادّة أنّها تملك الحلّ في مواجهة الفايروس، أو الإجابة عن سؤال الدولة والمدينة والمواطنة والهويّة، لكنّها تجادل في أنّ جائحة كورونا تحمل في طيّاتها امتحانًا صعبًا لموضوعة الدولة الحديثة

لا تدّعي هذه المادّة أنّها تملك الحلّ في مواجهة الفايروس، أو الإجابة عن سؤال الدولة والمدينة والمواطنة والهويّة، لكنّها تجادل في أنّ جائحة كورونا تحمل في طيّاتها امتحانًا صعبًا لموضوعة الدولة الحديثة (يكفي أن ننظر إلى رئيس الولايات المتّحدة، وهو يقترح بجهل فضّاح حقن المصاب بالكورونا بالمطهّرات حتّى يُشفى)، وسؤال الهويّات والانتماءات، والحقّ في المدينة والحركة، وسؤال الجسد والسلطة الواقعة عليه، الّتي باتت تحدّد أشكال علاقاته الاجتماعيّة بالقوّة وبالتهديد، والأهمّ أنّها باتت تساؤلًا عن المعنى الذاتيّ لكلّ فرد منّا.

ولعلّ الإجابة تمتدّ بها أجسادنا إلى سماء طائراتنا الورقيّة، في مواجهة الفايروس الّذي لن تقتله الطائرات الحربيّة!

 

 

عبد الله البيّاري

 

 

طبيب وباحث أكاديميّ فلسطينيّ، متخصّص في النقد الأدبيّ والدراسات الثقافيةّ، وله مقالات وبحوث منشورة في صحف ومواقع ومجلّات عربيّة.