06/10/2021 - 11:42

فلسطيني يرمم كهفا داخل أرضه لاجتذاب المتنزهين ومواجهة الاستيطان

رمم الفلسطيني أمين كراكرة، كهفًا يقع داخل أرضه عمل عليه على مدار 3 سنوات ثم حوله متنفسا لأهالي بلدته، سنجل، القريبة من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.

فلسطيني يرمم كهفا داخل أرضه لاجتذاب المتنزهين ومواجهة الاستيطان

كهف أمين كراكرة (الأناضول)

رمم الفلسطيني أمين كراكرة، كهفًا يقع داخل أرضه عمل عليه على مدار 3 سنوات ثم حوله متنفسا لأهالي بلدته، سنجل، القريبة من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.

فعلى سفح جبل يطلّ على العديد من الأودية والجبال، شرع كراكرة قبل نحو 3 سنوات بترميم الكهف وحوله إلى ما يشبه المنتجع، وسط طبيعة خلاّبة يقصده سكان المناطق القريبة للاستجمام.

(الأناضول)

غير أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية، وجّهت إخطارا إلى "كراكرة" بوقف "أعمال الترميم والبناء" في الكهف، بدعوى أنه يقع في منطقة مصنفة "ج" التي تُشكّل نحو 60% من مساحة الضفة.

وتمنع سلطات الاحتلال البناء أو استصلاح الأراضي في المناطق المصنفة "ج" دون تراخيص، والتي يُعد من شبه المستحيل الحصول عليها، حسبما يقول الفلسطينيون.

وتحاول إسرائيل السيطرة على أراضي المنطقة، في حين يناضل الفلسطينيون من أجل إبقاء الوجود العربي في المكان.

ويقول كراكرة (40 عاما) لوكالة "الأناضول"، إن الكهف استخدم سابقا لتربية الأغنام، ويقع في منطقة غير مأهولة بالسكان غربي بلدته.

(الأناضول)

لكنّه ومنذ أن تملّك الأرض، التي يقع الكهف ضمنها، ركز جهوده على تطويره وإعادته للحياة من جديد، وأضاف "بعد أعمال ترميم كبيرة، بات الكهف يصلح للعيش الآدمي".

وعن هدفه من ترميم الكهف يقول كراكرة الذي يعد واحدا من أبرز رجال الأعمال في بلدة سنجل: "هي محاولة لاستذكار حياة الفلسطيني قديما"، حيث عاش في الكهوف والخيام وبيوت من الطين والحجارة.

وعقب إعادة تأهيل الكهف، الذي تقدر مساحته بنحو مئة متر مربع، وإمداده بشبكة صرف صحي ومياه وكهرباء وتدفئة، جعله كراكرة متنفسا لعائلته وأصدقائه، وأهالي بلدته سنجل.

ويقول في هذا الصدد: "من يريد الاستجمام وإقامة سهرات وحفلات شواء، يمكنه استخدام الكهف، وبالمجان".

وشيّد كراكرة جدران استنادية على مدخل الكهف لحمايته من أية انهيارات، بفعل عوامل الطقس، وبات الكهف أقرب ما يكون إلى ديوان، يجتمع به أصدقاء كراكرة، وسكان المنطقة.

ويمكن للمشاهد أن يرى من ساحة الشواء، مناظر خلابة، تتمثل بالأودية، وحقول الزيتون والتين، المنتشرة في محيط المكان.

لكنّ عددا من المستوطنات الإسرائيلية، يُفسد المشهد الجميل، فمن ذات الموقع، يمكن سماع أصوات حفلات المستوطنين الصاخبة.

وجاء قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية، بوقف أي أعمال ترميم وتطوير في الكهف، لتعكر صفو سكان بلدة سنجل، الذين يعتبرونه متنفسا لهم.

وفي هذا السياق، يقول كراكرة: "السلطات الإسرائيلية لا تريد أي وجود فلسطيني في الموقع هذه المنطقة مستهدفة من قبل المستوطنين".

ويرى أن وجوده في المكان واستصلاح أرضه، أوقف مشروعا استيطانيا كان إسرائيليون يعتزمون إقامته على تلة قريبة.

ومنذ آب/ أغسطس 2020 يترافع محامي كراكرة أمام القضاء الإسرائيلي لإلغاء قرار وقف الأعمال والترميم.

وفي جبل مقابل للكهف، تقع مستوطنة "معاليه لفونا" التي شيّدت في ثمانينيات القرن الماضي، وتتسع يوما بعد يوم.

ويشير رجل الأعمال للمستوطنة قائلا: "في كل يوم تتمدد، على حساب الأراضي الفلسطينية".

وفي مكان قريب من الكهف، يملك كراكرة أرضا تقع ضمن المنطقة المصنفة "ب"، أقام عليها إسطبلا للخيول ومزرعة للطيور والحيوانات وملعبا للكرة الطائرة وحديقة صغيرة.

(الأناضول)

ويقول إنها "حلم" تمكن من تحقيقه، مشيرا إلى أنه يفتح المكان أمام الزوار، بالمجان.

ويناشد رجل الأعمال الفلسطيني، الجهات الفلسطينية المختصة بالعمل على "حماية تلك الأراضي من خطر الاستيطان الإسرائيلي".

استهداف استيطاني

"تبدو المستوطنات في المنطقة، مثل أخطبوط يترصد بفريسته، حيث يحيط بقرية سنجل وحدها خمس مستوطنات تمتد من الشرق إلى الغرب، إضافة إلى معسكر للجيش الإسرائيلي"، بحسب رئيس بلديتها معتز طوافشة.

ويقول طوافشة للأناضول، إن "مستوطنين أقاموا بؤرة سكنية بالقرب من الكهف في آب/ أغسطس 2020، في محاولة منهم للسيطرة على أوسع مساحة من الأراضي، غير أن الأهالي تصدوا لهم".

وأخلت سلطات الاحتلال الإسرائيلية البؤرة الاستيطانية، بعد أيام من إقامتها، تحت ضغط شعبي فلسطيني.

ولفت طوافشة، إلى أن البلدية افتتحت طرقا، وأمدت المنطقة بالخدمات الأساسية، لمنع سيطرة المستوطنين عليها.

وأشار إلى أن "كهف كراكرة ومزرعته" واحدة من المشاريع التي شيّدت لحماية المنطقة الغربية من البلدة من الاستيطان.

ويملك سكان سنجل نحو 16 ألف دونم، بينها 3 آلاف دونم، تمت مصادرتها، أو أنها مهددة بالمصادرة لصالح المستوطنات الإسرائيلية، بحسب طوافشة.

التعليقات