21/07/2007 - 07:41

الإفراج عن 255 أسيراً واستثناء أسير لكونه انتقل إلى صفوف حماس..

الآلاف من المواطنين التفوا حول حافلات الأسرى في مقر المقاطعة في رام الله * قوات الاحتلال قد بدأت عملية الإفراج عن 256 أسيرا منذ صباح اليوم بعد تجميع الأسرى في سجن النقب

الإفراج عن 255 أسيراً واستثناء أسير لكونه انتقل إلى صفوف حماس..
بدأ صباح الجمعة عملية إطلاق سراح 255 أسيراً من حركة فتح من سجن "كتسيعوت" في النقب. ومن المقرر أن يقوم الجيش ينقل الأسرى من "كتسيعوت" إلى حاجز بيتونيا، ثم يتم تسليمهم للسلطة قرابة الساعة العاشرة من صباح اليوم.

وكانت قد استكملت الخميس الاستعدادات لإطلاق سراحهم، وتم تركيزهم في سجن "كتسيعوت" في النقب، حيث أجريت لهم فحوصات طبية، والتقوا بممثلين عن الصليب الأحمر، كما قاموا بالتوقيع على "تعهد بالامتناع عن العمليات الإرهابية"..

وكان قد تم احتجاز أحد الأسرى، وذلك بطلب من أجهزة الأمن الإسرائيلية. كما علم أن أحد الأسرى رفض التوقيع على تعهد بالامتناع عن تنفيذ عمليات، إلا أن وقع في وقت لاحق.

وكان قرر قضاة المحكمة العليا، مساء الخميس، رفض الالتماسات التي قدمت ضد إطلاق سراح 256 أسيراً من حركة فتح، الجمعة، وذلك لكون القرار هو قرار حكومة ولا يوجد مجال للتدخل بالقرار. وقد قرر القاضيان إليعيزر ريفلين وسليم جبران رفض الالتماس، في حين عارض ذلك القاضي إلياكيم روبنشطاين.

وكتب القاضي ريفلين في قراره بأن المحكمة لم تجد سبباً للتدخل في قرار الدولة، وأنه في هذه الحالة، ومثل حالات سابقة مماثلة قررت فيها الحكومة إطلاق سراح أسرى قبل استكمال مدة عقوبتهم، فإن الحديث هو عن قرار سياسي بصلاحية الحكومة، التي تعمل في إطار صلاحياتها وتبلور مواقفها بموجب جملة من الاعتبارات السياسية والأمنية ذات الصلة.

وفي المقابل طلب القاضي روبنشطاين بإصدار أمر احترازي. وبحسبه لم تقدم الشروحات الكافية الضرورية في هذه المسألة الحساسة. وقال إنه بعد الاطلاع على قائمة الأسرى المنوي إطلاق سراحهم، والتي نشرت من قبل وزارة القضاء، فإن عدداً منهم كان قد أدين بتهم تعتبر خطيرة، مثل إطلاق النار، ومحاولة التسبب بالموت والقتل، أو العضوية في تنظيمات غير قانونية، أو وضع عبوات ناسفة.

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الإسرائيلية كانت قد صادقت على عدد من المعايير لإطلاق سراح الأسرى المذكورين، أهمها أن يكون غالبيتهم من حركة فتح، وألا يكونوا قد شاركوا في عمليات قتل فيها إسرائيليين.

كما جاء أن التهم التي كانت موجهة للأسرى المنوي إطلاق سراحهم تتراوح بين "زرع عبوات ناسفة، وتجارة الأسلحة، وحيازة أسلحة وذخيرة ومواد متفجرة، وعضوية في تنظيمات غير قانونية، ومحاولة القتل، وإطلاق النار، ورشق الحجارة، وتقديم المساعدة للمطلوبين، ومحاولة التسبب بالموت، وغير ذلك".
منذ الساعات الأولى من فجر الجمعة والعشرات من الحافلات الفلسطينية تنطلق من كافة محافظات الضفة باتجاه مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله على الرغم من كون اليوم الجمعة وهو عطلة رسمية في الأراضي الفلسطينية بهدف المشاركة في استقبال الأسرى المحررين من سجون الاحتلال والعودة بهم إلى مسقط رأسهم في مختلف الأراضي الفلسطينية، بين دموع الفرح للقاء الأهل والأحبة والأبناء وأمل بالتحرر لباقي الأسرى في سجون الاحتلال.

نايف تركمان هو شقيق لأحد المفرج عنهم يقول إن تحرر شقيقي هو فرح كبير لنا في العائلة فهو غائب منذ أربعة أعوام في سجون الاحتلال، متنقلا من سجن لآخر، فهو لم يمتع ناظره بابنه الوحيد كثيرا حيث اعتقل وابنه لم يتعد الأشهر من عمره في حين انه اليوم فتى كان يصبر والدته لحين خروج الزوج.

يتابع تركمان أن الفرحة الموجودة في البيت كبيرة للغاية لكنها منقوصة فالإفراج عن شقيقي يبقى ناقصا لحين الإفراج عن كافة الأسرى زملائه في السجون وإغلاق هذا الملف بالكامل.

حازم وهو شقيق معتقل آخر ينتظر في مقر المقاطعة منذ الساعات الأولى من نهار اليوم وصول الحافلات التي تقل شقيقه أو بعض الأنباء التي تقول انه قد وصل على مشارف رام الله يعبر عن سعادته لقرب رؤيته له يؤكد أن ذلك يبقى غير مكتمل لان أصدقاء آخرين له ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال، ولم يتم الإفراج عنهم إضافة إلى عدد آخر على ما يبدو قد نسيهم الزمن ومرضى يصارعون الموت كان يؤمل من الإفراج عنهم.

عجوز في السبعينيات من العمر أخذت تذرف الدموع لدى سماعها أن حافلات الأسرى بدأت الوصول إلى عوفرا دون أن تعلم لماذا ولكنها تقول أنها دموع الفرح باستقبال الأبطال والأبناء بعد طول غياب وأخذت نزغرد وتوزع زغاريدها في كل مكان.

وكانت قوات الاحتلال قد بدأت عملية الإفراج عن مائتين وخمسين أسيرا وستة أسيرات من سجون الاحتلال منذ صباح الجمعة بعد تجميع الأسرى في سجن النقب الصحراوي والأسيرات في سجن الهشارون قرب تل أبيب وفي حوالي العاشرة بدأت الحافلات في الوصول إلى عوفرا تحمل الأسرى والأسيرات، باستثناء عبد الرحيم ملوح نائب الأمين العام للجبهة الشعبية حيث رفض التوقيع على تعهدات وقعها الأسرى الآخرين إضافة إلى تعهد آخر خاص به كونه نائب الأمين العام للجبهة بعدم القيام بأي نشاطات سياسية كما ذكرت المصادر المختلفة.

وفي نبأ لاحق علم أنه تم إطلاق سراح ملوح ضمن قائمة الأسرى.

وكان في استقبال الأسرى في عوفرا وفد رسمي فلسطيني ترأسه اشرف العجرمي وزير شؤون الأسرى في حكومة تسيير الأعمال ووكيل الوزارة زياد أبو عين وحسين الشيخ أمين سر مرجعية فتح في الضفة.

ومن المقرر وصول الحافلات التي تقل الأسرى إلى مقر المقاطعة في رام الله في حوالي الحادية عشرة والنصف حيث يضعون إكليل الزهور على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، ويلتقيهم الرئيس محمود عباس وعدد من قيادات الحركة الوطنية والأسيرة ومن ثم احتفال قصير في مقر المقاطعة واستقبال رسمي ومن ثم التوجه في مواكب جماعية إلى المحافظات المختلفة للاحتفال كل في بلدته وقريته ومسقط رأسه.
أفرجت السلطات الإسرائيلية صباح الجمعة عن 255 أسيرا وليس عن 256 كما أعلن سابقا وذلك لأن سلطات أمن الاحتلال «اكتشفت» أن أسيرا ورد اسمه ضمن المجموعة كان قد انتقل إلى صفوف حركة حماس خلال فترة السجن، فامتنعت عن إطلاق سراحه.

قال رئيس السلطة الفلسطينية،محمود عباس أبو مازن، بعد استقبال الأسرى إن قضية الأسرى هي الأساس في سياسة السلطة الوطنية الفلسطينية وهم من قدموا التضحيات من عمرهم ولهم كل الاحترام والتقدير مؤكدا الاستمرار في العمل والجهد حتى إطلاق سراح كافة الأسرى في سجون الاحتلال.

وحمل الرئيس أبو مازن الأسرى المحررين أمانة بان يقوموا بزيارة ذوي الأسرى الذين لم يفرج عنهم ويؤكدون لهم أن هذا اليوم هو البداية وسنصل إلى لحظة الإفراج فيها عن احد عشر ألف أسير فلسطيني وإغلاق هذا الملف.

أما عبد الرحيم ملوح نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والذي أفرج عنه متأخرا لبعض الوقت عن باقي الأسرى بسبب عدم موافقته على التوقيع على تعهد بعدم ممارسة العمل السياسي، حيث وصل قبل الحافلات الأخرى إلى مقر الرئاسة مع وفد الرئاسة الذي استقبل الأسرى الآخرين في معسكر "عوفر" والذي ترأسه اشرف العجرمي وزير شؤون الأسرى ووكيل الوزارة وممثلين آخرين، قال إن هذا اليوم هو يوم وفاء لكافة الأسرى وسيكون البداية لتحرير كافة الأسرى في سجون الاحتلال وعلى رأسهم مروان البرغوثي واحمد سعدات وركاد سالم وعزيز دويك وبسام السعدي وغيرهم من القادة الأسرى في سجون الاحتلال.

وحيا ملوح في نهاية كلمته حرية الشعب والوطن مؤكدا في الختام أن منظمة التحرير الفلسطينية هي كيان موحد للشعب الفلسطيني.

وكان الأسرى المائتين وستة وخمسون أسيرا وأسيرة قد انطلقوا من معسكر عوفر الاحتلالي باتجاه معبر بيتونيا حيث كان هناك الآلاف من ذويهم بانتظارهم ومن ثم انطلقوا باتجاه مقر المقاطعة في رام الله.

وذكر مسؤولون فلسطينيون أن من بين الأسرى "12" بقي لهم اقل من عام في المعتقل و"169" بقي لهم أكثر من سنتين من بينهم مهند جردات ممن قضى ثمانية عشرة عاما في سجون الاحتلال وكذلك "11" طفلا و"6" أسيرات. وأكد زياد أبو عين وكيل وزارة الأسرى والمحررين صباح اليوم أن من بين الأسرى "30" أسيرا من حركة حماس في حين أكدت الجبهة الديمقراطية أن أي من عناصرها لم يشمله الإفراج في هذه الصفقة اليوم.

وكان كهل من عائلة طقاطقة من بلدة بيت فجار قد قال أن شعورا كبيرا يشعر به اليوم للإفراج عن الأسرى وخاصة ستة من أبناء عائلته، إلا أنها تبقى منقوصة بسبب بقاء أكثر من احد عشر ألف أسير في سجون الاحتلال، متمنيا الإفراج السريع عنهم وإغلاق هذا الملف نهائيا وتبيض السجون من المعتقلين والأسرى الفلسطينيين.

وأدان العديد من الأسرى المحررين ما حدث في غزة وسيطرة حركة حماس على الأمور هناك وقال محمد خليل احد الأسرى المفرج عنهم للصحافة من داخل الحافلة التي كان يستقلها لحظة وصوله إلى معبر بيتونيا أنهم يدينون الإرهاب الذي مارسته حماس وما زالت في قطاع غزة.

ووضع إكليل من الزهور على ضريح الشهيد أبو عمار من قبل الأسرى فيما تم قراءة الفاتحة على روحه قبل التوجه لصلاة الجمعة في موقع مهبط الطائرات برفقة الرئيس والأسرى وذويهم وعدد من أفراد القيادة الفلسطينية ومن ثم سينطلق موكب المحررين كل إلى محافظته ومسقط رأسه للاحتفال الشعبي بهم.

التعليقات