18/04/2008 - 11:07

مصور رويترز استشهد جراء تعرضه للقصف بقذيفة محرمة تنثر سهاما معدنية..

-

مصور رويترز استشهد جراء تعرضه للقصف بقذيفة محرمة تنثر سهاما معدنية..
قال أطباء فلسطينيون ومنظمة بتسيليم يوم الخميس ان الفحص الطبي اثبت ان سهاما معدنية صغيرة نثرها صاروخ محرم دوليا تستخدمه قوات الاحتلال هي التي تسببت في مقتل مصور تلفزيوني فلسطيني يعمل لحساب وكالة رويترز يوم الاربعاء في قطاع غزة.

وقالت منظمة بتسيليم أن القوات الإسرائيلية استخدمت قذيفة تنثر سهاما معدنية على مساحة شاسعة، وطالبت بمنع استخدام تلك القذائف. وأوضحت أن في السنوات السبع الأخيرة قتل 18 فلسطينيا بتلك القذائف ومعظمهم لم يشاركوا في أي قتال ضد القوات الإسرائيلية. واعتبرت أن استخدام هذا النوع من القذائف غير قانوني وخاصة بالمناطق المأهولة، وينافي تحفظات القانون الدولي من استخدامه.

وأظهرت الاشعة السينية التي عرضها الأطباء الفلسطينيون الذين فحصوا جثة فضل شناعة (23 عاما) عددا من السهام المعدنية وقد اخترقت صدر وساقي شناعة. واستشهد يوم الاربعاء وهو يقوم بتصوير دبابة اسرائيلية كانت تقف على بعد نحو كيلومتر واحد منه.

واظهرت الثواني الاخيرة من تسجيل الفيديو الذي التقطته الة تصوير شناعة التي كانت مثبتة على حامل دبابة تطلق نيرانها ثم انفجارا في الهواء يشبه انفجار صاروخ. ودمرت الة التصوير في الانفجار الذي قتل فيه شناعة. وعثر على سهام معدنية سوداء اللون مغروسة في الصدرة الواقية التي كان يرتديها والتي كتب عليها "صحافة" بلون لامع. واصيب فني الصوت برويترز وفا أبو مزيد في ذراعه وقتل في الواقعة صبيان. ودمرت سيارة رويترز التي كتب عليها "تلفزيون" و"صحافة".

وقال أبو مزيد الذي بدأ تذكر تفاصيل الحادث بعد يوم من وقوعه وتجاوزه للصدمة الاولى "اخر كلام فضل كانت تلاوة الشهادتين". وأضاف ابو مزيد ان شناعة توقف على جانب الطريق ووضع الة التصوير على حامل لتصوير "لقطات موسعة" لمنطقة قرب موقع ضربة جوية اسرائيلية. وقال ابو مزيد ان دبابة اسرائيلية كانت تقف على بعد كيلومتر واحد منه.

وقال ابو مزيد وهو يصف اللحظات الاخيرة في حياة شناعة انه كان يقوم بابعاد مجموعة من الاطفال كانوا يضايقون المصور عندما سمع انفجارا خلفه وانه عندما التفت رأى شناعة واثنين من الصغار اللذين ماتا ايضا راقدين في بركة من الدماء. ثم وقع انفجار ثان اشعل النار في سيارة رويترز. وقال انه لو لم يطلب منه فضل ابعاد الاطفال لقتل عدد اخر منهم.

وكشف بسام ابو دحروج (14 عاما)عن جرحين مضمدين في ساقيه وقال انه اصيب بهما في الحادث. وتذكر ابو مزيد وهو يصحبه مع الفتية الاخرين بعيدا عن كاميرا شناعة قبل الانفجار. وقال ان واحدا ممن لاقوا حتفهم يدعى غسان ابو عطوية (13 عاما). وقال ان الاخر كان عمره 16 عاما.

وكان شناعة قد تحدث في مقابلة مع قناة الجزيرة التلفزيونية في فبراير شباط الماضي عن اخلاصه لمهنة الصحافة قائلا انه من المستحيل أن يردعه أحد عن العمل كصحفي تحت أي ظروف مؤكدا أن العائق سيكون اما الموت أو فقدان ساقيه.

وشارك بضع مئات من بينهم عدد كبير من الصحفيين المحليين في تشييع جنازة شناعة يوم الخميس. وكان جثمانه ملفوفا بالعلم الفلسطيني بينما وضعت سترته والكاميرا الخاصة به على محفة أخرى.

وحمل المشيعون رايات حركتي حماس وفتح وفصائل أخرى فيما وصفه نشطاء محليون بأنه علامة على احترام النزاهة التي أظهرها شناعة ورويترز في تغطية الاخبار في قطاع غزة.

ويعمل شناعة مع رويترز في غزة منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وأصيب في أغسطس اب 2006 حينما أطلقت طائرة اسرائيلية صاروخا على سيارة كان يستقلها. وكانت تلك السيارة مصفحة وتحمل أيضا علامات تظهر أنها تابعة لمؤسسة اعلامية.

ولم يكن شناعة متزوجا وكان شخصا محبوبا بين فريق التغطية الاخبارية الخاص برويترز في قطاع غزة والمكون من 15 فردا. وفي الشهر الماضي كرمت جمعية التلفزيون الملكية البريطانية هذا الطاقم عن تغطيته للقتال الذي دار بين الفصائل الفلسطينية في العام الماضي في قطاع غزة.

ووقع الصحفيون ضحايا في حوادث عدة في الاراضي الفلسطينية. وقدرت منظمات اعلامية ان تسعة قتلوا في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عام 2000 .

وكان جندي اسرائيلي قد أطلق النار على ساق مصور من رويترز في أكتوبر تشرين الاول في غزة. كما جرح صحفيان من رويترز بقذيفة دبابة في القطاع عام 2003 .

وفي عام 2003 أيضا قتل مصور رويترز الفلسطيني مازن دعنا الحائز على عدة جوائز بنيران جندي أمريكي في العاصمة العراقية بغداد. كما قتل ستة صحفيين اخرين من رويترز في هذا الصراع.


التعليقات