25/07/2008 - 15:59

الفصائل الفلسطينية في غزة تؤكد عدم التزام الاحتلال بالتهدئة

حماس والجهاد والجبهتان الشعبية والديمقراطية تدعو مصر للضغط على الاحتلال لتنفيذ استحقاقات التهدئة وتناقش العلاقات الفلسطينية والحوار بين حركتي فتح وحماس وكل الفصائل

الفصائل الفلسطينية في غزة تؤكد عدم التزام الاحتلال بالتهدئة
أكد وزير الداخلية في الحكومة المقالة، سعيد صيام، مساء أمس الخميس، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تلتزم بالتهدئة بشكل جدي. كما أشار إلى أن مشكلة الحوار الفلسطيني الداخلي ليست في إطلاق المبادرات والتصريحات وإنما في التنفيذ والتطبيق والشروع الفوري.

وقال صيام في مؤتمر صحفي عقده في منزله عقب لقاء جمع قيادات من حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي، والجبهتين الشعبية والديمقراطية، في وقت متأخر من مساء الخميس (24/7)، "إنّ هذا اللقاء جاء في إطار التواصل المستمر والدائم مع هذه الفصائل"، مشيراً إلى أنه جرى خلال اللقاء مناقشة وتقييم مدى الالتزام الإسرائيلي باستحقاقات التهدئة، وإدخال البضائع والمواد الأساسية اللازمة للشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أنه كان من الواضح للفصائل أنّ حكومة الاحتلال الإسرائيلي لم تلتزم بشكل جدي بالتهدئة، لافتاً الانتباه إلى أنّ الوجهة الآن تكون باتجاه مصر الراعية للتهدئة، للضغط على حكومة الاحتلال وإلزامها بهذه الاستحقاقات، والبحث عن آلية لقيام مصر بفتح معبر رفح لاسيما في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة، وفق توضيحه.

وحول مدى استمرار التهدئة، أكد صيام أن أي موقف سيكون بالتفاهم وبالتنسيق مع الفصائل الفلسطينية، وبناء عليه يتم تحديد الموقف الذي ستلخصه الفصائل وهذه الخلية "خلية الأزمة"، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على تفعيل خلية الأزمة التي أسند إليها متابعة موضوع التهدئة والخروقات الإسرائيلية، منوهاً إلى لقاء خلال الأيام القليلة القادمة مع فصائل فلسطينية أخرى.

وفي شأن الحوار الفلسطيني الداخلي؛ قال صيام "قلنا وبكل وضوح إننا جاهزون للشروع في الحوار منذ الأمس قبل اليوم واليوم قبل الغد"، معتبراً أنّ المشكلة ليست في التصريحات وإطلاق المبادرات وإنما في التنفيذ والتطبيق والشروع الفوري.

وقال صيام إن هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن الحوار، مؤكداً ترحيب حركته في أي وساطة عربية أو مصرية أو غير مصرية، قائلاً :المهم في النهاية نحن نريد أن يجتمع وأن يلتئم الشمل الفلسطيني وأن يكون حوار جدي، ينهي حالة الانقسام ويعيد اللحمة للشعب الفلسطيني"على حد تأكيده.

وقد ضم اللقاء عددا من قادة الفصائل الفلسطينية، حيث مثل حماس كل من وزير الداخلية سعيد صيام والمتحدث باسم الحركة أيمن طه، ومثل الجبهة الشعبية كل من القيادي في الجبهة كايد الغول ورباح مهنا، فيما مثل الجبهة الديمقراطية عضو المكتب السياسي في الجبهة صالح زيدان، أما حركة الجهاد الإسلامي فمثلها في الإجتماع داوود شهاب.

من جهته، قال داوود شهاب، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي "حتى الآن الحصار بقي على حاله، وإذا لم تكن هناك ضغوطات حقيقية والتزام صهيوني بتنفيذ استحقاقات التهدئة ورفع الحصار وفتح المعابر وعلى رأسها معبر رفح؛ أعتقد أنّ الأمور (التهدئة) لن تستمر على ما هي عليه".

وأشار شهاب في المؤتمر الصحفي عقب اللقاء إلى أنه تم التباحث في عدة محاور منها مسألة الانقسام الفلسطيني الداخلي، والتهدئة مع الاحتلال، والاعتداءات الصهيونية المتواصلة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، لاسيما وأنّ الفصائل التزمت بالتهدئة، لكنّ الاحتلال لم يلتزم.

وأوضح شهاب أنه جرى تقييم شامل للتهدئة، موجهاً دعوة للجانب المصري من أجل الضغط على الاحتلال لتنفيذ استحقاقات التهدئة، مؤكداً أنه في حال استمرت الاعتداءات الصهيونية واستمر الحصار المفروض على قطاع غزة؛ فسيكون للفصائل الفلسطينية شأن آخر من عملية التهدئة.

وشدّد القيادي في الجهاد الإسلامي، على أنّ الحركة ملتزمة بالتهدئة "رغم التحفظات الكثيرة عليها، ورغم وجود اعتداءات إسرائيلية كثيرة"، مضيفاً "لكنّ هذا الالتزام إلى أي مدى سيستمر هذه مسألة ستحددها الحركة (الجهاد) ضمن ما يراعي مصالح الشعب الفلسطيني".

وفيما يتعلق بالحوار الفلسطيني الداخلي؛ قال شهاب "لا جديد في هذا الموضوع، ولكن هناك أفكار تُطرَح لبدء حوار هنا في غزة، ولكن هذا الأمر مناط بموافقة الأخوة في حركة فتح، وحتى الآن حركة فتح ترفض هذا الاقتراح"، وفق ما ذكر.

ومن جهته قال الشيخ نافذ عزام القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي صباح اليوم، الجمعة، في تعقيبه على الاجتماع" نأمل أن يتم تفعيل خلية الأزمة التي شكلت لرصد بالخروقات الإسرائيلية للتهدئة التي دخلت أسبوعها السادس".

وبين أن الاجتماع دار حول نقطتين وهما التهدئة وما يتعلق بالخروقات الإسرائيلية، والعلاقات الفلسطينية الداخلية والحوار بين حركتي فتح وحماس وكل الفصائل، موضحا أن الحوار كان صريحا وتم مناقشة اللقاءات الأخيرة التي قامت بها حركة حماس والمبادرة اليمنية.

وبخصوص معبر رفح، قال" هناك تسارع في الجهود المبذولة من أجل فتح معبر رفح لإنهاء معاناة المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة ".

وفي موضوع الجندي الإسرائيلي الأسير شاليط، قال عزام :"إن المصريين أكدوا أن هذا الملف منفصل تماما عن الملفات الأخرى".

التعليقات