قوات الاحتلال تمنع دخول وفد طبي من الداخل إلى قطاع غزة لإجراء عمليات جراحية..

منعت قوات الاحتلال دخول وفد طبي إلى قطاع غزة، الأربعاء، وذلك بعد أن تمت المصادقة على دخول الوفد إلى القطاع قبل عدة أيام. ويضم الوفد 9 أطباء عرب من الداخل ناشطين في منظمة "أطباء لحقوق الإنسان".

وكان من المتوقع أن يمكث الوفد في قطاع غزة ثلاثة أيام، لإجراء عشرات العمليات الجراحية لمرضى فلسطينيين، وتقديم خدمات طبية في مجالات طبية لا تتوفر في القطاع.

ونقل عن أحد الأطباء في الوفد قوله إن الوفد كان يمثل الأمل الوحيد بالنسبة لما يقارب 400 مريض بحاجة إلى العلاج الطبي، بينهم من بدأ صيامه يوم أمس، الثلاثاء، استعداد لعملية جراحية كانت يفترض أن تتم اليوم.

وبحسبه فإن قوات الاحتلال ادعت أن منع دخول الوفد الطبي إلى قطاع غزة يأتي لـ"أسباب أمنية وبحجة وجود إنذارات تحذر من الدخول إلى قطاع غزة".

وكان من المقرر أن يتم إدخال معدات طبية تصل قيمتها إلى 50 ألف دولار إلى قطاع غزة مع الوفد الطبي، إلا انه سيتم إعادتها بسبب منع الدخول إلى القطاع.

يذكر أنه منذ أن تم فرض الحصار على قطاع غزة فإن المساعدات الطبية التي تصل القطاع محدودة جدا، في حين لا يسمح للأطباء المحليين بالخروج من القطاع لاستكمال تخصصاتهم، علاوة على أن الحصار تسبب بوفاة أكثر من 240 مريضا كانوا بحاجة إلى تلقي العلاج خارج القطاع بسبب عدم توفره في الداخل. وهناك عدد من المرضى ينتظرون إجراء عمليات جراحية لهم مدة تزيد عن العام.

ونقل عن مدير العيادات التابعة لمنظمة "أطباء لحقوق الإنسان، صلاح حاج يحيى، قوله إن الزيارات السابقة للوفود الطبية أظهرت أن المستشفيات هناك لا تستطيع أن تقدم خدمات طبية كثيرة. وكان الوفد ينوي إدخال معدات لإجراء عمليات جراحية، وتقديم دورات تأهيل لعدد من الأطباء للمساعدة في تحسين الخدمات الطبية.

كما أشار إلى أن الحصار المفروض على قطاع غزة يسبب الكثير من الأضرار للمستشفيات، ويشكل عقابا جماعيا لما يقارب مليون ونصف المليون فلسطيني في القطاع.

ونقل عن أحد الأطباء العاملين في المنظمة قوله إن هدف الوفد الطبي كان تقديم العلاج لعدد من المرضى، والذين تمنع الأجهزة الأمنية دخولهم إلى البلاد لتلقي العلاج.
استنكر النائب جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي وفداً طبياً من فلسطينيي الداخل من دخول قطاع غزة، واحتجازهم على معبر بيت حانون شمال قطاع غزة.

واعتبر الخضري، في تصريحات صحفية أن منع الوفد الطبي يؤكد نية الاحتلال تشديد الحصار على القطاع، ومنع أي جهود لمساعدة الفلسطينيين وخاصة الحالات الإنسانية.

وأكد الخضري على أن الوفد وهو من منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" ذات النشاطات الإنسانية، كان يستعد للقيام بإجراء عمليات جراحية لمرضى غزة المحاصرين، وتقديم المشورة للمرضى بحسب تخصصاتهم.

وأشار إلى تدهور الوضع الصحي في القطاع ووفاة قرابة 250 حالة مرضية نتيجة الحصار، كان آخرهم شابان في مقتبل العمر خلال اليومين الماضيين.

وشدد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على أن مئات المرضى في غزة يتهدد حياتهم خطر الموت بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من عامين، ومنعهم من السفر لتلقي العلاج في الخارج بالإضافة إلى نفاذ المستلزمات الطبية.