09/04/2009 - 07:00

17 مصابا فلسطينيا: العصابات الاستيطانية دخلت أراضي قرية صافا بموافقة الجيش وتحت حمايته

مستوطنون من مستوطنة "بات عاين" يهاجمون قرية صافا القريبة من بيت أمر شمال الخليل * هذا الهجوم يأتي بالرغم من تحذيرات سابقة أشارت إلى احتمال حصوله..

17 مصابا فلسطينيا: العصابات الاستيطانية دخلت أراضي قرية صافا بموافقة الجيش وتحت حمايته
أكد مصدر أمني إسرائيلي أن المستوطنين الذين اقتحموا الأراضي الزراعية لقرية صافا قرب الخليل يوم أمس، الأربعاء، ونفذوا اعتداءات على الفلسطينيين، دخلوا المنطقة بموافقة الجيش الإسرائيلي، وتحت حمايته.

وقد أصيب جراء اعتداءات المستوطنين 17 فلسطينيا بينهم 7 إصابات بالغة. وقال مسؤول أمني إسرائيلي لموقع "والا" الألكتروني: "كان تفجر الوضع في مستوطنة بات هعاين مسألة وقت. توقعنا ردود فعل للعملية التي وقعت في المستوطنة قبل اسبوع".

وأكد أهالي صافا أن هناك عدداً من الإصابات الخطيرة، إثر إطلاق المستوطنين النار على الأهالي، مؤكدين أن سيارات الإسعاف وصلت الى المنطقة وقامت بنقلهم الى المستشفيات.

ومستوطنة "بت هعاين" التي قدم منها المهاجمون هي مستوطنة أيدلوجية، وسكانها من اليمين المتطرف. وقد نشطت فيها في الماضي عصابات إرهابية يهودية لتنفيذ عمليات اعتداء على الفلسطينيين.
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى تحذيرات سابقة، كانت قد حذرت من احتمال قيام المستوطنين بشن هجوم على الفلسطينين، بيد أن قوات الاحتلال لم تعمل على منع وقوعه.

وكان قد نقل عن مصادر في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قولها إن هناك مخاوف تشير إلى احتمال قيام عناصر اليمين المتطرف بتنفيذ عمليات ضد فلسطينيين، وذلك في أعقاب مقتل مستوطن، الخميس الماضي، في مستوطنة "بات عاين".

وفي حينه ادعت مصادر في الشرطة أن الجيش والشاباك والشرطة قاموا بتعزيز قواتهم في محيط المستوطنة، تحسبا لاحتمال قيام المستوطنين في "بات عاين" أو في المستوطنات المجاورة، تنفيذ عمليات ضد المدنيين الفلسطينيين المارين في المنطقة، أو في داخل القرى الفلسطينية القريبة.

استنكرت الحكومة المقالة الإجراءات العدوانية التي يقوم بها المستوطنون ضد أبناء الشعب الفلسطيني الجارية في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية وخاصة اعتداءات المستوطنين على أهالي خربة صافا ومواطني "بيت أمر" مما أدى حتى اللحظة إلى إصابة 12 مواطنا، الأمر الذي يأتي متكاملا مع الاعتداءات المتواصلة على أهلي الضفة بما فيه القدس في تصعيد مبرمج وخطير بين المستوطنين وحكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة.
قال طاهر النونو الناطق باسم الحكومة المقالة في تصريح صحفي "أن هذه الجرائم الخطيرة التي تتم وللأسف في ظل التنسيق الأمني الذي تقوم به سلطة رام الله بعد أن قامت بسحب سلاح المقاومة وتكبيل يديها وإعطاء التعليمات لضباط وعناصر الشرطة والأمن بعدم حماية المواطنين والدفاع عنهم جراء اعتداءات المستوطنين مما أعطى الفرصة لهؤلاء المستوطنون بالتجرؤ على أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة.
ودعا إلى وقف ملاحقة المقاومين في الضفة وإطلاق يدهم للدفاع عن الشعب الفلسطيني ووقف كل أشكال التنسيق الأمني الضارة مع الاحتلال وإعادة الاعتبار لبرنامج الصمود وخيار المقاومة، مطالباً أجهزة الشرطة والأمن إلى الدفاع عن المواطنين الفلسطينيين وردع المستوطنين.
كما وطالب المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحماية للمواطنين الفلسطينيين من هذه الهجمات الغادرة التي يقوم بها المستوطنون ضد أهلي الضفة , مذكراً بأن القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني يعتبران أن الاستيطان جريمة حرب.

ومن جهتها أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم,ان السبيل الوحيد لمواجهة المستوطنين هو التصدي لهم ,وإطلاق يد المقاومة وتشكيل المجموعات لحماية القرى والمدن من تغول المستوطنين الذين يعلنون بشكل واضح عن نيتهم مواصلة عدوانهم لطرد وترحيل العرب والفلسطينيين.

وقالت الجهاد في بيان لها "أن الاعتداءات التي قامت بها مجموعات من قطعان المستوطنين بمهاجمة أهلنا وأرضنا في قريتي بيت أُمر وصافا قضاء الخليل هي حلقات متواصلة تجري بتنسيق ورعاية حكومة وجيش الاحتلال بهدف الضغط على أبناء شعبنا وإجبارهم على الرحيل , مؤكدة على وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان والاستيطان والتهويد.

وطالبت بتنظيم مسيرات الغضب والتضامن مع أهلنا في الخليل والقدس والدعوة لاستمرار المقاومة بكافة أشكالها رداً على جرائم الاحتلال بحق الأرض والشعب والمقدسات.

.من جانبها حذرت حركة الجهاد الإسلامي من استمرار دولة الاحتلال باستهداف مدينتي القدس والخليل بشكل خاص والضفة الغربية وأهاليها بشكل عام، داعية إلى وقفة عربية وإسلامية حازمة لمواجهة الأخطار التي تتهدد تلك المدينتين وللدفاع عن الفلسطينيين مطالبة السلطة إلى قراءة الواقع ووقف ملاحقة المقاومة في الضفة.

وقال الشيخ نافذ عزام القيادي في الجهاد في تصريحات صحفية: "هناك استهداف واضح لأهلي الضفة الغربية ولاسيما مدينتي القدس والخليل، ومن الواضح تماما أن هناك مخططات لدى إسرائيل تجاه هاتين المدينتين تحديدا لما ترمزان له في الصراع للمكانة الدينية المميزة للخليل والقدس في حياة وتاريخ الشعب الفلسطيني وفي عقيدة الإسلام بشكل عام.

واعتبر هذه الهجمة بأنها حلقة في سلسلة مستمرة ضمن مشروع يهدف إلى طمس معالم مدينتي القدس والخليل والمحاولة الدائمة من اجل دفع الفلسطينيين للاستسلام.

وأكد أن أطماع الاحتلال الإسرائيلي موجودة طوال الوقت والمخططات تجاه الخليل والقدس موجودة على مدار السنوات الماضية, موضحاً إن هذه الاعتداءات والمخططات تتطلب وقفة فلسطينية كبيرة تكاتفا وتضامنا وتوحدا كما يتطلب وقفة عربية وإسلامية حازمة لمواجهة هذه الأخطار وللدفاع عن الفلسطينيين وعن هذه المدن والتي تمثل ركنا أساسيا في حضارة وتاريخ الإسلام.

وبين أن الواقع الفلسطيني الداخلي وعدم وجود إستراتيجية عربية واحدة لمواجهة إسرائيل وسياسيتها وغض الطرف الدولي أعطى المستوطنين جرأة أكبر في مواصلة الاعتداءات وتمكنت إسرائيل من المضي في خططها ومشاريعها.

وحول عدم تمكن السلطة في رام الله من حماية سكان الضفة الغربية وعدم تمكن المقاومة من العمل نظرا لأنها ملاحقة قال "هذا الأمر يتطلب مراجعة فلسطينية داخلية، والجولة الأخيرة من الحوار كانت فيها روح ايجابية نأمل أن تتسارع الجهود من اجل العودة للتضامن ووقوف الفلسطينيين صفا واحدا بلا شك سيكون له اثر رادع في مواجهة المستوطنين وفي مواجهة السياسية الإسرائيلية من اجل حماية الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية في فلسطين".

وأعرب عن أسفه لمواصلة السلطة تنفيذ اعتقالات سياسية في الضفة، مطالبا بوقف ذلك وإطلاق يد المقاومة للدفاع عن شعبها وقال: "هذا أمر مؤلم ومؤسف وهذا الملف ملف بلا شك مدمي للقلب، فلا يجوز ملاحقة فلسطيني لفلسطيني على الإطلاق، ومبدأ الاعتقالات السياسي مبدأ مرفوض وكان هناك إجماع في حوارات القاهرة على تحريم الاعتقال السياسي".

وأضاف "الاعتقال السياسي يضر بالشعب الفلسطيني وبالقضية الفلسطينية , قائلا" لا نفهم أي سبب له على الإطلاق، فإسرائيل ماضية في خططها ومشاريعها، والمجتمع الإسرائيلي جاء في حكومة غاية في التطرف والتشدد والعنصرية رغم ذلك هناك اعتقالات، وهذا أمر مؤسف ونتمنى فعلا أن يقرا الفلسطينيون المرحلة بشكل واعي حتى تتوقف مثل هذه الظواهر".

التعليقات