15/10/2009 - 12:57

فتح توافق على ورقة المصالحة ؛ هنية يعلن موقف «حماس» من ورقة المصالحة في خطاب يلقيه اليوم

يلقي رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية اليوم خطاباً شاملاً يعلن خلاله موقف حركته من الورقة المصرية للمصالحة، ويتوقع أن يرد هنية أيضا على الاتهامات التي وجهها الرئيس د عباس

فتح توافق على ورقة المصالحة ؛ هنية يعلن موقف «حماس»  من ورقة المصالحة في خطاب يلقيه اليوم
يلقي رئيس الحكومة الفلسطينية المُقالة القيادي في حركة «حماس» إسماعيل هنية اليوم خطاباً شاملاً يعلن خلاله موقف حركته من الورقة المصرية للمصالحة، ويتوقع أن يرد هنية أيضا على الاتهامات التي وجهها الرئيس محمود عباس إلى قادة «حماس»، خصوصاً في ما يتعلق بالمصالحة والحرب الإسرائيلية على غزة وتقرير غولدستون.

وكانت حركة فتح قد وقعت يوم أمس المقترح المصري الجديد لاتفاق المصالحة الفلسطينية، في حين ينتظر أن تسلم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ردها عليه اليوم. وقد سلمت مصر -التي ترعى اتفاق المصالحة- مقترحا جديدا للفصائل يقضي بأن يوقع عليه كل فصيل على انفراد، ثم ينعقد لقاء جامع للاحتفال بتوقيع جماعي بعد عيد الأضحى المقبل. وقال مصدر في حركة فتح إنها وقعت على الورقة المصرية وإن وفدا يترأسه عضو لجنتها المركزية عزام الأحمد سيسلمها للسلطات المصرية اليوم.

وكان من المنتظر أن توقع الفصائل الفلسطينية اتفاق المصالحة في 25 من الشهر الجاري، غير أن تأجيل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة منذ أيام البت في تقرير القاضي ريتشارد غولدستون بطلب من السلطة الوطنية الفلسطينية غير الوضع.

وطالبت حماس وفصائل فلسطينية أخرى بتأجيل موعد توقيع المصالحة بسبب موقف السلطة من تقرير غولدستون الذي أدان إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في حربها الأخيرة على قطاع غزة. واعتبر المطالبون بتأجيل توقيع المصالحة موقف السلطة الفلسطينية من التقرير "خيانة" للشعب الفلسطيني و"تبرئة" للاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين أن التوقيت الآن غير مناسب للمصالحة.

وظهر يوم أول أمس توتر جديد قد يؤدي إلى تعثر المصالحة الفلسطينية، وهي وفاة يوسف شقيق المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري في أحد السجون المصرية، بعد أن كان اعتقل في أبريل/نيسان الماضي بدعوى دخوله مصر بصورة غير قانونية.

وقال سامي إن شقيقه يوسف توفي جراء التعذيب الذي تعرض له بغرض انتزاع معلومات منه عن نشاط شقيقه في حماس، غير أن مسؤولين مصريين نفوا هذه الاتهامات وقالوا إنه توفي وفاة طبيعية.



ومن جهة أخرى قال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تؤيد جهود المصالحة الفلسطينية شرط أن تؤدي إلى حكومة تحترم مبادئ اللجنة الرباعية الدولية.
وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أوردت يوم أمس أن واشنطن أبلغت مصر أنها لا تدعم اتفاق المصالحة معتبرة أنه سيقوض المفاوضات التي تجريها السلطة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي.

وذكرت الصحيفة أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل أكد لمدير المخابرات المصرية عمر سليمان أن الجدول الزمني الحالي لاتفاق المصالحة "ليس جيدا" ومن شأنه أن يعرقل انطلاق المفاوضات.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أميركي قوله إن الولايات المتحدة تتوقع من أية حكومة فلسطينية وجميع الوزراء الذين ستضمهم أن يوافقوا على شروط الرباعية المكونة من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وفي كلمته اليوم يتوقع أن يشن هنية هجوماً لاذعاً على عباس وحركة «فتح». وكان أعلن أمس ترحيبه بـ «تقرير غولدستون» الذي تتهم السلطة «حماس» باستخدامه «للتهرب» من استحقاقات المصالحة. وقال في كلمة خلال اعتصام لجرحى الحرب الإسرائيلية على غزة احتجاجاً على إرجاء التقرير: «نحن مع تقرير غولدستون، ونحن من سهل عمل هذه اللجنة من البداية وأبدينا معها كل التعاون...نحن مع التقرير وسنقدمه الى أبعد مدى. وننتظر الساعة التي نرى فيها قادة الاحتلال مكبلين بالأغلال».
واعتبر أن «الزوبعة الاعلامية التي أثيرت عن موقف حماس من توصيات التقرير واعتبرت أن الحركة ضده هي محاولة يائسة للتغطية على جريمة سحب التصويت على التقرير ومحاولة للمس بموقف الحكومة (المُقالة) التي التزمت التعامل مع اللجنة خلال التحقيق والاحتضان الكامل لها». وأضاف: «إن كانت لنا ملاحظة في شأن بند المقاومة وحق الشعب في الدفاع عن نفسه، فهذا لا يعني أننا لم نكن مع التقرير».
ولفت إلى أن حكومته «سهلت عمل اللجنة وتعاملت معها وقدمت لها كل المستلزمات التي تساعد في استخراج ما يدين الاحتلال الاسرائيلي ويطالب بتقديم قادته لمحكمة الجنايات الدولية». وتابع: «قلنا إننا مع التعامل الجدي والوطني مع هذه الوثيقة من أجل تنفيذ توصياتها في ما يتعلق بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وانتهاك حقوق الإنسان وانتهاك القانون الدولي».
وشدد على أنه «كان لموقف الحكومة أثر كبير في إخراج توصيات تقرير غولدستون على النحو الذين يدين إسرائيل بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين، في حين رفضت إسرائيل استقبالها».
وأكد أن حكومته «ستسعى جاهدة إلى دفع تقرير غولدستون على طاولة البحث الحقوقي والقانوني في كل المؤسسات الحقوقية الإقليمية والدولية».
وتعهد «تقديم التقرير إلى أبعد مدى من المؤسسات الحقوقية والقانونية، لأننا ننتظر اللحظة التي يحاسب خلالها مجرمو الحرب الإسرائيليون».
واعتبر أن «الاعتصام يأتي تأكيداً على المواقف التي عبرت عنها جموع الشعب الفلسطيني وفصائله بالغضب والاستنكار لقرار سحب التصويت على تقرير غولدستون».
وكانت «حماس» ومعظم الفصائل اتهمت عباس بأنه أوعز للسفير الفلسطيني في جنيف إبراهيم خريشة بسحب التقرير من المداوات في مجلس حقوق الإنسان الأممي، وإرجاء التصويت عليه إلى آذار (مارس) المقبل. وطلبت «حماس» في أعقاب ذلك تأجيل التوقيع على اتفاق المصالحة الذي كان مقرراً في الخامس والعشرين من الشهر الجاري برعاية مصرية وحضور عربي ودولي في القاهرة.


"الجزيرة نت، الحياة"

التعليقات