20/10/2009 - 14:58

عباس: حماس أمرها ليس في يدها ؛ الزهار: الوثيقة المصرية تضمنت مسائل لم يتفق عليها

عباس مواقف حماس «ذرائع لأسباب لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية، أو علاقة لها بالمصالحة بل بأسباب إقليمية معروفة».

عباس: حماس أمرها ليس في يدها ؛ الزهار: الوثيقة المصرية تضمنت مسائل لم يتفق عليها
شن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، هجوما عنيفا على حركة حماس، متهما إياها بأن أمرها ليس في يدها وتسير وفق أجندات إقليمية. ودعا الجامعة العربية لأن تقول كلمتها بخصوص الطرف المعطل للحوار. كما جدد عباس تنصله من مسؤولية قرار سحب تقرير غولدستون من مجلس حقوق الإنسان.

وقال عباس في مؤتمر صحفي عقده في مقر رئاسة الجمهورية المصرية، عقب لقائه مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك، إن السلطة الفلسطينية «لن تخذل مصر ومصممة على التخفيف من معاناة شعبنا، واستعادة وحدته الوطنية.

وأضاف أن "حماس أعلنت في اللحظات الأخيرة أنها لا تريد التوقيع، طبعا قبل هذا تحججوا بتقرير جولدستون، ثم أصدروا بيانا مع تنظيمات أخرى ووضعوا عددا من التحفظات، دون أن يشيروا إطلاقا لا من قريب أو بعيد إلى مسألة جولدستون، لأنها كانت ذريعة، يتذرعون بها، وعندما كشف أمرهم، وعندما تبين أنها ذريعة لا أكثر ولا أقل، بدأوا يبحثون عن تعديلات هنا وهناك".

وشدد عباس على رفضه لأية تعديلات على الورقة المصرية، وقال: نحن موافقون عليها، وبالتالي الكرة بمعلب حماس، ونعرف أن حماس بالنتيجة أمرها ليس بيدها، وتعرفون أين هو أمرها. وأعتبر تحفظات حماس بأنها «ذرائع لأسباب لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية، أو علاقة لها بالمصالحة بل بأسباب إقليمية معروفة».

وقال: نحن وفق النظام الأساسي 'الدستور'، مجبرون بأن نعلن في الخامس والعشرين من الشهر الجاري مرسوما بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية قبل الرابع والعشرين من كانون ثان/يناير 2010م، ولذلك سنصدر هذا المرسوم بالفعل، أما هنالك واقعية أم عدم واقعية فسنبحث هذا الأمر. وشدد السيد الرئيس على أن مصر لا تعترض على الانتخابات أو المرسوم الذي سنصدره يوم الخامس والعشرين من هذا الشهر، وقال: 'مصر قالت موقفها من موضوع الحوار، ومن أخر الحوار وأجله بشكل واضح وببيان رسمي ولا حاجة للتعليق على ذلك بالمزيد'.

وقال: الآن مطلوب من الجامعة العربية أن تقول رأيها في هذا الموضوع، بعد ان أعلنت مصر موقفها بشكل واضح بعد أن صبرها قد نفذ وكان 'بأن فتح قد جاءت وقدمت الوثيقة، وهي جاهزة للتوقيع عليها، بينما حماس رفضت ذلك'.

وأوضح أن مصر باعتبارها الراعية للحوار هي الحكم، وهي قالت كلمتها بشكل واضح بخصوص من يعيق الحوار، والآن المطلوب موقف عربي واضح حول هذا الموضوع.

وردا على سؤال حول تأجيل تقرير جولدستون بالسابق، وهل كان ذلك بسبب ضغوط خارجية، قال إن التقرير عندما عرض في جنيف، قدمت المجموعة العربية والإفريقية، وعدم الانحياز والمجموعة الإسلامية ونحن معها، ونحن لسنا أعضاء ولا نستطيع أن نقدم، أو نبدل أو أن نسحب أو نؤجل، مشروعا لجنيف، وهو لم يقبل من القوى الكبيرة، فقدمت أميركا مشروعا منخفضا، ولم نقبله، وكان لا بد من خيار التأجيل، والتأجيل جاء بإجماع الجهات الأربع 'العربية والإسلامية والفلسطينية وعدم الانحياز'.

وأضاف عباس أن ما أثير حول تقرير جولدستون في السابق لا يتعدى كونه ضجة مفتعلة من حركة حماس ومن يؤيدها، وكانت حملة مليئة بالأكاذيب والافتراءات، ونحن أعدنا طرح القضية مرة أخرى بموافقة ما بين 16-18 دولة، وبعد النقاش حصلت على 25 صوتا بعدما كانت ستحصل على 18 صوتا في حالة عدم تأجيلها، والآن القضية أمام الأمم المتحدة.

التراجع الأمريكي

وردا على سؤال حول تراجع الموقف الأميركي بخصوص العملية السياسية ، قال: الإدارة الأميركية أعلنت ومن القاهرة ضرورة وقف الاستيطان بشكل كامل، ونحن مصرون على ضرورة وقف الاستيطان بشكل تام. وأضاف: ما عرض علينا ونحن في نيويورك هو وقف مؤقت لمدة معينة، لكن يستثني القدس وعدد من الوحدات الاستيطانية وتزيد عن 2500وحدة، والمباني الحكومية، وهذا الكلام رفضناه، والآن هنالك حديث ثنائي بيننا وبين الأميركان وبين الإسرائيليين والأميركان.

وأضاف: يثار بالصحافة الإسرائيلية أن هنالك اتفاق ما جرى حول موضوع الاستيطان، ونحن لا نعرف ماذا بشأنه، نحن لدينا مبعوثا متواجدا في واشنطن، وعندما يعود سنعرف ذلك.

وشدد رئيس السلطة الفلسطينية على أنه حتى تستأنف المفاوضات يجب أن يتوفر أمران، هما: وقف الاستيطان أولا، والعودة لتحديد مرجعية المفاوضات، كما تم في عهد الرئيس جورج بوش، وعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت، مضيفا: وهذا يعني أن الحدود التي يجب ان نتفاوض عليها هي حدود 1967م، بما فيها غزة والضفة الغربية، والقدس، والبحر الميت، ونهر الأردن والأرض المحرمة المسماة 'نوماز دان'.

وتابع سيادته: في السابق وصلنا لتقدم ممتاز وحصل ما حصل في إسرائيل، والآن العودة عن هذا الكلام من الإدارتين أمر بالنسبة لنا غير مقبول.

من جانبها أكدت حركة حماس أنها لا تعارض مضمون وثيقة المصالحة المصرية ، مشددةً على حرصها على العلاقة مع القاهرة التي اعتبرتها "الوكيل الحصري لجميع الملفات الفلسطينية-الفلسطينية والفلسطينية-الإسرائيلية".

وقال القيادي في حركة "حماس" محمود الزهار في تصريحات صحفية له اليوم "إن الوثيقة المصرية تضمنت مسائل لم يتفق عليها ولم تبحث أصلا بشكل مناسب، ويعد إدراجها في الورقة ابتعادا عن روح المصالحة".

وأضاف الزهار أن كل ما تقوم به حركة حماس الآن هو مطابقة ما ورد في الوثيقة وما انتهت إليه الصياغة على جملة ما تم الاتفاق عليه خلال الحوارات".

وفيما يتعلق بالانتخابات،أكد أن حماس لا تخشى الانتخابات ،قائلاً "أن شعبية الحركة في ازدياد مستمر على الرغم من أنها لم تختبر في الميدان" ، مستشهدا بما نقلته صحيفة "صنداي تايمز" أمس الأول حول ارتفاع شعبية "حماس" مقابل رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس بعد أزمة تقرير غولدستون وأن لديها شعبية أكبر في الضفة الغربية.

وأضاف"أن هناك أطراف (لم يسمها) لديها الرغبة في تسميم تلك العلاقة التي تحرص عليها الحركة ، فالاتصالات مع القاهرة مستمرة , ونحن قادمون إلى مصر وليس صحيحا أن القاهرة انذرتنا أو مارست علينا أي نوع من الضغوط".

وكانت الأيام القليلة الماضية قد شهدت توترا بين القاهرة والحركة على خلفية تجاوز الحركة موعدا كانت القاهرة قد حددته للتوقيع على "الوثيقة المصرية" للمصالحة الوطنية الفلسطينية، وهو الأمر الذي رفضته واعتبرته نوعا من المماطلة لا ترضى عنه.

التعليقات