08/03/2010 - 08:15

حماس تؤكد على ضرورة إنجاز المصالحة على أساس ضمانات لتنفيذ الاتفاق

الزهار: المصالحة ليست بين "فتح" و"حماس" وإنما بين كافة الفصائل الفلسطينية * الهندي: الانقسام الفلسطيني سببه التوجه نحو خيار التسوية

حماس تؤكد على ضرورة إنجاز المصالحة على أساس ضمانات لتنفيذ الاتفاق
أكدت حركة حماس على ضرورة إنجاز المصالحة الفلسطينية والوصول إلى توافق فلسطيني داخلي على أساس ضمانات تنفيذ الاتفاق لكي لا يفشل كما فشل اتفاق مكة بعد ثلاثة أشهر من توقيعه، موضحة أن مصر ستبقى الراعي الوحيد والحصري للمصالحة الفلسطينية.

وطالب القيادي البارز في حركة حماس الدكتور محمود الزهار خلال لقاء في مقر "تجمع الشخصيات المستقلة" بمدينة غزة مساء أمس، الأحد، أمام العشرات من رجال الأعمال والمثقفين وعلماء الدين، لتوضيح موقف حماس من المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي، بإضافة بنود في بداية الورقة المصرية أو نهايتها لضمان تنفيذ الاتفاق على الأرض، ولكي لا يتهرب احد من مسؤولياته لإنهاء الانقسام الفلسطيني.

وأشار الزهار إلى أن المصالحة الوطنية ليس بين فتح وحماس فحسب، وإنما بين كافة الفصائل الفلسطينية، وهي المخرج الوحيد من أي مأزق يواجه الفلسطينيين، مؤكدًا أن الانتخابات ليست هي الحل للوضع الحالي.

وقال الزهار "إن الفصائل بحاجة لحلول خلاقة تستطيع من خلالها تنفيذ اتفاق المصالحة لأن حماس لا تريده مجرد اتفاق أو توقيع". وأعرب عن أمله أن تتم هذه المصالحة قبل القمة العربية المرتقبة في ليبيا.

وأوضح أن الهدف من التوقيع على ورقة المصالحة هو عدم إشغال القمة العربية بقضية الانقسام ولفت الانتباه إلى قضية الحصار وإعادة إعمار غزة، منوهًا إلى أن المصالحة لن تكون بين الفصائل فقط وإنما بين العائلات، وأن حركة فتح ستستفيد من إتمام المصالحة وأنها ستتممكن من فتح مجالات عمل في غزة.

وتطرق إلى بعض أسباب الانقسام الفلسطيني، وقال إن بعضاً منها لا زالت مستمرة حتى الآن ومنها استئثار حركة فتح على منظمة التحرير والقرار الفلسطيني، ورفض نتائج الانتخابات في عام 2006 من قبل فتح، والعصيان المدني الذي تحول لعصيان مسلح، مشيرا إلى أن ذلك أدى لتخوف لدى حماس وبعض الفصائل.

وشدد على رفض حركته إقامة دولة في غزة أو إمارة ، مشيرا إلى أن "فلسطين في عقيدة حماس هي كل فلسطين من البحر إلى النهر"، رافضا بذلك اتهامات الرئيس الفلسطيني محمود عباس المتكررة لحماس بسعيها لإقامة "إمارة ظلامية" في غزة.

وقال "إن المصالحة الفلسطينية ستمنع حربا جديدة على غزة وستخفف الحصار، ولكنها بحاجة لأسس سليمة أهمها التفاهم الداخلي والعودة لتنفيذ ما اتفق عليه في مارس 2003 في اتفاق القاهرة المتعلق بمرجعية سياسية فلسطينية وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية.

وبين أن المصالحة ستحسن علاقة حماس من العالم العربي وخاصة الأنظمة، وكذلك ستحسن وضع الحركة وعلاقاتها مع مصر، مؤكداً أن مصر ليست دولة عادية بل محورية ومركزية.

وأوضح أن الانتخابات مخرج للمصالحة إذا توافق الفلسطينيون وليس قبل ذلك، محذراً من أن ما جرى في غزة سابقاً قبل الحسم العسكري لحركته يجري حاليا في الضفة الغربية.

وقال الزهار "إن فتح سوف تجني من المصالحة الكثير، أهمها تخفيف التبعية المجانية لإسرائيل ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، فتح المجال أمام عودتها لغزة، وتسهيل الانتخابات القادمة".

وكشف الزهار عن حراك أوروبي متواصل تجاه حماس، مؤكداً وصول مزيد من الدعوات لقيادات الحركة لزيارة عواصم أوروبية، والسماع منها لرؤيتها تجاه المصالحة والحوار ومستقبل المنطقة.

إلى ذلك قال القيادي البارز وعضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي "إن الانقسام ليس وليد السنوات الأخيرة، بل إن الفلسطينيين اختلفوا منذ اتجاه البعض لخيار التسوية"، متوقعا أن يستمر الانقسام طالما استمر الرهان من قبل بعض الفلسطينيين على التسوية والمفاوضات مع إسرائيل.

وقال الهندي إن الانتخابات جرت ليس حبا في الديمقراطية بل كان المقصود منها دفع حماس لتقديم تنازلات لإسرائيل، وعندما لم تتنازل حوصرت وضربت وقصفت، موضحا أن الحصار سوف يستمر على قطاع غزة حتى لو وقعت حماس ورقة المصالحة المصرية.

من جانبه أكد ياسر الوادية رئيس تجمع الشخصيات المستقلة أهمية التوصل لمصالحة فلسطينية تنهي الانقسام وتحمي المشروع الوطني، مشدداً على ضرورة التوافق داخليا والتواصل مع راعية المصالحة المستمرة مصر.

وشدد الوادية على أن الشعب الفلسطيني ينتظر المصالحة الوطنية بفارغ الصبر، ويأمل أن تحدث اليوم قبل غد لأنها ستنقذه من كثير من المصاعب والمشاكل التي يواجهها، داعياً إلى سرعة التوافق على الورقة المصرية.

التعليقات