24/09/2010 - 09:35

مشعل يلتقي وفد "فتح" في دمشق في ضوء "تفاهم" مع عمر سليمان

أيمن طه: ترحيب سليمان بالتوصل الى تفاهمات فلسطينية ليس جديداً، الجديد موافقته على أن تكون ورقة التفاهمات مرجعية للمصالحة عند التطبيق إلى جانب الورقة المصرية..

مشعل يلتقي وفد
أكدت مصادر فلسطينية لـ صحيفة «الحياة» أمس، الخميس، أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل سيلتقي في دمشق بعد ظهر اليوم، الجمعة، وفداً من حركة "فتح" يضم عضوي اللجنة المركزية عزام الأحمد ونصر يوسف في محاولة لـ "إطلاق حوار" بين الحركتين كمرحلة أولى، تعقبه زيارة مسؤولين في حماس للقاهرة، وذلك في ضوء "تفاهم" حصل بعد "لقاء صريح" بين مشعل ومدير المخابرات المصرية عمر سليمان خلال ادائهما مناسك العمرة في مكة المكرمة.

جاء أنه بحسب المعلومات المتوافرة، فإن لقاء عرضياً جمع مشعل وسليمان في مكة اسفر عن اتفاقهما على "لقاء رسمي" بعد المحادثات التي أجراها الوزير المصري مع الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز ومدير الاستخبارات السعودي مقرن بن عبدالعزيز.

وتضمن لقاء مشعل - سليمان عرض كل طرف "موقفه الصريح والحقيقي" من المصالحة الفلسطينية وأسباب عدم توقيع حماس على الورقة المصرية، اذ أصر سليمان على توقيع الورقة من دون أي تعديل، في مقابل عدم قبول مشعل ذلك واقتراح التوصل الى تفاهمات فلسطينية "تكون جزءاً لا يتجزأ من الاتفاق".

وتابعت المصادر: "على رغم أن كلاً منهما بقي في مربعه إزاء ورقة المصالحة وعلاقتها بالتفاهمات بين فتح و حماس، اقترح سليمان أن يطلب من رئيس السلطة محمود عباس إيفاد وفد من "فتح للقاء مشعل وبحث الموضوع في محاولة لإيجاد تفاهمات فلسطينية من دون التفاهم على توقيع الورقة، وما إذا كان ذلك جزءاً من الورقة المصرية".

وأضافت المصادر ان اللواء محمد ابراهيم اتصل بمسؤولين في حماس بعد عيد الفطر ليبلغهم ان عباس وافق على إرسال وفد إلى دمشق للقاء مشعل، فقابلت قيادة حماس ذلك بتأكيد ضرورة إجراء حوار مع القاهرة، إذ أن "الإشكال الأساسي" هو مع مصر وإصرارها على الورقة ووجود "فيتو" مصري ودولي على ذلك.

وتابعت المصادر أنه بعد استشارات مصرية، أبلغت القاهرة حماس موافقتها على عقد لقاء واستضافة وفد من الحركة بعد اللقاءات مع وفد فتح" في دمشق اليوم.

وكانت حماس طالبت، بعد صوغ القاهرة ورقة للمصالحة العام الماضي، بالعودة الى الالتزامات التي جرى التوصل إليها في مسودات الورقة. وبعد جهود عربية وإسلامية، قلصت الحركة ملاحظاتها وتتضمن أن تكون القيادة الموقتة المزمع تشكيلها إلى حين إعادة انتخاب مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية "غير قابلة للتعطيل"، إضافة إلى ضرورة تشكيل لجنة الانتخابات من جانب محمود عباس بـ "التوافق" مع حماس، الأمر الذي يسري ايضاً على تشكيل لجنة أمنية عليا لتنفيذ المصالحة.

كما تتضمنت الاقتراحات "إعادة بناء وهيكلة" الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما اقترحت الاتفاق على موعد جديد للانتخابات بدلاً من الموعد السابق الذي كان مقرراً في حزيران (يونيو) الماضي، وأن تكون الملاحظات "ملحقة بالورقة المصرية وجزءاً لا يتجزأ منها"، وأن يتم التوقيع عليها في آن من جانب الأطراف المعنية والراعية والضامنة لاتفاق المصالحة.

وكان الأحمد ويوسف وصلا أمس إلى دمشق التي تستضيف مؤتمراً برلمانياً عربياً يشاركان فيه. وتوقعت المصادر الفلسطينية أن يصر وفد فتح خلال لقائه مشعل على توقيع الورقة وفق المواقف السابقة على أن "يجري التفاهم لاحقاً على تشكيل حكومة وموعد الانتخابات"، فيما ستبدي حماس انفتاحاً على الحوار السياسي مع فتح في جميع القضايا ووضع "آليات" لهذا الحوار بما يحقق "شراكة حقيقية في المجالات الأمنية والسياسية والإعداد للانتخابات".

وربط مسؤولون بين إعادة الحديث عن المصالحة وموضوعي المفاوضات بين عباس وإسرائيل من جهة وتنامي الأصوات الداعية الى الحوار مع حماس. وفي حال حقق لقاء مشعل والأحمد بعض التقدم، يتوقع عقد لقاء آخر بين وفد فتح ومسؤولين آخرين في حماس.

من جانبه، قال القيادي في حركة حماس أيمن طه إن الاجتماع المرتقب لوفد فتح مع قيادة حماس في سورية جاء بطلب مصري واضح"، كاشفاً أن اللقاء الذي جمع سليمان ومشعل في السعودية تناول ضرورة تحريك ملف المصالحة.

وأشار إلى أن مشعل أبلغ سليمان بأن الرئيس محمود عباس جمّد الاتصالات مع حماس ولم يرسل الوفد الذي كان مفترضاً أن يرسله إلى غزة خشية أن تغضب مثل هذه الخطوة مصر، مضيفاً أن "سليمان وعد مشعل بأنه سيتحدث مع عباس في أول لقاء يجمعهما من أجل إرسال وفد من فتح للاجتماع مع قيادة حماس، وأكد له أن مصر لا تعارض على الإطلاق التوصل إلى تفاهمات فلسطينية - فلسطينية من خلال اجتماعات ثنائية بين الحركتين"، لافتاً إلى أن هذه الاجتماعات يجب أن تعقد بعيداً من مصر، لأن مصر تريد عقد حوار فلسطيني شامل يضم جميع القوى والفصائل الفلسطينية لأن المصالحة شأن فلسطيني عام وليس قاصراً على فتح و حماس.

ولفت إلى أن المسؤولين المصريين هم الذين أبلغوا قيادات الحركة بالاجتماع الثنائي في دمشق بين قيادتي الحركتين.

ونفى طه ما تردد عن أن سليمان وافق على تعديل الورقة المصرية، وإضافة التفاهمات الفلسطينية – الفلسطينية عليها، وتضمينها ملحقاً للتوقيع، وقال: "مصر لا تزال ترى أن الورقة المصرية يجب ألا تمسّ"، معتبراً أن ترحيب سليمان بالتوصل الى تفاهمات فلسطينية ليس جديداً لكن "الجديد في الأمر موافقته على أن تكون ورقة التفاهمات مرجعية للمصالحة عند التطبيق على الأرض إلى جانب الورقة المصرية".

التعليقات