31/10/2010 - 11:02

اصابة عشرة بينهم 5 أطفال في اشتباكات فتح وحماس وهنية يدعو لاجتماع عاجل بين قيادة الحركتين

هنية يدعو إلى ضبط النفس وحماية الدم الفلسطيني* لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية اكدت على ضرورة وقف الاحتقان والتوتر* مقتل ثلاثة في اشتباكات مؤسفة

 اصابة عشرة بينهم 5 أطفال في اشتباكات فتح وحماس وهنية يدعو لاجتماع عاجل بين قيادة الحركتين
وكانت مصادر فلسطينية وشهود عيان اعلنوا الاثنين أن ثلاثة فلسطينين قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مؤسفة وقعت فى مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة بين أنصار من حركتى فتح وحماس.

وقالت المصادر لـ "عرب 48" إن الاشتباكات اندلعت على خلفية "قيام مجموعات من حماس وفتح بعمليات خطف متبادلة في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.

وتطورت هذه الاشتباكات إلى استخدام لكافة انواع الأسلحة ما ادى الى مقتل ثلاثة، اثنان منهم من حركة فتح والثالث من كتائب القسام (حماس) وإصابة خمسة آخرين وصفت إصابات بعضهم بالخطيرة .

واشارت المصادر إلى أنَّ مجهولين قاموا باطلاق النار على وصفى شهوان (25 عامًا) من كتائب عز الدين القسام أمام منزله فى خانيونس ما أدَّى إلى إصابته فى بطنه إصابات خطيرة أدَّت الى وفاته على الفور ما ادى الى تطور الاشتباكات بحيث قام بعدها عناصر من عز الدين القسام بإلقاء عبوة ناسفة على جيب تابع لقوات الامن الوقائى ما أدَّى الى مقتل اثنين من عناصر الوقائي وهما محمد الجرف (25 عامًا) وحمادة الدغمة (26 عاما) واصابة خمسة آخرين " على حد قول المصادر .

واضافت ان الاشتباكات لا زالت مستمرة بشكل عنيف بين عناصر فتح وحماس فى خانيونس فى وقت وصلت فيه حالة التوتر بين الفصلين الى مستوى كبير جدا .

وتاتى هذه الاشتباكات بعد ان شهدت العلاقة بين فتح وحماس توتًرا كبيرًا خلال الفترة الماضية عقب اشتباكات مماثلة شهدتها وزارة الصحة الفلسطينية بمدينة غزة قبل حوالى ثلاثة اسابيع ما ادى في حينه الى اصابة 15 فلسطينيا.وكانت الاحداث المؤسفة تجدد صباح اليوم الثلاثاء واندلعت الاشتباكات المسلحة بين عناصر حركتى فتح وحماس ما ادى الى اصابة عدد من الفلسطينين من بينهم خمسة اطفال

وقالت مصادر طبية فلسطينية أن عشرة فلسطينيين على الأقل أصيبوا خلال هذه الاشتباكات، وصفت إصابة 3 منهم بالخطيرة واوضحت المصادر ان من بين المصابين عدد من الاطفال كانوا فى طريقهم الى مدارسهم اثناء اندلاع الاشتباكات

وقال شهود عيان أن الاشتباكات تجددت في منطقة حي التفاح الى الشرق من مدينة غزة بين انصار حركتي فتح وحماس دون معرفة الأسباب التي أدت إلى اندلاع الاشتباكات .

وتأتى هذه الاشتباكات عقب ساعات فقط من انتهاء اجتماع للجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية فى مدينة غزة اكدت على ضرورة وقف الاحتقان والتوتر السائد بين حركتى فتح وحماس لا سيما بعد الاشتباكات الدامية التي وقعت امس الاثنين فى مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة وادت الى مقتل ثلاثة فلسطينين واصابة عدد آخر


وقال سامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس " إن هذا الحادث عرضي، ولسنا في حماس أو فتح معنيين بتصيعد الأجواء، وهناك إتصالات جرت بين قيادات حركتى فتح وحماس لتطويق الحادث الذى لم يوضح تفاصيله

ودعت لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية الى تشكيل لجنة تحقيق رسمية في الأحداث المؤسفة التي وقعت شرق خانيونس وأدت لمقتل ثلاثة مواطنين فلسطينيين وجرح عشرة آخرين

وأعلنت لجنة المتابعة في بيان لها في ختام اجتماع طارئ لها عقب الأحداث المؤسفة أنها شكلت لجنة لتقصي الحقائق، بهدف تحديد المسؤوليات عن الأحداث التي وقعت وإدانة الجهة المسببة لها وإعلان ذلك للرأي العام .

وأكد بيان اللجنة على تحريم وادانة استخدام السلاح والعنف في حل الخلافات الداخلية، واعتماد الحوار الديمقراطي سبيلاً وحيداً لمعالجة التباينات والخلافات الداخلية في الصف الفلسطيني. كما أكدت على حرمة الدم الفلسطيني المقدس.

وطالبت اللجنة بضرورة إزالة المظاهر المسلحة وكل اشكال التحشيد، والعمل على عودة الأمور الى طبيعتها، وحيا جهود القوى الوطنية والإسلامية والشخصيات والفعاليات التي عملت بلا كلل على محاصرة الفتنة وتهدئة الأوضاع، ودعاها لمواصلة جهودها المباركة من اجل انهاء ذيول الاحداث الاليمة .

ودعت لجنة المتابعة العليا الى تحريم استخدام لغة التخوين والتكفير والتجريم في العلاقات الداخلية الفلسطينية وفي وسائل الاعلام، لانها تزرع عوامل الشرذمة والانقسام وتبتعد عن القيم والمفاهيم الوطنية والديمقراطية السليمة. كما أكدت على توفير الأجواء الملائمة لنجاح الحوار الوطني الفلسطيني في اقرب وقت وذلك لبناء الوحدة الوطنية لمواجهة كل التحديات والمخاطر التي تواجه شعبنا. وشددت على مواصلة دورها في مسيرة شعبنا الكفاحية في مواجهة الاحتلال والاستيطان والعدوان الإسرائيلي الغاشم والتصدي لخطة الفصل احادي الجانب، وكل أشكال الحصار المالي و السياسي و الاقتصادي

من جهته قال صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية وعضو اللجنة قال ان اللجنة اتخذت هذه المرة موقفا حاسما وهي تشكيل لجنة تحقيق ستقوم بالتحقيق فى الأحداث المؤسفة و الإعلان عن النتائج التي تتمخض عنها تحريات اللجنة للراي العام مؤكدا ان اللجنة ستباشر عملها من اليوم الثلاثاء .

و أوضح زيدان فى تصريح لـ"عرب 48 " ان ما تشهده الاراضى الفلسطينية من أحداث مؤسفة سببه التنازع فى الصلاحيات ووجود اكثر من برنامج سياسيي مؤكدا على ان معالجة الوضع ستكون عبر التوصل الي برنامج سياسي مشترك يؤدى الى تشكيل حكومة ائتلاف وطني على أساسها يتم إعادة تفعيل منظمة التحرير والقضاء على كافة عوامل الانقسام لانه دون ذلك سيبقى الانقسام والتوتر والاحتقان عرضة للانفجار فى اى لحظة .

وقال زيدان ان اللجنة عبرت عن استيائها الشديد من هذا الوضع والممارسات التي يقوم بها عناصر حركتى فتح وحماس حيث شددت على ضرورة ان تقوم الجهتين بضبط عناصرهما والعمل من اجل بناء وحدة الصف الفلسطيني .

واكد ان هذا العلاج الجذري لمثل هذه المشاكل هو الحوار وانجاح هذا الحوار بما يمكن من برنامج وطنى وإستراتيجية وطنية موحدة وحكومة وحدة وطنية تمكن من ادارة الامور وفق هذا البرنامج.

من جانبه أصدر رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية امس الاثنين تعليمات واضحة لوزير الداخلية الفلسطينية، سعيد صيام من لتطويق الاحداث المؤسفة وإنهاء حالة التوتر التي شهدتها مدينة خانيونس بين حركتى "فتح" و"حماس" والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة مواطنين وذلك منعًا لنقلها إلى أماكن أخرى.

وعبَّر هنية فى مؤتمر صحفى عن أسفه لهذه الاحداث مطالبًا الجميع بضبط النفس وتحكيم لغة العقل وحماسة الوحدة الوطنية.

وأكد رئيس الوزراء على أنه مستمر " في متابعة هذه الأحداث من خلال الاتصال بكل الجهات بما فيه الأخ الرئيس أبو مازن حتى نعمل معا وسويا لتطويق هذه الأحداث ودرء الفتنة وعدم تكرارها على أي صعيد كان"

وأضاف: "نحن مصممون على تطويقها على إنهائها على معالجتها وعلى وضع العلاج الجذري الصحيح والحقيقي والدقيق لإنهاء هذه التوترات وأوجه النداء تحديدًا للإخوة في قيادة حركة المقاومة الاسلامية حماس وقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ان يتحملوا المسئولية كاملة في إنهاء هذه الأحداث التي آلمتنا جميعا وآلمت كل أبناء الشعب الفلسطيني".

وطالب بضرورة ضبط النفس الهدوء والتريث والاحتكام إلى لغة العقل وحماية الدم الفلسطيني واستشعار المخاطر والتحديات التي تمر بها القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

من جهة أخرى قامت لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية باتصالات مكثفة من اجل انهاء حالة التوتر والاحتقان بين حركتى فتح وحماس داعية الى عقد اجتماع عاجل للجنة المتابعة لبحث تداعيات الموضوعدعا رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية اليوم الثلاثاء الى اجتماع عاجل بين قيادتي حركتي فتح وحماس من اجل وضع حد لبعض الأحداث المؤلمة والمؤسفة والتي وقت أمس في مدينة خانيونس واليوم في حي التفاح بغزة".

وقال هنية: "لقد أجريت قبل قليل اتصالات مباشرة مع قيادة حركتي فتح وحماس وطلبت منهم العمل على إنهاء التوتر وتغييب السلاح فورا وقد دعوت إلى اجتماع عاجل بين قيادتي الحركتين برعاية رئيس الوزراء أي بحضوري شخصيًا من اجل وضع حد لبعض الأحداث المؤلمة والمؤسفة".

وأضاف هنية قائلاً إن الشعب الفلسطيني هو شعبنا ولن نتخلى عنه ولن نترك السفينة تغرق بل ستنجو وتصل الى بر الامان وسترفرف اعلامنا وراياتنا فوق قباب القدس ومآذن القدس"، مرددا قولته المشهورة، "الجوع ولا الركوع فلن تسقط القلاع ولن تخترق الحصون ولن يهدم الجدار الفلسطيني سنهدم جدار الاحتلال وسنبني جدار فلسطين".

من جهة اخرى وجه هنية رسالة إلى اجتماع الرباعية الدولية الذي سيعقد اليوم لبحث الأوضاع في الاراضي الفلسطينية، طالبهم فيها باعادة النظر في قراراتهم المتعجلة والتي فرضت حصارا على الشعب الفلسطيني وان تخرجو بقرارات تتلائم والانسانية".

التعليقات