31/10/2010 - 11:02

الدويك: حماس ستوقع الورقة المصرية؛ وعريقات يعترف بفشل 18 عاما من المفاوضات مع اسرائيل ويحذر من انهيار السلطة

عريقات: محمود عباس قد يستقيل من منصبه إذا فشلت جهود الولايات المتحدة لتحريك جهود عملية السلام، وحذر من انهيار السلطة الوطنية الفلسطينية إذا حدث ذلك .

 الدويك: حماس ستوقع الورقة المصرية؛ وعريقات يعترف بفشل 18 عاما من المفاوضات مع اسرائيل ويحذر من انهيار السلطة
اعترف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الاربعاء بفشل 18 عاما من المفاوضات مع اسرائيل مؤكدا ان الرئيس محمود عباس توصل الى قناعة باستحالة اقامة دولة فلسطينية في عهد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو. وأكد عريقات أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد يستقيل من منصبه إذا فشلت جهود الولايات المتحدة لتحريك جهود عملية السلام، وحذر من انهيار السلطة الوطنية الفلسطينية إذا حدث ذلك .

وقال عريقات في مقابلة مع وكالة فرانس برس "لقد جاءت لحظة الحقيقة ومصارحة الشعب الفلسطيني اننا لم نستطع ان نحقق حل الدولتين من خلال المفاوضات التي استمرت ثمانية عشر عاما". وتابع "لقد وصلنا الى قناعة ان اسرائيل لا تريد دولة فلسطينية مستقلة على الاراضي الفلسطينية التي احتلتها في الرابع من حزيران عام 1967".
وصرح عريقات بأن عباس قد يستقيل إذا فشلت الجهود الأميركية لتحريك عملية السلام مع إسرائيل، محذراً من انهيار السلطة الفلسطينية إذا حدث ذلك. وقال «الرئيس لا يناور، بل هو غير متمسك بمنصب الرئاسة، ولن يبقى رئيساً لمجرد أن يكون رئيساً». وأضاف «إذا اعتقدت إسرائيل أنها ستدمر فكرة الدولة، فهو (عباس) في غنى عن هذا المنصب. لكن، ما أقوله رأيي الشخصي، إذ إن عباس لم يبلغ حتى الآن أي مسؤول فلسطيني بالخطوات المقبلة التي ينويها» .

وأكد أن عباس «لا يريد أن يبقى رئيساً لمجرد لقب رئيس»، بل «يريد أن يكون رئيساً لدولة فلسطين، لأن الشعب الفلسطيني انتخبه رئيساً لمشروع دولة فلسطينيبة، وعاصمتها القدس الشرقية»،. وأوضح عريقات أن «الرئيس يشعر بأن مشروعه وفكرة الدولة في خطر»، مشيراً إلى انه في حال استقال عباس «لن تكون هناك مؤسسات للسلطة، لا رئاسة ولا وزارة».

واكد عريقات الذي شارك في المفاوضات مع الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة منذ توقيع اتفاق اوسلو عام 1993، ان الرئيس محمود عباس "وصل الى قناعه والى لحظة الحقيقة ان لا دولة فلسطينية مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو". واضاف "اعتقد ان الرئيس عباس وصل الى لحظة الحقيقة التي تقول ان اسرائيل لا تريد حلا ولا عملية سياسية تقود لاقامة دولة فلسطينية مستقلة".

وكان عباس اعلن الخميس انه لن يترشح لولاية جديدة في الانتخابات العامة المقررة في 24 كانون الثاني/يناير بسبب تعثر عملية السلام.

وقال عريقات ان عباس "يريد وضع النقاط على الحروف ولذلك اعتقد انه يعتبر ان منصب الرئاسة لم يستحدث من اجل شخص وانما من اجل دولة لها رئيس". وتابع "لقد حاولنا خلال ثمانية عشر عاما من المفاوضات بكل جهد ممكن التوصل الى حل الدولتين لكن اسرائيل كانت دائما تضع العقبات ولا زالت تمنع الوصول الى هذا الحل".

وقال إن عباس "كرس حياته لتحقيق الامن والسلام واقامة دولة فلسطينية مستقلة لشعبنا لكن اسرائيل هي السبب في فشل كل هذه الجهود". واضاف "الان وبعد ثمانية عشر عاما لا زلنا نتحدث عن وقف الاستيطان ووقف هدم المنازل في القدس ووقف مصادرة الاراضي واسرائيل ممعنة في كل هذه الاجراءات التي تجعل الوصول الى تسوية وحل غير ممكن".

ووصف عريقات الرئيس عباس ب "القائد الاكثر اعتدالا في العالم" الا ان اسرائيل "لا تريد السلام ولا تريد الاعتدال بل تريد التطرف والاستيطان والاحتلال".

وقال ان السلطة الفلسطينية تاسست عام 1994 "كحل مرحلي للوصول الى الدولة الفلسطينية المستقلة لكن اسرائيل حتى الان هي التي تقرر من يدخل ومن يخرج وتواصل اجراءاتها وكانه لا توجد عملية سلام".

واعتبر عريقات ان "كل الممارسات والاجراءات الاسرائيلية تدل ان اسرائيل لا تبحث الا عن اطالة عمر الاحتلال".

وتابع "لكننا لم ندخل عملية السلام الا لهدف اقامة دولتنا وهنا التناقض بين المشروعين ولذلك لن نعود للمفاوضات حتى يتوقف الاستيطان وتحدد حدود الدولة الفلسطينية وحتى هذا اشك ان ابو مازن يقبل به الان للعودة للمفاوضات بل يجب ان يكون هنالك تحرك دولي غير مسبوق في الضغط على اسرائيل لان الامور وصلت الى مرحلة لا يمكن لها العودة الى الوراء".

وشدد ان القيادة الفلسطينية "ستصبر ولن تتراجع عن مطالبها حتى تتحقق هذه المطالب التي اعلن عنها الرئيس عباس وان تتحقق الاسس الثمانية التي طالب ان تتم".

وكان عباس حدد خلال خطابه الذي اعلن فيه انه لن يترشح لولاية ثانية ثماني نقاط اساسية من اجل مواصلة المفاوضات اهمها "قرارات الامم المتحدة بشأن الصراع، وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية، ورؤية حل الدولتين" وان تستند الحدود الى "الوضع الذي كان سائدا ما قبل الرابع من حزيران/يونيو 1967" وان تكون "القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين مع ضمان حرية الوصول إلى الأماكن المقدسة".

كما كشف عريقات خلال المقابلة عن "اتصالات مع الادارة الامريكية التي تطالب ان ندخل المفاوضات مقابل تعهد منها بتحقيق الدولة خلال سنتين".
وتابع "لكننا نعتبر ان هذا المطلب لن يحقق لنا اقامة دولتنا وخاصة ما دام الاستيطان متواصل" وتساءل "كيف لهم ان يحققوا ذلك وهم لا يستطيعون وقف الاستيطان بشكل كامل وكيف اذا توصلنا الى حل يمكن ان يضمنوا تحقيقه؟".

وقال ان الرئيس الامريكي باراك اوباما طلب من عباس خلال لقائهما في نيويورك في ايلول/سبتمبر الماضي "استئناف المفاوضات لتحقيق دولة خلال سنتين" واضاف "لكن نتنياهو يريد ان تبدا المفاوضات من نقطة الصفر ونحن نريد استئنافها من النقطة التي توقفت عندها".

واختتم حديثه بالقول "ان هذا الاختلاف في المفاهيم حول المفاوضات يدل كم هو الوضع صعب جدا".

وفي الشأن الفلسطيني الداخلي صرح رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ستوقع على ورقة المصالحة المصرية بنهاية الشهر الجاري بعد حصولها على ضمانات مصرية.
وأكد الدويك وهو أحد قادة حماس البارزين في تصريحات للجزيرة أن الحركة ستوقع على الوثيقة المصرية في صيغتها الحالية بنهاية الشهر الجاري بعد ضمانات مصرية بأخذ تحفظات الحركة في الاعتبار.

وأوضح الدويك أن حماس سجلت تحفظات بشأن خمس نقاط في الورقة المصرية وأن تلك التحفظات في طريقها إلى الحل والإنجاز تمهيدا لتوقيع الوثيقة المصرية.

وقال إن تلك التحفظات لها علاقة بالوضع الميداني مثل قيام السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بفصل العديد من الموظفين المحسوبين على حركة حماس، ومواصلتها اعتقال العديد من أبناء الحركة.

ونفى الدويك الذي تحدث من مدينة الخليل بالضفة الغربية أن تكون هناك علاقة بين عزم حماس التوقيع على الوثيقة ومنع بعض قيادات الحركة من عبور معبر رفح لأداء فريضة الحج.

وقال الدويك إن هناك تدخلا من أطراف عديدة داخلية وخارجية على خط المصالحة الفلسطينية. وكان الدويك قد قال لجريدة القدس العربي الصادرة في لندن حول إمكانية توليه رئاسة السلطة في حال أقدم الرئيس محمود عباس على الاستقالة قبل موعد الانتخابات في يناير/كانون الثاني القادم أو بعد ذلك التاريخ، استند الدويك في رده إلى مقتضيات الدستور الفلسطيني.
وقال الدويك إن القانون الأساسي الفلسطيني واضح ينص على أن المجلس التشريعي سيقوم بمهام الرئيس إذا استقال لمدة ستين يوما تجري بعدها الانتخابات، ولكنه أعرب عن أمله بألا تتم تلك الخطوة.
وبشأن خلفيات قرار الرئيس عباس عدم الترشح لانتخابات الرئاسية قال الدويك "أنا أحس أن الأميركيين يريدون التخلص من أبو مازن فاستبقهم أبو مازن وأعلن عدم ترشيح نفسه للانتخابات القادمة".
وأشار الدويك إلى صدور العديد من المؤشرات الأميركية التي أكدت لعباس أن هناك قرارا بالتخلص منه مثل تصريح وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأنها ستتعامل معه بأي صفة يحملها.

التعليقات