31/10/2010 - 11:02

كيف أحيت البرازيل يوم الأرض؛ فلسطين للكل .... وكلنا فلسطينيون/ جاد الله صفا

-

 كيف أحيت البرازيل يوم الأرض؛ فلسطين للكل .... وكلنا فلسطينيون/ جاد الله صفا
النشاطات التي شهدتها المدن البرازيلية بمناسبة يوم الارض للتضامن مع الشعب الفلسطيني، نهاية شهر اذار وبداية شهر نيسان، عبرت بالواقع عن المكانة التي تحتلها القضية الفلسطينية والنضال الفلسطيني في برامج القوى السياسية البرازيلية المناصرة والمؤيدة للنضال والحقوق الفلسطينية، حيث جاءت هذه النشاطات التضامنية امتدادا للدور الايجابي التضامني الذي تمارسه كافة القوى الصديقة البرازيلية، وبالاخص قوى اليسار البرازيلي على كافة الوانه واشكاله، بغض النظر عن التفاوت بين مواقفه اتجاه الصراع العربي الصهيوني ورؤيته المستقبلية لانهاء الصراع

وجاءت هذه النشاطات لتبرز ولاول مرة ظاهرة لم يكن معمولا بها سابقا، حيث دعت احدى لجان التضامن البرازيلية عناصر عن قوى اليسار الفلسطيني من داخل الجالية الفلسطينية ذات التوجهات اليسارية، وذلك بطريقة علنية وجريئة، لاقامة ندوة جماهيرية تطرح رؤية اليسار الفلسطيني ودوره اتجاه تطوير منظمة التحرير الفلسطينية، ولطبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني، وتركيبة الكيان الصهيوني وتناقضاته الداخلية.

بهذه المناسبة الفلسطينية التي تؤكد احيائها على وحدة الارض الفلسطينية ووحدة الشعب الفلسطيني، جاءت ايضا لتؤكد على وحدة الحركة السياسية الفلسطينية، فكانت كل الاراء الفلسطينية بندوات وعروض افلام والقاء قصائد ومسيرات وتجمعات تضامنية ومعارض بكافة الاراء والتوجهات تنشط بكل الاماكن وبكل المواقع لترفع الراية الفلسطينية ملوحة باشارات النصر مؤكدة على الحقوق الفلسطينية والثوابت التاريخية للشعب الفلسطيني.

ففي مدينة بورتو اليغري عاصمة ولاية الريو غراندي دو سول، فتحت ابواب المجلس البلدي امام النشاطات التضامنية، بعد ان اغلقت ابوابه العام الماضي نتيجة النفوذ الصهيوني، حيث دعا احد اعضاء المجلس البلدي التابع الى حزب الاشتراكية والحرية الى نشاط بهذه المناسبة يقوم على القاء قصائد للمقاومة الفلسطينية وبالتعاون مع لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني.

اما بمدينة فلوريانابولس، فكما اعتادت لجنة التضامن ان لا تترك مناسبة بدون الوقوف امام احيائها، وتاكيد تضامنها مع الشعب الفلسطيني ونضاله، فبهذه المناسبة اقامت لجنة التضامن بعرض اربعة افلام فلسطينية منها فيلم الجنة الان، تبعها مباشرة حوارا بين المشاهدين، وكان هذا النشاط مختلفا عن النشاطات السابقة التي تعود عليها الجانب البرازيلي، والتي تميزت سابقا بنشاطات عبارة عن مهرجانات ومسيرات ومحاضرات وندوات.

اما ولاية سابولو، فكانت ايضا ضمن هذه الفعاليات، وشملت هذه الفعاليات ثلاث مدن وهي كامبيناس وازوزاكو بالاضافة الى مدينة ساوبولو التي شهدت تجمع لمناصري الشعب الفلسطيني ونضاله بوسط المدينة يوم 30/03، قامت خلالها اللجنة بتوزيع منشورا بالمناسبة يرفع شعارات ضد الكيان الصهيوني والمطالبة بمحاكمة قادته بالمحاكم الدولية، ومن اجل فلسطين ديمقراطية علمانية، ولم يترك المعهد الثقافي العربي هذا المناسبة بدون ان يؤكد على عمق وعروبة القضية الفلسطينية، حيث نظم نشاطات ولمدة ثلاث ايام متتالية بثاني اكبر جامعة بالمدينة عن القضية الفلسطينية، شارك بها كبار المحاضرين من اصول عربية وفلسطينية، اما معهد القدس فكان له دوره المكمل للنشاطات التضامنية مع الشعب الفلسطيني الذي دعى بها السفير الفلسطيني الى المنطقة للمشاركة بهذه الفعاليات.

اما ولاية الريو دي جانيرو، فقد شهدت نشاطين بالمناسبة فالاول كان يوم 30/03 بمدينة Niterói حيث اعلنت القوى الصديقة والمناصرة والمتعاطفين مع القضية الفلسطينية، عن تشكيل لجنة التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني من خلال اقامتها معرض رسومات لمجازر الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، وبالاخص مجازره الاخيرة بقطاع غزة، وبمشاركة رسامين برازيليين حيث كانت رسوماتهم تعبيرا عن مشاعرهم التضامنية مع الشعب الفلسطيني، اما مدينة الريو دي جانيرو وبدعوة من لجنة التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني الى ندوة سياسية شارك بها اليسار الفلسطيني وحركة بدون ارض البرازيلية.

رغم ابداع الجانب البرازيلي بنشاطاته التضامنية، والتي اكد من خلالها شعار "كلنا فلسطينيون" الا ان الجانب الفلسطيني في العديد من الحالات لا بد الا ان يسجل سلبيات، التي بالنهاية لا تخدم القضية الفلسطينية، وان التطرق الى هذه السلبيات وانتقادها لا تهدف بالاساس الا للخروج من النظرة السلبية الى النظرة الايجابية والعمل الوحدوي الرامي الى النهوض بالعمل التضامني البرازيلي مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ونضاله الشرعي، فالملفت للنظر ان كافة النشاطات التي اقيمت بالبرازيل كانت الاتحادية الفلسطينية خارج كافة هذه النشاطات، وهذا ما يضع علامات استفهام كبيرة على دورها وادائها واستمرارية عطائها، اما الجانب الاخر غضب السفارة الفلسطينية وبعض المحسوبين عليها من مشاركة اليسار الفلسطيني ببعض النشاطات التضامنية بالبرازيل، والذي لم اجد له تفسيرا حتى الان، فما الذي اغضب السفير الفلسطيني على مشاركة اليسار الفلسطيني باحدى النشاطات؟ رغم ان القائمين على النشاط كان لديهم اصرارا لدعوة بعض ابناء الجالية الفلسطينية ذات التوجهات اليسارية الى النشاطات التضامنية التي يقيموها تضامنا مع القضية الفلسطينية.

نعم اليسار البرازيلي على كافة اشكاله والوانه يقيم علاقات جيدة وتربطه علاقات متينة مع كافة قوى اليسار الفلسطيني على كافة الوانه واشكاله، وانصار اليسار بالبرازيل ما زالوا يأدوا بواجبهم الوطني والنضالي لتمتين هذه العلاقات على قاعدة العداء للامبريالية والصهيونية ومساندة الشعب الفلسطيني بنضاله لازالة الاحتلال واقامة دولته الفلسطينية وممارسة حقه بتقرير المصير وعودته الى دياره التي شرد منها، وان هذه العلاقات بين قوى اليسار الفلسطيني وانصاره بالبرازيل مع قوى اليسار البرازيلي تاتي تجسيدا لعلاقات التحالف الاممية واستكملا لحلقة النضال، وبالتاكيد هذه العلاقات لن تكون خارج اطار دعم النضال الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية من اجل احقاق حقوقه الشرعية والتاريخية والوطنية، كما وتاتي هذه العلاقات من اجل تطوير دور واداء اليسار البرازيلي على الساحة البرازيلية لمواجهة الدعاية الصهيونية الاسرائيلية الرامية الى تشويه النضال الفلسطيني ونضاله الشرعي.

نعم فلسطين للكل، وليست ملكا لفرد او جهة او تنظيم او مؤسسة، وكل فلسطيني سفيرا لفلسطين، مناضلا من اجل فلسطين، وهذا ما يتطلب من كل القوى والمؤسسات والتوجهات الفكرية والسياسية الى نبذ الانانية والانتهازية والاحتكار واسلوب الهيمنة، والانتقال الى دائرة الحوار الرامية الى النهوض بالاداء الفلسطيني ودور الجالية ومؤسساتها للتصدي للدور الصهيوني والاته الاعلامية القذر، فاذا كانت الحركة الصهيونية بحالة حركة دائمة، فهل يجوز ان تكون الحالة الفلسطينية بحالة سكون؟ الا يجب زج كافة طاقات الجالية الفلسطينية بهذه المواجهة؟ فابناء الجالية الفلسطينية وقواها على معرفة بدور الحركة الصهيونية اتجاه الحكومة البرازيلية والمجتمع البرازيلي والتي تهدف بالاساس الى منع اي عزلة برازيلية اتجاه الكيان الصهيوني، وايضا لمحاولة الحد من حركة اليسار البرازيلي المناصر لنضال الشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية والوطنية، وكان لقاء قيادة "الكونفدرالية الاسرائيلية" مع وزير العدل البرازيلي بمدينة ساوبولو شاهدا على ذلك، كذلك لقائهم مع رئيس مجلس الشيوخ البرازيلي كان يهدف بالاساس الى مطالبة الكونغرس البرازيلي بالاسراع للتصويت على معاهدة التجارة الحرة لسوق امريكا الجنوبية مع الكيان الصهيوني قبل ان تكبر وتتسع الحملة المعارضة التي تطالب الحكومة البرازيلية بعدم التوقيع عليها.

ليس من مصلحة فلسطين ان تقوم اي جهة فلسطينية مهما كان دورها، بالتحريض بين ابناء الجالية او القوى البرازيلية على جهات فلسطينية تختلف معها بالرأي ووجهة النظر، وتعمل على منعها من القيام بدورها وواجبها الوطني، "ففلسطين للكل، وكلنا فلسطينيون" والمطلوب هو النهوض بالدور الفلسطيني وتطويره وتعزيزه، فاليسار الفلسطيني هو جزءا اساسيا من قوى شعبنا الفلسطيني، وجزءا من قيادة هذا الشعب، وهو متواجد اينما تواجد شعبنا، واي محاولة لشل حركته لا تصب بالاساس الا في خانة التفريط بالقضية الفلسطينية.

جادالله صفا
البرازيل
10/04/2009

التعليقات