31/10/2010 - 11:02

أوامر عسكرية إسرائيلية بالاستيلاء على 424 دونماً زراعياً في قرى شمال طولكرم

سلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، صباح اليوم، أهالي قرى: قفين، نزلة عيسى، علار وزيتا أوامر عسكرية تقضي بوضع اليد على 424 دونماً من الأراضي الزراعية

أوامر عسكرية إسرائيلية بالاستيلاء على 424 دونماً زراعياً في قرى شمال طولكرم
سلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، صباح اليوم، أهالي ومزارعي قرى: قفين، نزلة عيسى، علار، زيتا شمال طولكرم، قرارات وأوامر عسكرية مرثقة بالخرائط، تقضي بوضع اليد على 424 دونماً من الأراضي الزراعية لتعديل حدود ومسار الجدار الفاصل في المنطقة.

ووقع القرار قائد ايش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، موشيه كبلينسكي، ويشمل موقع عميرة حوض 2، موقع اسمين حوض 6، موقع عرق كليب حوض 7 من أراضي قفين وحوض رقم 2 موقع الملة وخلة صنعة وأرض الحريق من أراضي نزلة عيسى، ورأس رمانة حوض رقم 5 من أراضي علار، وموقع مرقة حوض 3 وقطعة من أراضي زيتا.

البوابة التي أقامتها سلطات الاحتلال على الجدار الفاصل، احتجاجاً على إغلاق البوابة ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم الواقعة داخل الجدار.

وردد المعتصمون خلال الاعتصام الذي شارك فيه ممثلون عن لجان التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، الهتافات الوطنية الداعية إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية بحق المزارعين الفلسطينيين والمتمثلة في مصادرة أراضيهم الزراعية والاعتداء على أصحابها بحجة إقامة الجدار المزعوم.

وأوضح عدد من المزارعين أن أراضيهم تتعرض يوميا،ً للحرق والتخريب من قبل جنود الاحتلال الذين منعوهم من الوصول إليها لتنظيفها وجني محصول اللوز الجاف، مما تسبب في إلحاق أضرار بالغة وخسائر للمزارعين الذين يعتاشون على المحاصيل الزراعية التي يقومون بجنيها.

وأكد المزارعون على مواصلة فعالياتهم الاحتجاجية يومياً، أمام البوابة حتى يتم فتحها ويتمكنون من الوصول إلى أراضيهم.

ووقعت مشادات كلامية بين المعتصمين وجنود الاحتلال المتمركزين أمام البوابة، قام خلالها الجنود بإجبار المعتصمين وتحت تهديد السلاح على مغادرة المنطقة وعدم العودة إليها، وإلا سيتم إطلاق النار على كل من يقترب منها.

وفي محافظة بيت لحم أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلية، مواطنين في بلدة بلدة الخضر بإشعار ينذرهم بالاستيلاء على أراضيهم في منطقة "أم ركبة" جنوب البلدة.

وقال رئيس البلدة عبد الله غنيم، إن قوات الاحتلال قامت بوضع الإخطارات فوق ساتر ترابي يغلق الطريق الواصلة ما بين الخضر وقرية واد رحال، يخطرهم بالاستيلاء على مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية تقع في منطقة "أم ركبة" دون تحديد الموقع.

وأشار غنيم، إلى أن هذا الإجراء التعسفي، أثار حفيظة المواطنين أصحاب الأراضي والقاطنين في تلك المنطقة، نظراً لأنه يؤدي إلى إغلاق المنطقة وحرمانهم من الوصول إلى أراضيهم الزارعية، إضافة إلى الخطر المحدق الذي قد يمس حياة المواطنين القاطنين فيها منذ سنوات عدة.

وأوضح رئيس البلدة أن هذا يرمي ويهدف إلى ابتلاع المزيد من الأراضي الزراعية لمصلحة توسيع مستوطنة "افرات" المقام على أراضي مواطني البلدة.

يذكر، أن قوات الاحتلال قامت قبل عدة أشهر بشق طريق التفافية ترتبط مع خط رقم 60 الواصل إلى مستوطنة "كفار عتصيون" إضافة إلى إشعار عدد من أصحاب المنازل تنذرهم بهدمها.

وفي الغضون تتعرض مساحات شاسعة من أراضي بلدات وقرى محافظة جنين المحاذية لخط التماس لعمليات نهب ومصادرة لأغراض عسكرية إحتلالية تتعلق بإقامة ما يسمى بالجدار الفاصل، الذي يخترق العديد من التجمعات السكانية من القرى الغربية والشرقية، ويحولها إلى جزر معزولة ويفقدها إمكانية التواصل مع غيرها من بلدات وقرى محافظة جنين.
وحول هذا الموضوع قال رئيس مجلس قروي الطيبة غرب جنين، محمد جبارين، أن قريته تعيش حصاراً مشدداً وإغلاقاً خانقاً بعد مصادرة أكثر من 650 دونماً من أراضيها الزراعية الخصبة لأغراض توسعية وعسكرية.
وأضاف أن عشرات المواطنين في القرية "شردوا" من منازلهم بعد أن هدمتها جرافات الاحتلال لإقامة الجدار الفاصل في الأراضي الشمالية والغربية من قريته، وأن أربعة منازل أخرى أصبحت غير آمنة للسكن بسبب الانهيارات الصخرية التي أحدثتها عمليات التجريف التي تجري في مرتفعات قريبة منها.
وأشار جبارين إلى خطورة ما يجري قائلاً:" إذا أخذنا بعين الاعتبار أن عشرات المواطنين الذين أصبحوا بلا مأوى بعد هدم منازلهم، إضافة إلى المزارعين الذين اقتلعت أشجارهم، فإن ذلك يعني أن نصف سكان القرية البالغ عددهم ألفي نسمة تضرروا مباشرة من جدار الفصل العنصري هذا الذي يشكل عاراً سياسياً على الحكومة الإسرائيلية".
وبين أن سلطات الاحتلال تواصل أعمال التجريف والتسييج ومصادرة الأراضي في الطيبة، مشيراً إلى أن جرافات الاحتلال اقتلعت مئات أشجار الزيتون المثمرة بشكل وضع أكثر من 75 مزارعاً في مواجهة الفقر والحرمان بعد أن فقدوا مصادر رزقهم وقوت أطفالهم وأسرهم، عدا عن تبديد الجهد الذي بذله هؤلاء في زراعة ورعاية أشجار الزيتون التي تحتاج الواحدة منها إلى أكثر من عشر سنوات لتكون شجرة مثمرة ومنتجة.

من جهته، أشار رئيس مجلس قروي عانين، رباح ياسين، إلى أن أكثر من 120 مزارعاً منعوا من وصول إلى أراضيهم التي تقدر بآلاف الدونمات الزراعية حيث تقع داخل منطقة العزل، وأن تحركات الجيش المكثفة حولت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية إلى مناطق عسكرية يمنع دخولها.
وأضاف أن قرية عانين تحولت إلى شبه جزيرة معزولة ومحاطة بجدار الفصل من الشمال والجنوب والغرب، ولم يعد بإمكان المزارعين فلاحة وخدمة أكثر من 11 ألف دونم من الأراضي التي تم وضع يد الاحتلال عليها.
ونوه رئيس المجلس القروي إلى أن تجمعات سكانية كاملة مثل قريتي برطعة وأم الريحان دخلت في منطقة العزل تماماً، وأن سكانها يواجهون مضايقات يومية متكررة من الاحتلال العسكري الإسرائيلي ويعانون صعوبة بالغة في الحركة والتنقل والاتصال مع أقربائهم ومواطنيهم خارج الجدار.
وأشار إلى أن لجنة حدودية تم تشكيلها مؤخراً من 12 عضواً من رؤساء بلديات ومجالس التجمعات السكانية المهددة بجدار الفصل، وذلك بهدف متابعة القضية لدى المؤسسات الوطنية والدولية ومحاولة العمل للضغط على إسرائيل لوقف نشاطاتها التوسعية والعدوانية التي طالت آثارها مئات الأسر الفلسطينية التي تعتاش على الزراعة كمصدر أساس في دخلها.
وحذر ياسين من خطورة مخططات الاحتلال المنوي تنفيذها على حساب مساحات كبيرة من أراض بعيدة جداً عن خط التماس، تحت مبررات واهية تتعلق بشق طرق التفافية.

وفي هذا الإطار أوضح أن سلطات الاحتلال تنوي عزل أربعة تجمعات سكانية بشكل كامل وهي عانين، الطيبة، رمانة، زبوبا، من خلال مخطط احتلالي جديد يقضي بشق طريق استيطاني يبدأ من معسكر سالم الاحتلالي شمالاً وحتى قرية العرقة جنوباً، بحيث يشكل هذا الطريق حلقة مغلقة حول هذه القرى لتصبح محاطة من جهاتها الأربع بجدار الفصل والشوارع الالتفافية.
وتابع ياسين أن المؤسسات العسكرية التوسعية في أراضي محافظة جنين يترتب عليها سرقة أكثر من 40 ألف دونم من الأراضي الخصبة والمزروعة بالزيتون واللوزيات، وأن الاستمرار في تنفيذ هذه المخططات الاستعمارية يعني سجن الآلاف من أبناء المحافظة وحشرهم في كانتونات معزولة ومقطعة الأوصال.

تنديد بالمخطّطات الإستيطانية
هذا ونددت لجنة الدفاع عن الأراضي بالمحاولات الإسرائيلية المتواصلة لضم والاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية، والمتمثلة في مصادرة الأراضي بغية تحقيق الأهداف التوسعية الإسرائيلية.
وقال منسق اللجنة، عيسى سمندر، أن المصادرات الأخيرة في قرى شمال غرب القدس إنما تهدف إلى حصار هذه القرى الفلسطينية،والتي لا تقع داخل الجدار العنصري الفاصل الذي تنوي تنفيذه الحكومة الإسرائيلية ليمتد من شمال الضفة إلى جنوبها.

وبيّن أنه كلما اقترب الجدار من القدس فإنه يدخل أكثر إلى داخل الضفة ويبتعد عن الخط الأخضر، مما يعني إبقاء عديد من القرى الفلسطينية خارج هذا الجدار الذي يهدف بالأساس إحاطة التجمّعات الفلسطينية ضمن "كنتونات" محصورة في داخله، ولهذا تأتى المصادرات الأخيرة في قرى شمال غرب القدس، بهدف عزل كل تجمع، بحيث يتم الاتصال بينها وبين الكانتونات الكبيرة عبر ممرات تتحكم بها إسرائيل.

ورأى سمندر أن هذه الهجمة الإسرائيلية تؤكد عدم جدية إسرائيل في التوصل إلى أية حلول سياسية تقوم على الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، إضافة إلى كونها تكشف عن ما أسماه بـ " عبقرية الشر " في ذهنية السياسيين الإسرائيليين باعتبار هذه المخططات من نظرة عنصرية عصرية إحتلالية لم يسبق لها مثيل.
وقال "يكشف مصادرة أراضى في شمال غرب رام الله في منطقة سنجل واللبن الشرقية شمال محافظة رام الله والبيرة ومحيطهما محاولات الاحتلال لقطع الاتصال الجغرافي ما بين رام الله ونابلس، ويظهر كذلك المدى الذي وصلت إليه قدرة المستوطنين في التأثير داخل النسيج السياسي الإسرائيلي.

وأضاف "في وقت تحاول فيه سلطات الاحتلال الانفصال عن الفلسطينيين على ضوء ازدياد الضغط الدولي لتمكين الفلسطينيين من تحقيق مصيرهم، يحاول الاحتلال تنفيذ المخططات الاستيطانية الضخمة هذه لمحاولة الانفصال عن الشعب الفلسطيني وأراضيه بالطريقة التي يروها مناسبة وبالحدود التي يرتئيها، وهذا يؤكد استمرارية تلك العقلية الاستعمارية لآخر دولة استعمارية في هذا العصر".

وشدد منسق لجنة الدفاع عن الأراضي في فلسطين على أن المرحلة الحرجة التي يعيشها شعبنا تتطلب برنامجا وطنياً واضحاً لمقاومة الاستيطان، لإفشال كل المساعي الإسرائيلية لتحول الأراضي الفلسطينية إلى جزر وتجمعات سكانية معزولة.
وتطرّق إلى عمليات النهب والسرقة الواسعة التي تتعرّض لها أراضي بلدات وقرى محافظة جنين المحاذية لخط التماس لعمليات نهب ومصادرة لإقامة ما يسمى بالجدار الفاصل، الذي يخترق العديد من التجمعات السكانية من القرى الغربية والشرقية، ويفقدها إمكانية التواصل مع غيرها من بلدات وقرى المحافظة من جهة والعالم الخارجي من جهة أخرى.
وتحدث سمندر عن خطورة القرارات والأوامر العسكرية التي سلّمها الجيش الإسرائيلي اليوم إلى مزارعي قرى وبلدات: قفين، نزلة عيسى، علار، زيتا شمال طولكرم والتي تقضي بالاستيلاء مجددا على 424 دونماً من الأراضي الزراعية لتعديل حدود ومسار الجدار الفاصل في المنطقة.


(*) المصدر: المركز الصحافي الدولي+ وكالة " وفا "

التعليقات