31/10/2010 - 11:02

إنطلاق الجولة الاولى لزراعة ملايين الاشجار في الضفة الغربية المحتلة..

عزام طبيلة: " سنزرع كل عام مليون شجرة. المشروع يهدف إلى زراعة 5 ملايين شجرة..".

إنطلاق الجولة الاولى لزراعة ملايين الاشجار في الضفة الغربية المحتلة..



الفلسطينيون يبدءون انتفاضة "خضراء"

على بعد أمتار من أدخنة قنابل صوتيه، وأخرى غازية أطلقها الجيش الاسرائيلي، غرس رسميون وشعبيون وفصائليون فلسطينيون المئات من ألأشجار المثمرة والحرجية.

وبدأ الفلسطينيون مؤخرا الجولة الأولى لزراعة ملايين الأشجار في مختلف المناطق، خاصة الأكثر قربا من المستوطنات والجدار المبني في عمق أراضي الضفة الغربية.

جنوب نابلس، على سفح جبل تقوم عليه أكثر المستوطنات تطرفا في الأراضي الفلسطينية(يتسهار)، ظهر أولئك يحملون معاول ومجارف وفؤوس، وتصدى لهم الجيش والمستوطنون بالأسلحة الرشاشة في منطقة تشهد حقولها توترا ومعارك يومية منذ أعوام.

واقفا بين سرب من الغراس التي زرعت للتو في ارضٍ طينية حفرت فيها حفر صغيرة لوضع الغراس، قال مسؤول كبير في وزارة الزراعة التي تنفذ مشروع أطلق عليه' مشروع تخضير فلسطين' لمراسل 'وفا'، ' هذا العمل جزء من العملية السياسية والاقتصادية التي نقودها'.
كان مشهد زراعة الغراس دراماتيكياً مثل اقتلاعها، فكلما زرع صبية بورين والمتضامنين مع القرية شجرة قرب شارع المستوطنة التي تظهر سطوح منازلها القرميد في قمة الجبل، سارع الجنود إلى اقتلاعها.


لقد جرت مصارعة بين الزارعين والجنود.

رفع جندي سلاح مهددا، وصوبه نحو الزارعين، فهم احدهم برفع معوله لولا تدافع الزارعين الاخرين حوله ومنعه.
وهذا كله لا يبدو الا نقطة مركزية في أتون الصراع الذي يخوضه الفلسطينيون أنفسهم للحفاظ على أرضهم التي سلبتها المستوطنات.

في بورين ذاتها التي أحرقت حقولها مرارا وقلعت مئات من أشجار زيتونها، بدت سفوح الجبال القريبة من 'يتسهار' جرداء إلى حد كبير، وخالية من الأشجار الا من بعض حقول الزيتون المشتتة، والمنطقة التي زرعت فيها الأشجار اليوم، قريبة من شارع يقود إلى المستوطنة.

بعد اقل من ساعتين من زراعة الغراس، هبط المستوطنون من أعالي الجبل واقتلعوا الـ(25) غرسة التي تم زراعتها صباحا.
كان المستوطنون يراقبون من على بعد عملية الزراعة ويحشدون قواهم للهجوم.

و كان سكان بورين تلك اللحظة يتناقلون رواية مفادها أن هذه الأشجار ربما تقلع ليلا، لكن ما حصل أن المستوطنين سارعوا قبل هبوط الظلام وهو الوقت المفضل لهم للتسلل للقرية، واقتلعوا ما أمكنهم اقتلاعه في وضح النهار.

في نابلس قتل المستوطنين العديد من الفلسطينيين أثناء عملهم في حقولهم.

وقال وكيل وزارة الزراعة عزام طبيلة، إن الفلسطينيين خسروا خلال الانتفاضة مليون شجرة، 70% منها أشجار الزيتون.
وأضاف بعد أن ضغط بقدميه على تربته لدنة حول غرسة زيتون زرعت للتو' سنزرع كل عام مليون شجرة. المشروع يهدف إلى زراعة 5 ملايين شجرة'.

لكن على ارض الواقع تبدو المساحات الصالحة للزراعة واسعة، لكن المتاح منها ضئيل. في بلدات أخرى زرعت انوية غابات مثل غابة سميت على اسم الرئيس الراحل ياسر عرفات القائد التاريخي للثورة الفلسطينية المعاصرة.

ويقول مسؤولون في وزارة الزراعة إن زراعة الأشجار ستشمل كل الأراضي الفلسطينية بغض النظر عن تصنيفاتها الأمنية المتعلقة باتفاقات 'اوسلو'، لذلك فان زراعة الأشجار ستشمل السهل والجبل والغور والمناطق الشفاغورية.
في بورين زرعت الأشجار في منطقة مصنفة (C ) التي تعتبر مراحا رحبا للمستوطنين كي يسرحوا ويمرحوا.

وقال طبيلة فيما كان يقف على بعد نحو 100 م من دوريات للجيش الاسرائيلي' الأشجار لا تعترف بتنصيفات أمنية. هذه ارض فلسطينية والحكومة مصممة أن تزرع في كل مكان'.
يردد الأمر ذاته مسؤولون وسكان من القرى المجاورة تداعوا إلى بورين للمساعدة في تخضير الأراضي.

تمويل مباشر من خزينة الحكومة..

وقال مسؤول في وزارة الزراعة، إن تمويل مشروع فلسطين جاء من خزينة الحكومة مباشرة، وهذا يحدث لأول مرة كما يشير طبيله حيث أن كل المناطق مشمولة بهذه الخطة الاستراتيجية، وحددت أصناف الأشجار كي تتلاءم مع طبيعة التربية والمناخ.

لكن لم يكن مفهوما لماذا تم زراعة أشجار للزينة' الواشنطونيا' بعيدا عن المنازل وقريبا من سفح جبل.

في الجبال الشرقية للضفة الغربية وفي منطقة الغور الحارة نسبيا والتي تعاني من شح المياه يقول مسؤول في الزراعة أن هناك توجه لزراعة الأشجار الرعوية والفستق الحلبي، وهي شجرة جديدة تدخل إلى المجتمع الزراعي الفلسطيني.
في بورين والقرى المجاورة يقدس السكان شجرة الزيتون أكثر من غيرها. وهي الشجرة ذاتها التي تعتبر الهدف الأول لهجمات المستوطنين. ويعيش نحو 300 ألف إسرائيلي في مستوطنات الضفة الغربية.

كان فتية وشبان وصلوا القرية من مناطق مختلفة يصرون على غرس هذه الأشجار تقريبا تحت فوهات الجنود الإسرائيليين الذين يحرسون حدود المستوطنة.

وتظهر الحملة اعتمادها الكبير على التعبئة الشعبية.

على رؤوس الجبال بين نابلس ورام الله بنيت المستوطنات اليهودية وسط حقول الزيتون التي يجاهد الفلسطينيون في الحفاظ عليها، وفي بورين وغيرها يخوض السكان صراعا لتخضير تلك الجبال رغم دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية اليميني بنيامين نتنياهو الذي غرس أشجار بكلتا يديه في مستوطنات الضفة الغربية المستوطنين إلى زراعة الأشجار في المستوطنات.

انه أشبه بجولة جديدة من الصراع عنوانها الجديد: الأشجار.

التعليقات