31/10/2010 - 11:02

اجتماع كلينتون عباس ينتهي دون تحقيق تقدم ؛ عباس يرفض عرضا أمريكيا لاستئناف المفاوضات

أبو ردينة: المحادثات رئيس السلطة ووزيرة الخارجية الأميركية كانت معمقة. إلا أنه لم يحدث أي اختراق بخصوص استئناف «عملية السلام»،

اجتماع كلينتون عباس ينتهي دون تحقيق تقدم ؛ عباس يرفض عرضا أمريكيا لاستئناف المفاوضات
انتهى اجتماع وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في أبو ظبي دون تحقيق أي تقدم، واشترط الفلسطينيون نجديد المفاوضات بتحديد مرجعية للعملية السياسية وبوقف الاستيطان في المناطق المحتلة عام 1967.

واكد عباس في مؤتمر صحفي أعقب لقاءه مع كلينتون ان اللقاء لم يحمل "اي جديد لاطلاق عملية السلام". وأشار إلى أنه رفض "جملة وتفصيلا" عرضا اميركيا باستئناف المفاوضات مع اسرائيل قبل وقف الاستيطان في الضفة الغربية.

وقال عباس ردا على سؤال عن نتيجة اللقاء، "لا جديد". واضاف "اكدنا على موقفنا ان السلام لا بد ان تتوفر مستلزماته وقبل كل شىء الوقف الكامل للاستيطان".

وتابع عباس ان "المشكلة مع حكومة اسرائيل انها ترفض وقف الاستيطان وترفض العودة الى مرجعية السلام"، مشيرا الى ان "الجانب الاسرائيلي متمسك بموقفه لذلك هنالك هذه الدبلوماسية السريعة" في اشارة الى لقائه الذي لم يحدد موعده منذ فترة طويلة مع كلينتون.

وردا على سؤال عن القدس، قال عباس ان "الحديث الاساسي مع كلينتون كان حول هذا الموضوع"، مؤكدا ان "القدس في خطر وعلى العرب والمسلمين ان ينتبهوا لذلك". ودعا الى "انقاذ القدس"، وقال ان "السلام يبدأ من القدس" وبدون القدس "اعتقد انه لن يكون سلام اصلا مع الجانب الاسرائيلي".

من جهته، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في المؤتمر الصحافي ان اللقاء كان "صريحا وصعبا"، معتبرا ان "ما حمله الجانب الاميركي هو مواقف اسرائيلية رافضة للالتزامات المترتبة عليها بوقف الاستيطان". واكد ان "الهوة لا تزال عميقة بل وتتعمق بيننا وبين الجانب الاسرائيلي".

وكان عريقات صرح في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في رام الله ان الرئيس الفلسطيني رفض خلال اللقاء "جملة وتفصيلا" عرضا لاستئناف المفاوضات النهائية مع اسرائيل تقدمت به الوزيرة الاميركية خلال اللقاء.

وقال عريقات ان كلينتون اكدت ان الادارة الاميركية "تبذل كل جهد ممكن لاستئناف المفاوضات النهائية من اجل اقامة دولة فلسطينية مستقلة خلال العامين القادمين" وطلبت ان "تبدأ المفاوضات بين الطرفين على اساس صفقة توصل اليها (المبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج) ميتشل مع اسرائيل".

وكان ميتشل سبق الوزيرة الاميركية الى المنطقة واجرى محادثات الجمعة مع نتانياهو وعباس كل على حدة. وقال عريقات لوكالة "فرانس برس" بعد اللقاء ان "الهوة ما زالت قائمة"، مؤكدا ان "وقف الاستيطان هو المدخل لاستئناف المفاوضات".

واوضحت الوزيرة الاميركية ان هذه الصفقة تقضي "باستمرار البناء في ثلاثة آلاف وحدة سكنية في الضفة الغربية واستثناء وقف الاستيطان في القدس واستثناء وقف المباني العامة الحكومية"، حسمبا ذكر عريقات.

ونقل عريقات عن كلينتون قولها ان هذه الصفقة "لا تلبي وقف الاستيطان بشكل كامل بما فيها النمو الطبيعي والقدس"، موضحة ان "هذا ما اعطانا اياه الاسرائيليون حتى الآن ونطلب استئناف المفاوضات على اساسه".

واكد عريقات ان عباس "اكد رفضه المطلق لهذا العرض جملة وتفصيلا". واوضح ان الرئيس الفلسطيني "اكد وجوب وقف الاستيطان بما يشمل القدس والنمو الطبيعي وضرورة تحديد مرجعية للمفاوضات كمدخل اساسي لاستئنافها".

من جهة اخرى، قال عريقات ان الرئيس الفلسطيني "تحدث عن الاجراءات الاسرائيلية في القدس من هدم بيوت وتهجير سكان واعتداءات على الاقصى". وتابع "قدمنا وثائق الى الطرف الاميركي بهذه الاجراءات الاسرائيلية التي زادت في الاونة الاخيرة اكثر من اي وقت مضى".

واكد عباس ان "المفاوضات يجب ان تستأنف من النقطة التي انتهت عندها في كانون الاول/ديسمبر 2008"، مؤكدا رفضه "للدولة الموقتة وللحلول الموقتة"، حسبما ذكر عريقات.

وفي رام الله، اكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه في بيان ان اللقاء بين عباس وكلينتون "لم يحدث اي اختراق في استئناف المفاوضات النهائية مع اسرائيل بسبب تعنت الموقف الاسرائيلي".

واضاف ان "تجميد الاستيطان وتحديد مرجعية عملية السلام هما المخرج الوحيد للعودة للمفاوضات". واكد ان المحادثات بين عباس وكلينتون "معمقة (...) وتناولت كافة القضايا المتعلقة بتجميد الاستيطان، وتحديد مرجعية عملية السلام".

وكانت كلينتون وصلت مساء الجمعة الى ابوظبي للقاء عباس قبل ان تتوجه مساء اليوم الى اسرائيل حيث ستلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وتندرج زيارة كلينتون في اطار الجهود الاميركية لتحريك عملية السلام في الشرق الاوسط وسيليها لقاء تعقده كلينتون مع نظرائها العرب في المغرب الاثنين.

وفي الجانب الإسرائيلي، يطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستئناف المفاوضات دون شروط مسبقة. ولكنه في الوقت ذاته يفرض مسبقا سقف الحل مع الفلسطينيين وفق رؤيته.
ونقلت مصادر إسرائيلية عن مكتب نتنياهو ان الاخير على استعداد لتجديد المفاوضات، ولكن بدون شروط مسبقة، وأن رئيس السلطة الفلسطينية هو الذي يعيق إجراء المحادثات.

وأشارت المصادر ذاتها الى أن نتنياهو سوف يطلب من كلينتون زيادة الضغط على عباس لكي يوافق الأخير على تجديد المحادثات مقابل "بوادر حسنة" من قبل إسرائيل تجاه السلطة.
وأضافت أن نتنياهو سوف يؤكد لوزيرة الخارجية الامريكية انه سيكون على استعداد لدراسة مسارات أخرى، مثل تسوية مؤقتة، في حال عدم تجديد المحادثات واستمرار الجمود".!

يجدر الذكر أن نتنياهو يعرض على الفلسطينيين دولة فلسطينية منزروعة السلاح على جزء من الأراضي المحتلة عام 1967 دون القدس ودون حق العودة، مع ترتيبات خاصة في منطقة الأغوار، ودو سيادة على أجوائها، مقابل اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية. كما يرفض تجميد الاستيطان تمهيدا لاستئناف المفاوضات، وتواصل الاستيطان والتهويد لفرض حقائق على الأرض.

التعليقات