31/10/2010 - 11:02

الأزمة الاقتصادية تغير عادات المأكل والملبس لدى الفلسطينيين في الضفة

-

الأزمة الاقتصادية تغير عادات المأكل والملبس لدى الفلسطينيين في الضفة
يتجرع موظفو القطاع الحكومي وأسرهم هذه الأيام صنوفاً مختلفة من المعاناة، بسبب الجيوب الفارغة، وحالة عدم الاستقرار، والعجز عن توفير المتطلبات الحياتية اليومية التي تتعدد وتتشعب في كافة الاتجاهات.

وبدأت هذه الشريحة باللجوء إلى أحضان العائلة التي لا تحسد على وضعها أصلاً، والاستدانة من الأصدقاء والأقرباء غير الموظفين في القطاع الحكومي، لكن تظل هذه الوسائل مؤقتة وغير ناجعة في حل الأزمة الاقتصادية الخانقة، التي يجمع مختلف الموظفون على أنها ستمتد طالما بقي الأفق السياسي مغلقاً ورمادياً.

مئات العائلات الميسورة في الخليل والبلدات والقرى المحيطة، بدأت منذ وقت بتغيير عادات وتقاليد المأكل والملبس بسبب قطع الدول المانحة لمساعداتها عن الحكومة الفلسطينية، وعدم صرف رواتب الموظفين التي يعتاش منها ربع سكان الضفة والقطاع حسب تقارير رسمية.

وبدأت تظهر الاختلافات جلية في نوع وكمية الأكل الذي يتناوله أفراد الأسر المعتاشة من الرواتب، وبدأت موائدهم تفتقر لـ اللحوم والمأكولات الدسمة، وحلت محلها المأكولات الشعبية التقليدية كالعدس والجريشة والبرغل وغيرها من الأطعمة القديمة الجديدة.

وقال فؤاد خلاف، الموظف في جهاز التربية والتعليم، أنه ينظر بكثير من الشفقة إلى أفراد أسرته الستة، جراء عدم قدرته على توفير احتياجاتهم الأساسية، بعد أن عزف عن كل ما هو ثانوي كعلبة الحلوى التي كان يقدمها لابنته شذى ( 4 أعوام )، عندما كانت تستقبله عند عودته من المدرسة، وكذلك حرم باقي أبنائه الذين حاولوا التسجيل في الرحلة المدرسية لأن وضعه الصعب حال دون ذلك، أو نصائح يشدوها لأفراد أسرته بمحاولة إبقاء ملابسهم جديدة والحفاظ عليها لعدم إمكانية اصطحابهم لمحال الألبسة لشراء غيرها، في ظل الأوضاع الحالية القاسية.

وأكد خلاف أن معاناته الاقتصادية تتفاقم مع مشكلة الشيكات الراجعة التي حررها لبعض التجار، الذين استدان منهم لتوفير المواد التموينية لبيته، وقال " بدأت اشعر بالخجل عند المرور من أمام المحال التجارية التي أدين لأصحابها بالمال أو بدل مواد غذائية وتموينية أحضرتها للبيت، ووعدت بالسداد اللاحق حين صرف الرواتب".

وأضاف أنه يضطر في بعض الأحيان إلى سلوك طرق فرعية أخرى، خشية من عيون كل من ينتظر مني سداد ما استدنته منه سابقاً "، مشيراً إلى أن ما يبعث القليل من الطمأنينة في القلب والنفس هو حال آلاف الأسر الفلسطينية، التي تنتظر صرف الرواتب على أحر من الجمر.

وقال خلاف: إنه وزملاءه في العمل يجلسون يومياً للتحدث في المعاناة التي يعانوها، ويتساءلون فيما إذا سمع أحدهم شيئاً عن الرواتب، وتعلق الآمال على تصريح من هنا أو هناك، وأشار إلى أنهم يشعرون أنه كأن هناك من يلعب بأعصابهم.

وأشار إلى الانقسامات التي تظهر بينه وبين زملائه، فمنهم من يعول على النخوة العربية وآخر على الدول الإسلامية، حين يطمأن آخر زملائه حول عدم إمكانية تخلي الدول المانحة عن السلطة الوطنية وتركها تنهار، فيما يدعو آخرون للصبر والصمود وشد الأحزمة على البطون التي أثكلها الدين المتراكم. . وقال المواطن ساكت نصر الله، صاحب أحد محال البقالة بأن " دفتر الديون " مليء بأسماء الموظفين، والديون المتراكمة في تزايد مستمر ولا أمل قريب في حل الأزمة الحالية.

وأكد أن الإقبال يتركز على المواد التموينية الأساسية كالزيت والسكر والطحين، مبدياً تعاطفه مع هؤلاء الموظفين، ولكن في المقابل أشار إلى عدم قدرته على شراء البضائع المختلفة لبقالته، بسبب عدم توفر السيولة النقدية بين يديه، وانحسار رأس ماله في ديون لا يعلم متى موعد تحصيلها.

والمتجول في أسواق الخليل كما باقي الأسواق الفلسطينية، يدرك بنفسه مدى حالة الركود الاقتصادي المحلي، واكتفاء الكثير من المواطنين بتوزيع النظرات وبعض اللمسات على البضاعة المعروضة أمام المحال التجارية والبسطات بأشكال متعددة، وبأنماط هندسية مرتبة جاذبة فقط للأنظار وليس للجيوب الخاوية، بسبب تنامي الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها خزينة السلطة الوطنية، ونتيجة لاستمرار الحصار الإسرائيلي، ومنع دخول العمال إلى داخل الخط الأخضر، ووقف إسرائيل تحويل مستحقات السلطة من الضرائب، وشح المساعدات المالية الدولية والعربية.

التعليقات