31/10/2010 - 11:02

الفلسطينيون يحيون اليوم الذكرى التاسعة والخمسين للنكبة

أبو مازن يؤكد على أن مبادرة السلام العربية هي فرصة تاريخية أمام إسرائيل وشعوب المنطقة * إسماعيل هنية يوجد التحية لـ د.عزمي بشارة في ذكرى النكبة..

الفلسطينيون يحيون اليوم الذكرى التاسعة والخمسين للنكبة
يحي الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده في الوطن والمخيمات والشتات الذكرى التاسعة والخمسين للنكبة، حيث شرد مئات الالاف من المواطنين الفلسطينين من ديارهم ومنازلهم بعد ان قررت الحكومة البريطانية انهاء انتدابها على فلسطين، حيث قامت العصابات الصهيونية بقتل المئات من المواطنين، واحتلوا اراضيهم فيما محيت العشرات من القرى والبلدات عن بكرة ابيها وبقيت اثرا بعد عين حيث اقام الصهاينة المدن والقرى والمستوطنات على انقاض هذه البلدات التي امحوها وهجروا اهاليها.

وبهذه المناسبة نظم الشعب الفلسطيني بكافة اطيافه ومؤسساته العديد من الفعاليات والمهرجانات والمسيرات المختلفة.أكد إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني أن قناعات الشعب الفلسطيني أنه لا عودة عن حق العودة، وقال :"العودةُ حقٌ، والحقُ هو العودة".

وقال هنية في كلمته في الذكرى الـ59 للنكبة اليوم أن القادة الإسرائيليين قد راهنوا على مقولة: "كبارهم يموتون، وصغارهم ينسون"، "إلا أن الصغار الذي ولدوا على وقع النكبة والتحفوا خيامها البالية أو تكاثروا وسط هدير دبابات الاحتلال وأزيز طائراته لم يأخذهم النسيان".

واشار الى ان "هؤلاء الأطفال هم اليوم جنود المقاومة وقادة الميدان، يتوارثون مخزون الذاكرة الجماعية التي اكتنزتها عظام الآباء والأجداد.. فالانتفاضة التي قادها أطفال الحجارة هي أبلغ تعبير على أن الذاكرةَ حيّةٌ لم تمت ولن تموت، وأن هذه الأرض المباركة لن تخذل أهلها، و سنشهد كلَّ يومٍ ميلادًا جديدًا لقدرات هذا الشعب العظيم".

وأوضح أن القضية الفلسطينية ومنذ الانتفاضة الأولى وهي تتقدم وتأخذ لها مكانة عربية وإسلامية ودولية مميزة، مضيفا "ساحاتنا الداخلية تشهد تقاربات وتفاهمات غير مسبوقة، حيث تتقارب خطوط الرؤية أكثر وأكثر، وتتحرك القناعات متسارعة نحو تشكيل إجماع وطني بين الفصائل والتنظيمات كافة، يحمي مشروعنا الوطني بأبعاده الدينية والقومية والتاريخية".

وأشار إلى أن حالة المعاناة والألم مازالت مستمرة، إلا أن الشعب الفلسطيني "عودنا على الصبر والثبات، وهو يملك إرادةً قويةً على التحمل وعزمٍ أكيدٍ على المضي قُدمًا في نضالاته السياسية والجهادية حتى تتحرر الأرض وتعود إلى أهلها الشرعيين".

وأضاف هنية " نوجه التحية إلى شعبنا المرابط داخل الخط الأخضر محافظًا على هويته الفلسطينية، ومدافعًا عن انتمائه العربي والإسلامي، ومتصديًا لكل محاولات تدنيس المسجد الأقصى وتهويد بيت المقدس".

كما وجه التحية للشيخ رائد صلاح الذي تحدى جيش الاحتلال، وكذلك الدكتور عزمي بشارة الذي تستهدفه أجهزة الأمن الإسرائيلية، مؤكدا أن بشارة تجرأ على كشف زيف الديمقراطية الإسرائيلية، وفضح عنصريتها السافرة (الأبرتهايد). أكد الرئيس محمود عباس، اليوم، أن الشعب الفلسطيني وقيادته لن يساوموا على حقوقهم التي كفلتها له الشرعية الدولية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين بموجب قرار الأمم المتحدة 194.

وشدد عباس في كلمة إلى أبناء شعبنا بمناسبة الذكرى 59 للنكبة، على أن مبادرة السلام العربية القائمة على مبدأ عودة الأرض مقابل السلام، هي فرصة تاريخية أمام إسرائيل وأمام شعوب المنطقة، لوضع حد لعقود من الحروب والعذابات.

وطالب عباس المجتمع الدولي خاصة اللجنة الرباعية الدولية، وبشكل أخص الولايات المتحدة الأمريكية، بأن تمارس دورها كوسيط نزيه في الصراع، يحترم حكومة الوحدة الوطنية ويتعامل معها، من أجل إنهاء الحصار الظالم على شعبنا.

ونبه من خطورة الخطوة التي تم الإعلان عنها بشأن بناء ثلاث مستوطنات جديدة في القدس الشرقية، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل فوراً لإيقاف هذه الخطة، فالقدس ستبقى عنوان كل حل عادل، وتخليصها من أسر الاحتلال هو هدف أسمى من كل الأهداف.

وجاء في كلمته "تسعة وخمسون عاماً مرت على شعبنا الذي تعرض إلى أخطر المؤامرات وعانى أبشع وأقسى أشكال الظلم والاضطهاد، وتم التنكر لوجوده كشعب بعد عام 1948، ليصبح المخيم رمزاً للفلسطيني كلاجئ تتلخص قضيته في الحصول على مساعدات إنسانية.

نتذكر نحن أبناء جيل النكبة، أيتها الأخوات والإخوة، تلك الأيام الحالكة السواد، يوم اقُتلعنا من الوطن، وتشتت شعبنا، وحال هذا الشتات دون لقاء الأخ بأخيه، وأصبح الفلسطيني صفة لا هوية، وغدا حلم الوطن الفلسطيني بعيد المنال".

وأضاف "إننا نطالب المجتمع الدولي اليوم، وخاصة اللجنة الرباعية الدولية، وبشكل أخص الولايات المتحدة الأمريكية، بأن تمارس دورها كوسيط نزيه في الصراع يحترم ويتعامل مع حكومة الوحدة الوطنية، من أجل إنهاء الحصار الظالم على شعبنا، بحيث نتمكن من معالجة كل القضايا المطروحة على جدول أعمال الحكومة الجديدة وفي المقدمة إنهاء الفلتان الأمني والفوضى الداخلية، وفرض القانون، وذلك من خلال تطبيق الخطة الأمنية، دون أي تردد أو تأخير، لوأد الفتنة، واستبعاد شبح الاقتتال الداخلي، ونحافظ على التهدئة بشكل تام ونستأنف مسيرة الإصلاح والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في سبيل التغلب على البطالة واتساع دائرة الفقر وحالة الانهيار الاجتماعي، وهجرة الكفاءات ورؤوس الأموال التي تزايدت معدلاتها بشكل خطير".

كما أكد عباس في كلمته على تمسكه بالخطة الأمنية الأمريكية، وقال "نشير هنا إلى أننا ما زلنا متمسكين بالخطة الأمنية الأمريكية التي طرحت علينا ورفضها الطرف الإسرائيلي ونصر على تطبيقها. لأنها أساس لمطالبنا".

وقال:" إن طريق الاستيطان وبناء الجدار والاجتياحات والاغتيالات والحواجز وغيرها من الممارسات الإسرائيلية، لن تقرب السلام المنشود بيننا، بل ستجعل الطريق نحوه أكثر صعوبة وتعقيداً.
إن مبادرة السلام العربية القائمة على مبدأ عودة الأرض مقابل السلام، هي فرصة تاريخية أمام إسرائيل وأمام شعوب المنطقة، لوضع حد لعقود من الحروب والعذابات. وقد آن الأوان للتخلص من أوهام الحصول على السلام مع استمرار الاحتلال، أو أن القوة ستجبر الفلسطينيين على الركوع والاستسلام.
وأؤكد اليوم بأننا لن نساوم على حقوقنا التي كفلتها لنا الشرعية الدولية، والتي تتخلص في إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967، وإقامة دولتنا المستقلة عليها وعاصمتها القدس الشريف، وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين بموجب قرار الأمم المتحدة 194".

التعليقات