31/10/2010 - 11:02

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يكشف تفاصيل الاجتياح الاسرائيلي لمخيم عسكر

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يكشف تفاصيل الاجتياح الاسرائيلي لمخيم عسكر

استنكر مركز حقوقي فلسطيني التصعيد الخطير من جانب حكومة الاحتلال الاسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم.

واستهجن المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في بيان له تعقيبا على أحداث مخيم عسكر بنابلس المبررات الأمنية التي تسوغها تلك القوات في اقتراف جرائمها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخصوصاً في ظل حالة الالتزام من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية بوقف إطلاق النار.

وأكد أن هذا التصعيد يقدم دليلاً إضافياً على ضرب الحكومة الاسرائيلية عرض الحائط بقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وعلى ضوء ذلك يجدد المركز مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

وأورد البيان التفاصيل الدقيقة لحادثة استشهاد أربعة مواطنين فلسطينيين خلال التوغل الاحتلالي الأخير في مخيم عسكر بنابلس وقال " في عملية عسكرية صهيونية هي الأعنف منذ البدء بتطبيق الهدنة، وفقاً للاتفاق الأمني بين العدو الصهيوني والفلسطينيين بتاريخ 30/6/2003، والتي أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية الالتزام بها، قتلت قوات الاحتلال في ساعات فجر وصباح يوم الجمعة الموافق 8/8/2003، أربعة مواطنين من مخيم عسكر، شرقي مدينة نابلس، بينهما ناشطان ينتميان لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) والآخران من المدنيين الفلسطينيين، الذين تصادف تواجدهم أثناء انسحاب قوات الاحتلال. كما دمرت تلك القوات عمارة سكنية مكونة من أربعة طوابق، وسوتها بالأرض.

وأضاف " في حوالي الساعة 3:45 من فجر يوم الجمعة الموافق 8/8/2003، اقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية قوامها أربع ناقلات جند مدرعة وأربع عشرة سيارة جيب وجرافتان عسكريتان، تساندها طائرتان مروحيتان، مخيم عسكر، شرقي مدينة نابلس، من الجهة الشمالية الشرقية. توغلت القوة في المخيم حتى شارع الصفا، وحاصرت عمارة دويكات، قرب مصنع الصفا للألبان، وهي عمارة سكنية مكونة من أربعة طوابق، بهدف اعتقال ناشطين فلسطينيين من كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وفي حوالي الساعة 4:15 دقيقة، وبعد أن أكملت حصارها للعمارة السكنية، أمرت سكانها، عبر مكبرات الصوت، بإخلائها في غضون خمس عشرة دقيقة. تلى ذلك اشتباك مسلح بين قوات الاحتلال والناشطين. وفي حوالي الساعة 5:45 صباحاً، وفي استخدام مفرط للقوة المسلحة، يعكس أعلى درجات الاستهتار بأرواح المدنيين، أطلقت إحدى الطائرتين المروحيتين صاروخاً باتجاه الطابق الثالث الذي كان يتحصن داخله الناشطان، مما أدى إلى تدميره بالكامل. وفي حوالي الساعة 6:00صباحاً، وبعد توقف إطلاق النار، استخدمت قوات الاحتلال عدداً من السكان كدروع بشرية، وأرغمتهم على دخول العمارة، لإخراج جثمانيّ الناشطين. وبعد حوالي عشرة دقائق أخرجوا جثمان أحد الناشطين، وتبين أن الجثة تعود للمواطن خميس يوسف أبو سالم، 30 عاماً. وقد احتجزته قوات الاحتلال لديها. وفي حوالي الساعة 7:30 من صباحاً، زرع الجنود مواد متفجرة في العمارة، وفجّروها عن بعد، مما أدى إلى تدميرها تدميراً كاملاً. تقدمت جرافة عسكرية باتجاه العمارة المدمرة، وشرعت بتسويتها بالأرض للتأكد من أن الناشط الآخر لن ينجو من الموت. وبعد انسحابها من المكان، هرع الأهالي للبحث عن جثمان الناشط الآخر، وفي حوالي الساعة 10:30 عثروا على جثة الناشط الآخر، وتبين أنه الشهيد فايز فريد حامد الصدر، 27 عاماً. نقل الجثمان إلى مستشفى رفيديا في نابلس. وأفادت المصادر الطبية هناك أنه كان مصاباً بأكثر من عشرة أعيرة نارية في مختلف أنحاء الجسم.

وأردف البيان " وفي حوالي الساعة 11:00 صباحاً، وأثناء انسحاب تلك القوات من المخيم كلياً، فتح جنودها النار باتجاه المدنيين الفلسطينيين الذين غادروا منازلهم لاستجلاء نتائج عملية اقتحام المخيم. وأسفر إطلاق النار عن إصابة الفتى محمود تيسير التك، 18 عاماً، بعيار ناري في البطن. نقل المصاب بواسطة سيارة مدنية إلى مستشفى رفيديا، وأخضع لعملية جراحية ، إلا أن جهود الأطباء في إنقاذ حياته باءت بالفشل أعلنت المصادر الطبية في ساعات المساء عن استشهاده. وأفاد شهود عيان أن النار أطلقت باتجاه الفتى التك من داخل سيارة جيب عسكري، ومن مسافة تتراوح بين خمسين وستين متراً. وفي وقت متزامن، أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز باتجاه المواطنين، مما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق،وكان من بينهم المواطن فوزي أحمد فوزي العلمي، 41 عاماً، الذي نقل إلى المستشفى الوطني في نابلس، ومن هناك حول إلى مستشفى رفيديا، حيث فارق الحياة.


التعليقات